PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بيان الأحزاب الشيوعية و الثورية العربية في ذكرى مئوية نشأة الأممية الشيوعية و الحركة الشيوعية العربيةا نشأة الأممية الشيوعية

لقد مثل تاسيس الأممية الشيوعية ما بين 2-6/ آذار عام 1919، نقلة نوعية ذات أثر كبير في الحركة الشيوعية العالمية، وقد جاء تشكيلها كضرورة إقتضاها الواقع أنذاك و بمبادرة من لينين في موضوعات أفريل و دفع ثابت منه ، فبعد الحرب الإمبريالية الأولى وإنتصار ثورة أوكتوبر الإشتراكية و حالة النهوض النضالي العمالي في عدد كبير من البلدان الأوروبية من أجل إستكمال المهام الثورية على مرتكز الإنتصار البروليتاري الأوكتوبري إضافة لمسائل محورية ذات شأن أنذاك كالموقف من الحرب و طابع و مضمون المهام النضالية المطروحة إزاء الطبقة العاملة أصبحت مهمة تشكيل الأممية الثالثة على جدول أعمال الشيوعيين أنذاك ، حيث في ذلك السياق و إرتباطا به تم كشف وفضح وتعرية التحريفيين والاشتراكيين الشوفنيين الذي دعوا عمال بلادهم الى المشاركة في الحرب العالمية الأولى وهو مناقض لقرار الأممية الثانية الذي اتخذ عام 1908، ، و ذلك ما في السابق دفع لينين وحزبه للانسحاب من الأممية الثانية، ومهاجمة أحزابها دون هوادة وكشف خيانتها للطبقة العاملة وتبعيتها وتذيلهاللإمبريالية العالمية. تم تشكيل الأممية الشيوعية لتكون بوصلة مُوجة لنضال الأحزاب الشيوعية عبر العالم، وإعتبر لينين أن الطبقة العاملة في الاتحاد السوفيتي هي طليعة الكفاح في العالم وعليها مسؤولية كبيرة في قيادة الحركة الثورية العالمية فكان أن دعا الرفيق لينين لتشكيل الأممية الشيوعية ووضع شروط إنضمام الأحزاب الشيوعية والعمالية إليها، من أهم هذه الشروط هي تطهير الأحزاب الشيوعية من عناصر الاشتراكية الديمقراطية التي تدعو للتعاون الطبقي، والاعتراف بالصراع الطبقي محرك التاريخ ودكتاتورية البروليتاريا وغيرها من الشروط ، وقد لعبت الأممية الشيوعيةدورا كبيرا في محاربة التيارات التحريفية والاشتراكية الشوفينية. وقد تمخض عن الاجتماع التأسيسي للأممية الشيوعية عدة نتائج أهمها كما ذكرنا وضع 21 شرطاً من أجل قبول الأحزاب في الأممية الشيوعية، وتأسيس حزب شيوعي واحد في كل بلد يزاوج بين العمل الشرعي والسري، بحيث يجب على الحزب الشيوعي أن لا ينسى أن النضال الشرعي لا يشكل بديلاً عن الثورة العمالية ضد النظام الرأسمالي ولا دكتاتورية البروليتاريا. وقد كان البيان الأول للأممية الشيوعية واضحا، "لقد بدأ عصر جديد! إنه عصر انهيار الرأسمالية وتعفنها الداخلي. عصر الثورة الشيوعية البروليتارية ... ". هذا و أبرز اﻹعلان البرنامجي للأممية الشيوعية دكتاتورية البروليتاريا في تعارض مع الديمقراطية البرجوازية باعتبارها شكلا من أشكال دكتاتورية رأس المال، و صاغ بياناً موجها إلى البروليتاريا الأممية. و في تشرين الثانينوفمبر 1919 تأسست الأممية الشيوعية للشباب في برلين، من أجل توحيد قوى الشباب الثوري، استنادا إلى الخط العام للأممية الشيوعية مع تنسيق المطالب المتعلقة بظروف تعليم و حياة و عمل الشباب والصراع ضد العسكرة. لقد حارب لينين في عمله الهام "اليسارية مرض الشيوعية الطفولي" ضد الانعزالية التي كانت ترفض ضرورة الجمع بين جميع أشكال الصراع، و النضال داخل البرلمان وخارجه. و مع ذلك، فقد تم استغلال هذا السجال الضروري ضد هذا الشكل من الانحرافات، من قبل الانتهازية اليمينية من أجل تعزيزها ضمن صفوف أحزاب اﻷممية الشيوعية. أولت الأممية الشيوعية منذ خطوات عملها الأولى إهتماما واضحا بقضية المرأة من أجل بلورة برنامج نضالي في صفوف الحركة النسوية و ذلك ماتم تحديدا في التزامن مع المؤتمرين الثاني و الثالث ، و خصوصا المؤتمر الثاني للأممية الشيوعية الذي إنعقدت رفقته الندوة الأممية الثانية للنساء الشيوعيات ، التي أسفرت عن تشكل السكرتارية النسائية الأممية بقيادة كل من كلارا زتكين ، ألكسندرا كولونتاي ، من أجل تشكيل حركة نقابية ذات مضمون طبقي عمالي أسست الأممية الشيوعية خلال مؤتمرها الثالث أممية نقابات العمال "الأممية الحمراء لنقابات العمال (بروفنتيرين ) بمشاركة 220 مندوبا نقابيا ، وقد بلغ مجموع أعضاء النقابات المنضوية ضمن "بروفنتيرين " 17 مليون عضوا ، و على مرتكز ذلك دفع المؤتمر السادس للتطوير العمل النقابي للشيوعيين و ذلك نظرا لأن الأغلبية العظمى من النقابات و العمال المنظمين نقابيا بقيت تحت تأثير و سيطرة الإشتراكيين الديمقراطيين كما أقر المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية موضوعات الجبهة العمالية الموحدة في محتوى تطوير عمل الأحزاب الشيوعية تجاه الجماهير العمالية و الحد من تأثيرات الإشتراكية الديمقراطية عليها في المؤتمر السادس تم إستكمال النقاش حول برنامج الأممية الشيوعية الذي إنطلق النقاش فيه منذ المؤتمر الثالث و رفقة القراءة حول الوضع العالمي أنذاك و إحتدام أزمة الإمبريالية العالمية و طابع الحرب المرتقب و كيفية النضال ضدها و ماهي المهام النضالية المطروحة للنضال ضد الحرب و الفاشية ، تم تحديد أساسا مضمون الثورات المطروحة أنذاك على بوصلة الثورة البروليتارية العالمية : في البلدان الرأسمالية المتطورة الإنتقال الفوري نحو دكتاتورية البروليتاريا ، البلدان ذات تطور رأسمالي متوسط و التي لم يستكمل فيها إنجاز المهام الديمقراطية البرجوازية إستكمال سريع للمهام الديمقراطية البرجوازية العالقة و من ثم المرور للإشتراكية ، في أشباه المستعمرات و المستعمرات إنجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية و من ثم إستكمال المهام الثورية نحو الإشتراكية ولكن بعد مرور 100 عام على تشكيل الأممية الشيوعية، وما رافق خلال هذه المئوية من التغيرات والتي كان أهمهما الإنحرافات الإديولوجية و السياسية منذ المؤتمر 20 للحزب الشيوعي السوفياتي عام 1956 التي أدت إلى تخريب بناء الإشتراكية و تفكك المعسكر الاشتراكي عام 1991 و إنتصار الثورة المضادة البورجوازية ، فإن واقعية البيان التأسيسي للأممية الشيوعية لا زالت حاضرة، فلا زلنا في عصر إنتقال من الرأسمالية إلى الإشتراكية و الثورة البروليتارية ، ولا زال على الأحزاب الشيوعية الماركسية اللينينة محاربة التحريفيين الجدد والتيارات الشوفنية الجديدة، وكما يجب عليها النضال والكفاح من أجل إقامة السلطة العمالية في بلدنها، ونحن ندرك حجم المهام الملقى على عاتق الأحزاب الماركسية اللينينية في هذه الظروف. ولادة الحركة الشيوعية العربية إن الأممية الشيوعية ربطت بين حركة التحرر الوطني والثورة الشيوعية العالمية وقد دعمت الاممية الشيوعية حركات التحرر الوطني في جميع أنحاء العالم وكان على الأحزاب الشيوعية في البلدان المستعمرة دعم حركات التحرر الوطني رغم جذورها الطبقية، حيث كان هدف الأممية الشيوعية فك الارتباط بين دول المركز ودول الأطراف مما يسرع في انهيار النظام الرأسمالي بسبب اختناقه، بحيث إن النظام الرأسمالي في دول المركز لا يجد سوق لتصريف منتجاته مما يسبب في اختناقه وبالتالي انهياره وسيطرة الطبقةالعاملة على السلطة في تلك الدول. ومن ذلك أتت المهمة على كاهل الأممية الشيوعية لتشكيل الأحزاب الشيوعية في البلدان الخاضعة تحت الإستعمار الإمبريالي الأوروبي و تحديدا منها التي كانت نتاج إتفاقية سايس بيكو الإستعمارية و الإتفاقيات الإستعمارية السابقة في إفريقيا و من ذلك أتت الضرورة لنشأة الحركة الشيوعية العربية و التي كانت نواتها أول خلية شيوعية في فلسطين نشأت نتاج الإنتصار البروليتاري البلشفي و أثره كان للإنتشار السابق للفكر الإشتراكي في مصر تحديدا و فلسطين إضافة لنشأة المجموعات الإشتراكية في المشرق العربي و دور المناضلين الشيوعيين الأوروبيين دور هام و ثري في تهيئة الطريق و تعبيده لنشأة الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي و قد لعبت ثورة أوكتوبر الإشتراكية و تأثيراتها الثورية و تحديدا الموقف الثابت للينين من إتفاقية سايس بيكو و الدعوة لمحاربتها و النضال ضدها فعل ثاقبا في إستمالة المجموعات الأكثر ثورية و راديكالية في التنظيمات الإشتراكية الفتية الناشئة أنذاك عزز ذلك و ثبته نشأة الكومنترن و طرحه لقضية التحرر الوطني العربية ضمن مهامه وفي شهر آذار من العام 1919، تشكل حزب العمال الاشتراكي في فلسطين من قبل مجموعة انشقت عن حزب بوعالي عتصيون، ودعت هذه المجموعة إلى قطع كل العلاقات مع الحركة الصهيونية والانضمام إلى الكومنتيرن، وقدحسم الشيوعيون الأوائل مواقفهم الفكرية، وشقوا طريقهم نحو الفكر الماركسي اللينيني. وفي شهر تموز عام 1923 شكل نقطة حاسمة في تحول الحزب إلى حزب أممي حيث أعلن عن تشكيل الحزب الشيوعي الفلسطيني وتم الاعتراف به من قبل الأممية وهو الذي اعتبر أن الحركة الصهيونية هي تعبيرة عن مصالح البرجوازيين اليهود المتحالفين مع الامبريالية البريطانية، وأعتبر أن الجماهير العربية هي من تشكل رأس الحربة في مواجهة الانتداب البريطاني والمتحالف مع الحركة الصهيونية، أما في مصر فقد ساهم الإنتشار السابق للفكر الإشتراكي في مصر و نشأة الحركة العمالية إضافة لوجود عدد من الشيوعيين الأوروبيين في مصر و تحديدا من الحزب الشيوعي البريطاني في إنضاج الخطوات نحو تأسيس الحزب الإشتراكي المصري في أغسطس 1921 فربط هذا الحزب صلاته بعد سعي جاد و عمل و صراع ضد الميولات الإنتهازية و الإصلاحية المتقاربة مع الأممية الثانية العلاقات مع الكومنترن و قد كان الدور الثاقب في هذه المهمة لحسني عرابي الأمين العام الأول للحزب رفقة أنطوان مارون و صفوان أبو فتوح ، فحضر الحزب الإشتراكي بدفع من إتجاهه الأكثر ثورية للمؤتمر الرابع للأممية الثالثة لقبول إعترافها به ومنذ ذلك التاريخ في 1922 غير إسم الحزب للحزب الشيوعي المصري قابلا الشروط 21 للإنتماء ملتزما بها خائضا إثر ذلك صراعا لا هوادة فيه ضد التوجهات اليمينية و المتهادنة فيه ، فساهمت نشأة الحزبين الشيوعيين المصري و الفلسطيني في الولادة الفعلية للحركة الشيوعية العربية أنذاك و ذلك ما خلق أثره فعلا في مسار إستكمال التشكل ، ففي سوريا و لبنان ساهمت كل من تجربة فؤاد الشمالي في الحزب الإشتراكي المصري و تأسيسه للحزب الإشتراكي السوري اللبناني و المجهود النضالي ليوسف إبراهيم يزبك في مطلع العشرينات في نقابات التبغ و الإلتقاء بين المناضيلين في وضع حجر الأساس لنشأة الحزب الشيوعي السوري اللبناني و كان لللدعم المقدم من الحزب الشيوعي الفلسطيني دورا ذو أهمية في النشأة ، ففي أوكتوبر 1924 بقيادة كل من يوسف يزبك و فؤاد الشمالي و بحضور العمال الشيوعيين من مصانع التبغ شكل الحزب الشيوعي اللبناني تحت تسمية حزب الشعب اللبناني ومن خلال إقرااره إثر تشكيله الإعداد للأول من أيار في 1925 إستمال إثر ذلك مجموعة ثورية ماركسية أرمينية (السبارتاكيين ) بقيادة أرتين ماديون و من وحدة المهمة في الأول من أيار إتحد الحزب الفتي الناشئ مع السبارتاكيين مستكملا تشكله و بهذا نشأ الحزب الشيوعي السوري اللبناني الذي شارك في المؤتمر السادس للكومنترن مثبة صلاته و تواجده في الحركة الشيوعية العالمية ،أما في العراق فكان الظهور الأول للحلقات الإشتراكية تزامنا مع نشأة الأحزاب الشيوعية في المشرق العربي فلقد كانت الحلقة الأولى المؤسسة من حسين رحال في 1924 لحقها إنتشار الحلقات الماركسية بشكل بارز و تحديدا في بغداد كانت أبرزها الحلقة التي على رأسها يوسف سلمان فهد التي لعبت دورا بارزا من خلال نوعية أدائها في وحدة الحلقات الماركسية الينينية في العراق ففي مارس 1934 عقد إجتماع الوحدة الحزبية للحلقات الماركسية اللينينية لإعلان عن تأسيس الحزب الشيوعي العراقي الذي إتخذ تسمية له في الإجتماع التأسيسي لجنة مكافحة الإستعمار و الإستثمار و من ثم في 1935 عقدت اللجنة المركزية للحزب و غيرت تسمية حزبها بإسم الحزب الشيوعي العراقي و أصدرت جردية كفاح الشعب ، كم حضر الحزب الشيوعي العراقي المؤتمر السابق للكومنترن بصفة مراقب أما في الجزء الغربي من شمال القارة الإفريقية فلقد كان إسهام الأممية الشيوعية في نشأة و تكوين الأحزاب الشيوعية بشكل أخر ، فمنذ مؤتمر تور الذي تأسس فيه رسميا الحزب الشيوعي الفرنسي وكلت إليه مهام بخلق نواتاة شيوعية في المغرب العربي الخاضع تحت الإستعمار الفرنسي ، فبمجهود من مناضليه في المستعمرات و تكيفا مع التقدميين و المناضلين اليساريين تم تكوين التنظيمات الشيوعية في كل من تونس و الجزائر مع مطلع العشرينات تحت إشراف الحزب الشيوعي الفرنسي لحقها المغرب ما بعد ذلك لكي تنمو هذه التنظيمات و تتشكل كأحزاب قائمة الذات بين 1936 و 1939 ، فقد تشكل رسميا الحزب الشيوعي الجزائري بإستقلالية عن الحزب الشيوعي الفرنسي في 1936 و الحزب الشيوعي التونسي متبنيا قضية التحرر الوطني عاقدا مؤتمره في 1939 و إلتحق المغرب ما بعد ذلك في أواسط الأربعينات ، الحركة الشيوعية العربية و حركة التحرر الوطني العربية من خلال إستعدادها الأولي و توجيهات الكومنترن تمكنت الأحزاب الشيوعية العربية كأول أحزاب وطنية في الوطن العربي مناضلة ضد الهيمنة الإستعمارية البريطانية و الفرنسية أساسا من لعب دورها النضالي ، فلقد إلتحمت بمعارك الجماهير الشعبية و إنتفضاتهم ، كما نددت عبر صحافتها بعموم جرائم الإستعمار و إنتهاكه للحقوق الإجتماعية و الوطنية للطبقة العاملة و الفلاحين ، و ساهمت كاحزاب عمالية في تشكيل النقابات العمالية و الفعل و قيادة في بعض المناسبات للإضرابات العمالية و الحراك العمالي ، فرغم القمع الوحشي الذي تعرضت إليه أساسا من الإستعمار البريطاني و عمليات التهجير و الإعتقال و بطواطئ و مساهمة من العصابات الصهيونية و الإقطاع العميل للإستعمار إلا أنها بقيت متماسكة بدورها و مهامها النضالية الوطنية كما لعب مؤتمرين السادس و السابع للأممية الثالثة الذان كانت فيهم محتويات هامة و قرارات و برنامج ثورة التحرر الوطني في مضامينها البروليتارية من الإستعمار دورا ثريا بارزا في إثراء تجربة و برامج الأحزاب الشيوعية العربية وهو الذي كأمثلة في سياق ذلك تماسك الشيوعيين الفلسطنيين في نضالهم الوطني الذين ناضلوا تحت راية عصبة التحرر الوطني و مكن الحزب الشيوعي السوري من لعب دور بارز و ثري في أبرز المعارك النضالية الوطنية المتمثلة أنذاك معركة الجلاء ، و من خلال توجيهات الأممية الشيوعية لعبت الأحزاب الشيوعية العربية إجمالا في كل من الشرق الأوسط و شمال إفريقيا دورا ثريا نضاليا زمن الحرب الإمبريالية الثانية في تصديها للعدو الفاشي و مشاركتها في المعركة البروليتارية الأممية في القضاء على الفاشية و التصدي إليها و قد قدم الشيوعيون العرب دروسا فعلا في النضال الوطني الثوري و ذلك ما بينته بكل وضوح التجربة الرائدة للحزب الشيوعي العراقي بقيادة الرفيق فهد ، فرغم حداثة نشأته فإن الحزب سرعان ما إنخرط بفعل ثوري ثاقب في المعارك النضالية الوطنية مولدا إياها قائدا الطبقة العاملة العراقية و الفلاحين في نضالات محتدمة ضد الإستعمار البريطاني و النظام الملكي الموالي له مما دفع السلطات الإستعارية و حكومة النوري سعيد لإصدار حكم الإعدام في 1949 على أبرز قادة الحزب الشيوعي العراقي (يوسف سلمان فهد ، زكي محمد بسيم حازم ،حسين محمد الشبيبي صارم ) إضافة إلى الحكم على 56 مناضل شيوعي عراقي بالسجن المؤبد و الأعمال الشاقة كان الواقع أكثر تعقيدا و صعوبة على الحركة الشيوعية العربية في مراحل لاحقة من حركة التحرر الوطني العربية و الأحداث الواقعة ، فلقد فقدوا نسبة ليست بالهينة من مصدقيتهم تجاه الجماهير الشعبية العربية غداة قرار التقسيم ووقعوا في موقف محير في كيفية التفاعل مع موقف الإتحاد السوفياتي ، و كذلك فالتغيرات الواقعة على الأنظمة العربية في فترة الخمسينات و الستينات في صعود الأنظمة القومية العربية التقدمية في كل من مصر و العراق و سوريا ، وضعت الأحزاب الشيوعية في موضع شائك و محير في أي إستراتيجية و برنامج يكمن إتباعه في علاقة بالقضية الوطنية و أي مهام وطنية نضالية هي مطروحة الأن و قد عمق هذا الإشكال في تأثيراته أزمة الحركة الشيوعية العالمية و صعود التحريفية الخوروتشوفية للسلطة التي إتخذت مواقف في عمق القضية الوطنية العربية معادية لمضامين مقرارات الأممية الشيوعية في المؤتمر السادس و السابع في كيفية تكييفها ، فلقد دفعت إلى فرض على الأحزاب الشيوعية العربية نظرية طريق التطور اللارأسمالي التي كان محتواها السياسي في دعم الأنظمة القومية التقدميةو التحالف معها و عدم معارضتها و النضال لإسقاطها ، فدعمها سيدفع نحو إستكمال المهام النضالية تجاه للإشتراكية و قد كانت نتيجة ذلك تشكيل الإتحاد الإشتراكي و حل الحزب الشيوعي المصري في 1964 و كان الأثر الكبير لذلك على الحزب الشيوعي العراقي الذي خرج غداة صعود الضباط الأحرار للسلطة في العراق قوة نضالية تتصدى لعموم المخططات الإستعمارية و قوى المضادة للثورة المتأمرة على النظام الوطني من أجل إسقاطه ، فبسبب تدخلات التحرفيين و حسباتهم السياسية مع بريطانيا و أمريكا حول ألمانيا منع الحزب الشيوعي العراقي من لعب دوره الوطني الثوري ثابت و إفتكاكه السلطة السياسية الذي كان في خطوات نحوها لكي يتكبد ما بعد ذلك الهزائم القاسية و حملة إغتيالات جراء الثورة المضادة في العراق ، كما تعمقت تلك الإشكاليات و تأثيراتها على واقع الأحزاب الشيوعية العربية و أدائها النضالي زمن أزمة حركة التحرر الوطني العربية في فترةا لسبعينات و هيمنة الأنظمة العميلة بعد النكبة و هجمة كيان الصهيوني الذي إحتل جزء من الأراضي العربية في سوريا و لبنان و عزل المقاومة الوطنية العربية و محاصرتها من قبل الكيان الصهيوني و الأنظمة الرجعية العربية أنذاك ، فجله عقد المهام النضالية على الأحزاب الشيوعية العربية و خصوصا أنها عانت الضربات و القمع الوحشي و التفكيك من الأنظمة القومية العربية في الفترات السابقة ، لكن في هذا الخضم و هذه المرحلة لا يمكن أن نستثني الدور النضالي الرائد الوطني للحزب الشيوعي اللبناني الذي بمجهوداته النضالية المحترمة قام بدوره الوطني الثوري في دعم المقاومة الوطنية العربية في لبنان و تحديدا المقاومة الفلسطينية و تصدى للكيان الصهيوني في مرحلتين بارزتين الأولى في السبعينات و الثانية في مطلع الثمنينات زمن الإحتلال الإسرائيلي للبنان و قد ساهم بنضاله وطني ثري عبر مساهمته في تشكيل جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية و تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة ، كما تزامن مع ذلك في جزء الإفريقي من الوطن العربي إسهام و دور نضالي وطني مهم للحزب الشيوعي السوداني الذي لعب أشواطا نضالية مهمة في عقد السبعينات جعلت منه قوة سياسية مناضلة تهدد السلطة السياسية مما دفع بالنميري ما بعد ذلك لشن حملة قمعية على الحزب و إعدام أبرز قادته عبد الخالد محجوب ، كما في خضم أزمة حركة التحرر الوطني العربية و أزمة الحركة الشيوعية العربية أنذاك لا يمكن إستثناء ثبات بعض من التنظيمات الشيوعية الفتية على الماركسية الليننية و المضامين الثورية البروليتارية لقضية التحرر الوطني أنذاك في تباين مع التحريفية الخروتشوفية و الماوية كالوطنيين الديمقراطيين في تونس الذين تبنوا مواقف سياسية ثابتة من الأنظمة العربية و شهروا بالمشروع الإستعماري الجديد على الوطن العربي و دعموا وفق الإمكانيات المتاحة القضية الفلسطينية المقاومة الوطنية العربية و إنخرطوا جزئيا فيها الشيوعيون و القضية الوطنية الفلسطينية وحدها الأكاذيب و المغالطات التاريخية التي يروجها أعداء الطبقة العاملة و القضية الوطنية الفلسطينية و حق الشعب الفلسطيني في التحرر الوطني و تحقيق هدفه التاريخي في تأسيس دولته الوطنية المتسقلة و تحرير أرضه من نير الإستعمار الإستيطاني الصهيوني ، أن ليس للشيوعيين إسهام في النضال الوطني الفلسطيني و حتى إن وجد كان محدودا ، فالشيوعيون الفلسطينيون منذ تأسيس الحزب و زمن الإستعمار البريطاني كانوا طليعة النضال الوطني الفلسطيني و من ثم في عموم الفترات الحالكة من النكبة إل النكسة كان لهم الدور الفريد النوعي المدروس في النضال الوطني التحرري الفلسطيني في المضامين الفعلية ففي كل البقاع في الضفة الغربية و القطاع و داخل دولة الكيان كانوا في طليعة النضال الوطني الثوري التحرري الفلسطيني لم يرعبهم التقسيم و لا هزيمة 1967 و لا مساعي و أهداف تصفية القضية الفلسطينية في عام 1948، عام النكبة حيث قامت العصابات الصهيونية وبدعم مباشر ومكشوف من الامبريالية البريطانية وتواطؤالأنظمة العربية الرجعية بارتكاب المجازر بحق أبناء شعبنا الفلسطيني وتهجيرهم من منازلهم، وكانت النتيجة سيطرة المليشيات الصهيونية على 78% من أرض فلسطين التاريخية وسيطرة الأردن على الضفة الغربية، وسيطرة مصر على قطاع غزة، وقد خلق هذا الوضع تعقيدا جديدا يواجه الشيوعيون الفلسطينيون. فقط توزع الشيوعيون الفلسطينيون في مختلف المواقع الجغرافية نتيجة لهذه النكبة القسم الأول: داخل دولة الكيان مع الفلسطينيين الذين رفضوا مغادرة قراهم وبلدانهم وبقوا تحت الحكم العسكري، حيث كان أولوية الشيوعيون هناك هو خوض معركة البقاء ورفض الهجرة وسياسة التهجير التي مارسها الصهاينة وقد نجح الشيوعيون في هذه المعركة بشكل لافت ونجحوا في تثبت جماهير شعبنا في قراهم ومدنهم ووأد مشروع التهجير، وكان من رموزهم الرفيق توفيق زياد والرفيق محمود درويش وسميح القاسم وغيرهم من القادة الذي لعبوا دورا كبيرا في تثبيت جماهير شعبنا في داخل أراضي عام 1948، أما القسم الثاني فكان في قطاع غزة، حيث عمل الرفاق هناك تحت اسم الحزب الشيوعي الفلسطيني، حيث كان الرفيق معين بسيسو أمين عام الحزب وقد كانت أولوية الرفاق في قطاع غزة هو محاربة مخطط التوطين الذي كان يحاك من أجل إيجاد وطن بديل للاجئين الفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء، لكن كفاح الشيوعيين الفلسطينيين في قطاع غزة أسقط هذا المخطط وقد دفع الشيوعيون هناك فاتورة كبيرة بسبب مواقفهم ومقاومتهم لمشروع التوطين، حيث سقط عشرات الشهداء واقتيد المئات منهم إلى السجون المصرية وتحديدا في سجن الواحات حيث تم اعتقال الأمين العام للحزب الشهيد معين بسيسو. أما القسم الثالث فكان في الضفة الغربية، حيث عمل الشيوعيون الفلسطينيون تحت اسم الحزب الشيوعي الاردني، وقد أسقط الشيوعيون هنالك في عام 1952 مشروع ضم الضفة الغربية إلى الاردن، وكان هذا المشروع يتساوق مع مشروع التوطين في قطاع غزة، وذلك تمهيدا الى إلغاء وجود الشعب الفلسطيني لكن الشيوعيون الفلسطينيون بنضالهم العنيد افشلوا هذا المخطط، وهذا ما كان سبب كبير في سخط أجهزة الأمن الأردنية عليهم، كما ساهم الشيوعيون الفلسطينيون والأردنيون بإسقاط حلف بغداد سيء الصيت، وعلى أثر نضال الشيوعيين المتنامي والتفاف الجماهير حولهم شنت أجهزة القمع الأردنية حملة شعواء كبيرة ضد الشيوعيين حيث أدت هذه الحملةإلى سقوط عشرات الشهداء نذكر منهم الرفيقة رجاء أبو عماشة، الرفيق روحي زيد الكيلاني، الرفيق طلق الريحان، الرفيق عبد الله تولستان، وقد زج بمئات الشيوعيين في معتقل الجفر الصحراوي حيث تعرض الشيوعيين لشتى صنوف التعذيب بسبب مواقفهم الوطنية والمبدئية. عام 1967تم سيطرة الاحتلال الصهيوني على الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذا فرض واقعاً جديداً على الشيوعيين الفلسطينيين، وعلى الفور بدأ الشيوعيون الفلسطينيون حملة التعبئة وتنظيم الجماهير من أجل مقاومة الاحتلال الصهيوني وقد لعب الشيوعيون الفلسطينيون دوراً مركزياً ومحورياً في تشكيل الجبهة الوطنية حيث تلاقت جميع الأطراف المقاومة للاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة مع قيادة الثورة الفلسطينية على ضرورة تأليف تنظيم جبهوي يضم الفئات والقوى المناهضة الاحتلال، وينظم عملية الكفاح ضد الاحتلال. وبتاريخ 15/8/1973 وزع على جماهير الأرض المحتلة برنامج للجبهة الوطنية يعلن ولادة التنظيم الجبهوي الذي يضم مجموعة من الأحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية حيث كان الشيوعيون هم من يتزعم هذه الجبهة، ويتخلص برنامج الجبهة في: * مقاومة الاحتلال الصهيوني، والنضال في سبيل تحرير الأرض العربية المحتلة، واستعادة الحقوق الوطنية الثابتة للشعب العربي الفلسطيني، ورفض كافة المشاريع التآمرية والتصفوية. * الدفاع عن الأراضي والممتلكات العربية في وجه عمليات المصادرة والتهويد. * التصدي لإجراءات الضم الاقتصادي وتخريب المؤسسات الاقتصادية الوطنية وطمس الثقافة الوطنية، والعمل على إحياء التراث الشعبي الفلسطيني. * الدفاع عن المعتقلين السياسيين، والعمل على دعم المنظمات الجماهيرية، كالنقابات العمالية والمهنية والاتحادات والأندية. وبعد إذاعة البيان الأول باشرت الجبهة نضالها على كافة الصعد تحقيقاً للأهداف المعلنة، فأصدرت العديد من البيانات السياسية، وقامت بتنظيم التظاهرات والمذكرات وعرائض الاحتجاج. كما أصدرت صحيفة سرية باسم “فلسطين”. وقد لعبت الجبهة دوراً بارزاً في التصدي لكافة المؤامرات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، إضافة إلى أنها ساهمت في رفع الروح النضالية داخل الأرض المحتلة. كما كان للجبهة دور أساسي في دفع الشخصيات الوطنية نحو الفوز في الانتخابات البلدية في الضفة الغربية لعامي 1975 و1976، الأمر الذي دفع السلطات الإسرائيلية إلى ممارسة كافة أشكال الاضطهاد ضد قيادتها وأعضائها، فقامت هذه السلطات بزج العديد من قياديي الجبهة وأعضائها في السجون، إضافة إلى إبعاد بعض قيادييها الأساسيين خارج الوطن المحتل. عام 1982، إعادة تأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني، حيث كان الشيوعيون الفلسطينيون في الارض المحتلة يعملون تحت اسم الحزب الشيوعي الأردني، وقد كانت الظروف قد تهيأت لعمل الشيوعيون الفلسطينيون تحت اسم الحزب الشيوعي الفلسطيني. عام 1987تفجرت الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال بسبب سياسات الاحتلال التعسفية، حيث كانت معظم فصائل منظمة التحرير تركز على العمل في الخارج وأهملت ساحةالداخل،بعكس الشيوعيون الذين أصرواعلىأنالاستثمارفي الداخل واعتبروه لا يقل أهميةعن الكفاح في الخارج، وعند خروج منظمة التحرير من لبنان عام 1982، اعتقد الكيان الصهيوني انه وجه الضربة القاضية للمقاومة الفلسطينية، لكن انتفاضة عام 1987 وجهت صفعة قوية للاحتلال، وقد لعب بها الشيوعيون دورا كبيرا وقدموا عشرات الشهداء والجرحى، فقد كان نصف الأسرى المعتقلين في السنة الأولى الانتفاضة هم من الشيوعيون الفلسطينيين وهذا كان مؤشر واضح على دور الشيوعيون بها وانخراطهم فيها، وفي عام 1988، تم قبول عضوية الحزب الشيوعي في منظمة التحرير الفلسطينية كفصيل مقاوم ضد الاحتلال والاعتراف بدوره الهام في النضال التحرُري الذي يخوضه شعبنا ضد الاحتلال. واقع الحركة الشيوعية العالمية و العربية و ما المطروح لحل أزمتها كان في تفكك الإتحاد السوفياتي و المعسكر الإشتراكي و إنتصار الثورة المضادة النقطة التي زادت من تعميق أزمة الحركة الشيوعية العالمية و أزالت الستار على كل إنتهازي مقنع كان يتشدق بالماركسية اللينينية و الشيوعية معلنا قطيعة التامة عن الماركسية اللينينية و مشهرا بها كفكر أثبت فشله و لم يعد صالحا للإجابة العلمية على المتغيرات الواقعة و رسم الحلول و من جزء أخر لا يقل عنه في رؤية دعى لمراجعة الفكر الماركسي اللينيني و منهم من دفع للقطيعة مع لينين و إسهاماته و التمسك بماركس و من طرح الإنتقاد و إعتبار أن التجربة السوفياتية و التجربة بناء الإشتراكية خاطئة من أسسها ، كما لا نستثني من إعتبر أن الطبقة العاملة لم تعد الطبقة الثورية الموكلة إليها مهام التغيير ، فجل الإنتهازيين و التحرفيين قد إصطفوا إلى جانب البرجوازية و الإمبريالية في سياستها و هجمتها تجاه الماركسية اللينينية و الطبقة العاملة ، إلا قلة قليلة أعلنت علنا تمسكها بالماركسية اللينينة و قضية الطبقة العاملة في تحررها و راهنية الإشتركية و ضرورتها رغم إنتصار الإمبريالية و التحريفية و القضاء على التجربة الإشتراكية السوفياتية إعتبارا كون الحركة الشيوعية العربية هي جزء ذو موقع في الحركة الشيوعية العالمية فقد تأثرت بأثر كبير من ازمة و خصوصا بعد تفكك الإتحاد السوفياتي وإنتصار الثورة المضادة ، تمثلت في الضهور العلني للتيار التحريفي الذي أعلن قطيعته النهائية مع الشيوعية و الماركسية اللينينة و دور الطبقة العاملة الثوري و راهنية التغيير الوطني الثوري البروليتاري في أفكار راجت أنذاك كان محتواها الإنتقاد الحاد للتجربة السوفياتية و لثورة أوكتوبر و تعدد الأفكار و النظريات تعدد الأفكار المراجع لقضية التحرر الوطني للأحزاب اليسارية و نظرية الصفر الإستعماري المبشرة بالإستعمار و التدخل الخارجي كأساس للتغيير الديمقراطي و الدعوات السياسية الضاربة لمهام المرحلة في التحرر الوطني المنادية بمهام التغيير الديمقراطي ، إضافة للإنتشار الفاحش للإنتهازية التي بقيت مراوح بين الطريقين في تشدق بالماركسية الليننية و الجمل الثورية و قضية التحرر الوطني و ببرامج و تحديد للمهام المرحلية المطروحة المتقاربة مع أطروحات التحريفيين ، أما التوجه الثوري فلقد كان محاصرا و محدود الأثر و الفعل و جزء منه متبن لإستراتيجية السابقة و البرامج الغير متكيفة مع مهام المطروحة مرحليا خطت الحركة الشيوعية العالمية خطوات إيجابية في حل أزمتها منذ أواسط العقد الأخير من القرن 20 و قد كان ذلك من الفعل النضالي للأحزاب الشيوعية الثورية التي طرحت عل نفسها هذه المهمة الثورية كضرورة ملحة من أجل إستئناف الطريق الثوري و بداية المشوار من أجل القطيعة مع الأزمة و قد كان الدور الرائد و الثوري في ذلك للحزب الشيوعي اليوناني الذي شخص الأزمة مدققا في ذلك و رسم ملامح حلولها أزمتها و خطى الخطوات الأولى في مسار إستئناف الطريق عبر إعادة ربط الصلات و العلاقات بين الأحزاب الشيوعية مشكلا في إطار ذلك اللقاءات الأممية للأحزاب الشيوعية و العمالية كإطار جامع هلى الحد الأدنى من أجل النقاش و الصراع الفكري و السياسي في القضايا المطروحة إن أزمة الحركة الشيوعية العالمية مازالت متواصلة على المستويات الثلاث إديولوجيا و سياسيا و تنظيميا رغم الخطوات الإيجابية المحققة من تشكل المبادرة الشيوعية الأوروبية و دعوات تشكيل القطب الماركسي اللينيي الأممي و اللقاءات و الندوات المنعقدة بين الأحزاب الشيوعية و الأداء النضالي الثوري الذي برز لدى عدد من الأحزاب الشيوعية الثورية و أخرى قد نتجت و ذلك جله كان بفعل التوجه الثوري داخل الحركة الشيوعية العالمية ، إلا أن ذلك يبقى دون الطموحات المرجوة و خصوصا في واقع الحركة الشيوعية العربية الذي مازال متأزما و تحت تأثيرات كبيرة من الإنتهازية وهو ما كشف بكل وضوح في الفترة المستمرة إلى الأن في المتغيرات الواقعة في الوطن العربي و حالة النهوض النضالي الشعبي التي عجز الشيوعيون عن تحديد المهام النضالية المطروحة إزائها و الفعل النضالي فيها إن الواقع اليوم أمام تفاقم أزمة الرأسمالية العالمية و إستمرار حاللة النهوض النضالي العمالي الشعبي المتشرة في عموم بقاع العالم و عودة الحروب الإمبريالية و إمكانيات تطورها في شكل حرب إمبريالية شاملة أصبح يقتضي على الشيوعيين أن يؤدوا مهامهم الثورية المطروحة بكل ثبات و جدية في قطيعة مع أخطاء الماضي و إستنارة بالمنجزات و إرتكازا على مستخلصات التقييم و الدروس من أجل السير بخطوات ثابتة نحو الثورة البروليتارية للقرن الواحد و العشرين و هذا ما يتمثل بكل وضوح في الحركة الشيوعية العالمية من مرتكز الخطوات النضالية المحققة نحو إعادة التشكيل الثوري للحركة الشيوعية العالمية و تعزيز التوجه اشيوعي الثوري داخلها و دوره عبر تصليب الوحدة الثورية و تعزيز الصراع الإديولوجي و السياسي و ذلك جله من أجل بلورة أسس الإستراتيجية الثورية المتماسكة التي ستكون عنوان القطب الماركسي اللينني الأممي الذي سيفتح القاطرة الفعلية نحو الأممية الشيوعية حول الوضع الراهن بالوطن العربي و المهام النضالية المطروحة إن الأحزاب الشيوعية و الثورية العربية في متابعتها للوضع الراهن في المنطقة العربية و مستجداته فإنها : تعتبر أن مؤتمر البحرين الذي إنعقد في المنامة في 25-26 جوان برعاية الإمبريالية الأمريكية و الكيان الصهيوني و مشاركة واضحة للرجعية العربية يندرج ضمن صفقة القرن و الهادفة تصفية القضية الفلسطينية ، و في ذلك السياق تتوجه بالتحية الأساسا للقوى الوطنية الفلسطينية التي نددت بهذا المؤتمر و شهرت به بعموم الأشكال النضالية المتاحة و كذلك لعموم القوى الوطنية الثورية في الوطن العربي و على رأسها الأحزاب الشيوعية التي عبر المسيرات و الحراك الشعبي وعلى قاعدة المواقف الوطنية الثورية الواضحة كشفت محتوى هذا المؤتمر الإستعماري و الهدف منه الذي يصب في خانة مشروع تصفية القضية الفلسطينية ، كما تثمن موقف مختلفة القوى و الفصائل الفلسطينية التي رفضت المشاركة في ورشة البحرين و كل ما يسفر عنها ، فالأمر أمام مشروع التصفية و صفقة القرن أصبح يقتضي تطوير العمل المشترك بين القوى الوطنية الثورية عربية على قاعدة برنامج وطني ثوري جامع من أجل التصدي لعموم المشاريع الإستعمارية التي تحاك على وطننا العربي و على رأسها صفقة القرن تدين بشدة تواصل الحرب على الشعب اليمني من قبل الرجعية العربية السعودية المدعومة أمريكيا و صهيونية و تدعو إلى إيقافها كما تجدد ثقتها في الشعب اليمني و القوى الوطنية المناضلة في اليمن في مقدرها للتصدي لهذا العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني ، كما تندد بالإعتداءات الصهيونية المتكررة على الشعب السوري التي أوقعت العديد من الضحايا و الشهداء التي تأتي في سياق الرد على الإنتصار الوطني الذي حققه الشعب السوري و قواه الوطنية تشيد بالإنتفاضة الباسلة للشعب الجزائري الذي إستفاق مناضلا من أجل حقوقه الديمقراطية و الإجتماعية متصديا للسياسات اللاشعبية التي كرس في إنتهاجها النظام الجزائري و تدعوه لمواصلة نضالاته من أجل تحقيق أهدافه النضالية و مطالبه تحيي البطولات النضالية للشعب السوداني التي تجسدت في إنتفاضته الشعبية المحققة للإنتصارات و المتواصلة نضاليا في وتيرة متصاعدة ضد حكم المجلس العسكري و تعلن دعمها المبدئي التام المطلق للحزب الشيوعي السوداني الشقيق الذي يواصل بدوره النضالي المحوري الهام رغم الإعتقالات التي طالت عناصره القيادية تجذير الإنتفاضة الشعبية السودانية و الإستمراريتها من أجل تحقيق أهدافها المطروحة الأحزاب المعنية بالبيان حاليا : الحزب الشيوعي الفلسطيني الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي (الوطد – تونس ) حزب اليسار الشيوعي العراقي الحزب الشيوعي الثوري المصري النهج الديمقراطي القاعدي (المغرب ) اللجنة التحضيرية للحزب الإشتراكي اليمني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني