الإمبريالية الإعلامية
الإمبريالية الإعلامية
...............د. إبراهيم زعير
ما معنى الإمبريالية الإعلامية؟ ولماذا هذه التسمية؟
ويقولون أيضاً «إمبريالية الشاشة الصغيرة». وذلك لأن الهدف من البرامج التلفزيونية ليس تطوير الثقافات الوطنية والمساهمة في تحضر البلدان النامية. بل إلغاء هذه الثقافات الوطنية وإدخال الوعي الغربي إلى أذهان وعادات الملايين من الشباب واليافعين وغيرهم في هذه البلدان.
ثمة تناقض! فتحت شعار التحضير يراد شيء آخر، فالحضارة نتاج التطور الطبيعي للمجتمعات بينما ما يحاولون إدخاله في أذهان مواطني البلدان النامية ليس له علاقة بالحضارة حتى الغربية فيما إذا نظرنا إلى الحضارة كنتيجة للتطور التقني والثقافي والاجتماعي الهائل أي ارتفاع مستوى التطور الثقافي والاجتماعي ـ النتاج الإنساني وليس السلع التافهة التي يطلقون عليها ثقافة؟!.
لأن التقليد في الشكليات «لباس، عادات، سلوك اجتماعي، سينما، موسيقا، كتب خلاعية، برامج،....الخ»، ويتم نقل هذه «الثقافة» التافهة عبر وسائل الإعلام، وهي في جوهرها اجتياح غربي للبلدان النامية، وتستخدم عادة كدعاية للتقنية الغربية نمط الحياة الأمريكية بالذات للتأثير على جمهور البلدان النامية.
المعضلة الأخطر
ما هو وضع البلدان النامية؟
هذا الوضع الذي يشكل أخطر معضلة عالمية في عصرنا الراهن. تقول الإحصاءات:
هناك أكثر من 100 دولة نامية «في آسيا و أفريقيا وأمريكا اللاتينية» تعاني من البؤس الحقيقي...
وعموماً تعرف الدول النامية نمطاً إنتاجياً متخلفاً قوامه الزراعة والاستخراج، وينطوي هذا النمط على علاقات اجتماعية متخلفة، ويقترن هذا الوضع بحالة فقر مدقع وهو ما يتمثل في انخفاض متوسط دخل الفرد من الدخل القومي. هناك تقديرات تقول أن متوسط دخل الفرد في نصف الدول النامية لا يزيد عن 500 دولار سنوياً.
أما البقية فيختلف متوسط الدخل فيها، فقط الدول النفطية تتمتع بدخل عال للفرد.
والفقر عادة يكون جراء التفاوت الشديد في توزيع الثروة القومية أو الوطنية بين طبقات المجتمع.
وهناك شريحة تشكل 10% وهي غنية جداً وتستأثر بأكثر من نصف الدخل القومي بينما يتراوح نصيب الشريحة الدنيا بين 3% و 5% فقط من الدخل القومي.
زيادة التفاوت
والنمو في معظم البلدان النامية لم يقترن بالعدالة بل بزيادة التفاوت في الدخول الشخصية وتصاعد البطالة وتدهور الخدمات الاجتماعية والصحية.
وأظهرت استبيانات الرأي في البلدان النامية قام بها معهد غالوب: إن أكثر من ثلثي المبحوثين في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، جل ما يشغل تفكيرهم وبالهم طوال الوقت أو أغلبه هو كيفية مواجهة نفقات أسرهم وأشار حوالي النصف إلى أنهم لا يستطيعون تدبير المال اللازم لشراء الطعام لأسرهم. ونسبة عالية ذكرت عجزها عن شراء الملابس أو دفع تكاليف العلاج.
ويتلازم الفقر مع تفشي الأمية وزيادة المعاناة ومشاكل الحياة اليومية الذي يقود بالضرورة إلى تضاءل اهتمام الناس بالقضايا العامة. والأكثر أن معظم حكومات البلدان النامية لا تخصص الأموال اللازمة للتعليم بل وتقوم بتخفيض هذه المخصصات في كل مرة تجد نفسها في حالة عجز مالي. وبالطبع فإن ارتفاع نسبة الأمية معناه أن غالبية السكان تكون بمنأى عن تيار المعلومات المتدفق ولا سيما المكتوب منها، إضافة إلى المشاكل التي تعاني منها الكثير من دول العالم الثالث في مجال الصراعات الطائفية والعرقية والقبلية والدينية؟.
القوى السياسية عاجزة عن تزويد الجماهير بالمعلومات الصادقة الضرورية لأسباب مختلفة.
ووضع البلدان النامية من هذا يعود لأسباب مختلفة منها الاضطرار لتوظيف أموال هائلة لأغراض التسلح.
أسباب البؤس العالمي
فالسيطرة على العالم أو المحاولات للسيطرة الإمبريالية على العالم أحد الأسباب الأساسية للبؤس العالمي.
تفيد معلومات الأمم المتحدة «اليونسكو» إلى أنه ـ يجري إنفاق 1.5 مليون دولار كل دقيقة على الأغراض العسكرية.
ـ يعيش 800 مليون إنسان تحت خط الفقر والإملاق التام.
ـ يعاني 500 مليون من النقص الدائم في الغذاء.
ـ الفرق في الدخل في النصف الثاني من القرن العشرين بين البلدان النامية والمتطورة هو نسبة «15/1» وسيصل في هذا القرن إلى «25/1» ويمكن أن يصل إلى «40/1»..
ـ في أفريقيا لوحدها هناك أكثر من 150 مليون إنسان يعانون الجوع الحقيقي = نصف سكان القارة الإفريقية لا يستطيعون الحصول على المسكن ومياه الشرب النظيفة والضرورية للحياة.
في أمريكا اللاتينية
يموت مليون طفل سنوياً من الجوع، وقارن بعض علماء الاجتماع هذا الوضع بتفجر قنبلة ذرية مرة كل شهر في القارة تعادل قوتها تلك التي ألقيت على هيروشيما قبل أكثر من 50 عاماً. وهذا يعني 12 قنبلة سنوياً. والوضع في آسيا ليس أفضل.
واقع الإعلام في البلدان النامية
من أصل 10 أخبار هناك 8 ليس لها علاقة بأوضاع هذه البلدان. 6 أخبار من أصل 10 تعود لوكالة الأنباء الأمريكية يو بي و «آب» و«سي. ان ـ ان» والوكالات الغربية الأخرى رويتر، اسو شيتيد برس، انترناشيونال.
الأخبار في تلفزيونات البلدان النامية كل 100 خبر من وكالات الأنباء الغربية يقابلها خبر واحد من وكالات الأنباء المحلية.
هذه الاحتكارات للأنباء من قبل وكالات الأنباء الكبرى تمنحها الإمكانية للتحكم بنوعية وصياغة الأخبار من البلدان النامية بما يتفق مع مصالحها وتوجهاتها السياسية ولا سيما الأمريكية.
تشكل البرامج الغربية في التلفزيونات النامية والإذاعات نسبة 80% من مجموع البرامج. البعض 90% و 98% وتعتبر الشركات التلفزيونية الأمريكية والغربية، المصدر الاحتكاري الفعلي للأفلام الوثائقية والأشرطة الإخبارية والبرامج المسلية وتنشر في الكثير من البلدان النامية دون الاتفاق المسبق مع حكوماتها.
والمسألة ليست مرتبطة بعدم المساواة في التبادل الإعلامي اللا متكافئ، بل قضية نوعية «البضائع» الإعلامية المصدرة.
هناك أساليب متنوعة جداً في معظم الحالات، تشوه الحقيقة وتمتزج مع الكذب. وفي حالات معينة، تكون الأحداث صحيحة وتنقل بصورة صحيحة إلا أنها تؤخذ في مجمل الوضع لتصبح في نهاية الأمر مشوهة، فيحصل المرء على معلومات لا يدرك بأنها كاذبة مثلاً يقدم الخبر بشكل صحيح والاستنتاجات غير صحيحية. ووفق ما يريدون وبصورة هم يرسموها جيداً. «حرب الخليج، صدام هتلر الشرق، عاصفة الصحراء، البلقان، كوسوفو، غزو العراق وأفغانستان، الوضع في لبنان،..الخ»، أما النجاحات تهمل أو تستند إلى المساعدات الغربية ويرافقها تمجيد غير مباشر بنمط الحياة في الغرب، للإيحاء بأنها يجب أن تكون نموذجاً للبلدان النامية ـ وبالطبع دون أن يكون لها القدرة على أن تصبح مماثلة لها، حتى لو أرادت ذلك.
بعض الأرقام والمعلومات عن البلدان العربية:
بمناسبة انعقاد المؤتمر الخامس لوزراء التربية العرب في القاهرة نشرت وسائل الإعلام في أواسط حزيران 1994 تقريراً لمنظمة اليونسكو عن الأمية في الوطن العربي. ومن جملة الأرقام والإحصاءات الواردة فيه: أن عدد الأميين في الوطن العربي كان 50 مليون في عام 1970 وارتفع إلى 61 مليون في عام 1990.
ونسبة الأميين بالنسبة لمن تجاوز الخامسة عشر في عام 1990:
الصومال 75.9%، السودان 72.9، اليمن 61%، مصر 51.6، سورية 35.5، المغرب 50.5، السعودية 37.6%.
جذور الاهتمام الصهيوني بالإعلام
جاء في التلمود «ان اليهود قد خلقوا ليحكموا العالم ولكن سيادتهم لا يمكن أن تبدأ قبل انتزاع السيادة من زعماء الشعوب الحاكمة».
في عام 1869 عبر الحاخام اليهودي «راشورون» في خطاب ألقاه في مدينة براغ عن شدة اهتمام اليهود بالإعلام بقوله: «إذا كان الذهب هو قوتنا الأولى للسيطرة على العالم. فإن الصحافة ينبغي أن تكون قوتنا الثانية».
جاء في «بروتوكولات حكماء صهيون» البروتوكول الثاني عشر القرار رقم 7 منه ما يلي:
ـ «الأدب والصحافة، هما أعظم قوتين إعلاميتين وتعليميتين خطيرتين ويجب أن تكونا تحت سيطرتنا».
ـ والقرار /11/ ـ في البروتوكول الثاني عشر:
«سنصدر نشرات تهاجمنا، وتعارضنا، ولكن بتوجيه اتهامات زائفة ضدنا مما يتيح لنا الفرصة لكي نقنع الرأي العام بأن كل من يعارضنا لا يملك أساساً حقيقياً لمناهضتنا، وانما يعتمد على الاتهامات الزائفة».
ـ «يجب أن نشجع ذوي السوابق الخلقية على تولي المهام الصحفية الكبرى وخاصة في الصحف المعارضة لنا! فإذا تبين لنا ظهور أية علاقات للعصيان من أي واحد منهم، سارعنا فوراً إلى الإعلان عن مخازيه الخلقية التي نتستر عليها، وبذلك نقضي عليه ونجعله عبرة لغيره».
وهذا هو المخطط الصهيوني المرسوم للإعلام وأوجدت الصهيونية الطرق وسبل تنفيذ هدف السيطرة على الإعلام العالمي.
ومن الواضح انها تقوم على قواعد لا أخلاقية ولا إنسانية تبدأ من تملك وسائل الإعلام عن طريق شرائها أو تمويلها وتنتهي بالخداع والضغط والقتل والإرهاب والتضليل والفساد وشراء الضمائر وأعمال التخريب الخ.
وبعد سنوات قليلة على صدور قرارات حكماء بني صهيون حتى كان اليهود يسيطرون على أغلب وسائل الإعلام في أوروبا وأمريكا.
في عام 1942 ـ أقر المؤتمر الصهيوني المنعقد في نيويورك الدعوة رسمياً عبر الإعلام العالمي لإنشاء «دولة يهودية في فلسطين كجزء لا يتجزأ من العالم الديمقراطي».
وفي الحرب العالمية الثانية جرى التعاون مع هتلر لمطاردة اليهود مستغلين كره النازية لهم، فأخذت وسائل الإعلام الواقعة تحت سيطرتهم تضخم الأمور، وتنشر الروايات المرعبة عن مجازر جماعية ضد اليهود، وامتلئت الصحف بمئات الصور عن اليهود تحصدهم رشاشات هتلر، أو يساقون إلى أفران الغاز ـ وحملة هتلر ضد اليهود قدمت لهم خدمة كبرى لن تعوض، واستخدمت كمدخل إلى عواطف الأوروبيين والأمريكيين، وتحويل مشاعر الرأي العام الأوروبي والأميركي، إلى مشاعر الإحساس بالذنب تجاه اليهود، وتطورت المشاعر لتقبل أي مشروع لتوطين اليهود في فلسطين، وتحولت المشاعر إلى تعاطف ودعم. بالطبع على مستوى الشارع، بينما الحكومات كانت تنفذ مخططاً استعمارياً بإنشاء الكيان الصهيوني.
وترافقت الحملة اليهودية لتجميل وجه اليهودي البشع في نفوس جماهير الرأي العام العالمي مع حملة يهودية ضد العرب واتخذت اتجاهين:
الاتجاه الأول: حملة لتشويه التاريخ العربي وإبراز الخطر الذي يشكله العرب والمسلمون على الحضارة الإنسانية.
الاتجاه الثاني: إظهار العرب بمظهر الأمة المتخلفة، المتحجرة في العواطف الإنسانية، والتي تغلب عليها حياة البداوة بكل ما فيها من قسوة وجهل.
وهدف اليهود إقناع الرأي العام العالمي الأوروبي والأميركي بأن العربي عدو تاريخي للحضارة الأوروبية، وإقناعهم للوقوف مع اليهود في صراعهم مع العرب.
وكالات الأنباء العالمية واليهود
من المعروف أن أربع وكالات عالمية تسيطر عملياً على تسويق الخبر وتوزيعه على الصحف ووكالات الأنباء الوطنية في مختلف أنحاء العالم. وهذه الوكالات الأربع هي:
ـ الأمريكيتان ـ اسوشيتدبرس ـ يونايتدبرس انترناشنال.
ـ وكالة أنباء رويتر البريطانية «رويترز».
ـ وكالة الأنباء الفرنسية.
هذه الوكالات تغطي /80/ بالمائة من الأخبار والمعلومات الدولية التي تبث عبر الإذاعات وصحف الدول النامية وتنبه اليهود الصهاينة إلى أهمية هذه الوكالات منذ بداية فكرة تأسيسها ـ لذلك قرر العمل لإحكام السيطرة عليها حسبما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون وخاصة البروتوكول الثاني عشر حيث نجد فيه:
«لابد لنا من السيطرة على وكالات الأنباء التي تتركز فيها الأخبار من كل أنحاء العالم، وحينئذ سنضمن أن لا ينشر من الأخبار إلا ما نختاره نحن ونوافق عليه».
وهكذا امتد نفوذ الصهاينة إلى هذه الوكالات والسيطرة عليها وأصبحت العقلية الصهيونية تتحكم في صياغة الخبر ونقله.
وكالة الأنباء البريطانية «رويترز» أسسها جوليوس باول رويتر. ولد عام 1816 في ألمانيا وهو يهودي كان اسمه حتى عام 1844 إسرائيل بيير جوزافان ـ وكان موظفاً في مدينة روتنغن الألمانية ـ عندما فكر في إنشاء وكالة أنباء لجمع وتوزيع أخبار المصارف والبنوك والفعاليات الاقتصادية، في عام 1851 نقل رويتر مركز وكالته الرئيسي إلى لندن، وبعد اختراع نظام البرق المتطور وسع رويتر اختصاص وكالته لتغطي الأخبار السياسية والاجتماعية. وأصبحت الصحافة البريطانية تعتمد كلية على وكالة رويتر.
في عام 1857 ـ حصل رويتر على الجنسية البريطانية وفي عام 1871 حصل على لقب بارون. توفي عام 1899.
في الولايات المتحدة:
قامت خمس صحف يومية بتأسيس وكالة أنباء اسوشيتدبرس عام 1848 ـ عام 1900 تحولت إلى وكالة «شركة» أنباء تعاونية شملت معظم الصحف والمجلات الأميركية الشهيرة آنذاك معظمها واقع تحت السيطرة اليهودية الصهيونية.
1907 ـ أسس سكرايبس هوارد يونايتد برس.
1909 ـ أسس ويليام راندولف هيرست وكالة أنباء تحت اسم انترناشيونال نيوز سيرفيس. واتحدت الوكالتان عام 1958 تحت اسم وكالة أنباء «يونايتد برس انترناشيونال».
هيرست هذا متزوج من اليهودية ماريون ديفيز وسانده اليهود في حملته الانتخابية كحاكم لنيويورك ومن الواضح من خلاله النفوذ الصهيوني في هذه الوكالة.
في فرنسا:
أسس اليهودي هاشيت وكالة أنباء هاشيت عام 1851 وعهدت إداراتها قبل الحرب العالمية الثانية إلى اليهودي هوارس فينالي.
ووكالة هافاس الفرنسية أسسها اليهودي من عائلة هافاس وعهدت إداراتها إلى اليهودي سافارديس شارل لويس هافاس.
وأصبحت فيما بعد الوكالة الرسمية للدولة الفرنسية.
الصحافة العالمية
بريطانيا:
أشهر صحيفة هي «التايمز» تأسست عام 1788. بذل اليهود جهوداً كبيرة للسيطرة عليها عن طريق الملياردير البريطاني روتشيلد. قدم أموالاً طائلة لإغراء صاحبها جون وولتر لتبقى تحت السيطرة الصهيونية، عام 1908 امتلكها اليهودي الكونت نورت كليف والسيرجون ألرمان وارنهولز وأخيراً اشتراها الملياردير اليهودي روبرت ميردوخ امبرطور الصحافة العالمية. ودفع خسائرها جراء أزمتها المالية 45 مليون دولار أمريكي.
واشتروا أيضاً شقيقتها الصغرى «الصنداي تايمز» ويملك ميردوخ ـ ثلاث مجلات بريطانية أخرى هي مجلة «صن» «الشمس» التي توزع أكثر من 3.7 مليون نسخة أسبوعياً ومجلة «نيوز أوف ذي وورلد» «أنباء العالم» توزع نحو أربعة ملايين نسخة أسبوعياً، ومجلة «سيتي ماغازين» ويمتلك صحيفة إقليمية اسمها «بيروز».
ويملك ميردوخ صحف ومجلات في استراليا وكندا والولايات المتحدة يمتلك صحيفة «نيويورك بوست» ومجلة «ستار» ومجلة «نيوزويك» «ماغازين» وميردوخ مثال ساطع على محاولات اليهود لإحكام السيطرة اليهودية على الإعلام العالمي أجمع.
وتدل إحصائية نشرت في بريطانيا ـ أن مجموع ما توزعه يومياً الصحف والمجلات البريطانية المسيطر عليها من قبل الصهاينة نحو «32.867.000» نسخة.
وهذا الرقم يشكل نصف سكان بريطانيا علماً أن نسبة اليهود في بريطانيا 1% من عدد السكان.
السيطرة على الصحافة الأميركية
يصدر يومياً في الولايات المتحدة أكثر من 1859 صحيفة يقرأوها حوالي 62 مليون أمريكي، ويشرف على توزيع هذه الأعداد الهائلة من الصحف حوالي 1700 شركة للتوزيع والنشر، يسيطر اليهود سيطرة كاملة على نصفها، وسيطرة أقل على النصف الآخر. ويبلغ عدد المجلات الأسبوعية في الولايات المتحدة حوالي 8500 مجلة، وتصدر حوالي 22 ألف نشرة غير دورية في أمريكا.
وتقع أهم الصحف الأمريكية من حيث الانتشار والتوزيع والتأثير على الرأي العام الأمريكي بشكل خاص والغربي بشكل عام، تحت هيمنة الأخطبوط الصهيوني إذ استطاعت الصهيونية السيطرة عليها ونذكر منها:
صحيفة «وول ستريت جورنال» وهي في مقدمة الصحف الأمريكية، يبلغ توزيعها نحو 1.950.000 نسخة وتأتي صحيفة «الديلي نيوز» في المرتبة الثانية وتوزع يومياً 1.60.000 نسخة. وهما صحيفتان متعاطفتان مع الصهيونية وإسرائيل.
أما صحيفة «نيويورك تايمز» وهي الصحيفة الأولى في أمريكا التي تقرأ من الصفوة السياسية وغالبية البلدان الأوروبية وحتى الدول النامية اشتراها اليهودي أوولف أوش في عام 1896، تأسست عام 1841. ويملكها اليهوديان وأسرهم آرثر سولز برغر وشريكه جوليوس آدلر يبلغ عدد نسخها حوالي المليون نسخة.
وتتبنى «النيويورك تايمز» وجهة النظر الصهيونية في قضية فلسطين منذ بدايتها، وتنشر آراء اليهود على صفحاتها.
صحيفة «الواشنطن بوست»:
تنتشر في أوساط الأجهزة الحكومية الأمريكية التي تتحكم في رسم سياسة الولايات المتحدة. وهي الصحيفة الثانية بعد النيويورك تايمز من حيث التوزيع والتأثير ويملكها اليهودي أوجين ماير وهو الذي اشترى «التايمز هيرالد» التي تصدر في واشنطن وتمتلك «الواشنطن بوست» مجلة «نيوزويك» ومجلات ومحطات تلفزيونية فرعية في العديد من الولايات الأمريكية ويملك اليهود الكثير من الصحف والمجلات الفنية والاقتصادية.
وباختصار يملك اليهود أكثر من /300/ صحيفة يومية وأسبوعية ودورية. والأكثر أهمية من كل ذلك انهم يملكون أهم وسيلة للضغط على الصحف ووسائل الإعلام الأخرى وهي مؤسسة الإعلانات الأمريكية التي تشكل في معظم الأحيان مصدر التمويل الرئيسي الذي يضمن بقاء هذه الصحف واستمرارها.
ويملك اليهود نفوذاً قوية في مجال صناعة السينما والمسرح أيضاً ولا يختلف الوضع في ألمانيا وفرنسا كثيراً عن أمريكا وبريطانيا من حيث تغلغل اليهود في وسائل الإعلام.
السيطرة على محطات الإذاعة وشبكة التلفزيون العالمية
أصبح التلفزيون من أهم وأخطر أقنية الاتصال الجماهيري بفضل ما يتمتع به من مميزات ومزايا، وقل ما تجد بيتاً في أي جزء من العالم لا يوجد فيه هذا الجهاز السحري الذي غدا عين الإنسان وأذنه في عصرنا الراهن عصر الفضائيات. وتعتبر شبكات التلفزيون الأمريكية أقوى شبكة في العالم.
ويسيطر اليهود على العديد من الشبكات الرئيسية سيطرة تامة، ومن خلالها يفرضون وجهة النظر الصهيونية على الرأي العام العالمي.
يوجد في أمريكا نحو 1100 شبكة تلفزيونية أبرزها:
1ـ ستاك ويسيطر عليها اليهود.
2ـ ABC.
3ـ NBC تقوم بتحريف الحقائق والإساءة للعرب.
ولهذه الشركات الثلاث يتبع /85%/ من المحطات التلفزيونية الفرعية وكلها تقع تحت سيطرة ونفوذ الصهيونية.
ويوجد في أمريكا 7600 محطة بث إذاعية يسيطر على أغلبها اليهود إما بامتلاكها أو بواسطة العاملين فيها أو بالضغط المالي والسياسي. في بريطانيا وألمانيا وفرنسا الوضع لا يختلف كثيراً عن أمريكا.
يقول الكاتب الأمريكي داني شيختر المحرر في مجلة «انترفينشن الأمريكية الإلكترونية» ومؤلف كتاب «أسلحة الخداع الشامل الأمريكية وفشل الإعلام الأمريكي» حرفياً:
«إن سبعة أمريكيين من أتباع الدين اليهودي هم الذين يديرون معظم شبكات التلفزيون الأمريكي، ومعظم الصحف المطبوعة وصناعة الأفلام في هوليود وصناعة التسجيل، وهذه الوسائل كلها، تتجمع في شركات ضخمة ذات فروع ومصالح متعددة ويقوم بإداراتها هؤلاء السبعة».
ويقول شيختر: «في السنوات الماضية بدأت تزداد ظاهرة تمركز عدد مهم من وسائل الإعلام الكبيرة في أيدي أثرياء من الأمريكيين اليهود ففي تشرين ثاني من عام 2003، أعلنت شركة «تايم وورنر» أنها ستبيع شركتها «وورنر ميوزيك» وهي مجموعة من الشركات متعددة الاختصاصات في الإعلام والتسجيل إلى «إدغار برونغمان» الابن بـ 2.6 مليار دولار. ويبدو أن برونغمان الابن يسعى إلى السيطرة على أكبر عدد من شركات تسجيل الأغاني والإنتاج التلفزيوني، خصوصاً وأنه كان قد اشترى بصفته رئيساً لشركة «سيغرام» مجموعة الإنتاج الفني والتلفزيوني والإعلامي اليابانية «إم سي آي» «ماتسوشيتا» بمبلغ 5.7 مليار دولار وأصبح بفضل شركات أخرى قام بشرائها أكبر منتج لصناعة التسجيل في العالم. ويقوم برونغمان من خلال أعماله التجارية هذه بابتلاع الشركات المماثلة المنافسة الأخرى لتوسيع سيطرته خارج الولايات المتحدة أيضاً.
وتؤكد الكاتبة دونا هالبرين وهي يهودية أمريكية في مقالة لها نشرت في مجلة «رينز الإلكترونية» في 23/11/2003: «أن هذه السيطرة اليهودية التي تمثلها حفنة من اليهود الأمريكيين موجودة حقاً في عدد من المجالات المتعلقة بالثروة والاقتصاد وان انحيازاً في المجتمع الغربي وخصوصاً في المجتمع الأمريكي بدأ يتولد منها بين الصهيونية والقائمين على الحكم في الدول الغربية، وتتابع هالبرين القول: ويزداد الحديث الآن عن نشوء هذه الظاهرة في روسيا التي يسيطر فيها عدد من اليهود من زعماء المافيا «لا يزيد عددهم عن سبعة إلى ثمانية» على معظم الثروة في روسيا «بيروزوفسكي ـ خودوركوفسكي ـ الذي اعتقل من قبل السلطات الروسية والأول هرب إلى أوروبا الغربية وغيرهم».
من الواضح أن هؤلاء من غلاة الصهيونيين، وربما يحاول بوتين منع انقلاب صهيوني في روسيا حين أصر على اعتقال صاحب شركة «يوكوس» للنفط الملياردير اليهودي الروسي خودوركوفسكي.
وتتساءل السيدة هالبرين: «ألا نرى أن المحافل اليهودية الصهيونية في الولايات المتحدة حققت هيمنة كبيرة داخل إدارة بوش ووجهت هذا النفوذ لصالح دعم إسرائيل التي تلقت منذ نشوئها ما يزيد على تريليون دولار ولم تدفع منها شيئاً؟
ومن الممكن لي التطرق إلى موضوع الهيمنة في أماكن أخرى مثل بريطانيا أيضاً لكنني عندما أتحدث بهذا الشكل وأنا يهودية سرعان ما يصفني اليهود الصهاينة باليهودية التي «تكره نفسها» أو تعاني من «كراهيتها لذاتها». ومع ذلك لا يمكن إخفاء الحقائق وهناك دوماً من لديه القدرة على كشفها».
المصالح الاقتصادية
وكتب الباحث الاتصالي الأمريكي البرفسور في جامعة كاليفورنيا شيللر: « تحدد المصالح الاقتصادية في الدول الرأسمالية طبيعة سيل الأنباء ومراقبته من قبل الدولة».
وزير الخارجية الأمريكي يشرف مباشرة على إدارة العلاقات الدولية، ويتمتع بصفة المستشار للرئيس الأمريكي.
وتلعب هذه الإدارة دوراً تخريبياً هائلاً في أمريكا وفي العالم في إطار الاستراتيجية الإمبريالية.
وتشترك المؤسسة العسكرية البنتاغون بالحرب النفسية ضد البلدان الأخرى.
تصدر الولايات المتحدة أكثر من /1850/ مطبوعة عسكرية من بينها /1400/ صحيفة ومجلة.
هدفها الشعوب بكاملها في البلدان النامية وخاصة على الضباط والقوات المسلحة في تلك البلدان.