مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني في لقاء الاحزاب الشيوعية والعمالية في منطقة المتوسط والشرق الأوسط والخليج (المخصص لدعم نضال الشعب الفلسطيني) أثينا اليونان
الرفاق الأعزاء، تحية ثورية بولشفية،
بدايةً نتوجه بالشكر الجزيل للرفاق في الحزب الشيوعي اليوناني على دعوة حزبنا الشيوعي الفلسطيني لهذا اللقاء لدعم نضال الشعب الفلسطيني، وعلى تنظيم هذا اللقاء الاممي، ونثمن جهودهم في تنظيم فعاليات ونشاطات هذا اللقاء ونتمنى لهم مزيدا من التقدم والانتصار لحزبهم المجيد في كفاحه لبناء صرح الاشتراكية العلمية في بلدهم العظيم اليونان.
الرفاق الاعزاء، من منطلق الروح الرفاقية، ووحدة الفكر والهدف فإننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني سنحاول بإيجاز أن نضع أمامكم ما تعرض ويتعرض له شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية، هذه القضية التي هي جزء لا يتجزأ من قضايا العدل الإنساني، والتي هي تعبير مكثف عن وحشية احتلال نازي لأرضنا الفلسطينية (احتلال كولونيالي) والذي شكل على مدار العقود الماضية الانياب الدامية للوحش الامبريالي في قهر ونهب شعوب العالم، هذا الوحش الذي تُشكل دولة الكيان الصهيوني أداته التنفيذية بالمنطقة وواجب التصدي له والوقوف بوجهه هي مهمة كل أحرار العالم وبمقدمتهم الشيوعيين كرأس حربة في وجه الامبريالية العالمية وتغولها العالمي.
لا بد في هذا اللقاء أن نشير إلى ما يعانيه شعبنا الفلسطيني نتيجة الاحتلال، حيث ما زال يتعرض شعبنا لأبشع أنواع القمع والاضهاد والعنصرية الصهيونية، والتي تتمثل في سياسة هدم منازل الفلسطينين في الضفة الغربية، والقدس المحتلة فقد تم هدم أكثر من 23000 منزل فلسطيني خلال الثلاث سنوات الماضية لأسباب واهية وغير مبررة، الهدف منها هو طرد الفلسطينين من مدينة القدس والسيطرة على الموارد الطبيعية في الضفة الغربية، وفي نفس الوقت ازدات وتيرة الاستيطان بشكل غير مسبوق، وازدات معه اعتداءات قطعان المستوطنين الفاشية ضد أبناء شعبنا، والهجوم اليومي الهمجي على المواطنين الفلسطينيين الذين يمارسون طقوسهم الدينية في المسجد الأقصى.
ونتيجة لتلك الإجراءات الفاشية ضد أبنا شعبنا وتراكم الاعتداءات بشكل متصاعد، انتفضت جماهير شعبنا ضد سياسات الاحتلال العنصرية والتي ازدات في قمعها وبطشها لجماهير شعبنا الأعزل، ولعل أوضح مثال على ذلك هو إعدام الفلسطينيين بدم بارد في شوارع القدس و مختلف مناطق فلسطين المحتلة.
وهنا لا يمكن لنا أن ننسى قطاع غزة المحاصر لأكثر من 12 سنة متتالية شنت خلالها عليه 3 حروب مدمرة، والتي كان آخرها حرب 2014، حيث استشهد فيها أكثر من 2500 فلسطيني مدني، وتم تدمير آلاف المنازل والمراكز الصحية نتيجة للقصف العشوائي على القطاع، إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني نرى أن سياسات الاحتلال المتواصلة والمتصاعدة في الضفة الغربية وقطاع غزة قد أجهزت على حل الدولتين ومن هنا فإن الحزب الشيوعي الفلسلطيني سيناضل من أجل بناء دولة فلسطينية ديمقراطية واحدة لكل مواطنيها. إن الحل الطبقي للقضية الفلسطينية هو إعطاء كافة مواطني هذه الدولة حقوقهم بالكامل كخطوة أولى من أجل بناء المجتمع الاشتراكي لأن البرجوازية في منطقتنا واحدة (إسرائيلية كانت أم فلسطينية) لهم نفس المصالح الاقتصادية.
رفاقنا الأعزاء، إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني، وبعد دراسة الواقع الفلسطيني بكل دقة وعلمية وتأني فقد افضت الضرورة بأن نجري تغيير جذري في برنامجنا السياسي، يتبنا حل القضية الفلسطينية ضمن منظور علمي انساني طبقي كشيوعيين اولا. وفلسطينيين ثانيا رغم ادراكنا أن تبنينا لشعار اقامة دولة فلسطين الديمقراطية الواحدة على كامل التراب الفلسطيني سيزيد تبعات العمل والتضحيات في سبيل تحققه كواقع منجز، إنها مهمة أكثر صعوبة بدرجات كبيرة عن الشعار السابق التاريخي للحزب والداعي لاقامة دولة فلسطينية بحدود أراضي فلسطين المحتله عام 1967م حيث لم يعد وجود لمثل هذه الأرض إلا في أوهام من يؤمنون بها. لقد كان هذا التغيير ملحا بعد ما آلت إليه ما سمي بالعمليه السلمية (اتفاقات أوسلو). هذه الاتفاقات التي تحقق من خلالها لدولة الاحتلال، بأن أصبح أرخص تكلفة احتلال بالتاريخ، فدولة الاحتلال التي ألهت العالم وشريحة واسعة من الفلسطينين بما سمي بعملية بالسلام، مارست وما زالت تمارس على أرض فلسطين فرض حقائق ووقائع جديدة يومياً بحيث أصبح حلم تحقيق دولة فلسطينية بحدود1967 أمراً مستحيلاً فمصادرة الأرض وإقامه المستوطنات الصهيونيه بشكل مسعور لم يسبق له مثيل، فاق بدرجات ما قبل عمليه أوسلو سيئة الصيت. فقد تضاعفت المستوطنات الصهيونية بالضفة الغربية ليصبح عدد المستوطنين بأرضنا 750 ألف مستوطن، وما زالت دولة الكيان تقطع أوصال الضفة الغربية بتصنيفات جغرافيه لمناطق ا-ب-ج، والحواجز المنتشرة على طول الضفة الغربية وعرضها، وما زال الاحتلال يحكم سيطرته على سماء وارض الضفة الغربية ومنافذها مع العالم هذا الاحتلال الذي يبني يوميا عوازل وجدران تقطع أوصال وروابط المدن الفلسطينية الواحدة ناهيك عن سرقة المياه وتحكمها بموارد الضفة الغربية، اضافة الى اتفاقات باريس الاقتصادية والتي ربطت الاقتصاد الفلسطيني بعجلة انتاج دولة الكيان، وعملت على تنمية دور الكومبرادور الفلسطيني، وجعل الضفة الغربية سوقاً استهلاكيًا للمنتج الصهيوني، ومنع أي فرصة حياة لاقتصاد فلسطيني مستقل، هذا ناهيك عن التدابير المنظمة لتدمير الزراعه لتصريف المنتج الزراعي للمستوطنات والسيطرة على تبقى من أرض بيد الفلاح الفلسطيني.
رفاقنا الأعزاء، إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني، وكشعب يرزح تحت أبشع أنواع الاحتلال في العالم، من حق هذا الشعب ممارسة كافة أشكال النضال في سبيل نيل حريته واقامة دولة فلسطين الديمقراطية الواحدة، هذا النضال الذي ندعو لدعمه جميع رفاقنا الشيوعيين كحق مشروع لشعبنا وذلك لأن العدو المشترك لليهودي والفلسطيني هو الحركة الصهيونية بكل ما تمثله من فكر وممارسة نازية. لقد تمت انجازات الصهيونية على حساب شعبنا المشرد وخلقت ما يسمى دولة (إسرائيل ). إن الحركة الصهيونية التي تستغل اليهودي كما العربي كوقود لأهدافها الاستعمارية مستغلة رأس المال العالمي وأدواته في المنطقة لنجاحها. لقد قامت الصهيونية باستعطاف الرأي العام العالمي لما تعرض له اليهودي على يد النازية. هذا اليهودي الذي خُدع بالدعاية ومازال معزول بالجيتو حتى داخل الدولة الصهيونة في فلسطين.
رفاقنا الأعزاء، نعرب عن تقديرنا واعتزازنا بالدور والجهود المشرفة التي قادتها الاحزاب الشيوعية والعمالية في كل بقاع العالم لمناصرة حق الشعب الفلسطيني في تقريره لمصيره بنفسه، ونعتبر أن الكفاح من أجل تحقيق رؤية حزبنا تتكامل ما بين العمل الكفاحي في فلسطين المحتله والعمل التضامني الداعم لكفاح الشعب الفلسطيني في الخارج، فحركة المقاطعة العالمية والتي تتطور يوما بعد يوم وتتسع بشكل متسارع، أصبح لها كبير الاثر على دولة الكيان، وباتت تأرق القيادة الصهيونية حيث اعتبرها العنصري افغدور ليبرمان بأنها خطر يمكن أن يؤدي الى ما حدث في جنوب افريقيا في تسعنيات القرن الماضي، حيث انهار نظام الفصل العنصري، وهذا ما يناضل من أجله حزبنا وكل القوى الحية في داخل فلسطين المحتلة وخارجها .
إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني أيها الرفاق نطالب من رفاقنا الشيوعيين الأحرار دعم ومساندة شعبنا وحزبنا في مهامه القادمة في نضاله الانساني، هذه المهام التي تتطلب جبهة اعلامية توازي كافة أشكال النضال المنتصبة أمام شعبنا في سبيل نيل حريته والقضاء على الحركة الصهيونية كفكر وممارسة وكيان لنحيا بأرضنا كل أرض فلسطين الواحدة الديمقراطية .
عاش كفاح الشعب الفلسطيني
نعم للتضامن الاممي مع كفاح الشعب الفلسطيني
رفاقكم في الحزب الشيوعي الفلسطيني