بيان صادر عن الحزب الشيوعي الفلسطيني بخصوص الهجمة الصهيونية التي تستهدف أبناء شعبنا الفلسطيني في داخل الخط الأخضر
يا شعبنا الفلسطيني المشرد في الوطن والشتات، إن معركة أم الحيران هي معركة الوجود الفلسطيني الذي دأب المشروع الصهيوني في تطبيقه على أرض فلسطين وشعبها الأعزل منذ وعد بلفور وحتى يومنا هذا، فقد بنت الصهيونيه عقيدتها الكولونياليه على الأرض الفلسطينية الخالية من السكان والمفتوحة للوجود وأمواج الهجرة الصهيونية إلى أرض فلسطين، لذا فهي لا تألو جهدا في الوصول إلى هذا الهدف بدءاً من مصادرة الاراضي والاستيلاء عليها تحت حجج ومبررات واهية، وارتكاب المجازر بحق سكانها بأبشع صور الارهاب وفرض القوانين العنصرية والفاشية، والتي تهدف إلى افراغ الأرض من سكانها الأصلين، فأم الحيران ومن قبلها قلنسوة هي أنموذج لما يخطط له الصهاينه لتهجير أبناء شعبنا، فأم الحيران المنكوبة هي واحدة من ثمانية وثلاثون قرية فلسطينية غير معترف بها حسب التصنيف الصهيوني، فأم الحيران التي هجر سكانها عن أرضهم قسرا عام ١٩٥٦م، وبأوامر عسكرية ،ها هي تتعرض للبطش الصهيوني العنصري مجدداً ،إنها القرية التي تُحرم من أدنى الخدمات الانسانية كالطرق والماء والكهرباء...والتي مات أطفالها جراء السيول عام ١٩٩١م.
يا جماهير شعبنا المكافح، إن مخطط بناء مغتصبة جديدة تحت مسمى حيران لم يأتي عبثاً ،فهو القرار الصادر عن الاحتلال عام ٢٠٠٦م من أجل تزوير التاريخ وطمس المعالم العربية للأراضي الفلسطينية ظننا من الاحتلال أنه بهذه الطريقة سوف يستطيع تنفيذ مخططه الهادف إلى تفريغ الأرض من سكانها ولكن هيهات هيهات فشعبنا الفلسطيني الذي قاوم وصمد ولقن الاحتلال دورسا عديدة في الصمود والتصدي عبر تمسكه بأرضه والدفاع عنها بالغالي والنفيس لهو قادر اليوم على افشال هذا المخطط الذي يهدف الى تهجير الفلسطينين من أرضهم.
إن هذا التفكير العنصري الاحلالي للكيان الصهيوني في تفريغ الأرض من سكانها الاصليين واتباع كل سبل الارهاب والبطش في تحقيقه ليس جديداً، فهو استكمال لمشروع برافر الهادف لإخلاء النقب الفلسطيني من أبنائه الفلسطينين ،هذا المخطط القديم الجديد والذي تم اقراره بالكنيست الصهيوني عام ٢٠١٣م والهادف الى تهجير سكان ثمانية وثلاثون قرية والاستيلاء على ثمانين ألف دونم من أراضي النقب بتهجير أكثر من أربعين ألف مواطن عن أراضيهم، أنه المخطط الذي أثار غضب الجماهير الفلسطينية مما دفع دوله الكيان لتنفيذ المخطط بالتدرج خطوة خطوة .
جماهيرنا الباسلة إن حرمان الفلسطيني من بيت وأرض في وطنه لصالح قطعان المستوطنين في المغتصبات الصهيونية، يهدف إلى القضاء على أهم مرتكزات الصمود والبقاء في أرض الوطن ،هذا الفكر الإرهابي العنصري الذي يحرك ذهنية الصهاينة لن يزيد شعبنا إلا اصراراً على تمسكه بأرضه وما دماء يعقوب أبو القيعان سوى مؤشراً على هذا الإرتباط العضوي بين الفلسطيني وأرضه وبيته ،إنه الإصرار الفلسطيني الذي تشبع بالمعاناه وأقسم أن لا نكسة ولا نكبة بعد اليوم، إنها معركة الوجود من اللا وجود ،إنه الكف الفلسطيني الذي يلاطم المخرز.
وفي الختام فإننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني نعلن تضامنا الكامل مع اهلنا في داخل الخط الاخضر وخاصة مع أم الحيران وقلنسوة ووادي عارة، وإن حزبنا على ثقة تامة بقدرة شعبنا على التصدي لهذه السياسية العنصرية الصهيونية ولجمها فشعبنا الفلسطيني يمتلك من الخيارات والمقومات التي تؤهله لصد هذه الهجمة الجديدة كما أفشل غيرها من الهجمات والمؤامرات التي حيكت ضده وضد وجوده.
المجد والخلود للشهداء
الحرية للأسرى
الشفاء العاجل للجرحى
والخزي والعار للمحتلين الصهاينة وأذنابهم
الحزب الشيوعي الفلسطيني