تقرير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصادر عن المؤتمر العام الثاني للحزب (2-3122016)
التأم المؤتمر العام الثاني للحزب الشيوعي الفلسطيني يومي 23 كانون الأول 2016، في مينة رام الله تحت شعار تصويب المسار " تصويب المسار السياسي" ( حل الدولة الواحدة الديمقراطية التقدمية لكل مواطنيها).
بدأ المؤتمر أعماله، بالوقوف دقيقة صمت تكريما لشهداء الحزب ولشهداء شعبنا الفلسطيني، وثم افتتح المؤتمر من خلال كلمة القاها الرفيق محمود سعادة الأمين العام للحزب الشيوعي الفلسطيني، أكد خلالها على أن الوضع الحالي للقضية الفلسطينية يتطلب منا إعادة النظر بنهج الحزب السابق، والداعي لحل الدولتين، نتيجة للتغيرات الكبيرة التي حصلت على الأرض، والتي أدت في النهاية إلى انهاء حل الدولتين القائم على الانسحاب الإسرائيلي من الأرضي التي احتلت عام 1967، فالكيان الصهيوني من يساره إلى يمينه لم يكن يرغب يوما بالتخلي عن أي شبر من الأراضي الفلسطينية التي احتلها عام 67، ولذلك شٌرع سياسة الاستيطان وبدأ بنهب الأراضي وتهجير سكانها، وبناء جدار الفصل العنصري ، وتقسيم الضفة الغربية الى كنتونات ومعازل سكانية، ومن ثم التنكر لجميع حقوقنا المشروعة، ونتيجة لهذه التغيرات، كان لزاماً علينا تغيير نهجنا الحالي وبرنامجنا السياسي، نحو برنامج تقدمي هو حل الدولة التقدمية الواحدة لجميع مواطنيها. وعلى الصعيد السياسي الداخلي حمٌل الامين العام الدكتور محمود سعادة حركتي فتح وحماس مسؤولية استمرار الانقسام البغيض، ورأى أن استمرار هذا الانقسام أضر بقضية شعبنا العادلة، ودعا الى ضرورة انهاء هذا الانقسام بالسرعة الممكنة وبالآليات السليمة.
ومع بدء جلسات المؤتمر، والتي بدأت بكثير من الحماسة، تم مناقشة وثيقة البرنامج السياسي الجديد، حيث تم الاستماع الى كل تعليقات المندوبين على البرنامج ودارسة كل تعليق أو تحفظ بعناية، وأبدى مندوبو المؤتمر من كافة المنظمات الحزبية سوءا بالداخل أو الخارج آرائهم حول البرنامج السياسي، وبعد العديد من النقاشات والمداخلات تم طرح البرنامج بالصيغة النهائية على المؤتمر، حيث تم التصويت عليه، حيث جرت عملية التصويت بكل شفافية، وبعد فرز الأصوات أظهرت النتائج أن أغلبية الأصوات صوتت لصالح البرنامج السياسي الجديد الداعي لحل الدولة الواحدة بنسبة تجاوزت ثلثي الأصوات (85%). وبناءً على هذه
النتيجة تم تبني وثيقة البرنامج السياسي الجديد للحزب، وما يترتب على ذلك من تغيير في آليات العمل في الميدان سواءً في الداخل أو الخارج من أجل حشد الدعم لاستراتيجية الحزب الجديدة.
وتلقى المؤتمر رسائل تحية وتهنئة من العديد من الأحزاب الشيوعية والشخصيات الشيوعية المعروفة، أشادت بدور الحزب وكفاحه في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني والمنطقة العربية، كما عبرت العديد من الرسائل عن احترامها وتقديرها للحزب بسبب تمسكه بالمبادئ الماركسية اللينينية ورفضه للتحريفية والانتهازية التي تجتاح بعض الأحزاب الشيوعية وبعض الذين يدعون الشيوعية ورفضه للاشتراكية الديمقراطية التي تجتاح معظم الدول الأوربية، ودفاعه عن النهج اللينيني في ظل اقسى الظروف التي واجهت الحركة الشيوعية الفلسطينية في تسعينيات القرن الماضي و التي لا زالت تواجهها لغاية الآن.
في اليوم الثاني للمؤتمر، تم إعادة انتخاب الأمين العام الدكتور محمود سعادة أمينا عام للحزب، كما تم انتخاب الرفيق الدكتور محمد أبو ناموس نائب للأمين العام في قطاع غزة، وانتخاب الرفيق محمد علقم نائب للأمين العام في الضفة الغربية، كما تم مناقشة بعض القضايا التنظيمية، وكيفية تفعيل عمل الحزب وتوسيع قاعدة الجماهيرية.
وتم مناقشة بعض الرسائل التي وصلتنا من بعض الأصدقاء، وتحديدا رسالة الرفيق عبد المطلب العلمي للمؤتمر، حيث دار نقاش طويل حولها، وحول صوابتيها للوضع العالمي الحالي من الناحية الأيديولوجية، حيث اتفق أعضاء المؤتمر على ضرورة التواصل والنقاش مع الرفيق العلمي حول اطروحته التي اثارت جدلاً واسعا حول بعض القضايا مع بعض المندوبين، كما تم مناقشة رسالة الرفاق في الحزب الشيوعي اليوناني التي وصلت للمؤتمر والتي كانت تحتوي على العديد من النقاط الهامة مثل تحليل الحزب الشيوعي اليوناني للوضع السياسي والاقتصادي العالمي والتي تطابقت في معظمها مع رؤية الحزب الفكرية.
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني