PCP

يا عمال العالم اتحدوا

كلمة الامين العام للحزب الشيوعي الفلسطيني الدكتور محمود سعادة في الؤتمر الثاني للحزب

الرفاق الأعزاء، تحية رفاقية، نجتمع هنا اليوم في مؤتمرنا الثاني منذ إعادة التأسيس، مؤتمر نود تسميته مؤتمر تصويب المسار التاريخي والسياسي، والمسار الأيديولوجي، وفي نفس الوقت تطوير المسار التنظيمي. أيها الرفاق الأعزاء، أمام الهجمة الامبريالية العالمية على الاشتراكية والنظام الاشتراكي، والتي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي وحلفاءه، وما تبعه من انهيارات لكثير من الأحزاب الشيوعية، توجب على الشيوعيين الحقيقيين في العالم، المؤمنين بقضية الطبقة العاملة، أن يعيدوا الاعتبار والشموخ إلى الفكر الماركسي اللينيني الخلاق، وللحقيقة نقول أن معظم هذه الأحزاب المرتدة، والتي ما زالت تحمل زوراً راية الشيوعية، أصبحت من ألد أعداء الشيوعية، والناقمة على الشيوعيين الحقيقين، حتى أصبح يقال أن ضحايا سياسات معادة الشيوعية بالأمس، أصبحوا أشد أعدائها اليوم. أما في بلدنا فلسطين، كانت قيادة حزبنا السابقة المتمثلة بمحور البرغوثي النجاب، "حزب الشعب حالياً" من أوائل الأحزاب الشيوعية المرتدة في العالم، التي حملت لواء معادة الفكر اللينيني، وتسلحت بكل المفاهيم التحريفية التي حملها ونادى بها قادة الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية الانتهازية في القرن الماضي، ونفثت سموم أحقادها على حزبنا الشيوعي، الذي أعلن منذ اليوم الأول، وبصوت جهور أن الفكر الشيوعي في فلسطين تجاوز عمره المئة عام، وأصبح عميق الجذور كشجرة السندان، ولم ولن يشطب بجرة قلم من المأفون بشير وزمرته الخائنة ولا من غيره. إن هذه الأحزاب التي ما زالت مكابرة، كشفت عن وجهها الحقيقي أمام شعوبها وأمام الحركة الشيوعية العالمية، ونؤكد لكم هنا أننا بصمودنا وثباتنا على النهج اللينيني، نلنا شرف احترام وتقدير الحركة الشيوعية العالمية، وسنعمل بدون كلل من أجل تطهير هذه الحركة الشامخة من التحريفيين القدامى والجدد والانتهازيين والمرتدين. وبهذه المناسبة أيها الرفاق، يجب علينا أن نعكس الصورة المشرفة لحزبنا بالخارج على مجمل عملنا في الداخل، وأن نسعى جاهدين إلى تفعيل وتطوير العمل الحزبي، العمل على كسب المزيد من الرفاق والأصدقاء، العمل على خلق جسم نقابي يساري، جسم شبابي وطلابي، وجسم نسائي والعمل على خلق سياج جماهيري عريض حول الحزب يعكس هموم طموحات شعبنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. أما فيما يتعلق في المسار السياسي، أي الصراع الفلسطيني الصهيوني الاستعماري، فإنكم لا شك تعرفون أيها الرفاق أن من أهم قرارات عصبة التحرر الوطني الفلسطيني 1945، إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية لكل مواطنيها، حيث كان عدد اليهود آنذاك لا يتجاوز النصف مليون نسمة، في تلك الفترة تعرض حزبنا لضغوطات داخلية وخارجية أدت بالنهاية إلى الاعتراف بقرار التقسيم الجائر، هذا القرار الذي اعطى الفلسطينيين 613 من أرض فلسطين التاريخية، أي ما يعادل 46% من مساحتها، هذا القرار رفض من جميع الأحزاب الشيوعية العربية، ومن كافة الشعب الفلسطيني ومن جميع الدول العربية، هذا القرار، بالرغم من اجحافه الشديد لحقوق شعبنا، إلا انه يعتبر ألف مرة أفضل من اتفاق أوسلو السيء الصيت، الذي خصنا ب 19% من أرض فلسطين التاريخية، وما تبعه لاحقاً من زيادة في عدد المستوطنات التي بلغ عددها ما يفوق 250 مستوطنة و700 ألف مستوطن، مع إقامة جدار الفصل العنصري، هذه الحقائق وغيرها الكثير، أدت إلى دفن مشروع حل الدولتين من هنا كان لزاماً علينا، بعد أن اتسع بازار الحلول المطروحة بعد موت مشروع الدولتين، وفي مقدمتها مشروع ثنائية القومية، الذي تبناه الكثيرين من اليهود والصهاينة وبعض العرب، نقول أصبح لزاماً علينا الدراسة المتأنية والمستفيضة لمشروع جديد قديم، يعيد الحقوق لإصحابها ألا وهو مشروع عصبة التحرر الوطني الفلسطيني لعام 1945، مشروع الدولة الفلسطينية الديمقراطية التقدمية، وعاصمتها القدس، الخالية من المستوطنات، الهادمة لجدار الفصل العنصري، والمستوعبة لجميع اللاجئين والنازحين، دولة لجميع مواطنيها. رفاقنا الأعزاء، فيما يتعلق بالانقسام أو جريمة تقسيم الوطن، فإننا نحمل المسؤولية الكاملة لطرفي الصراع، حركة فتح وحركة حماس، الحركتين اللتين آثرتا مصالحها الخاصة على المصالح العليا للوطن، وأصبح الشعب الفلسطيني يعاني من تبعات الاحتلال من جهة ومن تبعات الانقسام من جهة أخرى، ولم يترك للمواطن حرية الاختيار، إننا كشيوعيين ندعو الطرفين وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، واعتماد الإجراءات القانونية التي تعيد اللحمة والوحدة للوطن. إننا بهذا الصدد نثمن ونقدر المبادرة الإيجابية لحركة الجهاد الإسلامي ونوافق عليها بدون تحفظ، إن التاريخ سيذكر، والتاريخ لا يرحم، أن بريطانيا وحركتي فتح وحماس، هم وحدهم من قسم فلسطين إلى ثلاثة معازل سكانية. قبل انهاء مداخلتي أيها الرفاق، اسمحوا لي أن اتطرق بعجالة لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي كنا كغيرنا نعتبرها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، إن المنظمة بشكلها الحالي، وبأعضائها، سياساتها، التزاماتها لم تعد مقبولة لغالبية الشعب الفلسطيني، وطالما هي كذلك فإننا ننأ بأنفسنا عن أي تعامل معها، إننا نطالب المعنيين ولمصلحة شعبنا ولمصلحة أجياله، بتفكيك المنظمة وإعادة تركيبها على أسس جديدة، أسس كفاحية وطنية، تتسع لجميع مكونات الشعب الفلسطيني دون استثناء، يكون نهجها وهدفها وشعارها مصلحة الشعب الفلسطيني أولاً وأخيرا. وتحياتي لكم رفاقي الاعزاء


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني