PCP

يا عمال العالم اتحدوا

مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني (والتي القاها الأمين العام الرفيق محمود سعادة)في الاجتماع الدولي للأحزاب الشيوعية والعمالية (18) الثامن عشر والذي عقد في العاصمة الفيتنامية هانوي (28-29/10/2016)

إنه لمن دواعي سرور الحزب الشيوعي الفلسطيني المشاركة في هذا الاجتماع الثامن عشر للأحزاب الشيوعية والعمالية، وإننا نعبر عن تقديراتنا القلبية للرفاق الفيتناميين ونشكرهم على تنظيم هذا المؤتمر إن الحزب الشيوعي الفلسطيني يناضل مع الطبقة العاملة الفلسطينية لمواجهة المخطط الامبريالي على المنطقة (منطقة الشرق الأوسط) المتمثل بالعدوان الإجرامي الفاضح على الشعب السوري وشعوب المنطقة. وإن المفاوضات الغير مسئولة التي فرضت على الشعب الفلسطيني والتي تتم بتنسيق أمريكي صهيوني طبقاً لاتفاقات أوسلو البغيضة والتي جردت شعبنا الفلسطيني من حقوقه العادلة والمتمثلة بإنشاء دولته الديمقراطية الوطنية وعاصمتها القدس. إن نضالنا في فلسطين يقوم على أساس الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة والدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينية. رفاقنا الأعزاء ما زال شعبنا العربي الفلسطيني المشرد من أرض وطنه يعاني إحتلالا استيطانياً هذا الاحتلال الذي تم برعاية الامبريالية كإحدى أدواتها وأذرعها الضاربة في المنطقة العربية لكل ما هو ثوري وتقدمي. إن الإحتلال الصهيوني الذي يمارس أبشع الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني يومياً والذي لم يكتفي بتشريد شعبنا وإحلال محله عصابة من المغتصبين، هذا الإحتلال الذي يمارس بما يملكه من إعلام. أكبر حملة تزوير للتاريخ وتضليل للعالم بما يدعيه من معاهدة سلام مع الفلسطينين، والحقيقة هي ان الامبريالية وربيبتها دولة الكيان الصهيوني قد وجدت شريكا فلسطينيا نمت مصالحه على حساب الدم الفلسطيني ومعاناة الشعب المشرد ليقبل بلعب دور الشريك الذليل لدولة الاحتلال ككمبرادور. إن تعاون سلطة أوسلو ودولة الاحتلال ليس خافياً على أحد بما يسمى ( التنسيق الامني ) والذي ما هو إلا تعبير عن مصالح شرائح برجوازية فلسطينية كمبرادورية مع دولة الإحتلال ضد ما كل هو ثوري في فلسطين هذه السلطة التي ارتضت بقاء الأسرى بالسجون الصهيونية والذين يتعرضون يومياً لشتى أصناف القمع والقتل البطىء وتآمرو على حق العودة والتنكر لشعبنا في أراضي عام 1948 باستعداد السلطة الفلسطينة لمبادلة الأرض والسكان. ان التنسيق الأمني الذي تمارسه سلطة أوسلو مع الدولة الفاشية الصهيونية تحت مسمى غير معلن هو محاربة لكل صوت وحجر وسكين وبندقية تصوب بوجه الإحتلال الغاصب. رفاقنا الأعزاء أن ما جرى ويجري على ساحه الأرض المحتلة في فلسطين قد جعل من المستحيل تحقيق حل الدولتين وباعتراف القيادات الصهيونية على مختلف مشاربها، فليس هناك سلطة بمعنى سلطة وليس هناك جغرافيا متواصلة لأرض فلسطينية وأصبح عدد المغتصبات والمغتصبين يهدد فعلياً الوجود الفلسطيني وليس للفلسطيني سلطة أو قرار على الأرض أو الجو أو المعابر، إنه إحتلال بأبخس الأثمان يعفي المحتل من دفع فاتورة احتلاله وجرائمه إنها سلطة السجان إنها سلطة إدارة مدنية رفضها شعبنا منذ عقود عادت بقوة الفعل الإمبريالي وتسلطها وتحكمها بالمنطقة العربية . رفاقنا إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني رغم حاله الجزر الذي تمر به قضيتنا سنبقى متسلحين بإراده شعبنا الصابر متسلحين بعزيمة شعب يأبى الخنوع هذا الشعب الذي يجعل من أبسط شاب فيه يتسلح بسكين ليواجه قوة أعتى جيش صهيوني بالمنطقة رفاقنا الأعزاء إن الظروف التي نناضل فيها نحن الشيوعيين هي ظروف معقدة، وذلك يفرض علينا تعزيز وتطوير العلاقات بين أحزابنا وتبادل الخبرات والعمل المشترك. ويمكن تعزيز هذه العملية بتقوية النشاطات والأفكار بين الأحزاب الشيوعية لمواجهة الأفكار التحريفية والانتهازية والأحزاب التي تدعي الشيوعية ولكنها بالممارسة العملية خانت طبقتها العاملة بفعل انتهازيتها واقتناعها بأنسنة الرأسمالية. إنه لا بد من خوض صراع أيديولوجي مع هذه الأحزاب الإنتهازية والتحريفية من أجل تقدم الحركة الشيوعية وتغلبها على الصعوبات التي تواجهها. إن إستراتيجية حزبنا الشيوعي الفلسطيني (كحزب ماركسي-لينيني هو العبور إلى الاشتراكية ولهذا يجب النظر إلى ( رأس المال- العمل المأجور) بأنه التناقض الرئيسي. لقد تحولت الرأسمالية في عصرنا بوجود الأتمتة والمعلوماتية المتطورة إلى الإنتاج الاستهلاكي وأصبحت معادلة أسلوب الإنتاج الرأسمالي (نقود- خدمة- نقود+) بعد أن كانت (نقود- سلعة- نقود +) وقد أنتج هذا الأسلوب طبقة بورجوازية طفيلية تتحكم برأس المال وتسخره لتكاثر الإرباح عن طريق تقديم الخدمات وليس لإنتاج السلع الرأسمالية والتي تشكل عصب النظام الرأسمالي. إن الصورة التجميلية التي ترسمها الدول الرأسمالية لنفسها والمنظرين لهذه الدول البرجوازية من بعض المثقفين الماركسيين التي لفظتهم أحزابهم وباعوا أقلامهم وضمائرهم للطبقة الحاكمة مقابل حفنة من الدولارات لا يمكن إن تطيل عمر أنظمتهم. لقد قامت الدول البرجوازية بالاقتراض من المؤسسات الدولية لتغطي العجز الذي تعاني منه, إلا أن هذه المؤسسات كالبنك الدولي ، وصندوق النقد الدولي, ومنظمة التجارة ألعالميه , ومنظمة التمويل الدولية, والبنك الأوروبي للتنمية قد فرضت على هذه الدول سياسات التقشف التي أثرت مباشرة على الطبقة العاملة والطبقات الدنيا في بلدانها مما أدى إلى أزماتها الاقتصادية والغذائية والصحية وغيرها كأزمة الطاقة والمياه والبيئة مما زاد الفقراء فقراً. إن المنظرين لهذا النظام ألخدماتي الجديد الذي تعتمده البرجوازية في بلدانها اعتقدوا أن هذه الإجراءات التقشفية سترمم أنظمتهم وتطيل من عمرها لكن النتائج كانت عكسية فتقلصت الخدمات الاجتماعية وارتفعت تكاليف المعيشة وانخفضت الأجور الحقيقية وازدادت نسبة البطالة وخاصة في قطاع الشباب. لقد آن الأوان أن تأخذ الطبقة العاملة وعلى رأسها أحزابها الشيوعية زمام المبادرة لتنظيم صفوفها للنضال ضد مستغليهم الحقيقيين ملاك رأس المال المالي والبرجوازية الموظفة لهذه الأموال. فتلك هي الطبقات المستفيدة من تراكم رأس المال بينما تعيش الطبقة العاملة في أدنى مستوياتها. إن البرجوازية الوضيعة وما تملكه من رأس المال لا تغير طريقة حياتها في تحصيل الإرباح إلا تحت ضغط الطبقة العاملة والطبقات الدنيا الأخرى. إن سلطة رأس المال هذه تقدم بعض التنازلات ولكنها ليست تنازلات دائمة. إن دورة العمل وفترات الركود الاقتصادي المتتالية لا يمكن تلافيها في هذا المجتمع المريض إلا بالتغيير الجذري لهذا النظام. من خلال الصراع الطبقي اكتسبت الطبقة العاملة خبرات قيمه كبيرة إذا ضمت هذه الخبرات إلى خبرات الأحزاب الشيوعية (الماركسية اللينينية) السياسية والايديلوجية ستكون مصدراً كبيراً لتنمية وتطوير الوعي السياسي والطبقي، حيث إن العوامل السياسية والايدولوجية هي عوامل مهمة في تنمية الوعي السياسي للطبقة العاملة. إن تحول النظام الرأسمالي إلى نظام استهلاكي تسيطر عليه البرجوازية الوضيعة ورأس المال المالي يتعارض مع المادية الديالكتيكية التي تقول بتحول النظام الرأسمالي ( النظام الذي تكون فيه وسائل الإنتاج ملكية خاصة) إلى نظام اشتراكي ( الذي يمتلك فيه المجتمع وسائل الإنتاج). أي تحول أسلوب الإنتاج الرأسمالي إلى أسلوب الإنتاج الاشتراكي. لقد أدى هذا التحول الغير متوازن إلى ازدياد الأزمات الاقتصادية والمالية في بلدان أمريكا الشمالية ودول اليورو وقد ظهرت هذه الأزمات في الأزمة المالية في الولايات المتحدة بإفلاس الكثير من بنوكها وشركاتها وكذلك في الدول الأوروبية كاليونان وايطاليا واسبانيا وأقطار أخرى أصبحت تستهلك أضعاف ما تنتج حيث أدى إلى تحول كبير في بنية الطبقة العاملة حيث تحول عدد كبير منها من إنتاج السلع (الإنتاج الرأسمالي) إلى إنتاج الخدمات ( العمل غير المنتج) مما أدى إلى وضع مزري للطبقة العاملة مما زاد في بؤسها. إن الحزب الشيوعي الفلسطيني يعمل بجد وإخلاص وبالتعاون مع أحزاب ، ماركسية لينينية، أخرى لمصلحة الطبقة العاملة. وعلى جميع الأحزاب الشيوعية أن تضع إستراتيجية لرفع وتقوية الوعي الطبقي والعمل على بناء جبهة عالمية لدحر تحالف رأس المال المالي والبرجوازية الوضيعة التي تمتلكه من أجل هزيمة هذا النظام والتحول إلى المجتمع الاشتراكي. إن واجب جميع الأحزاب الشيوعية أن تعمل على تحرير الطبقة العاملة من هذه الأنظمة السائدة والقائمة على أساس استغلال الإنسان للإنسان وتكوين جبهة قوية لمقاومة أعداء الطبقة العاملة وذلك من خلال تكوين أممية دولية تضم جميع الأحزاب الشيوعية (الماركسية اللينينية) لمجابهة أعداء الطبقة العاملة ومن أجل التحول إلى الاشتراكية. لقد حان الوقت لتكوين أممية شيوعية مكونة من الأحزاب الماركسية اللينينية لتقود الطبقة العاملة إلى النصر ضد أعدائهم الطبقيين ، البرجوازية الوضيعة ورأس المال المالي وإعادة الاعتبار إلى الاشتراكية مشروع لينين العظيم. هذه مهمة ملقاة على عاتق جميع الأحزاب الشيوعية المتواجدة في هذا الاجتماع عاشت الشيوعية عاشت الأممية البروليتارية الحزب الشيوعي الفلسطيني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني