PCP

يا عمال العالم اتحدوا

مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني في اللقاء الأممي السابع عشر في تركيا

الرفاق الأعزاء، تحية ثورية بولشفية، بدايةً نتوجه بالشكر الجزيل للرفاق في الحزب الشيوعي التركي على دعوة حزبنا الشيوعي الفلسطيني، وعلى تنظيم هذا اللقاء الاممي ونثمن جهودهم في تنظيم فعاليات ونشاطات هذا اللقاء ونتمنى لهم مزيدا من التقدم والانتصار لحزبهم المجيد في كفاحه لبناء صرح الاشتراكية العلمية في بلدهم العظيم تركيا. منذ انقلاب البرجوازية الوضيعة على مكتسبات الطبقة العاملة العالمية في عام 1953بعد تسميم القائد البلشفي العظيم ستالين، والتي أدت إلى تفكك الاتحاد السوفيتي، وتحول بعض من دوله إلى نظام السوق قامت بعض الأحزاب الشيوعية في العالم بالتنصل من الماركسية اللينينية، وذهاب بعضها إلى ما يسمى بالشيوعية الاروبية، وانسلخ بعض هذه الأحزاب عن الأحزاب الأم في بلدانها، ليكونوا أحزاب ثانوية تتساوق مع الأحزاب البرجوازية في المطالبة بالاشتراكية الديمقراطية الذين يطالبون بالحرية والعدالة الاجتماعية، وهذا أبعد ما يكون عن مطالب الأحزاب الشيوعية الماركسية اللينينية التي كانت تعمل ضد سلطة رأس المال السائد في تلك الحقبة التاريخية. وقد قامت هذه الأحزاب المنشقة بتشويه صورة الماركسية اللينينية كما خططت لها الامبريالية العالمية منذ تجيش جيوش 14 دولة استعمارية للقضاء على أول دولة اشتراكية في مهدها "الاتحاد السوفيتي" إن مهام الأحزاب الشيوعية والعمالية في هذه الأيام يجب أن توجه وبقوة ضد سلطة البرجوازية الوضيعة، ورأس مالها المقامر، وهذا يتطلب توحيد جهود الأحزاب الشيوعية الماركسية اللينينية لمواجهة هذا السرطان الذي حول العمل المنتج إلى عمل خدماتي لا قيمة له، ولا يولد رأس مالِ من خلال فائض القيمية. وأصبحت المجتمعات في البلدان الرأسمالية السابقة تستهلك مرات أكثر مما تنتج، مما أدى إلى تقليص حجم الطبقة العاملة في بلدان الرأسمال التي كانت تنتج البضائع وتصدر فائضها بكميات كبيرة جداً. إن الرأسمال الآن يتوسع من خلال السطو على مصادر الطاقة والمواد الخام في بلدان العالم الثالث وفي كثير من الأحيان تشعل الحروب من أجل السيطرة على هذه المواد الخام ومصادر الطاقة وتتنافس دول رأس المال على هذه الموارد الطبيعية مما قد يسبب الحروب وخلق طبقة قمعية في بلدان العالم الثالث مما يؤدي إلى ظهور أحزاب فاشستية كما هو حاصل في بعض الدول الأروبية، إن الحروب التي تشعلها هذه البرجوازيات تقوم أيضا على الهجوم على مكتسبات الطبقة العاملة من صحة وتعليم وضمان اجتماعي، والتي حصلت عليها الطبقة العاملة بفضل نضالها الطويل ضد سلطة رأس المال منذ فترة طويلة، فقد كان رأس المال مجبراً على تقديم هذه الخدمات لينافس في ذلك الدولة الاشتراكية العظمى التي أسسها لينين وبناها ستالين. إن مهام الأحزاب الشيوعية والعمالية من أجل تحرير الطبقة العاملة والشعوب المضطهدة من سلطة رأس المال هو توحيد جهودها في إنشاء أممية تحرص على الفكر الماركسي اللينيني الذي هو الأداة الأساسية في تحرير الطبقة العاملة والشعوب المضطهدة. إن الحزب الشيوعي الفلسطيني يدعوا ومنذ فترة طويلة إلى تكوين هذه الأممية الشيوعية وإيجاد مركز دراسات متخصص لها لنشر الفكر الماركسي اللينيني بين الشعوب، ولكن وللأسف لا تشاطرنا بعض الأحزاب هذا التوجه الذي نعتبره علمياً وبامتياز. إن العبور إلى الاشتراكية أيها الرفاق لا يكون إلا بنضال الأحزاب الماركسية اللينينية بعد تخليها كلياً عن الانتهازية والتحريفية، كما تمارسها بعض الأحزاب، والعمل بكل جد لتثقفيف وتثوير الطبقة العاملة بالأفكار الماركسية اللينينية لتكون البوصلة الموجهة لتحقيق الاشتراكية . إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني، الذي يعاني من اضطهاد الاحتلال الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية والتي تحتضن بعض القوى التي تسير في ركابها، والتي لا تعنى بشؤون الطبقة العاملة والكادحة مما يجبر العمال الفلسطينين إلى الذهاب الى داخل دولة الكيان الصهيوني للعمل، والسلطة الفلسطينية غير مبالية في توفير فرص عمل لهم في المناطق التي تسيطر عليها، حيث تشجع السلطة الفلسطينية إنتاج السلع الاستهلاكية وقيدت اقتصادها بالاقتصاد الاسرائيلي بموجب الاتفاقيات التي وقعتها مع الاحتلال مسبقا. الرفاق الأعزاء: لا بد في هذا اللقاء أن نشير إلى ما يعانيه شعبنا الفلسطيني نتيجة الاحتلال، حيث ما زال يتعرض شعبنا لأبشع أنواع القمع والاضهاد والعنصرية الصهيونية، والتي تتمثل في سياسة هدم منازل الفلسطينين في الضفة الغربية، والقدس المحتلة فقد تم هدم أكثر من 17000 منزل فلسطيني خلال الثلاث سنوات الماضية، لأسباب واهية، الهدف منها هو طرد الفلسطينين من مدينة القدس والسيطرة على الموارد الطبيعية في الضفة الغربية، وفي نفس الوقت ازدات وتيرة الاستيطان بشكل غير مسبوق، وازدات معه اعتداءات قطعان المستوطنين الفاشية ضد أبناء شعبنا والتي كان آخرها احراق عائلة الدوابشة وهم أحياء في منزلهم الكائن في قرية دوما، والهجوم اليومي الهمجي على المواطنين الفلسطينين الذين يمارسون طقوسهم الدينية في المسجد الأقصى. ونتيجة لتلك الإجراءات الفاشية ضد أبنا شعبنا وتراكم الاعتداءات بشكل متصاعد، انتفضت جماهير شعبنا ضد سياسات الاحتلال العنصرية والتي ازدات في قمعها وبطشها لجماهير شعبنا الأعزل، ولعل أوضح مثال على ذلك هو إعدام الفلسطينين بدم بارد في شوارع القدس و مختلف مناطق فلسطين المحتلة. وهنا لا يمكن لنا أن ننسى قطاع غزة المحاصر لأكثر من 9 سنوات متتالية شنت خلالها عليه 3 حروب مدمرة والتي كان آخرها حرب 2014، حيث استشهد فيها أكثر من 2500 فلسطيني مدني، وتم تدمير آلاف المنازل والمراكز الصحية نتيجة للقصف العشوائي على القطاع، إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني نرى أن سياسات الاحتلال المتواصلة والمتصاعدة في الضفة الغربية وقطاع غزة قد أجهزت على حل الدولتين ومن هنا فإن الحزب الشيوعي الفلسلطيني سيناضل من أجل بناء دولة فلسطينية ديمقراطية واحدة لكل مواطنيها. إن الحل الطبقي للقضية الفلسطينية هو إعطاء كافة مواطني هذه الدولة حقوقهم بالكامل كخطوة أولى من أجل بناء المجتمع الاشتراكي لأن البرجوازية في منطقتنا واحدة (إسرائيلية كانت أم فلسطينية) لهم نفس المصالح الاقتصادية، واخيراً نشكر لكم حسن استماعكم ونشكر الرفاق في الحزب الشيوعي التركي مرة اخرى على جهودهم في تنظيم فعاليات هذا اللقاء. عاشت الشيوعية عاشت الأممية البروليتارية رفاقكم في الحزب الشيوعي الفلسطيني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني