كلملة الامين العام للحزب الشيوعي الفلسطيني(الرفيق الدكتور محمود سعادة) في مهرجان احياء ذكرى النكبة السابعة والستين الحضور الكرام،
الحضور الكرام،
تحية طيبة وبعد،
النكبة هي كلمة تغيظ الكيان الصهيوني لأنها تذكر وتنبه العالم إلى أن هناك شعب مظلوم مضطهد، طرد وشرد من أرضه، وتم احلال مستوطنين انعزالين عنصريين من كافة بقاع المعمورة على أرضه، التي ارتوت من عرق ودماء الأجداد، كما ان النكبة تشير إلى المعاناة الشديدة المريرة التي عاشها الفلسطينيون وما زالوا، وتعيد إلى الأذهان هذه الكارثة الأعظم في التاريخ المعاصر، وتثير مشاعر الحزن والغضب عند استحضار تلك المذابح الوحشية الفظيعة مثل : مذبحة كفر قاسم ودير ياسين والدوايمة والكثير الكثير من المجازر التي لايمكن محوها من ذاكرة الشعب الفلسطيني الصبور، وفي نفس الوقت فإن كلمة النكبة تشحذ الحماس والإصرار والعزيمة عند استذكار بسالة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه كالثورات والإضرابات والتمردات على حكومة الانتداب وسياساتها العنصرية المنحازة ، ولكن سرعان ما تظلل سحابة من السكوت الخاشع والصمت الحزين على الجو بأكمله عند استرجاع أن العصابات الصهيونية مثل : الهاجناه وشتيرن وغيرها، دمرت أكثر من 531 قرية وبلدة ، وأنها هجرت ما يزيد عن 737 ألف من منازلهم وقراهم وبلداتهم وبياراتهم وبساتينهم وأرضهم التي عشقوها حتى رووا ثراها بدمائهم الطاهرة .
نعم فـلـسـطـيـن ضاعت بسبب تواطؤ القيادات الرجعية العربية وخذلانهم، وبسبب تآمر الإمبريالية البريطانية ومن بعدها الامبريالية الامريكية، على شعب أعزل مسالم، وهي إلى اليوم تعاني، وتعاني ليس فقط من الاحتلال الجاثم على أرضها وشعبها، ولكن من المؤامرات المتتالية التي تنسج خيوطها ليلاَ نهارا، سرا جهارا ضدها، وأيضاعلى حق العودة، عودة أصحاب الأرض الشرعيين وأهلها الذين تنادي عليهم أراضيهم، تتلهف لعودتهم إليها، وتحن لأيامهم، وتشتاق للياليهم الملاح، وعطفهم وحبهم لها، وكيف لا!! وهم قد سقوها حبا ورعاية واهتماما يجاري حتى حبهم لأهلوهم .
الحضور الكرام، تمر الذكرى السابعة والستين للنكبة، مع تصاعد الهجمه الشرسة التي تشن على أكثر من صعيد للقضاء على حق العودة، وذلك من خلال التآمر الخسيس من الرجعيات العربية والصهيونية العالمية لإنهاء هذا الحلم، الذي يحلم به كل فلسطينيوا الشتات، وعلى رأسهم أهلنا في مخيم اليرموك، حيث يتعرض المخيم منذ نحو السنتين لتدمير ممنهج، وقتل وتهجير لأهله، من قبل الجماعات الارهابية الناشطة في سورية الحبيبة، وللأسف رغم ما يتعرض له المخيم ولا زال، لم يكن الموقف الرسمي لمنظمة التحرير أو ما يسمى السلطة الفلسطينية موقفا حاسما ضد ما يحدث في المخيم، بل على العكس رضخت منظمة التحرير وسلطة اوسلو، للضغوط الخارجية وتحديدا من دول الخليج، عندما اجتاح تنظيم داعش الارهابي المخيم ، ووقفت موقف المتفرج بل أستطيع أن اقول موقف المتآمر على شعبنا هناك فكلام الليل يمحوه النهار، بل عملت المنظمة على رفع الغطاء السياسي عن القوى الفلسطينة الثورية التي تواجه الجماعات الارهابية في المخيم، تحت مسميات واهية وغير مقنعة مثل عدم التدخل بالنزاع داخل سورية، وهنا لابد من الاشادة بالفصائل المدافعة عن اهلنا في مخيم اليرموك ونخص بالذكر الجبهة الشعبية "القيادة العامة" وفتح الانتفاضة وغيرها من القوى الحية التي لامجال الان لذكرها كلها، رغم حجم المؤامرة إلا أن احياء شعبنا الفلسطيني بالداخل والشتات لهذا اليوم من خلال الفعاليات والمسيرات التي عمت مدن فلسطين المحتلة ومخيمات اللجوء في كل من لبنان وسورية والأردن وغيرها من الدول، يوجه رسالة واضحة للقاصي والداني، أن حق العودة والتعويض هو حق مقدس ولا يسقط بالتقادم، وأن كل المؤامرات التي تحاك لشطب هذا الحق سوف تتحطم على صخرة ارادة شعبنا الفلسطيني المتمسك بثوابته الوطنية وعلى رأسها حق العودة.
الحضور الكرام، لا اود أن اطيل عليكم لكن يجب التنويه أيضا إلى أن الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، يلحق ضررا بالغا بحق العودة، بل بالمشروع الوطني برمته كما تسميه منظمة التحرير، لان طرفي الانقسام متخندقون بمصالح فئوية حزبية ضيقة، وبامتيازات كاذبة وخداعة، وهذا كله اثر ما زال يؤثر على قضيتنا الوطنية، وذلك من خلال استغلال اسرائيل للمناكافة بين الطرفين، لمصادرة الارض وتهويد القدس وفرض الامر الواقع على الشعب الفلسطيني حتى لا يبقى ما يتفاوض عليه، ولذلك فاننا من خلال هذا المنبر نتوجه لهم بالدعوة لانهاء الانقسام المخزي والذي مل منه الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه، والاتفاق على برنامج سياسي مرحلي تتوافق عليه كافة القوى الفلسطينية دون استثناء، من أجل الخروج من مأزق الانقسام، وبناء استراتيجية كفاحية وثورية للوقوف في وجه سياسات الاحتلال واعوانه.
وأخيرا وليس اخرا، فإننا لم ولن ننساك يا فلسطين ما حيينا ، وسنورث مفتاح الدار وكوشان الأرض وحب الديار، وكفاح المحتل الغدار للأجيال القادمة حتى تتحرر فلسطين وتعود لأهلها وسكانها الأصليين ، وإننا باقون على هذا العهد ما بقي لنا قلب ينبض ، وصبح النصر والتحرر قريب يا فلسطين قريب ، أليس الصبح بقريب .
وشكرا لكم