PCP

يا عمال العالم اتحدوا

آفة الإنقسام هذه........ من ينهيها؟!

بات واضحاً، أن آفة الصراع بين كل من حركتي فتح وحماس، والذي تولد عنه ما أصبح يسمى انقساماً فلسطينياً بات يزداد عمقاً مع مر الأيام وكر السنين، مهدداً الوحدة الوطنية على نحو غير مسبوق، في الوقت الذي لم يكن فيه شعبنا بحاجه لهذه الوحدة بأكثر مما هو عليه الآن، تماما كما لم تكن قضيتنا المصيرية مهددة بالتصفية ــــــــ وألف خط تحت كلمة التصفية ــــــــ بأكثر مما هي عليه اليوم، وأوضح مؤشر على ذلك هذه المفاوضات التي تجري بتعتيم كامل، وسرية تامة، وبخلاف كل المواقف والاستنتاجات التي سبق وتوصلت إليها القيادة، وصرحت بها جهاراً نهاراً وعلى رؤوس كل الأشهاد، من عدم جدوى وعبثية المسيرة التفاوضية التي امتدت لأكثر من عقدين من الزمن، لم يحصد الجانب الفلسطيني خلالها غير المزيد من الخسائر على كل المستويات، وأصبح واضحاً أكثر أن حالة الإنقسام المزرية، ما هي إلا نتيجة حتمية لصراع غير وطني على سلطة غير وطنية بين فصيلين جرا الساحة لحالة مدمرة من الإنقسام، بات السكوت عليها نوعاً من الخيانة الوطنية، خصوصاً بعد أن انكشف للجميع بأنه لا نية ولا مصلحة لأي من طرفي الإنقسام في الخروج من هذه الحالة المدمرة، فقد أصبح الطرفان أسرى فتات أوسلو، وغطت على أبصارهما هذه الرغبة العارمة والرخيصة في احتكار سلطة أرخص بكثير من المتمسكين بها. لقد مضى على هذا الإنقسام أكثر من ثمانية أعوام، ولا أمل في أن يستيقظ الحس الوطني عند أحد الطرفين لدرجة أن الأمل في الخلاص من حالة الاستعصاء هذه أصبح ضرباً من الخيال. ولذلك فإن الآفة مرشحة للإستمرار بل والتفاقم أكثر وأكثر أذا بقي الحال على هذا المنوال، بمعنى إذا ما بقي الجميع معلقين آمالا على أن تذهب فتح وحماس للمصالحة طوعاً واختياراً، أو عبر وساطات وجهود خارجية، وقد مل شعبنا كل هذا الانتظار، وترسخ ايمانه بالمثل القائل " ما حك جلدك غير ظفرك" والظفر هنا هو تلك الأكثرية الفعلية ولكنها الصامته لحد الآن. لقد آن الأوان لهذه الأكثرية الحقيقية أن تخرج عن صمتها، وان تتطلع لمن يقودها في معركة المحاسبة وكشف الغطاء عن كل أسباب هذا التلاعب على حبال المصالحة التي طال العبث بها لحساب مصالح فصائلية أنانية ضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا والعامة، وليس بأجدر من اليسار للقيام بهذا الدور فهو القوة الأكثر تأهيلاً تاريخياً وجماهيرياً لتولي مثل هذه المهمة، بعد أن عجزت تلك الأكثريات الوهمية عن قيادة الجماهير بعندما تساوت خيولها في ميدان اللهاث وراء سلطة يكفي أن يقال عنها أنها ميراث اتفاقيات مجحفة قبل أن تصبح ميته باعتراف كل أطرافها. إن اليسار الفلسطيني، كان ولا يزال بشكل أو بآخر يتحمل مسؤولية خاصة عن إطالة أمد هذا الصراع، فقد كان بمقدوره لو أحسن التموضع والعمل منذ بداية المأزق، ولو كان أكثر جرأة وصراحة في كشف الحقائق وعدم التذيل بهذا الشكل أو ذاك لطرف دون آخر. كان بمقدوره أن لم يكن وأد الصراع في مهده، فعلى الأقل قطعه في الوقت المناسب وقد كانت ولا تزال لديه الأدوات والامكانيات اللازمة والفاعلة شريطة : 1- أن ينظم اليسار صفوفه ان في إطار حركته الخاصة كأحزاب منفردة أو في إطار تجمع يساري يأخذ طابع التجمع الجبهوي الوطني. 2- أن يطور مفاهيمه للمقاومة وأساليبه وأدوات نضاله وطريقة عمله داخل الجماهير مركزاً ومهتماً بتعرية الانقسام والانقسـاميين ، بكشف كل خلفيات ومرامي صراعهم، وأخطار هذا الصراع على مدخلات ومخرجات النضال من أجل انهاء الاحتلال وحشر المتصارعين في زاوية الأعتراف: إما بالعجز عن انهاء الصراع الذي هو أساس الانقسام وعدم الرغبة في انهائه. وفي كلتى الحالتين فلا بد من تدخل من ينهي هذا الانقسام قبل فوات الأوان، ونحن عندما نطالب بهذا، فلأننا على يقين تام بأن أوراق كثيره وكبيرة لا زالت في يد شعبنا وهي كفيلة بأن تحقق لثورة شعبنا الوطنية الديمقراطية التحررية كل أسباب الانتصار، واليسار هو الأقدر والأكفأ لاستثمار هذه الأوراق بشكلها الصحيح ووقتها المناسب.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني