PCP

يا عمال العالم اتحدوا

مناضلون أم مطبلون

الوفاء لفكر ماركس وإنجلز ولينين وستالين بخلاف الوفاء للشهداء ، هو استيعاب للفكر في علميته، هو تبني للقناعات والحقائق وسعي مستمر لصقل تلك القناعات على أرضية الصراع الطبقي.أما الوفاء للشهداء فهو بكلمة سير على دربهم وسعي متواصل لاستكمال مشوار بدؤوه، الوفاء للشهداء هو خليط يمتد من الموقف السياسي إلى الموقف الأخلاقي ولا يتوقف ضمن الانفعال النفسي... الوفاء في الحالة الأولى هو هو التموقع موضوعيا أو اختيارا لصف الطبقات المستغلة والقادرة على صنع الغد الخالي من استثمار الانسان للانسان...هذه القناعة وهذا الموقع الطبقي لا تحتاج لمتعصبين للدفاع عنها كما يدافع بعض حثالة الفكر تمارس الصراع السياسي على أرضية فكر القبيلة في احسن الأحوال أوعلى أرضية مصالح شخصية أو فئوية مقيتة في أسوئها، وليس على أرضية المصالح الطبقية المباشرة للمنتجين وعلى رأسهم الطبقة العاملة. المناضل الثوري الماركسي اللينيني هو مدافع عن قيم فكرية وعن قناعات سياسية حصرا بغض النظر عن أي نوع من أنواع المصالح الأخرى، معياره الوحيد لسدادة تصوره هو المصالح الطبقية لطبقة وحيدة ومحددة. لذلك تجد هذا النوع من المناضلين المبدئيين لا يهتم كثيرا لحجم الصداقات ولا لحجم العداوات ، مبدئية ممارسته تسبق أي اعتبارات ديبلوماسية أو تكتيكية."الأنا" هنا ملغاة أو مؤجلة،- اللوحة رائعة هناك في ميدان التحرير، مناضلون يعتصمون في البرد ولا يقيسون تضحياتهم بمدى ظهور صورهم في الشاشات، تفكيرهم ينحصر في القضية التي يدافعون عنهاومدى اتساق ممارستهم مع قناعاتهم- لا وجود في ممارسة هذا النوع من المناضلين لاعتبارات من قبيل "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما" هذا الشعار الانتهازي الذي مازال ساريا لليوم بفعل سريان فكر القبيلة في مجتمعاتنا، ولا نعلم بالضبط تاريخ انتهاء صلاحيته. لا يقيم مثل هؤلاء المناضلين أي فكرة أو مقال انطلاقا من إسم كاتبها، بل حصرا يقيمونها انطلاقا من مضمونها. فهل نحن بهذا المنطق والمعيار، إن صح، مناضلون ماركسيون لينينيون فعلا؟ أم أن فكر القبيلة ما زال مؤثرا في ممارساتنا نحن أيضا؟ حينما نتحصن بالجماعة بشكل أعمى، دفاعا عن فكرة، بغض النظر عن صحتها أو خطئها، مهما تكن هذه الفكرة، نكون أقرب إلى ممارسة الظلامي، وقد نكون أشد أعداء الماركسية توحشا- التوحش بين جماعة متوحشة لا يعني شيئا، التوحش يجد مضمونه الفعلي كلما تقدم البشر نحو المدنية- حين يغيب النقد والنقد الذاتي نصبح أمام عواء قطيعي وليس حوارا فكريا بين بشر أحرار، وساعين لتشييد مجتمع الحرية. فهل هؤلاء المناضلين بشر أم أنبياء؟ بفكر القبيلة قد يكونوا آلهة وليس أنبياء فحسب...ولكن بفكر ماركسي هم ليسوا سوى ذوات بسيطة جدا، قد ينتج عملها شيئا ذو مردودية أو قيمة لصالح المجتمع والتطور الانساني، إن تناسقت مجهوداتهم لرسم لوحة ولو تقريبية لطريق الحرية، دون استعلاء أو ادعاء العلم الكلي، الذي سبغه أجدادنا على بعض مشعوذي عصرهم. فهل نستطيع التواضع شيئا ما أمام إنجازات شعوبنا وتضحياتها؟ سلاح الثوري المبدئي في صراعه من أجل تسييد قناعاته ليس حجم الأتباع، ولا كثرة المصفقين والمطبلين، لأنه مناضل من أجل مشروع تحرري يحرر كل المجتمع من أسباب الاستغلال والاستيلاب، لذلك هو بحاجة لمناضلين بجانبه وليس لأتباع وخدم خلفه، هو مؤمن أن: تحرر الشعوب من فعل الشعوب نفسها، وتحرر العمال هو من فعل العمال انفسهم. أما وجهة النظر الأخرى فتحتاج للأتباع كمصفيق وليس كمناضلين،كأرقام وليس كأحرار، كأصوات انتخابية أو غوغائية وليس كذوات مفكرة وفاعلة، لكي يدافعوا عن مصالحهم الذاتية أو الفئوية الخاصة او يكرسوا واقعا قائما، لذلك لا يحكم الحشد بالمبادئ بالضرورة، فقد تكفي رشوتهم أو شراؤهم بحسب الأحوال والظروف؟ ولا تكون الرشوة دائما بمقابل مادي، فقد تكون مقابلا نفسيا، يحس من خلاله التابع أنه ليس بمفرده وأنه ضمن قطيع، والمضحك ان هناك من يجعل كم الأتباع مقياسا لصحة فكره "إن كان له فكر" ، على نفس نمط التفكير القائل بأن "الله مع الجماعة"، أو "في الجماعة بركة"أو" أمتي لا تجتمع على ضلالة" وكأنهم لم يروا بأعينهم آلهة تنهار وفراعنة تسقط وأتباعهم تعد بالملايين. الوفاء لماركس لينين إنجلز وستالين بكل هذه المعاني ليس موقفا سيكولوجيا، بل فعل وتحدي طبقيين ، أحد أسلحته الأهم التطوير المستمر للوعي الفردي والجماعي، وصقل يومي للقناعات، وتربية على المبدئية، وكنس ومواجهة يومية لكل أصناف الانتهازية ، ومواجهة الانتهازية ليس في دكاكينها التحريفية فقط بل في ذواتنا كذلك، فهل نستطيع رفع التحدي؟


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني