PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بيئة وإعلام البلطجة .. برعاية من ؟ ولخدمة من؟

بناء على دعوة التجمع الشعبي الفلسطيني للدفاع عن سوريا، لبت شابة عربية من منطقة حيفا وعدد من الفلسطينيين العرب من 48 الدعوة للمشاركة بالمظاهرة الشعبية تضامناً ودفاعاً عن سوريا الوطن والشعب والدولة، ورغم التنكيل الذي تعرضت له في المحطة المركزية بالقدس المحتلة من قبل الاحتلال العسكري الصهيوني من تفتيش مهين وإساءة، إلا أنها تحملت كل ذلك على أمل أن تتوحد مع أبناء شعبها في مدينة رام الله للذود عن حصن العروبة في سوريا كما في فلسطين المحتلة، وللوقوف بوجه آلة الحرب والإرهاب الأمريكية الغربية الصهونية وعملائهم في المنطقة من العربان وعلى رأسهم قطر والسعودية. لم تكن تدرك هول تفاصيل الوضع الفلسطيني في ظل الحكم الذاتي لسلطة أوسلو، ولم تكن تتخيل في أقسى كوابيس يقظتها أن عقدين من الزمن فعلا فعلهما الشنيع في نسيج المجتمع الفلسطيني بحيث باتت بوصلة تحرير الأوطان تمر عبر واشنطن والكيان الصهيوني بدل دمشق وبيروت وبغداد والقاهرة وعمان، وباتت الأجهزة الأمنية بقيادة وإشراف الجنرال دايتون ولاحقاً مولر الأمريكيين جاهزة تماماً لتأخذ دور المحتل الصهيوني في قمع مظاهرات الشعب من أجل انعتاقه أولاً من قيود أوسلو وسلطة الحكم الذاتي وثانياً من قيود الاحتلال البغيض الأول 48 والثاني 67. كيف لهذه الشابة أن تدرك مثلاً أنها ستفاجىء بزعران الأجهزة الأمنية ومخابرات سلطة رام الله، وعلى مرأى من قيادة الشرطة فيها، يهجمون على المتظاهرين ويعتدون عليها بسرقة شنطتها وتمزيق اليافطة التي أحضرتها معها خصيصاً من بلدتها .. وذهلت من سلوك وبيئة البلطجة الذي ذكرها ببشاعة آلة القمع الصهيونية التي تعودت عليها منذ وعت ماساة شعبها في فلسطين المحتلة 48 .. لم تعرف هذه الشابة أن الشاب الذي دعاها للمظاهرة كان قد اعتقل مع اثنين من رفاقه قبل ساعات قليلة من بدئها! وتساءلت لاحقاً عن المقصود من اعتقالهم؟ هل كان المقصود إرهاب وتخويف بقية المشاركين؟ أم استعراض للقوة؟ أم تلبية لطلبات واشنطن التي لا تنتهي رغم انشغالها بقمع مظاهرات المنتفضين في نيويورك وباقي المدن الأمريكية؟! أم لكل ما سبق!؟ وتساءلت بحرقة كيف توحدت أهداف آلة القمع الصهيونية وآلة القمع السلطوية للحكم الذاتي في رام الله ضد المتظاهرين المؤيدين لوحدة سوريا وشعبها الذي يعني فيما يعنيه وحدة فلسطين المحتلة وشعبها وضمان وحدة الوطن العربي من بطش دول الاستعمار الجديد؟ ولأن المشاركين بالمظاهرة تقاطروا على دوار الساعة من كل صوب .. ومن أكثر من مدينة محتلة .. ضاق صدر أجهزة أوسلو وقرروا تنفيذ البند التالي من الخطة: تسليط بلطجية وزعران الأجهزة الأمنية والمخابراتية وتسخين الأجواء لجر المتظاهرين إلى عراك لم يكن يعرف مداه سوى بلطجية الأجهزة ورجال الشرطة. ولولا احتكام المتظاهرين للحكمة والمنطق لتحول الميدان إلى ساحة معركة ولكسب العدو الصهيوني جولة أخرى من جولاته التي يصول بها البلاد طولاً وعرضاً دون أن تتصدى له هذه الأجهزة التي تقر وتعترف وتقبل التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني ضد أبناء شعبها! ووفق شهدو عيان فقد شوهد ضباط الشرطة وهم برفقة هؤلاء البلطجية قبل بدء المظاهرة في أحد المحال التجارية المحيطة بساحة الميدان، وتعرف عدد من الشباب المتظاهرين على البلطجية وأكدوا أنهم من العناصر العاملة في الأجهزة الأمنية والمخابراتية لسلطة أوسلو.. وتعرف شهود آخرون من غير المشاركين بالمظاهرة على صور البلطجية وأكدوا أن ذات العناصر قامت بالاعتداء على المتظاهرين الشباب قبل أكثر من عام أثناء التظاهرات التي جرت في رام الله تأييداً لثورة المقهورين في مصر وتلك التي جرت في آذار من العام الماضي مطالبة بإنهاء الانقسام! السؤال المشروع اليوم المطروح أمام شعبنا الفلسطيني، الذي تنافق وتكذب وتتآمر عليه قيادة أوسلو والمنظمة، هو: هل التقت المصالح الصهيونية الأمريكية الغربية العربية ومصالح قيادة أوسلو والمنظمة على تدمير وتقسيم سوريا حتى يبررون مشروع خيانتهم في تصفية القضية الفلسطينية التي ما زالت القاسم الأعظم للأمة العربية؟ أمن أجل ذلك باعت سلطة أوسلو والمنظمة رئاستها لدورة الجامعة العربية لقطر حتى يسهل على الحمدين تسليم رأس سوريا لمجلس الأمن كخطوة على طريق إنهاء المقاومة في فلسطين المحتلة ولبنان والمنطقة وتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد بتفتيت وتقسيم الوطن العربي الكبير؟ فلم يعد خافياً على أحد أن ما يسمى “الربيع العربي” الذي أزهر ثورة مضادة في مصر وتونس واليمن أبقت على علاقات قوية مع واشنطن والكيان الصهيوني ودمر ليبيا وأدخلها في أتون حرب قبلية بتحالف وثيق بين العرب والغرب الصهيوني وقسم السودان شمالاً وجنوباً، هو الذي يحاول اليوم أن يدخل سوريا في حرب الإرهاب المنظمة برعاية أمريكية صهيونية خليجية طورانية وهو الذي يحاول أن يوصل القضية الفلسطينية إلى خواتمها على حساب شعبها ولاجئيها بتواطىء مكشوف وعلني من سلطة أوسلو والمنظمة. أسئلة أخرى كثيرة طرحتها الشابة الفلسطينية القادمة من الاحتلال الأول في 48 وأسئلة معقدة أكثر طرحها شباب الاحتلال الفلسطيني في 67 وهم على عتبة الدخول إلى مرحلة حاسمة جديدة، من بوابة سوريا هذه المرة بعد العراق وليبيا، مرحلة بات الفرز فيها واضحاً وضوح الشمس وبات التآمر فيها على مقدرات الأمة ومستقبلها مكشوفاً: فإما أن تكون مع سوريا والمقاومة والمشروع العربي الموحد للأمة العربية من المغرب إلى الخليج أو أن تكون مع معسكر الأعداء من واشنطن إلى الدوحة والرياض وتل أبيب ورام الله الحكم الذاتي! لا خيار ثالث هنا .. فالساكت عن الحق شيطان أخرس في خدمة أعداء الوطن والأمة العربية. أمال وهدان (كنعان)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني