PCP

يا عمال العالم اتحدوا

مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني في المؤتمر السادس لحزب العمل الشيوعي التركي

الرفاق الأعزاء، تحية ثوريه نشكركم على دعوتكم الكريمة لحزبنا، ونتمنى لمؤتمركم كل النجاح، ونثمن غالياً الشعار الذي تعقدون به مؤتمركم تحته، كشعار يجسد بدقه وموضوعية متطلبات الحقبه، فنحن أيها الرفاق عندما نقول: لا للحروب فإنما نقول بالضبط وبشكل مباشر: لا للإمبرياليه لأنها هي المتسببه دائماً وعلى مر التاريخ بكل الحروب، فهي سلاحها الذي تقتات به وتعيش من ورائه، وعندما يتشدق ممثلوا الإمبرياليه بقيم العداله ويقيمون للحرية النصب فهم إنما يحاولون خداع الشعوب وتضليلها، وهم عندما يركبون شعار السلم العالمي فإنما يتخذون منه ذريعه لتأجيج الصراعات والفتن والحروب الأهليه أو الإقليميه وربما الدوليه. فالنظام الذي يرى الكوارث الطبيعيه إحدى ضرورات التوازن السكاني مع الموارد على سطح الكرة الأرضيه، بل وانه على استعداد لاصطناع مثل هذه الكوارث والحروب كأحد الحلول للمشكله السكانيه، إن مثل هذا النظام لا يمكن أن يكون نظاماً صالحاً ومسؤولاً، وما يدعيه من حرص على السلام العالمي ما هو إلا أسلوب رخيص ومفضوح للخداع والمخاتله، والمقوله الماركسيه التي تقول " أن أكبر عدو للرأسماليه هو السلام " هي مقوله تثبت الأيام والوقائع على الأرض صحتها المطلقه. لقد باتت معروفه محاولات الرأسماليه تصدير أزمتها المتفاقمه للخارج وفي داخل الولايات المتحده نفسها تتصاعد وتتسع مظاهرات: "احتلوا وول ستريت" وتمتد لكل من لندن وبرلين وروما وصولاً إلى سدني الأستراليه، بما يشير إلى تفجر اجتماعي للأزمه الرأسماليه العالميه، ووصولها إلى مستوى غير مسبوق، وإلى صعود الصراع الطبقي إلى سطح المشهد العالمي، وفي نفس الوقت تتصاعد عدوانية المراكز الرأسماليه الاستعمارية الغربيه، ضد مراكز الصمود والمقاومه في كل المناطق، وفي منطقتنا العربية والإسلاميه بالذات، في محاوله من الولايات المتحده، ودول حلف الناتو لتصدير أزمتها المتفجره، وايجاد مخارج لها عبر النهب المباشر للعائدات الهائله للثروات النفطيه، في منطقتنا ومناطق أخرى من العالم هذا التصعيد العدواني ليس صدفه، ولم يأتِ من فراغ، انه نتاج انطلاق قوى النهب واللصوصيه والوحشيه في البلدان الرأسماليه. وأخطاء بنيويه في نظمها الإقتصاديه، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك المنظومة الاشتراكيه. وخلو الميدان من أي رقيب أو حسيب، فراحت هذه القوى تعتدي حتى في بلدانها وباستمرار على الضمان الاجتماعي وحقوق الإنسان ومكتسبات العمال والنقابات، وفي نفس الوقت تعمد إلى رفع مستمر لقيم الرأسمال الوهمي بهدف الحصول على أرباح فاحشه أسطوريه مما تسبب في تضخم شكلي لرأس المال المالي إلى درجه غير مسبوقه وغير معقوله حيث قدرت قيمة الانتاج العالمي من هذا الرأسمال المالي(قيم أسهم وسندات وأوراق ماليه ...الخ) بأكثر من 600 تريليون دولار في الوقت الذي لم تزد فيه القيمة الحقيقيه للإنتاج عن 48 تريليون دولار، وان خللاً بهذا الكم لا يمكن التغطيه عليه من وجهة النظر الإمبرياليه إلا بشن المزيد من الحروب وإثارة المزيد من الفتن والنزاعات، وبؤر التوتر الدوليه. وهذا ما نشهده وشهدناه في كل من العراق وافغانستان، وأخيراً ليبيا التي جرى احتلالها بطريق غير مباشر بجيوش الناتو، وها هي اليوم تستعد نفس القوى للإنقضاض علىسوريا كمقدمه لمحاولة تمزيق البلدان العربيه تمهيداً للسيطره عليها وعلى ثرواتها النفطيه، وإنشاء ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير (الجديد) تحت قيادة صنيعتها وربيبتها إسرائيل. هذا المشروع الذي أفشلته المقاومه اللبنانيه صيف عام 2006 والمقاومة الفلسطينيه الباسله أوخر عام 2008، ومنذ ذلك الوقت، والولايات المتحده تعتمد ما يسمى بالحرب الناعمه تشنها على المنطقه لبث الفتن والنزاعات والصرعات المحليه، وضرب قوى المقاومه والصمود بالتحالف مع ما يسمى بدول الاعتدال، وهي اليوم بعد فشلها الذريع في العراق تحاول الدخول على خط التغيرات والهبات الشعبيه في البلدان العربيه: تونس ـ مصر ـ اليمن ـ البحرين بـأساليب تآمريه تتناوب بين الضغط والإغراء لحرف التغيرات عن مسارها الحقيقي، وللتعويض عن خسائرها في المنطقه. وهي اليوم تعمل مع حلفائها وعملائها على استغلال مطالب الإصلاح في سوريه لأن حرب اعلاميه شعواء لم يسبق لها مثيل، ودعم كل أعمال القتل والتخريب التي تقوم بها عصابات مسلحه ومموله من الخارج من أجل إسقاط سوريه، سند المقاومه في لبنان وفلسطين والعراق، وركيزه الكفاح القومي في التصدي لمشاريع الهيمنه الاستعماريه الجديده، وفي نفس الوقت تقوم بتهديد إيران باختلاق مزاعم واهيه ـ كزعم محاوله اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحده ، تماماً كما فعلت ولا تزال في موضوع اغتيال رفيق الحريري والمحكمه الدوليه. واتهام حزب الله بذلك. ومع كل ذلك فإن الدول الإمبرياليه بدأت تفقد مركزيتها وسيطرتها على العالم شيئاً فشيئاً، لصالح قوى عظمى جديده صاعده وتكتلات اقتصاديه بازغه مثل: تجمع دول البريكس/ ودول معاهدة شنغهاي/تكتل آسيان وشرق اسيا/ دول الألبا وهي دول تضم أكثر من ½ سكان العالم وتنتج 60% من الانتاج العالمي، وهي بشكل عام تختلف عن مثيلاتها من التجمعات الاستعماريه، فهي وإن كانت تضم أنظمه سياسيه واجتماعيه متنوعه إلا أنها تتطلع إلى علاقات دوليه تقوم على أساس المصالح المشتركه والاحترام المتبادل، بخلاف الدول الرأسماليه الاستعماريه الغربيه (الناتو) التي تريد الهيمنه والسيطره ونهب الشعوب الأخرى باستخدام القوة الغاشمه . ومهما يكن، فإن المناهج الاستعماريه التي باتت تنتهجها الدول الرأسماليه ومحاولاتها للخروج من أزمتها المتفاقمه عن طريق الحروب وعلى حساب الشعوب وطبقاتها الكادحه لا بد ستبوء بالفشل ولن يكتب لها ابداً النجاح. الحزب الشيوعي الفلسطيني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني