الحقيقه كلمة، هي حياة وأمل/كي لا نكون ضحايا التضليل الإعلامي
عُرفت قناة الجزيرة على امتداد زمني بمهنيتها العالية وصدقيتها، حتى أصبحت تمثل ضمير الأمة، وازداد تألقها بتغطيتها الحية لثورتي تونس ومصر اللتين عبرتا عن وجدان الشعبين التونسي والمصري. وبعد هذين الحدثين العظيمين فاقت الدوائر الأمريكية والغربية من غفوتها بسبب القصور الاستخباراتي، فعلمت أمريكيا وحلفائها على ركوب موجه ما أسموه "ربيع الحرية العربي" ، للإلتفاف على هذه الثورات الشعبية وتوجيهها لما يخدم مصالحها الإمبريالية أو إجهاضها إن أمكنها ذلك، تماما كما حصل لثورة الشعب البحريني العظيمة التي تم سحقها بواسطة الدبابات السعودية والتواطىء الأمريكي، كون هذه الثورة تهدد مصالح الغرب النفطية وتداعياتها على الأنظمة الخليجيه المهترئه ولقربها من القاعدة الأمريكية، وقد ساهمت قناة الجزيرة، بعد أن تم تغير إداراتها السابقة، بالتنسيق بين أمريكا وأمير قطر "مبارك العرب الجديد" بإدارة جديده خانعه تتلقى تعليماتها من أمريكا والغرب، ساهمت بدور إعلامي سلبي، من خلال التعتيم الإعلامي على مجريات الأمور في البحرين وطمس البطولات الشعبية والمجازر السعودية وتجاهل وجود الثورة، وهكذا تكون قناة الحزيرة كمافستها قناة العربية قد فقدت دورها الوطني المشرف، مما حدا بأفضل العناصر الغيورة التي تعمل فيها إلى التنديد بالنهج اللاوطني الجديد والاستقاله منها. وركزت هذه القنوات على ما يجري في ليبيا ولكن ضمن الأجندة الأمريكية والغربية، وقد وجد الغرب الإمبريالي ضالته في أحداث درعا وبعض الأرياف السورية للأنقضاض على سوريا، قلعة الممانعة والصمود، من خلال تأجيج نار الفتنة وتحريض دول العالم والأمم المتحدة لاتخاذ القرارات العدائية، وممارسة مختلف الضغوطات الاقتصادية والدبلوماسية والتلويح بعدوان أمريكي ـ أطلسي كما جرى في ليبيا. إن حقيقة ما يجري في سوريا من أحداث هو بالتأكيد غير ما جرى في تونس ومصر وما يجري في اليمن، بل هو عباره عن تمرد ديني سلفي متحالف مع تيارات رجعية معروفة، مدعوم بالمال والسلاح من السعودية وزمرة الحريري، وهنا برز بجلاء الدور اللاوطني لقنوات الجزيرة والعربية وmbc التي شوهت الحقائق ودبلجت الصور واستعانت بشهود الزور كي تظهر هذا التمرد العنيف بمظهر الثورة الشعبية في تونس ومصر واليمن.
فإدا كان الناطق الرسمي للمتمردين قد وعد في حالة كتب لتمرده النصر أن يفتح سفاره لإسرائيل في دمشق ، فعن أي ثورة يتحدثون؟؟
وعندما يحرق المتمردون المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة، فعن أي ثورة يتحدثون؟؟ وعندما يقتلون الأبرياء والماره بين الناس وحماة الأمن ، فعن أي ثورة يتحدثون؟؟ نحن نقول لقناة الجزيرة وأمثالها، كفى، لن تمر ألاعيبكم ولن تطول، لقد انفضح أمركم، فالمشاهد العربي أذكى بكثير مما تعتقدون.
ونحن بدورنا نؤكد أن التآمر على سوريا هو محاولة للنيل من إحدى القلاع الثورية المناهضة للإمبريالية والصهيونية والرجعية، وأن خروج سوريا من الصف الوطني الصامد يشكل فاجعة لحركات التحرر العربي عامة والشعب الفلسطيني خاصة، كما نؤكد أننا مع حق تقرير المصير لكافة الشعوب، ونقر أيضا أن في سوريه فساد مستشري وتجاوزات أمنية، ولكن يجب اعطاء المجال للحوار البناء، ولبرامج الإصلاح الحقيقية التي بوشر فيها منذ اليوم الأول لاندلاع التمرد وفي الختام نقول خسِئت الأبواق الاعلامية المدسوسة ، وشلت يد الغرب الممدوده على سوريا، وأخيرا نؤكد أن حبنا وتقريرنا وتضامنا مع سوريا لا يوازيه إلا كرهنا وحقدنا على الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية.
بقلم الصديق تيمور فاضل