PCP

يا عمال العالم اتحدوا

الانتفاضة الثالثة قادمة بفيسبوك أو بدونه..

الانتفاضة الثالثة قادمة بفيسبوك أو بدونه.. الشعب الفلسطيني يدق أبواب الحرية ثورات الفيسبوك. .. .ثوار الفيسبوك. . . . ضحايا الفيسبوك. . هكذا أصبح هذا الوافد الجديد إلى عالمنا هو المحرك الأول للثورات كما يراد التسويق له. . .ذهب الصراع الطبقي والاستغلال وفضل القيمة والاحتلال والاستعمار إلى مدارج النسيان. . وبقي الفيسبوك!! هو ثورة جديدة في تكنولوجيا الاتصالات تعادل الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر. . . لكنه ليس صانع الثورات. . . انه أداة يستفيد منها الثوار كما يستثمرها أعداء الثورة. .سلاح متاح لمن يريد. . . نسوق هذا الكلام في إطار الحديث عن اختفاء صفحات عن موقع فيسبوك الالكتروني تدعو إلى "انتفاضة فلسطينية ثالثة"، وذلك بعد تدخل سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي طالبت بحجبها. يشار إلى أن الصفحة الرئيسية التي جذبت حوالى نصف مليون "مؤيد" سحبت بطلب من "إسرائيل" التي اتصلت بإدارة فيسبوك مؤكدة إن مضمون هذه الصفحة يدعو إلى "قتل إسرائيليين ويهود". وبعيد ذلك، ظهرت عدة صفحات محلها ولكنها اختفت هي الأخرى مساء الثلاثاء. وأطلقت الصفحة الأولى بتاريخ السادس من آذار وهي تدعو إلى انتفاضة ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي اعتبارا من 15 أيار ، ذكرى النكبة الفلسطينية وقيام الكيان الصهيوني الغاصب. وفي 23 آذار ، جذبت الصفحة التي جمعت 230 إلف شخص، أنظار سلطات الاحتلال الإسرائيلي. وأرسل وزير الإعلام والشتات يولي ادلشتاين رسالة احتجاج إلى مؤسس موقع فيسبوك مارك زوكيربيرغ يحثه فيها على إقفال هذه الصفحة التي اتهمها ب"التحريض" على العنف. وجاء في رسالة الوزير ان "صفحة الفيسبوك هذه تظهر عددا من الملاحظات والكليبات تدعو إلى قتل إسرائيليين ويهود وكذلك إلى تحرير القدس وفلسطين من خلال العنف". وبعد هذه الرسالة، تضاعف عدد الأشخاص الذين انضموا إلى الصفحة ليتجاوز النصف مليون. ومؤخرا أعلن ان الصفحة أقفلت بدون تقديم أي سبب. ولم يدل موقع فيسبوك بأي تعليق على الفور. الانتفاضة الفلسطينية الأولى اندلعت في كانون الأول 1987 حتى أجهضها اتفاق أوسلو عام 1993، واندلعت الانتفاضة الثانية في العام 2000 قبل أن تتوقف تدريجا بعد خمس سنوات من ضغط الاحتلال وحلفائه الغربيين والعرب وخيانة سلطة اوسلو. قادة الكيان الغاصب مذعورون من هذا المد الثوري الذي أشعل العالم العربي ومن الثورة المصرية بشكل خاص. . .رغم انه لم تتم حتى الآن ملامسة جدية وواضحة لموضوع العلاقة مع إسرائيل وكامب ديفيد وتصدير الغاز المصري لكيان الاحتلال. ليست الثورات المشتعلة بغموض قادتها وغياب أي نظريات ثورية لها هي التي تخيف قادة الاحتلال بقدر ما يخيفهم خروج هذا المارد من قمقمه، الشعوب استيقظت ولا بد ان تلتفت إلى هذا الكيان الغريب العدواني المحتل بعد أن تصفي حساباتها مع مستبديها وطغاتها. . .. حتى التحرك البائس لسلطة أوسلو في طرق أبواب الأمم المتحدة والجمعية العامة تحديدا بعد أن أغلق الفيتو الأمريكي أبواب مجلس الأمن أمام أي احتمال للموافقة على قيام دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، حتى هذا التحرك يجفل قادة الكيان، فقد أعرب عدد من السفراء الإسرائيليين في دول العالم، بمشاركة مسؤولين في وزارة الخارجية، عن اعتقادهم بأن على الدولة العبرية الإعلان منذ الآن، عن اعترافها بدولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود مؤقتة، بالتزامن مع الدعوة إلى مفاوضات فورية وسريعة حول الحدود الدائمة، بهدف الالتفاف على الخطوة الفلسطينية المفترضة في أيلول القادم. وحذّر هؤلاء، في رسالة وجّهوها إلى وزارة الخارجية، من أنّه إذا أحبطت المحاولة الفلسطينية في مجلس الأمن، فقد يتوجّهون إلى الأمم المتحدة، حيث سيحظون بالغالبية. من هنا، حذّرت محافل سياسية عبرية رفيعة المستوى، من أنّ بين أعضاء اللجنة السباعية الوزارية، التي تضم الشخصيات الفاعلة في حكومة بنيامين نتنياهو، «من لا يفهم معنى خطوة فلسطينية كهذه في الأمم المتحدة»، لافتين إلى أنه «حتى لو لم يكن هناك معنى قانوني للقرار، فسيحدّد أنه في عام 2011، أُقيمت دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967». ونبّهوا إلى أنه، بناءً على ذلك، سيبادر الفلسطينيون إلى الشروع في مفاوضات على أساس قرار الأمم المتحدة، وهو ما سيقيّد إسرائيل. على ضوء ذلك، وصف مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الإسرائيلية، نتيجةً كهذه بأنها «كارثة»، مشيراً إلى أنه لا يمكن وقف هذا المسار، «وخصوصاً أننا نُعد اليوم الاحتلال الأخير في العالم، والاحتلال اليوم ليس أمراً شرعياً». وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أنهم، في وزارة الخارجية الإسرائيلية، لا يُظهرون تأثراً بدعوة السفراء إلى هذه الخطوة الاستباقية، وعلى هذا الأساس، وزّع المدير العام لوزارة الخارجية، رافي باراك، تعليمات لسفرائه في الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، للتوضيح بأن دولة الاحتلال ستتخذ إجراءات من جانب واحد إذا ما تم الاعتراف بدولة فلسطينية. وعما يتعلق بطبيعة هذه الإجراءات، أوضح مسؤولون كبار أنّ تل أبيب «ستبادر إلى ضم أو بناء في المستوطنات». لكن الشعب الفلسطيني لديه هو الآخر خريطة طريقه في الوصول إلى أهدافه الوطنية في التحرير وإقامة الدولة الوطنية المستقلة ذات السيادة الكاملة وطرد الاحتلال بلا رجعة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، ان برنامجه هو ما تخوف منه قادة الكيان أكثر فاضطروا إلى أن يظهروا كم أن هذا الفيسبوك ـ كما كل أدوات الإعلام المسيطر عليها أمريكيا وغربيا ـ تابع ومسخر لصالح السياسات الامبريالية والعدوانية وضد مصالح الشعوب رغم كل ما ظهر في الفترة الأخيرة من استثماره من قبل ثوار تونس ومصر وبقاع العالم العربي الأخرى. وأغلقت صفحة الانتفاضة على الفيسبوك. . . لكن ستولد آلاف الصفحات وربما سيضطرون إلى إغلاق الشبكة لاحقا وبكل الأحوال فان ثورة الشعب الفلسطيني قادمة ولن تتأخر كثيرا فهذا الطوفان الثوري الذي يجتاح دنيا العرب الأولى به ان يرفع أمواجه في فلسطين حيث لا يزال أبشع احتلال وآخر احتلال من هذا الطراز التوسعي الاستيطاني الإحلالي، ليس باللجوء إلى الأمم المتحدة المسيطر عليها أمريكيا وغربيا أكثر من شبكة الفيسبوك، بل بإجبار هذه الأمم على التوسل إلى الشعب وقيادته الوطنية بالقبول بهروب الغاصبين بعد أن تصبح فاتورة الاحتلال أكثر كلفة من فوائده على الامبرياليين والصهاينة. بالثورة والانتفاضة على الاحتلال وعلى تجار القضية من متعهدي حماية الاحتلال وخدمه سيسجل الشعب الفلسطيني أكثر صفحات الثورة إشراقا، وسيكتمل عقد الثورات في العالم العربي من شرقه إلى غربه ليعاد بناؤه لا على أساس مشروع الشرق الأوسط الجديد المشبوه بل على أساس إرادة الشعوب العربية في التحرر من الاحتلال والظلم والاستبداد والقهر. . .


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني