PCP

يا عمال العالم اتحدوا

الخارطة الاستيطانية في القدس والضفة الغربية

صحيفة البيان الإماراتية 18/9/2005 قبل فترة من إقرار الكنيست لخطة الفصل الأحادي، كان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي أرييل شارون قد أعد التعديلات الأولية على خارطة الطريق الأميركية للتسوية على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي، آخذاً بعين الاعتبار مجموعة من العناوين الجوهرية التي تنسف الخطة على ما فيها من مساوئ ومثالب. ولم تقف مسبحة التعديلات عند حدود ما قبل الحرب، فانتقل شارون آنذاك عبر رسوله ومدير مكتبه فايسغلاس إلى طرح تعديلات إضافية تهبط بالخطة نحو الحضيض. فالتعديلات الأساسية التي قدمها شارون على خارطة الطريق تزيد عما كان سبق أن تم طرحه قبل وفاة الرئيس عرفات، فغاب التصور السياسي الأميركي للتسوية بحدوده الدنيا عند شارون وحل مكانه «ثوابت صهيونية تامة» . وعناوين جامعة لأقطاب وزارة شارون الائتلافية تقوم على رفض حق العودة الفلسطيني، ورفض المساس بـ «يهودية وصهيونية» المدينة المقدسة في إطار «متروبلين القدس الكبرى» وكل ذلك مقابل ما أسماه شارون «تنازلات مؤلمة بصدد الاستيطان». ومقايضة هذا «التنازل» على حق العودة الفلسطيني، وزاد من اتساع فضاء رؤية شارون ما أدلت به كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية في زيارتها الأولى للمنطقة بصفتها وزيرة للخارجية عند حديثها المبتور عن الاستيطان، وتصويرها تفكيك مستعمرات في قطاع غزة، باعتباره المقياس والدالة على نوايا شارون الايجابية. ولكن مع كل هذا وذاك، فان الرضوخ الإسرائيلي، وتحديداً من قبل باني المستعمرات، وأبو اليمين العقائدي التوراتي لمنطق ما صنعته المقاومة والانتفاضة الفلسطينية على الأرض، ولمنطق الإرادة الدولية التي اعتبرت الاستيطان الاجلائي التهويدي مخالفاً للقانون الدولي. يعبر في جانب مهم منه على تراجع ولو بطيء في الفكر الفلسفي الصهيوني، القائم على تكريس الحقائق والتوسع، ورفض مبدأ تفكيك ما تم استيطانه على الأرض. وعليه، فان تفكيك المستعمرات في قطاع غزة مسمار أول في نعش الفكر التوسعي الصهيوني. وفي الواقع الحالي، تشكل مستعمرات الضفة الغربية ما نسبته 91 % من مجموع المستعمرات المقامة فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وما نسبته 86,92 % من مساحة المنطقة العمرانية للمستعمرات إذا ما استثنينا المستعمرات المقامة داخل وعلى محيط مدينة القدس . حيث تضم محافظة القدس أكبر عدد من المستعمرات وعددها 84 مستعمرة. كما أنها تضم المساحة الكبرى من حيث الأراضي الاستعمارية والبالغة 45615 دونماً، أي ما نسبته 14,56 % من مساحة المنطقة العمرانية للمستعمرات في الضفة الغربية. ويلي محافظة القدس في ذلك محافظة نابلس التي بلغت مساحة المنطقة العمرانية للمستعمرات فيها 20638 دونماً، أي ما نسبته 71,27 % من إجمالي مساحتها في الضفة الغربية، ثم يلي ذلك محافظة الخليل. أما بالنسبة لمساحة المستعمرات بالنسبة لمساحة اللواء «المحافظة» فهي أعلى ما تكون في لواء القدس بنسبة 76,5%، ثم رام لله بنسبة 89,1 %. ثم نابلس بنسبة 6,1%، ثم بيت لحم بنسبة 4,1%. ومجموع مساحة المستعمرات في نابلس أعلى من غيرها حيث تبلغ 66,31 % من مجموع مساحة المنطقة العمرانية للمستعمرات في الضفة الغربية، ويعود ذلك لكبر مساحة اللواء أولاً، ثم لاستهداف أراضيه في المناطق الشرقية (الأغوار) الغنية بالمياه والأراضي الزراعية. إن محافظة القدس تضم اكبر عدد من المستوطنات، وعددها 84 مستوطنة، كما أنها تضم المساحة الكبرى من حيث الأراضي الاستيطانية والبالغة 45615 دونماً، أي ما نسبته 56,14 في المئة من مساحة المنطقة العمرانية للمستوطنات في الضفة الغربية وفق ما تم ذكره في فقرة سابقة، وتكون نسبة مساحة المستوطنات بالنسبة لمساحة المحافظة 76,5 في المئة في القدس، حيث أعلى ما يمكن قياساً للمدن والمحافظات الباقية في الضفة الغربية. كما تضم القدس عدداً كبيراً من مستوطنات الفئة الأولى التي تزيد مساحتها على اكثر من 1500 دونم كمستوطنات جيلو، عوفر ومعاليه أدوميم هذا إضافة إلى مستعمرة جبل أبو غنيم التي قاربت على وشك الانتهاء. من جانب آخر، يمكن تلخيص وضع مدينة القدس الكبرى (الشرقية + الغربية) التي تقارب مساحتها ربع مساحة الضفة الغربية، وتحديد الخارطة السكانية فيها وفق التالي: يعيش حالياً في إطار القدس الكبرى 125,1 مليون نسمة 46% منهم يهود ونسبة 54%من العرب الفلسطينيين . وثمة في حدود القدس الغربية المحتلة عام 1948 غالبية يهودية واضحة تبلغ 90 %، غير انه يوجد في مناطق الضفة الغربية الواقعة في إطار القدس الكبرى (ضواحيها) غالبية عربية نسبتها 85%. وحسب التقديرات الإسرائيلية وفق تقارير «معهد القدس لأبحاث إسرائيل ». سيصل عدد سكان القدس الكبرى عام 2010 إلى حوالي 8,1 مليون نسمة، منهم 870 ألف يهودي أي ما نسبته 48%، وما مجموعه 930 ألف عربي. كاتب فلسطيني ـ دمشق


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني