المبحرون الى الحرية والمجزرة الصهيونية اسرائيل كيان الإجرام والعدوان
حتى ساعة إعداد هذا المقال كان عدد ضحايا هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي على أسطول الحرية، وهو لا يزال في المياه الدولية، قد وصل إلى حوالي عشرين شهيدا وعشرات الجرحى، قوة غاشمة تهاجم مدنيين عزل يقومون بواجب إنساني في إيصال المساعدات إلى أهالي غزة الصامدين.
الأسطول تحدى العوائق الأولى التي جاءت من قبرص بضغط إسرائيلي، لكن الهمجية العنصرية الصهيونية أبت إلا أن تؤكد مرة أخرى طبيعتها المعادية للإنسانية والحياة، فقامت بهذا العمل الدموي الجبان واستحقت غضب العالم وحتى حلفاء إسرائيل الغربيون لم يستطيعوا إخفاء اشمئزازهم من مدى التمادي الإسرائيلي والاستخفاف بكافة الشرائع والأعراف الدولية والإنسانية.
لم يبق لإسرائيل مكان في ساحة التبجح بحقوق الإنسان والتمدن والحضارة التي تتقنها تماما بإعلامها الأخطبوطي المنتشر على امتداد العالم دولة بأسنان نووية تعترض سفناً مدنية على متنها أناس عزل، مثقفون وفنانون وأعضاء برلمانات في بلدانهم، ومتطوعون من جنسيات مختلفة. . . .هدفهم الوصول بمعوناتهم وقلوبهم إلى شواطىء غزة التي ستكون بوابات لحرية فلسطين القادمة لا بمفاوضات غير مباشرة أو مباشرة، بل بنيران المقاومين وتضامن شرفاء العالم.
من موانىء تركية ويونانية وايرلندية انطلق أسطول الحرية لنصرة مليون ونصف المليون فلسطيني تحاصرهم إسرائيل الصهيونية منذ أربعة أعوام . . . . حوالي 800 متضامن من شتى أنحاء العالم وبغطاء إعلامي وسياسي تركي وأوربي وعربي ــ غير رسمي طبعا ــ ركبوا البحر ومعهم معونات كبيرة للمحاصرين(تحمل السفينة التركية «مرمرة الزرقاء»، إضافة إلى 560 شخصاً «تركياً وأجنبياً»، حمولة قيمتها 20 مليون دولار من المساعدات الإنسانية والطبية وأدوات البناء. ومجموع ما ستحمله هذه السفينة، إضافة إلى السفن الأخرى «2 من بريطانيا وواحدة من اليونان وواحدة من أيرلندا وواحدة من الجزائر وواحدة من الكويت وواحدة من ماليزيا»، 10 آلاف طن من المساعدات، وركابها من 50 دولة).
هؤلاء المبحرون إلى غزة يؤكدون أن معركة الحرية لا تتجزأ في العالم، وان ظلم الاحتلال والحصار مهما اشتد سينبلج يوما عن صباح الحرية بنضال ودماء أبناء القضية، أبناء الشعب الفلسطيني، وبتضامن وتعاون الأحرار في العالم. . ..
وكان جيش الاحتلال قد أعلن عن إطلاق عملية أسماها “رياح السماء” لاعتراض “أسطول الحرية” في مؤشر على مواجهة حتمية مع المتضامنين. وأقامت خياما في ميناء أسدود لنقل المتضامنين إليها بعد احتجاز سفنهم. وأعلنت إسرائيل السواحل المقابلة لغزة منطقة عسكرية مغلقة، وتعتزم نقل المتضامنين إلى ميناء أسدود تمهيدا لطردهم إلى بلادهم باعتبارهم مهاجرين غير شرعيين، واعتقال من يرفض التعريف بنفسه والتوقيع على تعهد بعدم العودة، ومحاكمة من تدعي إسرائيل أنهم قاوموا الجنود الذين اعتدوا على السفينة في محاكم عسكرية إسرائيلية..
هكذا ينكشف مرة أخرى وأخرى حجم الخذلان العربي، هكذا ينكشف حجم الغياب الفلسطيني الرسمي (فلسطينيي أوسلو)، هكذا ينكشف عطب الكثير من الحركات والشعارات والجبهات والطواطم المقدسة . . . . .بضع مئات من الرجال والنساء يقتحمون الحصار، فيما دول وجيوش وقادة بنياشين وأوسمة يقفون عاجزين عن الإتيان بفعل ايجابي تجاه هذه الجريمة المستمرة ضد الإنسانية بل أن بعضهم يتطوع ليشارك في الجريمة. . . ..
إنها رحلة يوليسيس الفلسطيني وهو يخرج من بحر الضياع إلى شاطئ غزة وعكا وحيفا ويافا وكل فلسطين. . . .
رحلة الضمير العالمي الذي لم يعد يقبل أكاذيب الآلة الإعلامية الإسرائيلية عن واحة الحرية في صحراء القمع والتخلف. . . .
لن تنتظر فلسطين كثيرا سفن العودة، عودة خمسة ملايين لاجئ إلى ديارهم، ولأن إسرائيل تخشى ذلك اليوم، ولأنها تقرأ في هذا الأسطول ذلك الحشد القادم من البحر والبر والجو، فإنها أقدمت على هذا العمل الأحمق بحق هؤلاء المناضلين. .وستدفع ثمن ذلك غاليا من وجودها الذي بدأ يتآكل منذ أن بدا عصر المقاومة وانتهى عصر التفوق الإسرائيلي.
مهما حصل مع أسطول الحرية، ومهما عانى زوار غزة من مصاعب، ومهما دفعوا من تضحيات، فإنهم يضعون مسمارا آخر في نعش الهمجية الصهيونية، يكتبون الأحرف الأولى من نعوة نازية العصر الحديث. . . .
وعد الخالد