PCP

يا عمال العالم اتحدوا

من تونس الخضراء إلى أرض الكنانه

ما أجمل مطلع هذا العام، إنه عام التحولات بامتياز في منطقة الشرق الأوسط ،فها هو شعب تونس العظيم يثور على من أستعبده لعقود عديدة، يحطم القيود يثور من أجل تونس حرة ديمقراطية خاليه من استعباد الإنسان لأخيه الإنسان .وها هو شعب مصر العظيم يملأ شوارع مصر بهتافاته من أجل الحرية الديمقراطية و العدالة الإجتماعيه،شعارات لم تأتي إلا من صميم عذابات هذه الشعوب، معبرة عن وعيها . من معرفتنا للحركات الثورية في العالم كان هناك قوه سياسيه طليعيه منظمه تقود الحركة الجماهيرية،قوه تحمل فكرا طليعيا بالأخص فيما بعد الثورة ألبلشفيه. في ثوراتنا هذه كان واضحا غياب الحزب المخطط القائد و الطليعي لثورتا تونس ومصر.ماذا حصل إذا ؟ ما هي المتغيرات الحاصلة ؟ هل هناك تنظيمات خلف هذه الثورات . منذ قررت الرجعية العربية أن تحل تناقضها مع الصهيونية بدأت تحضر المناخ على الصعيد الشعبي في مختلف الدول العربية ، أقيمت المؤسسات الأمنية وطورت من أجل خدمه هذا التوجه، أصبحت المؤسسات الأمنية و المخابرات أقوى و أكثر عددا وعدة من الجيوش نفسها، وأصبح القمع علامة تجاريه مميزه لهذه القيادات. عملية القمع هذه تعدت الأحزاب،النقابات ألمهنيه والقوى الوطنية المعارضة إلى كل شخص له وجهة نظر مخالفه لما يراه الحاكم في صغار الأمور وكبيرها وما وحشية قمع صدام لشعبه وقوى العراق الوطنية و التقدمية إلا مثال واضح. لقد استخدمت ديكتاتوريه تونس ومصر ما تعلموه من صدام وتفننوا في تطبيقه، أصبحت إهانة الإنسان أسهل من شربة الماء، وصلت ألإهانات لدرجة تحطيم العلاقات الأسرية. إن الشعوب الرازحة تحت أنظمة القهر والعبودية ،ومع غياب أحزاب تعبر عن طموحاتها بدأت تبحث عن أساليب جديدة للخروج من هذا النفق المظلم،ففي أمريكا اللاتينية في سبعينيات القرن الماضي لجأت الجموع إلى الكنيسة التي لعبت في حينه دورا ثوريا " السلفادور" لكن و بعد تدخل البابا يوحنا بولص الثاني في رسالته إلى شعوب أمريكا اللاتينية القائلة كثير من الصلاه وقليل من السياسة أبعدت الكنيسة و الجماهير عن بعضهم ، أما في فيتنام فكان العكس حيث لعب رجال الدين دورا إيجابيا في الثورة. في الواقع أنه أينما لعب الدين دورا ثوريا كانت الحركة الجماهيرية تتحرك من خلاله ومعه وكانت المؤسسات الدينية جزء من النضال المعادي للقمع . في وطننا العربي لعبت التيارات الدينية في اتجاهين الأول سلفي و تكفيري (بن لادن وعصابة السلفيين في السعودية) الثاني مهادن للنظام ،وما فتاوى الأزهر إلا مثلا ساطعا. هذا يعني الدين السياسي لم و لن يكن الحل. إن شعوبنا العربية خصيصا في تونس و مصر و مع غياب التنظيمات في الساحة ابتكرت وسائل جديدة لتنظيم صفوفها و الاتصال في ما بينها. إنه استخدام التكنولوجيا في خدمه الثورة ، بدء بتبادل الآراء بين الشباب من خلال المدونات التي كانت بعيده في البداية عن المخابرات،وعندما أستيقظ النظام كان من المستحيل ضبط هذا الحراك. فأصبح الشباب يتصل فيما بينه ويتبادل ألآراء، و أصبحت آفاقه مقتوحه لكل الأفكار و التيارات السياسية الموجودة في الكره الأرضية، لم تكن هناك حاجة للعمل و التنظيم على الطرق التقليدية . أصبح الوصول إلى مختلف الآراء السياسية و الأيديولوجيات مسائله سهله، حيث بدأ ببطء التفاعل مع الآراء والنظريات المختلفة، بدأ النقاش وتبادل الآراء ،بدأ الفرز الناتج عن هذا الحوار الديمقراطي الهادئ بعيدا عن الضوضاء والضجيج الإعلامي، ظهرت اتجاهات سياسيه مختلفة وأصبح الشارع مسيسا ومنظما رغم بعده عن الأحزاب التقليدية . إن نظره سريعة إلى الأحزاب السياسية نجد أنهم و من أجل مقعد برلماني أو تصريح بالعمل العلني قد تنازلوا عن جزء من مبادئهم و الكثير من أهدافهم وأصبحوا شاءوا أم أبوا جزء من هذا النظام مهمتهم تجميله في أعين الشعب، أصبحت مجموعه من الرموز الوطنية ملجأ أمين يختبئ خلفه النظام، وفي اللحظة المناسبة يفلسفون عدم السير حتى النهاية، يضعون العصي في الدواليب، وينصبون أنفسهم ممثلين عن الشعب.أن هذه ألمحاولات ألراميه إلى حرف ألمسيرة ألثورية لها مخططين في ألبيت ألأبيض وحالمين في إسرائيل، و متبرعين للخدمة في مصر. إن القيادات الظاهرة اليوم دون سابق إنذار في مصر مثلا، أمثال البرادعي أو غالي ، أو الأحزاب التقليدية مثل الوفد أو التجمع ( حتى ألان ) ورغم تاريخهم الوطني المشرف أتوا لقطف ثمار هذه الثورة و تجيرها لصالح النظام . إن الحركة ألجماهيريه التي ذاقت الأمرين من بطش النظام و أعوانه تحركت بأسلوب وطريقه جديدة و مختلفة عما هو معهود في الحركات و الثورات التي نعرفها، في الظاهر هي حركه عفويه و تنظيمها بسيط لكن في الواقع هي حركه ناتجة عن تفاعلات مستمرة منذ عشرات السنين،لها قياده جماعية قادرة على تبديل الوجوه دون تغير الهدف مرنه وسريه بشكل كبير يعطيها إمكانية الحركة في الشارع و في كل الاتجاهات وعلى مختلف الصعد. في الواقع إن شباب الكومبيوتر هم شباب متعلمون و مثقفون هم خريجي الجامعات، ألطلبه،العمال و العاطلين عن العمل، عجنوا وفرموا في مطبخ النظام وخرجوا أكثر صلابة، وعيا وفهما للمرحلة ومتطلباتها، طرحوا شعاراتهم بشكل تصاعدي ومرتب ، كسروا حاجز الخوف في قلوبهم وقلوب الناس حطموا قيودهم واستطاعوا تفادي مخططات النظام لإجهاض ثورتهم، جمعوا في قالب واحد خبره ألانتفاضه الفلسطينية الأولى بتنظيمهم للحياة بعد الغياب المتعمد للسلطة و الثورة التونسية بحماس وتضحية أبنائها و الثورة البلشفية بحدتها وعنفوانها ووضوح رؤاها متفادين الكم الأكبر من الأخطاء التي وقعت في الماضي. نعم هؤلاء هم شباب مصر أبطال ثوره25 يناير. لقد حاول نظام مصر تبديل ثوبه فأتى بعمر سليمان و فشل، أنزل البلطجيه ،رجال ألمخابرات و ألأمن ألقومي إلى الشارع ففشل ولم يبقى له إلا ألاستعانة بالأحزاب والقوى ألمسماه بالوطنية، عندما أشار النظام أصبعه خرجوا لملاقاته باسم الثورة و الثوار لكن وعي الشباب وقيادتهم همشت هذه ألزمره من الأحزاب وكان آخرهم الإخوان المسلمون . إن البرنامج المطروح من الثورة للخروج من الأزمة هو برنامج ثوري وواقعي، إن الإصرار بأن الشرعية تؤخذ من الشعب فقط وليس من دساتير كتبها من هو مهووس بالكرسي سيصاب بانزلاق غضروفي إذا خلع عنه هو خلاصة برنامج هذه الثورة ومنه تنطلق كل الأهداف المطلوب تحقيقها. إن إعادة كتابة ألدستور تشمل ألرؤية ألجديدة لعملية تنظيم ألحياة ألعامة على كل ألأصعدة 1- خلع ألرئيس 2- حل ألبرلمان ألمزور 3- إعادة كتابة ألدستور ليكون دستورا يحمي حقوق و مصالح ألشعب ألمصري4- تعديل ألنظام ألانتخابي و إجراء انتخابات نزيهة و عادله لمجلس ألشعب و ألرأسه. 5- إطلاق سراح كافة ألمعتقلين ألسياسيين وعودة ألحياة ألديمقراطية لمصر. كما يجب على ألقوى ألوطنيه أن تعيد ألنظر في مجمل ألسياسات ألداخليه و ألخارجية من أجل إخراج مصر من دائرة ألمعسكر ألمعادي لشعوبنا ومصالحها ألوطنيه. إن التغير في مصر سيغير من موازين القوى في المنطقة لذلك إن على قياده الثورة أن تعي مستوى المسئوليات الملقاة على عاتقها، أن تعرف أن كل عيون العالم تنظر إليهم بإعجاب وخوف أعجاب بما حققوه حتى هذه الساعة، والخوف من أن يستطيع سماسرة الحلول المؤقتة من الالتفاف على ثورتكم الباسلة. نحن كحزب شيوعي فلسطيني ككل أحرار العالم واثقين بأن شعب قوي وصبور وعنيد، تقوده قياده واعيه، شابه و قويه سوف يتخطى كل الصعاب. إنا واثقين بأن السفينة المصرية سوف ترسي في أجمل ميناء في الدنيا كلها هو ميناء الحرية . بقلم الرفيق فرج(عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني