PCP

يا عمال العالم اتحدوا

قم يا مصري مصر ديما بتناديك مصر نصر، نصر من واجب عليك

هذه الأنشودة المصريه التي كنت أسمعها عندما كنت على مقاعد دراستي الجامعيه في فتره ما بعد زيارة السادات إلى القدس عادت ترن في أذني منذ ألأمس (28-1-2011) أي منذ سماعي هتاف الشارع المصري "الشعب يريد إسقاط النظام" . و ضبط نفسي وإنا أتفاعل مع الحدث فأنا من الجيل ألذي عاش الهزيمة عام 67 و مأساة الحرب الأهلية في الأردن و فاجعة فقدان عبد الناصر بعدها و الصفحة المشرفة لحرب أكتوبر العظيمه ، أنا من بكا مثل كل الشرفاء لضياع هذا النصر وتجيره لمصالح أمريكا و إسرائيل بالزيارة المشئومة للقدس. أنا من عاش الهزيمة تلو الهزيمة منذ1973 حتى 2000 حيث أتى تحرير الجنوب على أيادي المقاومه اللبنانيه بألوانها و أطيافها،كبلسم يشفي الجراح العمقيه في قلبي . أنا مثل كل شرفاء العالم هتفت لأجل الأشاوس في الجنوب عندما أقاموا معادلة جديدة معادلة الردع في مواجهة إسرائيل ،و أرى أنه لا محالة سينتصر الحق . أنا من عاش ألانقلاب على الاشتراكيه ورأيت الأحلام تتحول إلى سراب. أنا كل هذا رأيت ما رأيت لكن لم أفقد لا الأمل ولا العزيمة عندما كانت المصائب تتوالى . كان هناك أسئلة أسالها كل يوم هل نستطيع كشعوب أن نغير من هذا الوضع دون أن تكون مصر في ألطليعة؟ هل يمكن أن ننتصر دون مصر؟ و السؤال الأهم هل يقبل شعب مصر العظيم إلا أن يكون في الطليعة؟ رغم طول اليل طلع الفجر وأستيقظ المارد وها هو الشعب المصري يهب هبة رجل واحد بصوت واحد يهتف "الشعب يريد إسقاط النظام" ، لقد أجبت على كل أسئلتي بهذا الهتاف وسأشرح ماذا أعني بكلامي هذا . نعم لقد استطعنا أن نصمد في وجه هذه الهجمة دون مصر لكننا كنا كسائر بقدم واحده نناضل من أجل الحفاظ على المواقع ، واستطعنا أن نوقف هذا التراجع ونحقق انتصارات تاريخيه لكن بعد مصر عن قوى الصمود و المقاومه كان يبقي النصر معرضا للاهتزازات كنا ننظر لتحركات مصر بنظرة شك ، وكانت مصر "كنظام" تشارك في المؤامرات المحاكة في ألمنطقه ، كان لابد من إسقاط النظام و عودة مصر إلى صف القوى المعاديه للإمبريالية ، و ها هو الشعب المصري يتحدى كل أدوات الإرهاب و ألقمع يقدم لشهداء من أجل ألكرامه . لن يكون للنصر طعم دون مصر لذلك إن أي نصر دون مصر هو نصر ناقص ، نعم لقد حققنا انتصارات عديدة لكن بعد مصر كان شوكه في الحلق ، إننا إذ نعبر عن أسفنا وغضبنا لبعد مصر عن المواجهه لكن ها هي مصر تخطوا أولا خطواتها للعودة إلى الصف العربي المقاوم . نحن على يقين أن مصر ستكون من الآن في الصف الأول في المعركة . أن ما يجري في مصر قد فاق كل التوقعات فالشارع خرج متحديا أجهزة القمع و الواضح غياب قياده سياسيه ذلك لأن النظام ألمصري كباقي الأنظمه قد قام بقمع المعارضه بأشكالها و أنواعها ، استخدمت المعارضه الشبابيه التكنولوجيا للاتصال و التنظيم ،كما ظهرت على الساحة حركات جديدة مثل حركه كفاية و شباب 6 أكتوبر . أن غياب المعارضه عن دورها القيادي يعيق تطور الحركة لذلك أن على المعارضه المصريه وبشكل عاجل وملح وضع برنامج سياسي مرحلي لإخراج مصر من هذه الازمه . خروج الشارع بهذه الطريقه والحده يعبر عن طفوح الكيل و أي محاولة لخلق بدائل من داخل النظام ستباء بالفشل فالهتافات المطلبيه لن تلبيها القوى التي حكمت مصر بعد عبد الناصر و المطالبه بالحرية لن يلبيها من قمع الشعب ولا من تعينهم أمريكا ولا زبائن إسرائيل ، أن مخطط الفوضى الجاري تنفيذه هو جزء من المخطط المعادي للحراك وعلى القيادات أن تعي خطورة الوضع وتكثف جهودها حتى لا ينجح . إن الخطر ألكبير يتمثل في أن يتمكن النظام من تغير جلدة من خلال تمرير شخصيه مرضي عنها من قبل أمريكا و إسرائيل للسيطرة على الوضع و إيقاف المسيره ، أن من أهم مهام الحركة الوطنية المصرية هو توسيع هذا الحراك الثوري من حراك يدعوا إلى العدالة الاجتماعية ، الاقتصادية ، القانونيه و حريات عامه إلى أن يشمل مجموع السياسات الخارجية و على رأسها العلاقة المصريه الإسرائيليه و مراجعه كل الاتفاقيات المبرمه بينهما ، ومراجعه مجمل لعلاقة المصريه الإسرائيليه حتى تتمكن مصر الخروج من هذا النفق المظلم . لقد انطلقت الرصاصه ولن تعود، هذا النهر سيجرف كل الحثالة ولن يكون غدا مثل أمس وعلى قول المثل ألفلاحي "غراب البين أحسن من مبارك" . ألفئران هم أول ألهاربين عند الغرق فهكذا هرب الرعايا الإسرائيليين من مصر ، والمجرم يتلمس رقبته هكذا طلع علينا شيوخ الهم و الغم يشدون من أزر البقره الضاحكة حتى يبقى في الحكم لكن مهما فعلوا لن ينقذوا هذه البقره من المزبلة حيث المصريين شعب متحضر لا يأكل الحوم الفاسدة ، فمهما حاول النظام تغير جلد وتجميل وجهه ومهما حاولت أمريكا خلق بديل يستمر بنفس السياسة لن ينجحوا بخداع هذا الشعب المناضل ولا الالتفاف على مطلبه الرئيسي "الشعب يريد إسقاط النظام" إن نظره سريعة لنتائج هذه التحولات على الوضع الفلسطيني تقول أن ظروف نضالنا تتحسن و أن عوده مصر للصف الوطني ستؤمن لنضالنا سند قوي ، كما ستتوقف الضغوطات على شعبنا من قبل النظام المصري من أجل قبول حلول تؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينيه . أن من واجب سلطتنا أن تسمع هدير الشارع وأن توقف مهزلة المفاوضات وأن تعود إلى الجماهير لتستمع لرأيه وإلا فهناك مكان فسيح في مزبلة التاريخ بجانب الشاه و بن علي و نور ألسعيد وغيرهم. بقلم الرفيق فرج(عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني