PCP

يا عمال العالم اتحدوا

الوحدة والصراع "ماذا عن المصالحة"

بدءا يجب التنويه إلى أن خلفية مفردة المصالحة تعود إلى طبيعة العلاقات العربية في الماضي والحاضر ، فبعد اي خصام ، ولكي تعود المياه لمجاريها، اعتاد العرب على استحضار المصالحة، التي تبدأ غالبا ببوس اللحى وتنتهي بالولائم .... الخ. إن المصالحة بين فتح وحماس ، بين نهحين فكريين وبرنامجيين سياسيين متعارضين ، هو بالتاكيد شيئ آخر، انهما كخطين متوازيين لا يلتقيان ، ولكل منهما حيثياته ، دعائمه ومرجعياته الفكرية والسياسية ، ومن هنا فإن الحديث عن المصالحة واستعادة وحدة الوطن لن يتم إلا وفق طريقين لا ثالث لهما ، الطريق الأول هو بالقوة القهرية ، وقد جرب هذا وتمثل في حرب غزة ، التي تواطئت فيها السلطة الفلسطينية والحكومات العربية الرجعية ، أمريكا والمفوضية الأوروبية مع إسرائيل التي شرعت باستعمال كافة الوسائل البربرية والهمجية لتركيع غزة ونظامها السياسي، من أجل فتح المجال لدخول جيش السلطة ـ جيش دايتون ـ لبسط سيطرتها هناك . إلا أن هذا النموذج فشل فشلا ذريعا ، وزاد من قوة النظام هناك. أما الطريق الآخر ، قد يتم إذا حسنت النوايا ، من خلال تبني الطرفين برنامج توافق وطني سياسي يخرج فيه الطرفين ، لا غالب ولا مغلوب ، وتكون مهمته الوحدة والتوحيد والتحضير لتجديد واستكمال بناء النظام السياسي الفلسطيني عبر الانتخابات الرئاسية والتشريعية وإصلاح منظمة التحرير واستكمال وحدتها بمشاركة الجميع في كافة هيئاتها ومؤسساتها على أسس وطنية ديمقراطية ، ومن ناحية أخرى يعمل على إعادة الاعتبار للمشروع الوطني التحرري القائم على حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل الأراضي التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس، وعلى حق العودة والتعويض على أساس قرار 194 ، ولكي يتم انجاز هكذا برنامج ، يجب أن يحظى أولا وقبل كل شيئ بمباركة جميع الأطراف العربية والإقليمية والدولية المعنية ، ومن أجل تحقيق هذا الهدف النبيل على الطرفين العمل على تهيئة الأجواء الصحية ، ووقف حملات التحريض الإعلامية ، ونعيق غربان الأنقسام في الفضائيات الغير معنية إصلا في الوحدة , إذا لم يكتب النجاح لهذا الطريق ، بعد فشل الخيار الأول فسيبقى الحال على ما هو عليه ، مزيد من الإنقسام والتشرذم والضعف ، في المقابل مزيد من الاستيطان والتهويد والاستيلاء على الأراضي والتنكيل بالبشر ، بكلمة أخرى شطب القضية الفلسطينية من القاموس السياسي فهل نحن مدركون؟؟؟؟. بقلم الرفيق ابو تيمور( مجلة الوطن المجلة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني