PCP

يا عمال العالم اتحدوا

إلى أين؟؟

إن مستقبل القضية الفلسطينية ، لا يسر صديقا ولا يغيظ عدوا ، فكلما أفرط البعض في التفاؤل ، تجد الأوضاع سياسيا وافتصاديا واجتماعيا تسير من سيئ إلى أسوء ، وكأن القدر رسم لهذه الأمة أن لا ترى النور أبدا ، ويتسائل المرء هل نحن ضعفاء حقا، أم أن القوى المتربصة بنا على اختلافها أقوى وأكثر تأثيرا وحنكة ،مما جعل هذه الأمة تزحف على بطونها ، تستجدي من الطامعين لقمة العيش ، حتى أصبحنا نستجيب صاغرين لما يراد لنا . فمنذ اتفاق أوسلو ولهذه اللحظة ، واسرائيل تقرض شروطها المذلة، وتتنصل من كافة الاتفاقيات السياسية والاقتصادية المبرمة باشراف دولي مع الجانب الفلسطيني ، وتتمسك بالاتفاقيات المجحفة والظالمة ، كاتفاقية باريس الاقتصادية على سبيل المثال، يرافق ذلك استشراء الهجمة الاستيطانية ، وتهويد القدس ، وبناء لجدار الفصل العنصري ، والاعتداء على الانسان والشجر والحجر ، أمام هذه الحقائق الماثلة أمام العالم يستمر مسلسل التنازلات المجانية من الجانب الفلسطيني عبر ما يسمى بالمفاوضات بمختلف مسمياتها، إلى أن وصلت لطريق مسدود ونعتها أصحابها أنفسهم بالعبثية. والآن تتواصل وتستمر الضغوطات الأمريكية والأروبية "الدول المانحة" على الجانب الفلسطيني من أجل الدخول دون شروط مسبقة إلى المفاوضات المباشرة ، أي دون الإلتزام بوقف الاستيطان وترسيم الحدود ، فقط مقابل لفتات تافهة من أجل ذر الرماد في العيون ، ومقابل ضمانات تقدمها أمريكا لا قيمة لها ، كما أننا نفتقر إلى غطاء عربي قوي ، إذ أن لجنة المتابعة العربية بإعطائها الضوء الأخضر للدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل من أجل إرضاء أمريكا قد تجاوزت صلاحياتها ، لأن هذه اللجنة تم تشكيلها في حينه لترويج لمبادرة السلام العربية والسعي لتوفير الإمكانيات والحشد الدولي لها ، إنها إذن ليست بديلة عن مجلس الجامعة العربية ، صاحبة الشأن الوحيد في إعطاء أي قرار ولأي غرض ، إلى جانب استنفار وتجنيد الحكومات الرجعية العربية وعلى رأسها حكومة مصر والأردن من أجل الضغط على الجانب الفلسطيني للدخول في المفاوضات المباشرة ، التي ستؤدي إلى مزيد من الاستيطان والتهويد والاستمرار قي بناء الجدار ، و الأهم تهديد وحدة الشعب والوطن وتكريس الإنقسام فهل السلطة الفلسطينية الحاكمة مدركة لهذه المخاطر ؟؟ أم ليس باليد حيلة!؟ بقلم الرفيق باسل الأشقر(مجلة الوطن المجلة المركزي للحزب الشيوعي الفلسطيني)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني