PCP

يا عمال العالم اتحدوا

العراق: فظائع الحرب بين الاستعراضات الكاذبة والارقام القاسية

قائد القوات الاميركية في افغانستان، واعتبره اوباما تغير في الاشخاص وليس في السياسات,فصفق له الجمهور الاميركي المعتاد على برامج التوك شو ,وقام نائب الرئيس الاميركي بايدن بجولة في العراق اطمأن فيها على جيشه, وليكتمل الجانب الهوليودي للزيارة رافقته زوجته المتصابية، لكن رقما قاسيا أعلنه موقع عسكري اميركي بدد هذه اللقطات الناجحة سينمائيا حيث أعلن أن الإصابات الأمريكية تتعدى النصف مليون.. يدخل في حساب هذا الرقم إصابات بجروح وأمراض، بما فيها الأمراض العقلية، حيث يدعي الكاتب أن إدارة الدفاع الأمريكية تقلل خسارتها في الحروب بغية تسهيل حصولها على التمويل من الكونغرس. على سبيل المثال، يتم استبعاد الإصابات العقلية الناجمة عن صدمات واضطرابات بعد انتهاء الخدمة في العراق وأفغانستان من القائمة الرسمية للضحايا. "في ظل هذه الخطة، الإصابات المزمنة، واصابات داخلية حادة جداً مثل ضعف السمع ومشاكل الصحة العقلية ومجموعة كبيرة من الأمراض التي يعاني منها الأفراد نتيجة خدمتهم في العراق وأفغانستان وذات الصلة بالحرب، عادة ما لا تُحسب.. إنهم يرحلون إلى إصابات عادية غير خطيرة أو يمنحون مبالغ مقطوعة دون حسابهم ضمن الإصابات على الإطلاق. يقول الكاتب أن 95% من الجنود الجرحى، البحارة، الطيارين، ومشاة البحرية لم يتم اعتبارهم مصابين. تم تعريف المصابين بأضيق نطاق ليشمل فقط الإصابات التي تسببت في جروح مباشرة. "وما يسمونه الجروح والقتل المتولدة عن نار صديقة" ليست محسوبة. ينصب التركيز فقط على الإصابات الحادة الناجمة عن ذخائر العدو. وتستنتج مصادر مثل إدارة شئون المحاربين القدماء، المجلة الطبية الانكليزية New England Journal of Medicine والبحرية بأن أكثر من 170 ألف جندي يعانون من تلف السمع و 130 ألف حالة أو أكثر من الإصابات العقلية المعتدلة و 200 ألف من القوات يعانون من مشاكل صحية عقلية استبعدوا من قائمة الإصابات الرسمية. لو تم ضم هؤلاء إلى قائمة الإصابات الرسمية للبنتاغون المتضمنة 5.500 قتلى و 38.000 إصابة، عندئذ يرتفع عدد إصابات القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان إلى أو أكثر من نصف مليون. لا تتوقف هذه الإحصائية عند هذا الحد. يتصاعد رقم النصف مليون بشكل ملحوظ إذا ما تمت إضافة حوالي 30 ألف حالة أمراض خطيرة ومئات الإصابات غير المقصودة والانتحار من بين العديد من أنواع أخرى من الأمراض والإصابات بين العسكريين ذات الصلة. ويضيف الكاتب: "هذه الإصابات حقيقية، وهي حصيلة مباشرة لخوض حربين. إن الجنود، البحارة، مشاة البحرية، والطيارين ممن يعانون من إصاباتهم يستحقون الاعتراف بهم، ويستحق الشعب الأمريكي معرفة الحساب الصحيح للتكاليف المتصاعدة لحربيهم، حيث يبدو أن لا نهاية لهما، وهذا يبدأ مع حساب أمين للإصابات." ..((مع ملاحظة أن الإصابات المنشورة من قبل البنتاغون للقوات الأمريكية من قتلى وجرحى في الحربين تقتصر على الجنود الرسميين الموجودين في الخدمة أصلاً.. مثلاً المتطوعون ممن يرغبون الحصول على الإقامة/ الجنسية لقاء خدمتهم لا يسجلون ضمن الإصابات.. كذلك الحال بالنسبة للمرتزقة المنتسبين للشركات الخاصة فهم لا يدخلون ضمن الإصابات الرسمية للبنتاغون)).. وبالمقلبل ففي دراسة أُنجزتْ من قبل Malak Hamdan and Chris Busby ونُشرت نتائجها في المجلة الدولية للدراسات البيئية والصحة العامة -(IJERPH) بازل- سويسرا بخصوص الأوبئة التي يعاني منها سكان االعراق والتي أظهرت أن الفلوجة وحدها تعرضت لأضرار فاقت ليس حلبجة فقط بل تؤكد الدراسة السويسرية أن زيادة في أمراض السرطان، سرطان الدم، وفيات الرضع، اضطرابات في الولادات الطبيعية أكثر إضراراً من الإصابات التي أُعلنت للناجين في هيروشيما وناغازكي العام 1945!! وكشفت نتائج مسح ميداني أُجريتْ في شباط 2010 وشملت 711 منزلاً وأكثر من 4000 مبحوث في الفلوجة، كشفت أن السنوات الخمسة التي أعقبت هجمات العام 2004 للقوات الأمريكية على المدينة قادت إلى مضاعفة كافة أشكال السرطان أربع مرات. ومن المثير للاهتمام، أن نوع السرطان مماثل لمثيله من الناجين في هيروشيما الذين تعرضوا للإشعاع الأيوني ionizing radiation الناجم عن إلقاء القنبلة الذرية من الجو وغبار اليورانيوم المتولد عنها. وقد وجد الباحثان زيادة في هذه الحالات المرضية في الفلوجة بمقدار 38 مرة لسرطان الدم (20 حالة) وعشرة أضعاف الزيادة في سرطان الثدي للإناث (12 حالة)، وزيادة كبيرة في الأورام اللمفاوية وأورام الدماغ لدى البالغين. واستناداً إلى ست عشرة حالة لفترة الخمس سنوات، لوحظ، بشكل خاص، زيادة في سرطان الأطفال (ولادة حديثة- 14 سنة) بمقدار 12 مرة. زيادة الإصابات بالسرطان وسرطان الدم والتي انصبت على الشباب. بلغ عدد وفيات الرضع 80 وفاة لكل ألف ولادة مقارنة بـ 19 وفاة في مصر و 17 في الأردن و 9.7 في الكويت. النتيجة الهامّة تمثلت في نسبة الجنوسية sex-ratio. وهذه النسبة بين السكان في الحالات العادية تشكل دائما 1050 ذكور مقابل 1000 إناث، انخفضت هذه النسبة بحدة بين الولادات في الفلوجة وبشكل مفاجئ بعد العام 2005 إلى 350 ذكور فقط، ومعنى ذلك عدم قدرة هؤلاء الأطفال على الحياة*. نسبة الجنوسية معروفة جيداً باعتبارها مؤشر على الضرر الوراثي- انخفاض ولادات الذكور ناجم عن حقيقة أن البنت لديها X كروموزوم وقادرة على خسارة واحدة رغم الضرر الوراثي، ولكن ليس لدى الذكور ذلك. وبالمثل انخفضت نسبة الجنوسية في هيروشيما بالعلاقة مع الأطفال الناجين. "هذه نتائج استثنائية غير عادية ومثيرة للقلق،" وفقاً للدكتور بوسبي- أستاذ زائر/ جامعة الستر، والمدير العلمي لمراجعة الحسابات الخضراء Green Audit- منظمة مستقلة في مجال البحث البيئي. "لخلق تأثير كهذا لا بد وأن حصل تعرض لشيء خطير العام 2004 نتيجة الهجوم، ونحن بحاجة لمعرفة ذلك (السلاح المستخدم). رغم أن الكثيرين يؤكدون استخدام اليورانيوم."


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني