PCP

يا عمال العالم اتحدوا

غزة بعد عام من العدوان جدران الفولاذ الهشة ومقومات الصمود

غزة بعد عام من العدوان جدران الفولاذ الهشة ومقومات الصمود في يوم واحد (26/12/2009) قتلت اسرائيل ستة مواطنين فلسطينيين، ثلاثة منهم من نابلس في الضفة الغربية لم يشفع لهم انتماؤهم الى حركة فتح في كف يد الملاحقة الاسرائيلية ضدهم كونهم من «المطلوبين امنيا»، وثلاثة من غزة حاولوا التسلل عبر حدود القطاع المحاصر الى الاراضي المحتلة عام 1948 للحصول على فرصة عمل في مستوطنات الاحتلال. ستة شهداء ولم يتحرك أي شيء في الامم المتحدة وجامعة الذل العربية وسلطة اوسلو التي تتخبط في قراراتها. وفي مثل هذه الايام من العام الفائت وبينما كان العالم يحتفل باعياد الميلاد كانت غزة تحتفل على طريقتها في رد الغزاة، كانت تتلقى اطنان الرصاص المصهور من الدبابات والطائرات التي زودت بها اسرائيل اموال النفط العربي واموال المارلبورو والماكدونالدز وكنتاكي وكاتر بلر وغيرها من ممولي كيان يقوم بالدرجة الاولى على المساعدات. ورغم كل ما لحق بغزة من دمار لم يرمم معظمه بسبب الحصار المصري اولاً والاسرائيلي ثانياً (نحو 3500 فلسطيني دمرت الحرب منازلهم بشكل كامل، ونحو خمسين ألف فلسطيني تضررت منازلهم بشكل جزئي ما بين تدمير متوسط وتدمير طفيف،). فانها لم تستسلم لما يظنه عرب التبعية قدرا لا راد له، قاومت غزة وخمشت باظافرها وجه الوحش فزاد بشاعة على بشاعة، قاومت بما استطاعت وانتصرت في امتحان الارادة. الكاتب زئيف سحور، وهو من سكان مستوطنات النقب التي كانت صواريخ المقاومة تصل اليها، يكتب في يديعوت احرنوت 22/12/2009: ( تحدثوا عن حملة قصيرة – يومين، ربما ثلاثة – مركزة في اهداف عسكرية. الحرب وطريقة ادارتها رفعت مستوى عداء سكان القطاع. مغلق عليهم داخل جدران السجن الاكبر في العالم، تركنا لهم القليل من البدائل.) لكن المهزومين في العالم العربي وهم كثر، ارادوا ان ينتقموا من غزة لانها كشفت حجم خصائهم وانحنائهم، كشفت قذارة الوحل الذي يسبحون فيه، وبشكل خاص نظام حسني مبارك الذي فقد الاحساس بالخجل تماما فاندفع الى تشديد حصاره على غزة، واعتقال كل من يحاول ايصال أي شيء يخفف من معاناة الناس ناهيك عن اسلحة او معدات تمكنهم من التصدي للعدوان، فطبل إعلامه ومرتزقة الاعلام النفطي السعودي لقصة مجموعة حزب الله التي حاولت ايصال اسلحة الى المقاومين في غزة، ويعرقل الآن وصول قافلة «شريان الحياة 3» التي تضم نحو 250 شاحنة محملة بمساعدات انسانية اوروبية وتركية وعربية مرسلة الى قطاع غزة، وهي التي قدمت بموجب تفاهمات مع النظام وبشروطه هو، لكنه يضع شروطا تعجيزية لافشال الرحلة التضامنية مع القطاع المحاصر. كما لم يعد خافياً تواطؤ مجموعة اوسلو مع الحصار والعدوان ايضا. فقد أعرب محمود عباس، في حديث إلى صحيفة «الأهرام» المصرية، عن دعمه للـ«إجراءات التي تتخذها القاهرة لتأمين حدودها مع القطاع» وذلك بمناسبة الحديث عن اقامة الجدار الفولاذي المصري. وقال: «أنا مع مصر والإجراءات التي تأخذها‏، ومصر تعمل ما تستطيع لخدمتنا‏، ومعبر رفح جرى الاتفاق عليه وفق وجود قوة أوروبية لتشرف على المعبر من الجانب الفلسطيني‏، فهناك من حوّل المشكلة على مصر‏»‏ الجدار الفولاذي و«البجاحة» المصرية ماذا عن الجدار الذي تتبرع مصر باقامته لتشدد الخناق على 1.5 مليون فلسطيني محاصرين منذ اربع سنوات وتعرضوا منذ عام لافظع عدوان بربري استخدمت فيه الاسلحة المحرمة دوليا؟!. لقد يئس نظام حسني مبارك وسادته من امكانية تركيع الشعب الفلسطيني في غزة عبر الحصار، بعد ان استطاع تامين ما يعينه على الاستمرار في الحياة في ظل الحصار عبر انفاق بدائية مات فيها العشرات من ابناء غزة، فلجأ الى اقامة الجدار الفولاذي بالنيابة عن اسرائيل وتيمنا بجدار العزل العنصري. جدار مبارك فولاذي فيما جدار اسرائيل بيتوني اسمنته من بعض منتفعي اوسلو وقادة المجموعة المتحكمة بمنظمة التحرير للاسف، ليثبت كم هو مخلص لسادته في البيت الابيض وتل ابيب وليمرر ايضا موضوع توريث الرئاسة لابنه جمال. الجدار الفولاذي سيمتد على طول 10 كيلومترات من الحدود، وبعمق من 20 إلى 30 متراً تحت الأرض وتؤكد تقارير صحفيةأن النظام المصري يعمل جاهداً و بسرعة متواترة لبناء هذا الجدار الحديدي تحت الأرض حيث بدأ بإدخال ألواح حديدية إلى باطن الأرض ، ويبلغ عرض كل لوح 50 سم ويتم تركيب كل لوح بجوار الأخر وقد تم بالفعل انشاء 5 كيلو مترات و 400 متر منه تحت سطح الارض بعمق يصل الى 18 متر كما تم انشاء 5 كيلو مترات من الجدار شمال معبر رفح و 400 متر اخرى جنوب المعبر. ويطلق الخبراء الامريكيون الذين يشرفون على انشائه اسم" الستارة الحديدية " وتشرف نفس مجموعة الخبراء على وضع اجهزة رصد الانفاق وزرع مجسات اليكترونية تحت سطح الارض لحمايتها من اى عمليات تخريب. الستائر الحديدية تم تصنيعها فى الولايات المتحدة، ووصلت الى مصر عبر احد الموانئ وهى من الصلب المعالج الذى تم اختبار تفجيرة بالديناميت والمتفجرات ولم تتأثر صلابته. يتم لصق الالواح ببعضها على غرار الجدار الحديدى الذى انشأته اسرائيل على الحدود بين قطاع غزة ومصر، وتمكنت الجماهير والقوى الفلسطينية من هدمه فى يناير 2008 عن طريق انابيب الاوكسجين حيث لم تتمكن حينها من تدميره بالمتفجرات. وكانت السلطات المصرية انشأت جدارا اسمنتيا وصخريا فوق سطح الارض بارتفاع 3 امتار منذ شباط 2008 على طول الحدود مع قطاع غزة لمنع تكرار اقتحام الحدود من قبل الفلسطينيين، على غرار ما حدث فى كانون الثاني 2008 عندما تدفق الاف الفلسطينين عبر الحدود الى الاراضى المصرية لتامين بعض احتياجاتهم الانسانية، بعد ان شدد نظام مبارك الحصار على القطاع ابان العدوان الاسرائيلي الاخير املا في حسم المعركة لصالح اسرائيل. ان أي تعليق يقف عاجزا عن التعبير عن «بجاحة» هذا النظام الذي يراه البعض نموذجا ديمقراطيا وعصريا، وربما كان قول الشاعر ابي فراس الحمداني وهو يخاطب سيف الدولة الحمداني يفي هنا ببعض الغرض حين قال: وسوى الروم خلف ظهرك روم فعلى أي جانبيك تميل لكن المقاومة لا بد ستقهر جدار الخزي هذا كما قهرت كل جدران القمع والخوف والتخاذل، وقواها الحية مدعوة الى توحيد الصفوف ونبذ الانقسام والتفرد، وخصوصا حركة حماس التي انجرفت مع اوهام تحويل غزة الى امارة ظلامية، فضيقت على القوى المقاومة الاخرى، وفرضت الحجاب في المدارس والمؤسسات الرسمية، وطبعت المناهج المدرسية بطابع اصولي متزمت، وسنت قوانين طالبانية في القطاع مما يهدد وحدة وتماسك المجتمع الفلسطيني وقواه الوطنية. ولا بد ان تتنبه القوى الوطنية الى المؤامرة الكبرى التي تحاك الآن لتفتيت وحدة الشعب الفلسطيني وعزل القوى المقاومة عن بعضها ليسهل تمرير الحل الامريكي الاسرائيلي بتواطؤ عربي وفلسطيني عبر انظمة الاعتلال العربي ومجموعة اوسلو التي انتهت صلاحيتها كلها وليس رئيس سلطتها فقط. ان الوحدة الوطنية ضرورة لا بد منها لنجاح التصدي لهذه المؤامرة، والوحدة بحاجة الى فهم الآخر والاعتراف به والتعامل معه كند لا كتابع، وهو ما نامل ان يكون عنوان المرحلة، وحدة وطنية ديمقراطية في اطار جبهة عريضة تضع امامها هدفا واحدا هو دحر الاحتلال وافشال مؤامرات الوطن البديل والدولة المؤقتة والغاء حق العودة وخرائط انابوليس وكامب ديفيد سيء الصيت وغيرها مما افرزته دهاليز المفاوضات العبثية لمجموعة اوسلو. وعد الخالد


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني