PCP

يا عمال العالم اتحدوا

المبادرة الأمريكية الجديدة ...هل سينجح ميتشيل هنا أيضاً؟

المبادرة الأمريكية الجديدة ...هل سينجح ميتشيل هنا أيضاً؟ يسجل لهذه الإدارة الأمريكية أنها حققت اختراقا دبلوماسيا على الجبهة العربية الرخوة الممتدة من الماء إلى الماء (باستثناء سورية والمقاومة اللبنانية والفلسطينية) عجزت إدارة بوش رغم عنجهيتها ـ وربما بسبب عنجهيتها ـ عن تحقيقه. ومبعوث إدارة أوباما القادم من نجاح في مهمة «سلام» أمريكية في ايرلندا يريد تحقيق نجاح آخر في الشرق الأوسط، ولا يغفل ميتشيل الخبير بالقضية الفلسطينية ـ لا زلنا نتذكر تقرير ميتشيل إبان الانتفاضة الثانية عام 2000 ـ عن تعقيد هذه القضية وعن الخطوط الحمر فيها ونقصد امن إسرائيل وتفوقها على كل جيرانها العرب مجتمعين رغم أنهم لم يكونوا مجتمعين يوما اللهم سوى في اجتماعات وزراء الداخلية لتبادل أساليب وتقنيات إسكات الشارع وكبت تطلعات المواطن العربي. المهرولون الاستعداد العربي للتطبيع أعلن بلسان كبير وطليعة المتآمرين العرب وزير خارجية مبارك أبو الغيط رغم البيان الخجول من وزراء الخارجية العرب الذي رفض ربط تجميد الاستيطان بالتطبيع، فأوضح مستضيف الجامعة العربية بعد اجتماع الوزراء مباشرة قائلاً: «إذا تحركت إسرائيل خطوة كبيرة تجاه الفلسطينيين تعكس صدقية الموقف الإسرائيلي واستعداد إسرائيل للتفاوض الجاد والحقيقي بما يقودنا إلى نهاية الطريق أو ما يسمى الهدف النهائي للفلسطينيين في الدولة، عندئذ إذا تحركت بعض الأطراف العربية من وجهة نظرها وطبقاً لقدراتها وطبقاً لإيقاع الموقف، فهذا أمر نستطيع أن نقبله». وكانت صحيفة «الغارديان» قد كشفت أن البحرين وقطر والإمارات والمغرب وافقت على إجراءات تطبيعيّة مع إسرائيل وكشفت الصحيفة أيضاً «أنّ تحالفاً بين دول عربية يُعتقد أنه يضم السعودية، يُجري اتصالات سريّة مع إسرائيل لمناقشة ما يرون أنه تهديد مشترك ضدهم من قبل إيران!! ربما يمكننا الآن التكهن بسر اختفاء نتنياهو من مكتبه ليومين وسرت توقعات بأنه زار دولة عربية لا تقيم علاقات (علنية طبعا) مع إسرائيل!! ولاحقا قيل انه سافر إلى روسيا وكأن زيارة نتنياهو لروسيا يجب أن تحاط بالسرية. . . . إذاً الطبخة قاربت على الاستواء وسيكون خطاب أوباما في الاجتماع المقبل للجمعية العامة للأمم المتحدة هو فاتحة انكشاف الأوراق المخبأة في دشاديش حكام صفقات الأسلحة المليارية منتهية الصلاحية ونوادي القمار والتآمر على المقاومة وداعميها. ملهاة عمر سليمان وفي غضون ذلك ستستمر ملهاة عمر سليمان للحوار الوطني الفلسطيني حتى تتمكن مجموعة أوسلو من تمرير انتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة لتكريس فصلها عن غزة وإقامة مخترتهم بعد أن يكون الجنرال الأمريكي دايتون قد أكمل تجهيز قوات شرطة فلسطينية بعقيدة جديدة هي عقيدة حراسة امن الاحتلال بدل حماية الشعب والمقاومة!! هذا هو الوهم الذي يعشش في رؤوس بعض زعماء سلطة أوسلو حتى ذهب الحماس بسلام فياض إلى التلويح بدولة فلسطينية مستقلة من طرف واحد إذا استمر التعنت الإسرائيلي ولا ندري ما هي الورقة التي بقيت في يد فياض ومعلمه ليهدد بها بعد أن حولوا الضفة الغربية إلى مرتع آمن لجنود الاحتلال يصولون ويجولون ويعتقلون ويقتلون دون أي مقاومة؟! أم انه سيعلن ومن طرف واحد دولة منزوعة السلاح تحمي نفسها بالتصريحات التلفزيونية والمؤتمرات والاجتماعات؟ أهداف الوقت الضائع أما على الضفة الأخرى فالعدو الإسرائيلي ماض في تكريس حقائق جديدة على الأرض عبر المزيد من قضم الأراضي والاستيطان وطرد أصحاب الأرض الأصليين كتأكيد على الطبيعة الاستيطانية الاجلائية (إقامة دولة و«شعب» على أنقاض شعب آخر وعلى أرضه) للاستعمار الصهيوني. وأصبحت سمجة لعبة أوباما في تحويل قضية التجميد المؤقت للاستيطان إلى هدف كل التحركات وطلب ثمن عربي لذلك، وقد فهم بنيامين نتنياهو اللعبة ونسي لوهلة شعاراته ووعوده الانتخابية للمستوطنين وأعلن ولو مواربة انه بوارد تجميد الاستيطان لكن بعد أن يضع حجر الأساس لألوف الوحدات الاستيطانية التي لن تنتهي إلا مع انتهاء فترة التجميد لتبدأ دورة استيطانية جديدة. فقد ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن نتنياهو، يعتزم إعلان تجميد مؤقت للبناء في المستوطنات، مقابل «مبادرات حسن نية» من قبل دولة عربية ضمن إطار اتفاق تم التوصل إليه مع الإدارة الأميركية. وقبل دخول الاتفاق حيّز التنفيذ سيتم التصديق على بناء مئات الوحدات السكنية في الضفة الغربية، مضيفاً أن هذه المئات من الوحدات السكنية ستُضاف إضافة إلى الـ2500 وحدة سكنية جديدة تم البدء في بنائها والتي ستستثنى من التجميد. وكانت «يديعوت أحرنوت» قد نشرت خلاصة التفاهمات التي تبلورت بين إسرائيل والولايات المتحدة، والتي تلتزم الحكومة، بموجبها، تجميد البناء في «المناطق»، مقابل «مبادرات حسن نية» عربية تجاه إسرائيل. ونقلت عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن هذه المبادرات تتضمن استئناف نشاط مكاتب المصالح الإسرائيلية في إمارات النفط ودول شمال أفريقيا، ومنح الطائرات الإسرائيلية الحقّ بالعبور في أجواء الدول العربية وإقامة علاقات سياحية وتجارية، على أن تجمد إسرائيل البناء في المستوطنات لبضعة أشهر، وأن تكون إسرائيل مخوّلة بمواصلة البناء في الكتل الاستيطانية، إذا لم تف الدول العربية، في غضون بضعة أشهر بنصيبها. أما وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان فقد كان أوضح من الجميع حين اكد انه يريد شطب القضية الفلسطينية من قاموس وزارته. ورأى أنه «يجب الحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة وعلى العملية السياسية كعملية حية لكن ينبغي أن نتعلم أيضاً العيش من دون حل، والأمر المهم هو ليس التوصل إلى حل بل تعلم كيفية العيش من دون حل، وفي العالم عدد كبير من الصراعات التي لم تنته والجميع يعيش مع ذلك، وتعلموا العيش مع ذلك من دون عنف وإرهاب وإنهاء الصراع». وأضاف «ما لا يفعله العقل سيفعله الزمن، وهذا هو التوجه الواقعي تجاه التوجه الفلسطيني والغاية هي عدم حل الصراع» وفي هذا السياق يستذكر قادة وسياسيون ما حصل بعد قرار التقسيم عام 1947 والخبرة الإسرائيلية في الاستفادة من الوقت وتمييع القضايا الجوهرية بإشغال الجميع بقضايا ثانوية مقابل الخبرة العربية العريقة في الانسياق مع الألاعيب الإسرائيلية والغربية. فأثناء مفاوضات لوزان، التي جرت لتطبيق القرار 194 الخاص بعودة اللاجئين (بين عامي 1949 و1950) أفشل بن غوريون المفاوضات رغم ما قيل عن ضغط أميركي، وفي هذه الأثناء دمر 400 قرية عربية واستقدم 800 ألف يهودي من البلاد العربية. فرصة النهوض إن المبادر الأول للتصدي لهذه المؤامرة الكبيرة والمتعددة الأطراف هي القوى الوطنية الفلسطينية المقاومة، والقوى اليسارية الحقيقية كجزء اساسي وهام منها، وهي مدعوة إلى الإسراع في تشكيل جبهة وطنية متحدة مهمتها الأولى بعد تحقيق الوحدة الوطنية ـ وهي غير الوحدة المصرية ـ وضع استراتيجية وطنية للتصدي لخطر تصفية القضية الفلسطينية عبر خلق كانتون امني لا يحمل من سمات الدولة سوى السجون لمن تبقى من مقاومين ووطنيين من أبناء الشعب الفلسطيني وعبر إلغاء حق العودة لخمسة ملايين لاجىء فلسطيني شردتهم إسرائيل من ديارهم. إن شعارات العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة على حدود 1967 لا تزال تصلح كعناوين رئيسية لنضال الشعب الفلسطيني، أما التكتيكات السياسية والتحالفات فتلك مهمة الجبهة الوطنية التحررية الفلسطينية التي يجب الإسراع إلى بنائها قبل فوات الأوان. وعد الخالد


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني