PCP

يا عمال العالم اتحدوا

فلسطين تحت قصف المبادرات والحلول الأمريكية.. شتاءٌ قاسٍ آخر

فلسطين تحت قصف المبادرات والحلول الأمريكية.. شتاءٌ قاسٍ آخر استعرنا من المبدع الراحل سعيد حورانية عنوان إحدى مجاميعه القصصية للتعبير عما يحاك للحركة الوطنية الفلسطينية من مؤامرات بثوب مبادرات سلام وخرائط طرق ووعود واتفاقات. . . . . . فتحت زيارة مبارك الأخيرة لواشنطن الباب واسعا أمام ما سيعطيه (الممثل العربي) لأوباما من حلول، أو ما سيقبله من حلول، كيف لا ونظام مبارك هو الأقرب جغرافيا إلى غزة التي لم يستطيعوا تطويع المقاومة فيها رغم الحصار الذي يشارك فيه هذا الممثل بضراوة تفوق ضراوة جيرانه الإسرائيليين، ورغم كل (الرصاص المسكوب)، وهو أيضا الوسيط بين طرفي الانقسام في غزة ورام الله، وصاحب أول ثغرة ـ علنية على الأقل ـ في جدار الرفض العربي لدولة الاحتلال، ومبارك مخول من صديقه محمود عباس بما يراه مناسبا لإخراج السلطة من مأزقها بعد أن أصبح اتفاق أوسلو ميتا ولم يعد من ورقة يستر بها عورة سلطته التي تحولت إلى قوة أمنية للاحتلال. خطران بعد مؤتمر فتح في بيت لحم، الذي كرس محمود عباس (قائدا عاما) للحركة، وادخل إلى اللجنة المركزية للحركة رموز التعاون الأمني والاستخباري مع سلطة الاحتلال (جبريل الرجوب ومحمد دحلان وأنصارهما) وتحدث بحياء عن حق المقاومة المشروعة تحت غطاء الشرعية الدولية، بدا واضحا أن سلطة أوسلو قد نجحت في أمرين: الأول هو تطويع فتح أو الجزء الأكبر منها بصفتها القوة الكبرى في الحركة الوطنية الفلسطينية (بدون احتساب القوى الدينية طبعا) ولم يبق من رموز المقاومة فيها سوى المناضل مروان البرغوثي القابع خلف قضبان سجون الاحتلال فتم إبعاد فاروق القدومي وتياره وملء اللجنة المركزية بعناصر «شابة» ـ متوسط أعمار أعضاء اللجنة المركزية لا يزال فوق الستين ـ لكنها موالية لخط عباس دحلان ومخلصة لنهج أوسلو، والثاني تأجيج الانقسام وتفعيله على خلفية منع حماس أعضاء المؤتمر الغزاويين من مغادرة غزة لحضور المؤتمر، وربطها ذلك بمطلبين هما الإفراج عن معتقليها لدى سلطة عباس الذين ناهز عددهم الألف، وتامين جوازات سفر لحكومة حماس في غزة من حكومة رام الله، لكن ما حصل أن عباس تناسى مطالب حماس وركز إعلاميا وسياسيا على منع حضور أعضاء فتح ونجح في استثمار العصبوية الفتحاوية وبالتالي تعميق الانقسام. إن تأجيج الانقسام ليس سوى عملية خلق أعذار للإسراع في الحل المطلوب أمريكياً وإسرائيلياً بذريعة خطورة الانقسام، في حين أن الحل الذي يراد تسويقه هو اخطر بما لا يقاس من الانقسام على عظم ضرره ــ الانقسام ــ وخطورته بالنسبة للنضال الوطني الفلسطيني. مبادرة جديدة قديمة الآن وقبل أن يدلي باراك أوباما بمبادرته للسلام بعد حوالي شهر في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي على كل حال لن تكون أفضل حالا من خارطة طريق سلفه بوش او مبادراته المتتالية سوى بالصياغة التي يتقن أوباما التلاعب بها، فلن يتم فرض أو حتى طرح أي حل لا يحقق للمحتل الإسرائيلي مطالبه في الأمن والتفوق والسيطرة، الآن تلوح في الافق بوادر مبادرة جديدة قديمة تؤكد الثوابت الاسرائيلية وتفرط بكل ثوابت النضال الوطني الفلسطيني. ان ما يسوّق الآن بالغ الخطورة وهو صياغة أخرى لرؤية نتنياهو للسلام في خطابه الشهير بجامعة بار إيلان، والأساس الذي يريدون اعتماده هو مبادرة جنيف (مبادرة بيلين ـ عبدربه) والتي تمخض عنها اجتماع غير رسمي عام 2003 في جنيف ضم إلى اليساري المرتد ياسر عبدربه ويوسي بيلين شخصيات فكرية وسياسية مستقلة فلسطينية وإسرائيلية، وطرحت حينذاك مبادرة للسلام حاولوا فيها (إرضاء الطرفين) كما يقال غربيا لوضع الفلسطينيين أصحاب الأرض والمشردين من ديارهم والخاضعين لاحتلال فاشي وقمع واعتقالات وقتل بالجملة، لوضعهم في خانة واحدة مع دولة محتلة غاشمة لا تقيم وزنا حتى لقوانينهم الدولية الحولاء. وقد كشفت يديعوت أحرونوت، في ملحق الجمعة 21/8/2009، النقاب عن أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني توصلا تقريبا إلى اتفاق شامل ومفصل حول كافة الترتيبات والإجراءات المتعلقة بالحركة والتنقل بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المقبلة، بعد قيامها، وقالت إن المقترحات الأميركية للحل، والأحاديث الجارية عن خطة الإدارة الأميركية، تعتمد في واقع الحال على الملاحق الأمنية والتجارية والاقتصادية، التي أرفقت بمبادرة جنيف قبل ستة أعوام، مع أن المبادرة أعدت من قبل جهات 'غير رسمية' من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، إلا أنها تفصل كافة جوانب الاتفاق والعلاقات المستقبلية بين إسرائيل والدولة الفلسطينية منزوعة السلاح. وقالت يديعوت إن الخريطة المعدة للحل، تبين مناطق فلسطينية في الضفة ستنقل لإسرائيل، مقابل مناطق إسرائيلية، لا تشمل وادي عارة أو أي من البلدات العربية في إسرائيل،ستنقل للدولة الفلسطينية. وتبين الخريطة أن المستوطنات الأساسية والكبيرة، ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية، مع ترتيبات للحركة في طرقات الضفة الغربية، وتخصيص محاور محددة للإسرائيليين وأخرى للفلسطينيين، وبحسب الخريطة فإن قوات دولية ستنتشر في حدود الدولة الفلسطينية، كما سيكون لإسرائيل محطات لإنذار المبكر. وكشفت الصحيفة أن الجانب الفلسطيني، وافق بعد مناقشات طويلة على إبقاء قوات إسرائيلية، مكونة من 800 جندي، و60 مدرعة، و50 منصة لإطلاق الصواريخ، وذلك للتعامل مع سيناريوهات مفاجئة، مثل انقلاب في الأردن، أو حتى انقلاب فلسطيني داخلي، كما وافق الفلسطينيون، على السماح لسلاح الجو الإسرائيلي بمواصلة التدريب فوق أجواء الدولة الفلسطينية. ماذا بقي من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني لم يفرط بها هؤلاء الذين تحولوا إلى خدم للاحتلال؟ لكن من المؤكد أن الشعب الفلسطيني الذي خبر هذه الأساليب جيدا وحركته الوطنية التي رغم كل عسف الاحتلال وعملائه تستمر بنضالها وستصعده بالتوازي مع تصعيد الهجوم الأمريكي المعزز بهجوم الاعتلال العربي ورأس حربته نظام مبارك مع مجموعة عباس، هذا الشعب الذي تعود على الشتاءات القاسية سيتجاوز هذا الشتاء القاسي أيضا، ولن يسمح بمرور هذه المؤامرة بوحدته الوطنية التي يجب الإسراع بتحقيقها وبتمسكه بخيار المقاومة الطريق الأوحد لكنس الاحتلال وإقامة الدولة الوطنية ذات السيادة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. وعد الخالد


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني