PCP

يا عمال العالم اتحدوا

انفلونزا الخنازير ... الرأسمالية وتصدير الأوبئة

انفلونزا الخنازير ... الرأسمالية وتصدير الأوبئة بين ليلة وضحاها، وبدون أي مقدمات تناقلت وكالات الأنباء العالمية خبر ظهور مرض جديد وخطير يهدد الجنس البشري منشؤه فيروس ينتقل من حيوان الخنزير إلى الإنسان ومنه إلى أناس آخرين عن طريق الهواء، أطلق عليه العلماء اسم انفلونزا الخنازير، وبذلك يتوجب علينا أن نضيف هذا المرض الجديد إلى قائمة الأوبئة والأمراض الخطيرة التي أتحفتنا وتتحفنا بها الرأسمالية العالمية بين الفينة والأخرى، وبمعنى أدق: كلما تأزمت أوضاعها واهتزت أساساتها، وكما العادة تراكض الخبراء والأطباء البشريين قبل البيطريين لدراسة هذا المرض، وبدأت وكالات الأنباء ترصد الإصابات في مختلف دول العالم، وبالصدفة فقط تم رصد عشرات الحالات في العديد من الدول لتغطي جميع القارات على سطح الكرة الأرضية لإعطاء المرض الطابع العالمي، وهذا بالضبط ما تم حسب الخطة المرسومة والمخطط لها مسبقاً. فالهدف الأساسي من اختلاق مثل هذه الأوبئة والأمراض الخطيرة وتحديداً في فترات الأزمة الاقتصادية برأينا يتلخص في: ــ محاولة التأثير على عرض بعض السلع في الأسواق العالمية وذلك عن طريق الترويج لمثل هذه الأمراض وبالتالي حثّ الدول على إتلاف كميات كبيرة من مسببات الأمراض مثل الأبقار عندما روّج لمرض جنون البقر والطيور أثناء الترويج لمرض انفلونزا الطيور. ــ التأثير على الطلب على منتجات أخرى وذلك بخلق طلب حقيقي كبير على سلع بديلة عن السلعة المستهدفة وبالتالي بث الحياة مجدداً في الأسواق العالمية بعد طول فترة ركود. وهذا بالتحديد ما تحاول الرأسمالية العالمية فعله اليوم من خلال الإعلان عن هذا المرض المختلق «انفلونزا الخنازير»، واستخدام كافة الوسائل المتاحة وأهمها أجهزة الإعلام الإمبريالية المسيطر عليها في تضخيم المخاطر المحتملة لتدفع الدول المنتجة لهذا النوع من اللحوم إلى التخلص سريعاً من ثروتها الحيوانية تلك، وبالتالي حرمان السوق العالمية من سلعة غذائية أساسية، بين السلع الغذائية الأخرى، لاسيما إذا علمنا أن العالم يستهلك من اللحوم، وحسب تقارير الأمم المتحدة وفق النسب التالية: ــ /40%/ لحم الخنزير. ــ /27%/ لحم الدواجن. ــ /23%/ لحم الأبقار. وبالتالي في حال نجاح الخطة سيتم تحويل الطلب العالمي إلى السلعتين البديلتين الأساسيتين للحم الخنزير، وهي لحوم الدواجن بالدرجة الأولى، ولحوم الأبقار بالدرجة الثانية. وحسب المعلومات المتوفرة أيضاً، نلاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتل مركز الصدارة عالمياً في إنتاج لحوم الدواجن تليها الصين فالقارة الأوروبية مجتمعة في المركز الثالث. أما الدول المنتجة للحوم الأبقار فإن الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً، تأتي في المرتبة الأولى عالمياً وبعدها تأتي روسيا والبرازيل والأرجنتين وفرنسا وبريطانيا ثم ألمانيا فبولندا وهولندا، علماً أن أكبر دولة تمتلك رؤوس الأبقار عالمياً هي الهند ولكن الديانة الهندوسية التي تحرّم ذبح الأبقار وأكلها، تجعل هذه الثروة غير نافعة للاقتصاد الهندي. بينما نلاحظ أن الدول المنتجة والمصدرة للحم الخنزير عالمياً هي كندا وألمانيا والدانمرك والصين وبعض الولايات الأمريكية. وأكبر الدول المستوردة للحوم بشكل عام عالمياً هي روسيا واليابان ومصر ودول الخليج العربي. وبالتالي نلاحظ أن المستفيد الأكبر من اختلاق مثل هذا الوباء العالمي تلك الدول المنتجة للسلعتين البديلتين الأساسيتين (لحوم الدواجن ولحوم الأبقار)، وأول هذه الدول على قائمة الدول المنتجة كما رأينا هي الولايات المتحدة الأمريكية. بينما ستتحمل دول مثل الصين وروسيا واليابان وألمانيا ومعها معظم شعوب العالم الآثار السلبية لهذه الخدعة، ولعل أهم هذه الآثار هي ارتفاع أسعار اللحوم عالمياً ومعها كافة أسعار المواد الغذائية، فالرأسمالية العالمية ومنذ بداياتها عملت على استخدام الأمراض والأوبئة وسميت بالحروب الجرثومية في تحقيق أهدافها في السيطرة والتوسع. فقبل أكثر من أربعمائة عام استخدم الإنكليز (المهاجرون إلى القارة الأمريكية المكتشفة حديثاً) آنذاك، الحرب الجرثومية ضد السكان الأصليين من الهنود الحمر حتى نجحوا في التخلص من أكثر من مئة مليون هندي أحمر بواسطة نشر أمراض الجدري والكوليرا والانفلونزا وغيرها من الأوبئة الخطيرة. إن السرطانات الناجمة عن الإشعاعات النووية الناتجة عن التجارب والحروب الرأسمالية تقتل الملايين من البشر سنوياً عداك عن الأمراض النفسية الناجمة عن الاستغلال الرأسمالي والذي يؤدي إلى ضحايا بالآلاف من الشباب، أما مرض الإيدز المولود من رحم الإمبريالية العالمية فضحاياه بلغوا الملايين منذ اكتشافه وحتى يومنا هذا. وفي منطقتنا فإن الحروب الأخيرة في العراق ولبنان وغزة خير دليل على ذلك حيث أكدت معظم التقارير العالمية على استخدام القوات الأمريكية والإسرائيلية الأسلحة المحرمة دولياً ومعظم تلك الأسلحة هي التي تحمل وتنشر الفيروسات والجراثيم الخطيرة التي تؤدي إلى انتشار الأمراض والسرطانات القاتلة ضمن مساحات واسعة حول أماكن استخدام تلك الأسلحة. كما أن هناك الكثير من الأمراض الخطيرة عالمياً تفتك بالملايين من البشر دون أي اهتمام من الدول والشركات الرأسمالية المنتجة للدواء يقيناً منها بأن المصابين بتلك الأمراض لا يستطيعون دفع ثمن الأدوية اللازمة للعلاج. ففي أفريقيا فقط هناك /60/ مليون مصاب بالحمى الطفيلية، وأكثر من /40/ مليون مصاب بداء ديدان الفيلاريا الخيطية، بالإضافة إلى مئات الآلاف من مرضى السل والكوليرا ومختلف أنواع الحمى، دونما وضع أي سياسات علاجية أو وقائية أو حتى اهتمام من قبل وكالات الأنباء. فالرأسمالية كما وصفها لينين هي الرعب حتى اللا نهاية، وإذا كان هناك من وباء يهدد الجنس البشري فهو ذلك النظام الموبوء، الذي بات جسد البشرية يمقت وجوده ويجمع أنفاسه ليلفظه نهائياً إلى غير رجعة. عبد السلام خليل


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني