PCP

يا عمال العالم اتحدوا

المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة.. حلف «عربي» إسرائيلي ضد إيران وتكريس الانقسام الفلسطيني

لم يكن نتنياهو، الذي استهل زيارته إلى واشنطن بزيارتين إلى مبارك وعبدالله الصغير، يعيش في الخيال وهو يصرح أن هناك فرصة لقيام حلف «عربي» إسرائيلي يهدف إلى عزل إيران ومحاصرتها، وان هذا الحلف سيدفع بـ«القضية الإيرانية» إلى الصدارة لتصبح الفلسطينية نتيجة لحلها وليست مدخلا كما صرح بعض أقطاب إدارة أوباما(مثل جوزف بايدن وراحام عمانوئيل). نفس الإشارة جاءت من جيفري فيلتمان الغني عن التعريف، والذي أصبح مساعداً لهيلاري كلينتون في عهد أوباما بعدما كان مندوباً سامياً لبوش الابن في لبنان والقائد الفعلي لجوقة 14 شباط . . . . نتنياهو واضح في رفضه لحل الدولتين، حتى في منظوره البائس الذي ظل بوش يردده حتى قبيل مغادرته البيت الأبيض ويردده معه قادة الاتحاد الأوربي والبابا أيضا، وهو المنظور الذي يتحدث عن دولتين إحداهما بأسنان نووية ولديها احد أقوى الجيوش بالمنطقة، وتنهال عليها المعونات والمساعدات والحنان، والأخرى مقطعة الأوصال لا تملك جيشا ولا سيادة ولا منافذ حدودية إلا مع دولة الاحتلال وعبرها، تعيث فيها زمر السلطة وآفات الفقر والبطالة فسادا فوق فساد الاحتلال.. ونتنياهو واضح أيضاً في إصراره على استمرار الاستيطان ورفض المبادرة العربية رغم انها نسخة عربية عن كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة. . قاع التنازلات؟! بينما العربان الذين استقبلوا نتنياهو يصرون على المضي في مسيرة التنازلات إلى ما لانهاية له، بل أنهم راهنوا على تحقيق اختراق في جبهة الممانعة عبر سياسة الجزرة مع سورية بعد أن فشلت سياسة العصا، فتقاطر المبعوثون الأمريكيون من الدرجات الثالثة وما دون إلى سورية ضمن هذا السياق، لكن أمريكا أوباما فاجأت المراهنين على تغيير «أوبامي» من كل حدب وصوب بوضع سورية على لائحة الدول الداعمة للإرهاب، وبالتالي العودة إلى العصا المكسورة في عهد بوش الصغير، وهو انتصار جديد لأنصار الخط الوطني الواضح في سورية الذين يعرفون حقيقة أمريكا الامبريالية مهما تبدلت وجوه قادتها، وصفعة لمن راهن على تغيير ما في سياسة زعيمة الامبريالية العالمية، والنتيجة إن لم نتغير نحن فلن يتغير أعداؤنا، وليس للتنازلات من قاع فواحد يجر الآخر، وها هم أمامنا أمثلة حية حكام مصر والأردن والسعودية ومجموعة أوسلو كيف يرتجفون عراة من أوراق التوت بعد أن قدموا كل ما لديهم من أوراق وانحنوا حتى اختفت وجوههم. إن ما بين أمريكا وإسرائيل ليس خلافا سياسيا، ولا بداية لصدام بينهما طالما راهن عليه البعض بحسن نية حيناً وسوئها أحياناً كثيرة، بل هو اختلاف في تحديد أنجع طريقة لإركاع شعوب المنطقة وتصفية قوى المقاومة فيها. العدو الواضح نتنياهو بتشكيلة حكومته اليمينية المتطرفة عدو واضح، وهو أفضل ـ بالمنظور السياسي ـ ألف مرة من ساحر الليبراليين العرب والاشتراكيين الديمقراطيين حمامة السلام شمعون بيريز وحزبه كاديما، أو حزب العمل، هذا لا يهمه حتى حفظ ماء وجوه حلفائه العرب والفلسطينيين، ولو بحديث مكرر عن دولتين بلا لون ولا طعم ولا رائحة، ووقف الزحف الاستيطاني إعلاميا على الأقل، والعودة إلى مفاوضات بلا نهاية مع رموز أوسلو. هو يريد على الفور ضربة عسكرية لإيران، واستمرار الحصار على غزة لإركاع قوى المقاومة فيها ـ وهي لا تقتصر على حماس وحدها ـ بعد أن نجحت سلطة أوسلو التي تشكل غالبية القيادة المتنفذة المتحكمة بمنظمة التحرير الفلسطينية، بقيادة الجنرال الأمريكي (لمن يجهل جنسيته) دايتون في توجيه ضربات كبيرة للمقاومة في الضفة الغربية، ويريد نتنياهو ومعه محور الاعتلال العربي ـ مع استمرار حوار القاهرة بلا نتيجة ـ تكريس وجود حكومتين في فلسطين المحتلة إحداهما بقيادة الرئيس المعين أمريكيا وعلى رؤوس الأشهاد سلام فياض في رام الله، وقد جدد لها محمود عباس مؤخرا رغم اعتراض فصائل المقاومة، بما فيها فتح نفسها، والأخرى تنفرد بها حماس في غزة، وهي وان كانت تتبنى نهج المقاومة وتدعمها تكرس سياسة التفرد والمحاصصة وتنفذ سياسات اجتماعية متخلفة، وتتبع أساليب لا ديمقراطية في التعامل مع فصائل المقاومة الأخرى. خلاف عابر بينما تريد إدارة أوباما إتباع طرق أقل إيلاماً من جراحة نتنياهو في الوصول إلى ذات الهدف، خاصة بعد أن استلمت من إدارة بوش أمريكا مثخنة بالجراح والهزائم بفضل مقاومة الشعوب من العراق ولبنان وفلسطين إلى كوبا وفنزويلا. . .، وأكملت عليها الأزمة الاقتصادية العاصفة التي تتوالى فصولاً، وهذا ليس خلافاً بل هو اختلاف لا يلبث أن يدخل الأرشيف بعد أن يضع نتنياهو النقاط على الحروف مع أصدقائه العرب، ليقدم لصديقهم الأمريكي إضبارة كاملة فيها موافقات عرب التخاذل على الرؤية الإسرائيلية لخريطة طريق جديدة ستكون محاولة أخرى لوأد قضية الشعب الفلسطيني التي طوت واحدا وستين عاما من عمر نكبتها ولا يزال هذا الشعب ينهض من رماده كطائر الفينيق رغم الخيانات والدسائس من ذوي القربى(قائد أركان جيش الاحتلال غابي أشكنازي كشف مؤخرا عن "تعاون نادر" بين جيش الاحتلال والسلطة الفلسطينية خلال عدوان "الرصاص المصبوب" على غزة)، ورغم عنف الحرب التي يتعرض لها بمختلف الأشكال. إن إعادة بناء الأداة الكفاحية للشعب الفلسطيني «منظمة التحرير الفلسطينية» على أسس نضالية وديمقراطية، ونبذ رموز التخاذل والتآمر على الشعب والمقاومة، هو السبيل الذي لا بد منه للإسراع في هزيمة الحلف الأمريكي الصهيوني العربي وفرض إرادة الشعب التي لن تقهر ومكتوب لها النصر عاجلا وليس آجلا. وعد الخالد


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني