PCP

يا عمال العالم اتحدوا

أزمة الرأسمالية والسياسة الانتهازية

أزمة الرأسمالية والسياسة الانتهازية فيما الأزمة تذر قرنها، وحدهم الكسالى من بين البرجوازيين لم يدلوا بدلوهم ولم يتقدموا ببرامجهم الخاصة في شأن إجراءات مكافحتها. غير أن ما يميز هذه البرامج، وإن كانت تشوبها بعض الاختلافات، هو اتفاقها على أمر واحد: الرأسمالية لم تستنفد نفسها بعد، وهي يمكن تحسينها وتطويرها، ولذلك فإن الحاجة هي للإصلاح، وليس للثورة. فالرأسماليون يفهمون ان الوقت الحالى هو الوقت المناسب أكثر من غيره لكي تحقق الطبقة العاملة الثورة الاشتراكية. ولهذا السبب يحاولون صرف العمال بكل ما أوتوا من قوى ووسائل عن الثورة. ن الهدف العملي للمدافعين عن الرأسمالية هو نزع السلاح الايديولوجي من يد البروليتاريا. وهذا يعني في واقع الأمر الفصل بين الفكر الثوري لماركس ولينين والحركة العمالية، من جهة، وتعزيز مواقع أي نظريات إصلاحية وتوفيقية ودينية وغيرها من النظريات الرجعية في البيئة العمالية، من جهة أخرى. فالبرجوازية تعتبر أن على الطبقة العاملة في ظل الأزمة الحالية أن تتصرف أشبه بقطيع من الغنم يطلق الثغاء عالياً اذا تأخر صاحبه عن الإتيان بالعلف، وألا تفكر البتة في الخروج من السياج المتداعي لزريبتها الكريهة الروائح. وتمشيا مع هذا المفهوم الفولكلوري حول الطبقة العاملة في روسيا - التي لم يكن احد لينتبه إليها بالأمس! – تم تأليب جيش كامل من القادة الايديولوجيين الذين يصورون لها أن الملكية الخاصة هي القوة الدافعة للحضارة وأن الدولة البورجوازية الحديثة هي حصن للحرية والديمقراطية. فالمهمة الرئيسية لجميع الأحزاب البورجوازية والانتهازية في الأزمة الراهنة هي طمس وعي جماهير البروليتاريا الثوري في مهده، حتى ولو تطلب الأمر استخدام الغش والرشوة حيال العمال.والآن وقد تفاقمت أزمة اقتصادية وسياسية في العالم ندر مثيلها في الشدة، واحتدمت في ظلها كل التناقضات الطبقية، وبدا معها أن الانتقال إلى الأساليب والتكتيكات الثورية بات أمراً ضرورياً، ينشط كثير من الأحزاب التي تطلق على نفسها صفة اليسارية، بدلا من هذا، في مجال تطوير "البرامج الاصلاحية لمكافحة الازمة"، تلك التي تنشر الأوهام حول إمكانية حل تناقضات الرأسمالية سلمياً ومن دون ثورات واضطرابات اجتماعية، حلاً يكون في مصلحة "جميع الناس". وفي الوقت نفسه تعلن هذه الأحزاب أن تعزيز دور الدولة البرجوازية في الاقتصاد والتأميم الجزئي وغير ذلك من التدابير الإصلاحية كأمر لا مفر منه في ظل هذه الظروف لإنقاذ النظام الرأسمالي، أمور تشكل "الخطوات الأولى نحو الاشتراكية ما هذا يا ترى؟ أهو غباء؟ لا، إن هذا ليس غباء أبداً، وإلا لما أنفِقت على الدعاية لهذه التدابير الملايين ومئات الملايين. والأمر الأهم هو إيصال هذه الأفكار إلى كل بيت، كل عائلة. و"أصدقاء الشعب" بدلا من أن يستخدموا الأزمة باعتبارها عاملا مساعداً على إضعاف السلطة السياسية والاقتصادية للرأسمالية، وأن يعززوا المنظور الثوري في عملهم، انخرطوا في كتابة وتدبيج وَصفات لمعالجة الأزمة يفترض أن تكون منقذة للرأسمالية.بيد أن كل هذه الوصفات هي، بالطبع، كـ"التهبيلة للميت". ولكن الانتهازيين اليمينيين المرتعدة فرائصهم من مجرد احتمال قيام الثورة، هرعوا مشمرين عن زنودهم ومرتدين العباءة الشيوعية لأجل مساعدة الرأسمالية، فكانوا أول من أعلن قدرتها على التعافي والانتعاش مجدداً. وأعلن التحريفيون المعاصرون نهجهم للعلاج كالآتي: "يجب فقط إعادة ترميم رأسمالية الدولة من أجل الحصول على اثنين في كلٍ واحد: الحفاظ على الملكية الخاصة، وتطوير الضمان الاجتماعي"، فـ"لا يموت الديب، ولا يفنى الغنم"، منتزعين من مطاوي النسيان أعمال المفكر البرجوازي كينز. وهي، إذ تفعل ذلك، تشل الطاقة الثورية للطبقة العاملة. فإذا كانت الرأسمالية في حد ذاتها يمكن أن تكون فكرة جيدة لا بأس بها لتحويل المجتمع، فلماذا الاندفاع نحو الاشتراكية إذن؟ وهنا لا يلاحظ الاصلاحيون البتة أن رأسمالية الدولة في ظل دولة البرجوازية ليست سوى شكل من أشكال سيطرة رأس المال الاحتكاري، ولن تكون أبداً "خطوة أولى على طريق الاشتراكية" ليس ثمة سوى أداة واحدة لتحويل الرأسمالية الى الاشتراكية هي الثورة الاشتراكية التي تمنح الحياة لدولة دكتاتورية البروليتاريا لكامل فترة الانتقال من الرأسمالية إلى الشيوعية صحيفة "الطبقة العاملة" - أوكرانيا


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني