PCP

يا عمال العالم اتحدوا

المطلوب: جبهة وطنية أم إنتخابات مبكرة

المطلوب: جبهة وطنية أم إنتخابات مبكرة بدون الإتفاق على برنامج سياسي مرحلي، يضع الجميع على درب عمل واحد، تبقى كل الطرق تقود إلى نفس الطاحونه ، ويظل المأزق يرواح مكانه والأزمة في محلها ، والأنقسام سيد الموقف، والطريق الصحيح والوحيد لمثل هذا الإتفاق لن يمر إلا عبر حوار جاد واسع ومخلص، وهو بلا شك طريق طويل وشاق وربما وعر ولكنه غير مستحيل ، وميزته الأساسية أنه يختصر كل المسافات، ويوفر كل الوقت ، الذي ضاع الكثير منه لغاية الان ولم نستفد منه إلا المزيد من الإنقسام والتشرذم فلو سأل سائل: إلى أين سيقودنا طريق الإنتخابات المبكرة ؟! والذي يطرح على أنه البلسم الشافي لكل الجراح . ومن يستطيع أن يضمن فوز فريق الإعتدال؟! نعم فريق الإعتدال ، لأن عودة الفريق الاخر يعيد الكرة لنفس الملعب وإذا إفترضنا سلفا فوز فريق المعتدلين فكيف لهم أن يفرضوا على غير المعتدلين (حسب رأيهم) منظورهم؟ إذن فحل الإنتخابات على جميع الأحوال يعيد إنتاج صراع ندعي أننا نريد الإنتهاء منه ، الشيء الوحيد الجديد فيه هو تبادل الأماكن ، اللهم إلا إذا كان هناك تصور لمعجزة ما تهبط بطريقة ما لتفرض موقفا ما يحل الإشكال من يريد توضيحا أكثر ، أو لمن يشك بصحة التحليل أعلاه ، نتوجه بهذا السؤال المشروع : هل طرأ على الساحة الفلسطينية منذ 2005 أي تغير في ميزان القوى على الساحة الفلسطينية لصالح أطراف غير فتح وحماس ، قد يغير الخارطة السياسية الراهنة؟ نعتقد أن لا شيء تغير ، إذا فالمشهد مرشح لأن يبقى على حاله من حيث الإنقسام ، مهما كانت نتائج الإنتخابات مالم تتم ـ حتى هذه الانتخابات ـ في مناخ آخر مختلف تماما يوفره توافق على برنامج سياسي مرحلي ، يخطىء من يظن أن مثل هذا البرنامج غير ممكن فهو اليوم أقرب من أي وقت مضى وأكثر من ذلك يمكن القول بأن نصف الطريق إليه بات ممهدا له ( إعلان حماس قبولها بدولة 67، وتجاوبها مع جهود تهدئة لأكثر من مرة ، بعضها كان بمبادرة منها) وإذا كان لا بد من حكومة فلتكن حكومة وحدة وطنية لا تؤسس لانتخابات بقدر ما تؤسس لجبهة وطنية ، إذا كان رائد هذه الحكومة هو خدمة المشروع الوطني التحرري، ولنوفر على أنفسنا كل الوقت والجهد والمال ، ولنتوجه مباشرة ـ للدمل ـ ونفجره ونستريح من كل آلامه . بالتوافق على برنامج سياسي يخدم المرحلة ، وتتشكل على أساسه كل الحكومات القادمة وعندها فالمسميات لن تكون ذات قيمة ـ حكومة توافق/وحدة وطنية/ تكنوقراط/أي إسم يصبح شكلا لا موضوعا. قد يقول قائل : البون بين فتح وحماس شاسع والهوة جد عميقة ، وربما يصدمنا على الفور بمادة من ميثاق حماس تنص على أن كل أرض فلسطين وقف إسلامي لا يجوز ...ولا يجوز ..الخ من المحظورات ، نقول له والإسلاميون في الجزائر قالوا ويقولون نفس الكلام ، ومع ذلك اجترحوا البطولات مع رفاقهم في جبهة التحرير الجزائرية ولم يتوقف أي طرف عند "عظمة" واحده من العظام الكثيرة التي ألقاها المحتل الفرنساوي في طريق ثورتهم لألهائهم أو كسر وحدتهم مع أن بعضها كان مكسوا بلحم أكثر ، وكلهم تركوا جانبا كل الحسابات الخاصة ، وأجلوا كل شيء لما بعد التحرير الذي انجزوه بفخر وعزة وكرامه. تجارب كثيرة غيرها ، أمام أساتدة ثورتنا، كلها تؤكد وحدانية طريق الجبهة الوطنية كنهج نضال وكفاح معروف ومجرب، ولكن أساتذة مدارسنا الثورية ، يتغافلون عنها، ولا غرو في ذلك ما دامت قلوبهم أصبحت ترق للجائع والعطشان، وترهف أحاسيسهم لتؤرقها "لقمةالخبز" ويدمى قلوبهم منظر بيت "تهدم" ولا تحتمل عيونهم رؤية عائلة تعيش في العراء أو فوق الأنقاض. وتصبح الثورة وسيلة لتأمين عيش رغيد ، في حين تعمى العيون عن رؤية 600 حاجز قهر وإذلال ، وعن رؤية "أقصى" بات محرما على العرب والمسلمين، وعن رؤية بوابات حديدية جهنمية أصبح يضيق مداها حتى أصبح الواحد منا ينام وهو لا يستبعد أن يفيق على بوابة من هذا النوع على باب قريته أو حارته أو حتى داره، عندما ينسى أساتذتنا المشروع التحرري وينصرفون بكل أنظارهم وأبصارهم فقط نحو رفع معاناه يومية ومعاشية ، وكأن القضية أصبحت قضية مأكل وملبس ونوم هادىء ، وكأن أساتذتنا الكرام ـ على سعة قراءاتهم واطلاعهم لم يسمعوا بهذه الابيات الأربعة من الشعر نطق بها الشاعر الثائر محمد مهدي الجواهري بعنوان "المحرقة" أقول إضطرارا قد صبرت على الأذى على أنني لا أعرف الحر مضطــرا وليــــس بحر من إذا رام غـاية تخوف أن ترمى به مسلكا وعـــرا ومـــــا أنت بالمعطي التمرد حقه إذا كنت تخشى أن تجوع وأن تعـرى وهـل غير هذا يرتجى من مـواطن تريد على أوضاعها ثورة كــــبرى قللحرية الحمراء باب لا يدق إلا باليد المضرجة بالدماء . وللتحرر أثمان ودائما هي أثمان غالية، ولا شيء يعطى منحة رخيصة للأنسان غير الذل والهوان وفقدان الكرامة والأوطان. بقلم الرفيق:- باسل الاشقر مجلة الوطن(المجلة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني