الـرئـيـس هـوغـو شـافـيــز
الـرئـيـس هـوغـو شـافـيــز
الـشـبـح الـذي تـحـدث عـنـه مـاركـس يـجـول الـعـالـم مـرة أخـرى
خـيـار الـشـعـوب واضـح إمـا الاشـتـراكـيـة أو الـبـربـريـة
في لقاء موسع بتاريخ 13 / 8 / 2005 مع ممثلي الوفود الشبابية والطلابية المشاركة في المهرجان العالمي السادس عشر لشبيبة وطلبة العالم في كاراكاس ، وبحضور شخصيات قيادية في الحركات الثورية والأحزاب التقدمية المشاركة في المهرجان من مختلف البلدان ، تحدث الرئيس الفنزويلي هـوغـو شافيز في بداية اللقاء مؤكدا أن نجاح هذا المهرجان هو نجاح ليس لفنزويلا فقط ، بل لجميع شعوب العالم المناضلة في سبيل حريتها وسعادتها .
ثم ذكر بفكرة كارل ماركس العبقرية التي وضع فيها الخيار أمام البشرية ، فإما الاشتراكية أو البربرية .
وأضاف الرئيس شافيز : فإما أن نبني الاشتراكية في القرن الحادي والعشرين أو نسمح بدمار المعمورة ، وإذا لم نكن قادرين على اتخاذ القرار الصحيح فذلك يعني أننا سنسمح بفناء البشرية على أيدي النظام الرأسمالي الجشع .
يجب أن نترك وراءنا النماذج المدمرة للرأسمالية ، ونخلق ونبني النموذج الاشتراكي ، وكما قال الرئيس فيداال كاسترو في أحد خطاباته " نرجو أن لا نكون قد تأخرنا في اتخاذ القرار ، فالطبيعة تتضرر بشكل لا رجعة فيه والبشرية بدأت بالتفتت .
ويضيف الرئيس شافيز " إن الحركة المهرجانية الشبابية التي مضى عليها 58 عاما كانت بلا شك محطات تصعيد في النضال الاجتماعي والسياسي لكافة شرائح الشبيبة الكادحة ، وفي سبيل تعزيز النضال الجماعي والعالمي ضد الطغيان من أجل بناء مستقبل أفضل لجميع شعوب العالم ، وهناك حاجة أكثر من أي وقت مضى لتصعيد النضال لخلق حركة عالمية جبارة في كل قارة وكل منطقة للطبقة العاملة وللشباب والنساء وللمثقفين ، يجب رص الصفوف أكثر فأكثر ، وتقع على قيادات هذه الحركات المسؤولية العليا لخلق هذه الروابط وتوثيقها .
وأشار الرئيس شافيز إلى حواره مع المثقفين مؤكدا أنه لا يمكننا أبدا أن نطيل النقاش لسنة أخرى ، فصحيح أن الحوار يجب أن يكون دائما ، ولكن يجب أن لا يؤخرنا عن الممارسة الفاعلة ... يجب خوض المعركة ، ويجب شن الهجوم والنضال ضد الإمبريالية .
إن الوحش الإمبريالي يهاجم البشرية ، وليس لدينا الوقت دائما للاستمرار في النقاش . ويجب أن لا نخسر الوقت دائما بتحصينات الدفاع التي قد تكون لازمة أحيانا لكسب الوقت . ويجب أن يكون واضحا أن الاقتصاد لا يمكن تحقيقه في النهاية إلا بالهجوم كما تثبت جميع الحروب .
في هذه الحال يجب اختيار اللحظة والظروف المناسبين ، وبرأينا أن هذا الوقت والظرف ملائمين الآن لشن الهجوم .
إن السلام القائم ليس سوى الوجه الآخر للحرب المستعرة .
فهذا السلام دون عدالة هو لحظة تعادل قوى ليس إلا . إذا هو حتما ليس سلاما حقيقيا .
لذلك نقول : لا مهادنة مع الإمبريالية الأمريكية . لقد كتب لي كاسترو في إحدى القمم ( أنا سعيد لأني لست الشيطان الوحيد في هذه القمم ) .
وطبعا كوبا لا تحضر هذه القمة ، وكانت فنزويلا البلد الوحيد في أمريكا اللاتينية التي رفضت اتفاقية " الألكا " ، ووضعنا بديلا عنها اتفاقية " الأليا " لجميع الشعوب الأمريكية . نعم في مواجهة القطب الأمريكي هناك أمريكا اللاتينية التي ننتمي أنا وفيدال إليها . وعندما يتهموننا بالإرهاب نقول لهم " الكلاب تعوي والخيول تمضي إلى الأمام ".
إننا لا نستطيع ترك العالم لقطب واحد ، وخاصة إذا كان هذا القطب متحكما في وسائل الإعلام التي تبث الكذب والخديعة وتعمل على تدمير العالم . وأتذكر اليوم قول سيمون بوليفار واصفا الولايات المتحدة الأمريكية " إن هناك على رأس هذه القارة أمة كبيرة وخطيرة على البشرية ، والتصدي لها مهمة عاجلة ، ولا هوادة في النضال ضدها " . نعم ... لا هوادة ، لبناء عالم متعد الأقطاب ..
إن الحكومة الأمريكية هي محرك الإرهاب في العالم ، فمن أسقط حكومة ألليندي المنتخبة في التشيلي ؟ ومن قصف بوحشية الفلوجة في العراق ؟ ومن ارتكب أفظع جرائم الحرب في هيروشيما وناغازاكي وفي الفييتنام ؟.
إن انتصار اشعب الفييتنامي يبرهن أن إمبراطورية الشر يمكن قهرها ، وهو خير رد على مروجي الفكرة المشبوهة بأن أمريكا لا يمكن هزيمتها .
وأضاف الرئيس شافيز خلال الحوار الذي تحدث فيه العشرات من القادة وممثلي الوفود الشبابية والطلابية الوطنية والتقدمية قائلا : لحسن الحظ أنه مقابل كل مرتد في بداية التسعينات هناك المئات من الذين بقوا ثابتين على مبادئهم .
وأكد الرئيس شافيز : أنه لمواجهة العولمة الإمبريالية ، يجب عولمة النضال ضدها .
ـ 2 ـ
إن الإمبريالية العالمية تريد أن تتستر تحت شعار اقتصاد السوق ومقولة العولمة ، وتحاول عبر فرض وصفات مؤسساتها الاقتصادية نهب الدول والشعوب بما يزيد من فقرها وضعفها ، فيجب فضح هذه السياسة والتصدي لها .
ثم يضيف الرئيس هوغو شافيز : أنا مسحي وأقول إن المسيح كان ثوريا جدا ، فهو الذي قال " أهون أن يدخل الجمل في ثقب إبرة من أن يدخل الغني الجنة .
ثم قال الرئيس شافيز موضحا : ما هو تاريخ أمريكا ؟ إنه حرب إبادة داخلية للهنود الحمر ، ثم أجبر الباقي منهم على الإقامة بشكل معزول ، ثم الاضطهاد المريع للزنوج وقتل زعمائهم مثل مارتن لوثر كينغ ، ثم قتل كل من انتخب وكان لديه بعض التوازن أو المنطقية مثل جون كينذي الذي لم يكن أبدا تقدميا ، كما كانت هناك ظلامية المحاكم المكارثية التي لا حقت واضطهدت ليس فقط الاشتراكيين ، بل كل من هو متنور .
وتحدث الرئيس شافيز عن وحدة نضال الشعوب والقوى التقدمية في العالم شرقه وغـربه ، وأعطى مثالا يحتذى في نضال الشيوعيين في الهند الذين نجحوا في الانتخابات ويحكمون ولاية البنغال وعاصمتها كاكوتا التي زارها . وتحدث عن الإصلاحات الاجتماعية ورفع مستوى معيشة السكان فيها ...
ثم تطرق الرئيس شافيز إلى الوضع في كولومبيا قائلا : هناك طغمة حاكمة في كولومبيا لا تريد السلام ، لأنها تعيش من إشعال الحروب ، وهناك دوائر في أمريكا داعمة لها ، لأنها لا تريد إنهاء تجارة المخدرات ، فهم يحققون الأرباح الطائلة من خلالها ، وسيكلل نضال الشعب الكولومبي بالنصر على طغمته الديكتاتورية الحاكمة .
إن كولومبوس لم يكتشفنا ، بل كان غازيا ( كان مستعمرا لنا ) . لقد علمونا في التاريخ بأن نعترف بكولومبوس كبحار كبير ، وعلمونا كيف نرسم الأسفار الثلاثة له ، ولكنهم لم يعلمونا كيف سرق ذهبنا وخيراتنا ، وكذلك لم يعلمونا أنه وبعد ثلاثمائة عام من كولومبوس وصل قائد آخر ، وبدأ إنزاله الكبير لتحرير أمريكا الجنوبية ، إنه فرانسيسكو ميراندا الذي رفع أيضا ثلاثة شعارات : المساواة والأخوة والحرية ...
ثم ختم الرئيس شافيز حديثه قائلا " لا نستطيع أن نعمل شيئا للماضي ، لكننا نستطيع أن نعمل للمستقبل ، أن نصنع التاريخ الحقيقي للبشرية دون اضطهاد وذل ، ودون فقـر وحاجة . إن الشبح الذي وصفه ماركس بدأ يجول في العالم مرة أخرى .
لقد قال فيدال مرة إن ما تطلق عليه اسم البوليفارية نحن نسميها في كوبا الاشتراكية .
حين زار سارتر هافانا عام 1960 وبعد تعرفه على كاسترو وتشي غيفارا ، كتب : إن الوضع كان يتطلب الثورة ، ولكن كفى الثورة هؤلاء الشباب الشجعان الذين حققوا انتصارها .
وحاليا نحتاج لمثل هؤلاء الثوريين الذين يهبون أنفسهم من أجل قضية الشعب وكل شيء آخر في حياتهم هو ثانوي . نحتاج لهؤلاء لكي ينقذوا العالم والبشرية من خطر الفناء .
عـن صـوت الـشـعـب الـسـوريـة