PCP

يا عمال العالم اتحدوا

مبادرات مشبوهة

مبادرات مشبوهة ما نشهده اليوم ، على ساحتنا الفلسطينية ، وبوجه خاص الساحة الغزاوية ، ليس بوادر نصر وحسب ، بل أنه النصر بعينه ، فهذا الصمود الأسطوري ، وما يرافقه من انجاز وطني مقاوم فذ ، لا بد وأن يحسم المعركة الجارية ألان لصالح قوى المقاومة ، وفي النهاية لصالح مشروعنا الوطني التحرري ، وكشيوعيين فلسطينيين ، طالما نادينا بالحل السياسي ، بل وكنا السباقين بالمطالبة به ، في الوقت الذي كانت قد ركبت فيه قوى وحركات كثيرة وكبيرة ـ في ذلك الوقت ـ موجة كفاح مسلح تحت شعارات أقل ما قيل عنها ـ في ذلك الوقت أيضا ـ أنها غير واقعية وغير قابلة للتحقق ، في الوقت الذي لم يكن فيه مفهوم الحل السياسي لدينا ولدى غيرنا من قوى التقدم ، مقتصرا على وجه واحد فقط ، هو المفاوضات لا غير ، فالحل السياسي كمفهوم ثوري وعالمي وكنشاط جماهيري ، لا يمكن و لا بأي حال من الأحوال أن يفصل بين النشاط المقاوم والنشاط المفاوض ، بل أن كل من النشاطين هو نشاط داعم ومكمل للآخر ، ومتفاعل معه دائما وأبدا وبحيث إذا ما انفصل أي منهما عن الآخر يغدو الأول استسلاما والثاني مغامرة غير محسوبة وفي حالتنا الفلسطينية ـ الراهنة ـ ونحن نتعرض لهذا العدوان الوحشي البربري الفاشستي الامبريالي الصهيوني ، وبكل ما يرافقه من مناورات ومؤامرات بهدف حرف مسيرة نضال وكفاح شعبنا عن مساره الصحيح ، تظل الفرصة لا تزال قائمة ومواتية لانتهاج طريق الحل السياسي بالمواصفات العلمية والعملية المعروفة ـ يد تفاوض ويد تقاوم ـ وفي مناخ عام من وحدة القوى الوطنية تمارس فيه كل قوة دورها المنوط بها والمتسق مع بقية القوى الأخرى في علاقة تكاملية لا تناقضيه ، وهذا هو أسلوب العمل الجبهوي الذي خبرته واختبرته كل حركات التحرر في العالم وأحرزت بموجبه النصر المؤزر. نقول هذا ، ونستطرد في هذه المقدمة التي قد لا تبدو للبعض بأنها في غير مكانها وزمانها ، لنصل إلى استنتاج واحد هام وهو أن كل المبادرات التي طرحت لغاية ألان ، في كل المحافل وعلى كل المستويات ومن جانب معظم الجهات والأطراف وخصوصا الرسمية ، ليست فقط بعيدة كل البعد عن آفاق المشروع الوطني ، وليست فقط قاصرة عن تلبية أي شرط من شروط نجاحه أو الحفاظ على وتيرة نضال وكفاح شعبنا بل هي كابحة ومتعارضة وحارفه لكل خطط وبرامج هذا المشروع ليتساوق في النهاية مع المخططات الامبريالية الصهيونية، مخططات الشرق الأوسط الكبير ، والنظام العالمي الامبريالي المتوحش الجديد ، هذه المخططات التي لا بد وأن يصبح مشروعنا التحرري هو الضحية الكبرى على مذابحها ، مذابح التوسع والتفوق والهيمنة الامبريالية الصهيونية. بقلم الرفيق : عمر الدجاني (عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الفلسطيني)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني