همسات حول انهيار الاقتصاد الرأسمالي العالمي
همسات حول انهيار الاقتصاد الرأسمالي العالمي
لا يستطيع أحد على سطح كوكبنا أن ينأى بنفسه عن الاهتمام بالأزمة المالية الراهنة التي تعصف بالنظام الرأسمالي ، وتهدد البشرية جمعاء بمستقبل أسود . إن أزمة الرأسمالية العالمية والأمريكية تحديدا ناتجة في الأساس عن المضاربات في البورصة والعقارات والأوراق المالية، وفي حركة البنوك المنفلتة ، بالارتباط مع الارتفاع الجنوني في أسعار النفط ، الأمر الذي أدى إلى انهيار النظام الرأسمالي برمته ، هذا الانهيار الذي لم ولن يسعفه ضخ مئات المليارات من ميزانية الدولة لإنقاذه من مصيره المحتوم ، إن الرأسمال المعولم والذي تحرر من جميع قيود الدولة التي تضبط آلية حركته ، تجاوز حدود القارات ، وألغى أي دور لأي دولة في العالم لتنظيم حركة سيره ، ضرب من خلال المنافسة الغير متكافئة أو بما يسمى بالسوق الحرة ، للصناعات الوطنية الصاعدة في جميع البلدان مما أدى إلى إفقار شعوبها ، وأضحت شروط العولمة الرأسمالية القاسية والغير إنسانية معروفة ، من تخلى عنه داسته ومن لحق بها أفقرته ، وأصبح لا حول ولا قوة لهذه الشعوب أمام هذا الغول الرأسمالي الغازي المعولم .
إن الذي تعرف على فكر ماركس وعلى العلم الماركسي اللينيني عموما ، يجده تنبأ بهذه النهاية الحتمية للرأسمالية باجازه عن هذه الحقبة المظلمة من تاريخ الشعوب بأن "الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية" ، وفي يومنا هي العولمة الرأسمالية المتوحشة هي نهاية المرحلة الرأسمالية.
إن على شعوب المعمورة المتضررة الرئيسية من وحشية الرأسمالية ، العمل الجاد والنضال الدؤوب من أجل صياغة البديل المنقذ والوحيد "البديل الاشتراكي" من خلال التضامن الاممي وعولمة النضال لسحق هذا الوحش الرأسمالي الجريح وقهره إلى غير رجعة ، من أجل بزوغ فجر عالم جديد خال من العبودية والقهر الطبقي ، عالم يسوده السلم والحرية والإخاء والمساواة إنه عالم الاشتراكية الصاعد.
الوطن(المجلة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني)