PCP

يا عمال العالم اتحدوا

"الذكرى 36 لأبشع مجزرة إقترفت في مخيم تل الزعتر لللاجئين الفلسطينيين"

بعد نكبة شعبنا ونتيجة للمؤامرة الدولية على وطننا وإحتلال الصهاينة لفلسطين عام 1948 بدعم من الدول الاستعمارية, وبعد طرد أهلنا من قراهم, إنتشروا على حدود فلسطين في القرى اللبنانية الجنوبية مثل, حولا, رب ثلاثين, مركبا, الطيبة, عديسة, كفر كلا, تل نحاس, دير مماس, مرجعيون, الخيام, عين عرب, المجيدية, الوزاني, حلتا وغيرهم, وفي بداية الخمسينات, إستأجرت الانروا, أراض لمدة 99 عاما, في محيط مدينة بيروت, بالقرب من مناطق المكلس, سن الفيل والدكوانة, وأنشأت عليهم المخيم الذي عرف بإسم مخيم الدكوانة وأسماه الفلسطينيون ب "مخيم تل الزعتر", ونقلت إليه أهلنا المنتشرون في المناطق آنفة الذكر, غالبية سكان المخيم من اللاجئين الفلسطينيين من قرى وبلدات ومدن شمال فلسطين وجنوب لبنان التي احتل الصهاينة اراضيهم وقراهم عام 1948 والذين أرتكبت بحقهم المجازر وطردوا من وطنهم, وسكن مخيم تل الزعتر الكثير من العائلات الجنوبية التي هجرت بداية السبعينات بسبب القصف الإسرائيلي الصهيوني العشوائي, المدفعي والجوي, من قرى عيترون وغيرها في جنوب لبنان وإضافة لعائلات لبنانية أخرى قدمت من الهرمل وبعلبك من مناطق مثل عرسال وغيرها بحثا عن الرزق ولقمة العيش, ولذلك عرف وسمي المخيم ومحيطه بمخيم الفقراء, بلغ مجموع سكانه الفلسطينيون المسجلون 9398 نسمة حسب الاحصائية الرسمية لعام 2008. في منتصف السبعينات, وفي خضم الحرب الاهلية اللبنانية, و في مثل هذا الشهر نتذكر الذكرى السادسة والثلاثون لأبشع مجزرة, أقترفت في مخيم تل الزعتر, بحق المدنيين من مختلف الأعمار, أطفال رضع, أطفال, نساء, شباب, رجال وعجزة حيث دمر المخيم بتاريخ 12 آب عام 1976 إذ سقط آلاف الشهداء والجرحى, وخطف وفقد مئآت الاشخاص من أطفال وشيوخ ونساء وشباب, شرد من تبقى على قيد الحياة, دمرت منشآت الأمم المتحدة مثل المدارس, والعيادة, ومكتب مدير المخيم وغيرهم, وإقترفت المليشيات المسلحة مجازر بقتلها الكثير من أبناء المخيم ومحيطه من فلسطينيين ولبنانيين وخاصة الأطفال والشيوخ والنساء. إضافة للدمار والضرر الذي لحق بمنازل وسكان المخيم فقد هجر الاهالي الى العديد من المناطق اللبنانية والمخيمات الفلسطينية وشتتوا خارج لبنان ولا تزال الانروا تقدم لمنكوبي المخيم المهجرون في مخيمات بيروت والبداوي وعين الحلوة وشاتيلا ومحيطهم, بعض الخدمات وإعانات اجتماعية وتموينية وغيرها. بما ان المخيم وسكانه يشكلون الشاهد الحي على مجزرة الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا, واراضينا, وأرزاقنا, وممتلكاتنا ووطننا, ولتعزيز صمودنا بمواجهة مؤامرة التوطين, والتهجير, والتشريد, والتشتيت, والتسفير القسري, ومحاولات تذويب أهلنا وشعبنا بالمجتمعات التي هجروا اليها, ولجمع شمل العائلات والمحافظة على عاداتنا, وتقاليدنا, وبيئتنا وتراثنا, وبالرغم من إمكانيات أهلنا المتواضعة, ولحين إسترداد أراضينا المحتلة والعودة إلى وطننا, فقد قام أهالي, ومهجري, ومنكوبي, ومشتتي ومشردي مخيم تل الزعتر وفي فترات مختلفة بعدة محاولات لإعمار المخيم وإعادة الاهالي إليه, إذ نفذوا الاعتصامات والمظاهرات المطلبية وأجروا العديد من الاتصالات, واللقاءات والمشاورات مع وزارة المهجرين ونواب وفعاليات محلية ومنظمة التحرير الفلسطينية ومع الانروا, وكان اشهرها الاعتصام والتخييم امام مكتب الانروا الرئيسي في بيروت عام 1994 والذي استمر لاكثر من 20 يوما متواصلا ليل نهار, ولكننا لم نوفق ولم ننجح بتحقيق غايتنا وهدفنا في إعادة إعمار المخيم, وبالرغم من ذلك, أننا مصممون لاستمرار بذل الجهود حتى تحقيق هدفنا في إعادة إعمار مخيمنا ولم شمل أهالينا وعائلاتنا لحين تحقيق عودتنا إلى فلسطين. إن تجربة إعادة إعمار مخيم نهر البارد في شمال لبنان والبدء بإعماره فعليا, ودور دولة الرئيس فؤاد السنيورة بوضع حجر الأساس لإعادة إعماره هي خطوة مشكورة ومشجعة, ونقترح الإقتداء بمثل هذه التجربة لإعادة إعمار منازلنا ومخيمنا لكي نتمكن من لم شمل عائلاتنا والمحافظة على مجتمعنا وتراثنا وبيئتنا وعاداتنا وتقاليدنا بعيدا عن ضغط التوطين والتهجير والتسفير والتشتيت القصري. وفي هذه المناسبة نتوجه الى المعنيين بقضية مخيمنا, وإلى المهتمين بمساعدة شعبنا والمتضامنين مع قضيتنا, وإلى الخيرين, وإلى الذين يقفون الى جانب قضايا أهلنا وشعبنا المحقة, وإلى الذين يكرسون أوقاتهم وإمكانياتهم لنصرة شعبنا الفلسطيني وقضيته, نقول, أنكم خير معين لأهلنا وأملنا في تعزيز صمودنا وإستمراره, نحن بأمس الحاجة الى مساعدتكم ومد يد العون لأهلنا ولإعادة إعمار مخيمنا في تل الزعتر. ندائنا لكل من يقف الى جانب الحق والدفاع عنه, فنحن بأمس الحاجة لمساعدتكم ومد يد العون لأهلنا الذين استهدفهم المشروع الصهيوني ودمر مخيمهم, هادفا قتلهم وسلبهم منازلهم وتشريدهم وتهجيرهم وتشتيتهم والنيل من صمودهم وإجبارهم الهجرة خارج لبنان وإبعادهم عن فلسطين, ونتوجه إليكم ومن خلالكم لمساعدتنا لإيصال حقيقة قضية مخيمنا الى الرأي العام المحلي والعالمي والخيرين منهم لتحقيق إعادة إعمار مخيمنا ولم شمل أهالينا وعائلاتنا وإنهاء مأساتهم الناتجة عن تدمير مخيمنا لحين طرد المحتلين وتحرير أراضينا والعودة إلى وطننا فلسطين وإسترداد منازلنا وأرزاقنا وممتلكاتنا. المخيم الفلسطيني وسكانه, يشكلون الشاهد الحي على مجزرة الإحتلال الصهيوني بحق شعبنا ووطننا, وإعادة إعماره,هي مسؤولية وطنية وقانونية وإجتماعية وأخلاقية وإنسانية, ولذلك, فإننا: 1 .- نطالب الجهات الرسمية اللبنانية المعنية والمختصة منحنا تصريح لإعادة إعمار مخيمنا كتجمع مؤقت, لحين تحقيق عودتنا إلى فلسطين. 2 .– نطالب الأنروا بتحمل مسؤولياتها لإعادة إعمار المخيم وإغاثة منكوبيه. 3.- نطالب سفارة فلسطين والقوى والفصائل الفلسطينية الإتصال بالمعنيين والقيام بواجباتهم لإعادة إعمار مخيمنا. التحية لشهداؤنا, خيارنا, وحدة شعبنا, والعودة إلى وطننا بيروت في آب 2012


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني