PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بيان صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني

بتاريخ 24/8/2013، الموافق يوم السبت، اجتمعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني في مدينة رام اللة، حيث ناقش المجتمعون اخر المستجدات على الساحات الفلسطينية والعربية والدولية. فعلى الصعيد المحلي، رأى المجتمعون أن القضية الفلسطينية تمر بأدق وأخطر مرحلة لها منذ نكبة عام 1948، حيث تتعرض قضيتنا الوطنية لمحاولة تصفيتها وفق المخطط الصهيوني الامريكي، وذلك من خلال استغلال اسرائيل الأوضاع المشتعلة في المنطقة العربية، بتصعيد الاستطيان ، وتهويد القدس، ومصادرة الأراضي، واستمرار فرض الحصار على قطاع غزة، وفرض واقع جديدعلى الأرض، فرغم كل الممارسات والانتهاكات الصهيونية لحقوق شعبنا وكرامته، خرجت علينا السلطة الفلسطينية بقرارها بالعودة للمفاوضات مع العدو الصهيوني دون أن يوقف هذا العدو أي من ممارساته التي طالبت السلطة الفلسطينية بوقفها قبل العودة لطاولة المفوضات، إن نهج التنازلات الذي مارسته القيادة الفلسطينية على مدار أكثر من عقدين مع الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، هو من شجع الحكومة الاسرائيلية الحالية وهي الأكثر تطرفا وعنصرية في تاريخ اسرائيل على التصلب في مواقفها، وكان على القيادة الفلسطينية ألا تضع كل رهاناتها على المفاوضات والضمانات الأمريكية التي لا تساوي الحبر الذي كتب به، كان لابد لها من الرهان على طاقات شعبنا المتفجرة ، الذي قدم عظيم التضحيات ولا يزال على مذبح الحرية، كما رأى المجتمعون أن استمرار الانقسام الفلسطيني ساهم وعزز من ضعف الموقف الفلسطيني الحالي والمستقبلبي في أي عملية لتسوية الصراع العربي الاسرائيلي، حيث حملت اللجنة المركزية كلا الطرفين فتح وحماس مسؤولية استمرار الانقسام المقيت، وذلك لأسباب فئوية ضيقة وكل المبررات التي يطلقها الطرفين لم تعد تنطلي على جماهير شعبنا. على الصعيد العربي، رأت اللجنة المركزية أن العالم العربي يتعرض لخطر التقسيم والتفتيت على خلفية ما يسمى بالربيع العربي، حيث عملت الامبريالية على عقد تحالفات جديدة مع تيار الاخوان المسلمين في كل من مصر وسوريا مستفيده من قصور الاسلام السياسي وافتقاره لأي برنامج يتجاوز شعار "الاسلام هو الحل" في محاولة منها للحفاظ على مصالحها وابقاء شعوب المنطقة ودولها ضمن السيطرة والتبعية للأمبريالية الامريكية، وكما نظر المجتمعون بعين الخطورة للأحداث التي تجري في مصر فبعد ثورة 30/6/2013 على نظام مرسي، الذي لم يحقق مطالب ثورة 25 يوليو، بالحرية والكرامة بل على العكس من ذلك سار بنفس سياسة سلفه المخلوع حسني مبارك، ومن هنا فإن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني تدعو كل القوى التقدمية الحية لحماية منجزات الثورة بقطع الطريق على كل المتآمرين عليها من الرجعية العربية ممثلة بالسعودية وقطر وكل عملاء الامبريالية الامريكية،إن أزمة النظام الساسي البرجوازي يكشف عن احتدام التناقضات بين فئات الطبقة البرجوازية في أدارة شؤون مصر،إن أحد أهم عوامل عدم الاستقرار في مصر هو عدم وجود حزب ثوري قائد يقود مصر نحو التغيير الجذري في أوضاعها السياسية والاقتصادية، حول الوضع اللبناني دانت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني التفجيرات الارهابية التي تعرض لها هذا البلد مؤخرا إن في الضاحية الجنوبية أو في مدينة طرابلس،حيث يرى المجتمعون أن هناك مؤامرة تحاك ضد المقاومة في لبنان عن طريق جره للفتنة الطائفية وأن المستفيد من هكذا مخطط هو العدو الصهيوني والامبريالية الأمريكية والرجعية العربية ، أما على صعيد الوضع في سوريا فقد بات واضحاً أن الدولة السورية والشعب السوري يتعرضان اليوم لإشرس هجمة امبريالية تقودها كل من تركيا والسعودية وكل الرجعيات العربية وغير العربية، والهدف منها هو تدمير سورية الدولة في محاولة لإبعادها عن محور المقاومة والممانعة، وان كل التهديدات الغربية لسورية والتي كان آخرها تلك الأكاذيب باستخدام السلاح الكيماوي ما هي إلا محاولة لرفع معنويات الجماعات التكفرية المرتبطة بالغرب والكيان الصهيوني والتأثير على سير عمليات الجيش العربي السوري في مقاومة واجتثاث تلك الجماعات فاللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني تعبر عن تضامنها مع سورية دولة وشعبا في وجه اي اعتداء امريكي محتمل ضدها وتحذر من أن أي تدخل في سورية سوف تكون له عواقب وخيمة على كل من خطط وتآمر على الشعب السوري العظيم. على الصعيد الدولي، ترى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني، أن الوضع الدولي لا يزال تحت تأثير الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي ضربت بلدان المركز الرأسمالي، وان ما تسشهده كل من اوروبا وأمريكيا من أزمات متلاحقة، يثبت أن التناقضات الطبقية في بلدان المركز الرأسمالي باتت جليه للعيان، فكل الإجراءات المالية والاقتصادية التي فرضها الاتحاد الاروبي من أجل الخروج من حالة الركود التي يمر بها لم تفلح في معالجة الأوضاع الناشئة والمتراكمة نتيجة سنوات طوال من الفساد وادارة الدولة من قبل البرجوازية في الاتحاد الأروبي، وبالنسبة للولايات المتحدة التي لا تزال تعني حالة انكفاء نحو الداخل تحت ضغط الأزمة الاقتصادية العاصفة فرغم كل الاجراءات التي اتخذتها إدارة أوباما للحد من آثار الأزمة فلا زالت المديونية الأمريكية في ازدياد وتثقل كاهلها، وهناك أيضا تراجع كبير في الانتاج الصناعي لصالح قطاع الخدمات الذي لا يمكن أن يكون ركيزة اقتصادية أساسية تعتمد عليها أعظم دولة في العالم في إدارة اقتصادها المتردي. إن فشل الرأسمالية المعاصرة وعلى رأسها الإمبريالية الأمريكية قد فتح الباب أما قوى اقتصادية صاعدة وتجمعات دولية باتت تأخذ دورها في بناء توازن عالمي جديد، ومع أن مثل هذه التجمعات الاقتصادية لا تمثل قوى تقدمية او اشتراكية، إلا أنه يمكن اعتبارها تحد جديد للإمبريالية التقليدية (مثل مجموعة البركس) ما يفسح المجال أمام شعوب العالم ا وأحزابها الشيوعية لصياغة البديل الاشتراكي وطرحه كمنقذ للبشرية جمعاء.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني