PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لأعادة تأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني

في مثل هذا اليوم 7/11/1991 تنادى الشيوعيون الفلسطينيون الاوفياء لإعادة تأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني، ذلك الحزب الذي تعرض لطعنة غدر في العمق حين تغيرت الخارطة السياسية العالمية خاصة ما شهده الاتحاد السوفيتي من حالة من الرده والانقلاب على ثورة لينين العظيم، هذه الخيانة والردة انسحبت على الكثير من الحركات والأحزاب ومنها الحزب الشيوعي الفلسطيني الذي تم اختطافه باسم الواقعية ورميه بأحضان اليمين والذيلية. لقد أظهرت مجريات الأحداث والواقعية التي تعللوا بها عمق الانتهازية والتحريفية والارتداد عن الإرث الشيوعي لحزب العمال في فلسطين، وخيانة الأهداف وطموحات الطبقة العاملة، وانتهى بالتخلي عن النظرية الثورية التي ضحى رفاقنا في سبيلها الغالي والنفيس شهداء وسجناء في معتقلات الصهيونية والرجعية. في ظل هذا الواقع السلبي الذي اختاره المرتدون لأنفسهم انبرى رفاق مخلصون لتاريخهم وطبقتهم ونظريتها الثورية، أوفياء لشعبهم وقضيته العادلة وواصلوا الليل بالنهار من أجل إعادة التأسيس وبعث الروح من تحت الرماد لينطلق الحزب ويتعملق يوماً بعد يوم على نهج الماركسية اللينينية، لقد خاض حزبنا نضال ايديولوجي وكفاح يومي مكنه من إعادة التأسيس ومحاربة التحريفية وفضحها وتعزيز مواقع الحزب وانتشاره الذي يتعزز يومياً سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي. إننا ندرك أن المهام المنتصبة أما حزبنا عظيمة والمسيرة طويلة وذلك أن للواقع افرازات كارثية على قضية شعبنا، فما جلبته سياسة اوسلو واعتماد السلام خيار استراتيجي قد ألقى بظلاله على واقع م.ت.ف التي اختزلت ضمن مقاييس أمريكية صهيونية وتم إفراغها من مضمونها وانعكس ذلك الإفراز عن مولود مشوه سمي بسلطة أوسلو، يقوم بدور وظيفي كشركة أمنية لصالح الاحتلال، شركة هَم موظفيها المزاحمة كوكلاء (كمبرادور) والذين أعفوا الاحتلال من ضريبة احتلاله للأرض الفلسطينية، سلطة ربطت عنق ومعيشة الشعب الفلسطيني بالاحتلال عبر سلسلة من الاتفاقيات الهزيلة وعملت على تفتيت وحدة الشعب الذي خاض نضاله الطويل تحت مظلة واحدة وهي الكل الفلسطيني في مواجهة الاحتلال أما في ظل سلطة أوسلو فقد اضيفت أعباء أخرى على كاهل هذا الشعب، وأكبر هذه الأعباء هو سياسه ممنهجة لطمس معالم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة الدولة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس العربية وحق اللاجئين بالعودة والتعويض. كل هذه الثوابت تم اختزالها لتصبح قضية خلافية وأرض متنازع عليها ومشكلة لاجىء يمكن للتعاون الدولي والإقليمي المساهة في حلها. إضافة لذلك فرض نهج احتلال ضمن سياسة الأمر الواقع وتغيير المعالم والتضاريس بالمستوطنات وسد الأفق على إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقبلاً، كل ذلك قوبل من سلطة أوسلو بجولات من المفاوضات جلها لم يتم التطرق فيها للجوهر وأسباب الصراع بل تركز على تحسين أوضاع موظفي شركة أوسلو من إزالة حاجز أو تسهيل عبور للمسؤولين وكلا الطرفين يسود بينهما التعاون للقضاء على شيء واحد وهو ذاكرة الشعب وتذويب الصراع الفلسطيني الصهيوني. إن الوضع الفلسطيني الحالي والحراك الشعبي الذي يزداد يومياً ضد هذه السلطة وعدم قدرة هذا الشعب لتحمل المزيد من الضغط الذي سينفجر لا محاله في وجه كل من يستهدف ثوابته وحقوقه والمسألة ما هي إلا مسألة وقت قادم لا محاله، إن حراك الشارع قد أثبت للقاصي والداني أن هناك شرخ عميق ما بين جموع الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وبين القيادة التاريخية له لدرجة أصبحت هذه القيادة عبء عليه وضاغط وأصبح الشعب ينفر كثيراً من تنظيماته السابقة كملدوغ من أفعى لأنه أدرك بحسه العضوي أن م.ت.ف الحالية تم اختطافها وتغيير دفة المسير فيها وإن ما جلبته سلطة أوسلو كارثي وأصبح عنوان المرحلة انعدام الثقة. في ظل هذا الواقع والذي شكل مجموعة عوامل إحباط للشارع الفلسطيني لدرجة أصبح الإحتلال مقارنة مع وجود سلطة أوسلو أمنية بريئة للتنفيس عما وصل إليه الشارع، في ظل هذه الأجواء انبرى رفاق الحزب الشيوعي الفلسطيني في بناء الذات(الحزب) وفي رسم سياسة واضحة المعالم سياسة تقوم على الالتحام بنبض ومطالب شعبنا وحقوقه التاريخية بإقامة دولته الحرة المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس العربية وحق اللاجئين بالعودة والتعويض، وخاض رفاقنا صراع يومي ضد سياسة أوسلو وإفرازاتها، وضد كل من يحاول جعل م.ت.ف كعكة تقسم بين دمى متوحشة صراع مستمر لإعادة بوصلتها بالاتجاه الصحيح. في ذكرى إعادة التأسيس الحادية والعشرين نعاهد شعبنا على المضي قدماً لتحقيق ثوابته وأن نبقى أوفياء لطموحاته و لا أزدواجية في الخطاب ولا تلاعب في الشعارات بل الحقيقة كل الحقيقة للجماهير ونعاهد شعبنا أننا لن نحيد أو نكل وسنتحمل المشاق من أجل مبادئنا وحقوق شعبنا ولن يرهبنا أحد وسنواصل النضال على كافة الصعد والجبهات. عاشت الذى الحادية والعشرين لإعادة تأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني عاشت الطبقة العاملة الفلسطينية عاش كفاح الشعب الفلسطيني وإننا حتماً لمنتصرين الحزب الشيوعي الفلسطيني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني