PCP

يا عمال العالم اتحدوا

لنجعل الأول من أيار من كل عام يوما عالميا لمناهضة الإمبريالية المتوحشة

لنجعل الأول من أيار من كل عام يوما عالميا لمناهضة الإمبريالية المتوحشة الأول من أيار ، هو عيد عمال العالم ، اعتادوا على الاحتفال به كيوم عالمي لهم ، يستذكرون فيه مكاسبهم ، ويسترجعون به ذكريات كفاحاتهم ونضالاتهم ، ويرددون فيه شعارهم الأسمى الذي تبناه الشيوعيون لأهميته منذ بزوغ فجر الحرية. "يا عمال العالم اتحدوا " كم هو عميق وأصيل ، وواعد وبناء هذا الشعار الراسخ في أذهان كل الشيوعيين . لأنه يمثل إستراتيجية عمالية نضالية ، لا غنى لهم عنها ، وضمانة وحيدة وأكيدة لاستمرار نيلهم لحقوقهم والحفاظ على مكتسباتهم فهو شعار يستحق أن يلتف حوله كل عمال العالم ، وفي كل أصقاع الأرض. لقد جاءت حقبة العولمة الامبريالية ـ سيئة الصيت والسمعة ـ ليس فقط لتؤكد مشروعية هذا الشعار ، بل ولتثبت بأنه الضمانة الوحيدة للحفاظ على حقوقها ومكتسباتها ، التي أصبحت عرضة للتراجع والانتهاك وفي مواقع كثيرة تم الانقضاض عليها . لقد استطاعت الأنظمة الامبريالية في كثير من بلدان العالم الرأسمالي ـ وخصوصا بعد انهيار المنظومة الاشتراكية وتفكك الاتحاد السوفيتي ـ وما رافق ذلك من تخلخلات نظرية وفكرية وأيديولوجية ، استطاعت أن تخترق الكثير من المؤسسات العمالية ، فتضرب وحدتها ، وتحرف بعض قياداتها ، لتنحرف عن مسار نضالها ، وشعارها العمالي الأصيل ، فكان أن تجلت العولمة المتوحشة على صورتها المدمرة ، كغول رأسمالي بشع ، قاد العالم لأزمة نظام مالي واقتصادي مرشحة لأن تكون أكبر وأخطر لأزمة يمر بها العالم . ففي غياب الرادع التاريخي والتضامن العالمي ألأممي ، تمكن هذا الغول الامبريالي من النيل من جبهة العمال ـ محليا وعالميا ـ منتجا انهيار أصبح ضحيته ملاين العمال الذين يجري تسريحهم من وظائفهم يوميا بمئات الألوف في كل بلدان العالم على حد سواء ، لا فرق بين دولة صناعية متقدمة (عالية التطور كما يسمونها) ودول فقيرة من دول العالم الثالث ، فقد عمّت الأزمة المالية كل بلدان العالم قاطبة ، وهي في طريقها إلى الإتساع والتدحرج ، أزمة كان ولا يزال المتضرر الأول منها هو الطبقة العاملة ، وبدل أن يكون الأول من أيار من كل عام عيدا حقيقيا يتمتع فيه العمال بمكاسبهم التي كانوا يطمحون للمزيد منها ، أصبح هذا اليوم ـ وبفضل وبركة العولمة الامبريالية ـ يحمل قلقا حقيقيا ومخاوف فعلية ، ليس فقط على الإنجازات التي تحققت ، بل وعلى الوظيفة نفسها التي يعتاش منها هذا العامل. لم يكن الانهيار المالي الاقتصادي الذي تسببت فيه الامبريالية بنظامها الرأسمالي المستغل وليد صدفة ، كما أنه لم يكن قضاءا مقدرا ، بقدر ما هو نتيجة حتمية لخلل حقيقي وموضوعي في بنية النظام وركائزه الفكرية والاجتماعية وقصور في قواعده الاقتصادية ، والتي ستكون حتما سببا رئيسيا في زواله ، ومع ذلك فقد كان بالإمكان تحاشي هذا الانهيار المفاجئ ولو ـ مرحليا ـ لولا السياسات الخاطئة والمغامرة التي انساقت وراءها بيوتات المال جريا وراء أرباح خرافية على حساب كد وتعب وعرق الشغيلة ، بدون أي مراعاة لظروفهم ومتطلبات معيشتهم ، فتكدست ألوف المليارات في خزائن الدول المستغلة على حساب مصالح واحتياجات شعوب الدول المستغلة (بفتح الغين) هذه المليارات التي برغم ضخ كميات هائلة منها في الأسواق لم تجد فتيلا لإعادة عجلة الإنتاج إلى سابق عهدها. غير أن الأول من أيار سيبقى ( ولا بد أن يبقى) مناسبة ناظمة وموحدة لكل الجماهير الكادحة في البلد الواحد وعلى مستوى بلدان العالم أجمع ، لأنه بدون هذه الوحدة العمالية المحلية والأممية ، ستظل العولمة المتوحشة ـ والتي لن تتعلم من تجاربها ـ سادرة في أساليبها وطرائقها القائمة على استغلال الطبقة العاملة وامتصاص دمائها. فليبق الأول من أيار ـ بالإضافة لكونه عيدا عماليا للعمال ـ مناسبة جليلة ومحفزة لمزيد من توحد الطبقة العاملة ، ولمزيد من النضال في سبيل عالم أفضل . وليبق شعار "يا عمال العالم اتحدوا " هو الشعار الواسع الجامع لكل العمال في كافة أقطار العالم . عاشت الطبقة العاملة ، فائدة النضال للتحرر والاشتراكية ، وعاشت أحزابها الطليعية ، والتقدم والازدهار لأحزابها الشيوعية ، عاشت الاشتراكية منقذة وحيدة وأكيدة للبشرية ومحققة العدالة ومبشرة بالشيوعية المنتصرة لا محالة. الحزب الشيوعي الفلسطيني 1/5/2009


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني