الحوار وسيلة لا غاية/بيان صادر عن الحزب الشيوعي الفلسطيني
الحوار وسيلة لا غاية
من المقرر أن ينطلق بعد أسبوع تقريبا قطار الحوار الفلسطيني الفلسطيني ، فماذا نريد أن يحمل لنا عند آخر محطة من محطاته، لا شك أن مجرد ركوب القطار بات بالنسبة لنا أملا وحلما، فالجلوس على طاولة الحوار بعد كل الجهود المضنية يعتبر بحد ذاته انجازا، ولكننا لا نريده أن يكون غاية – نريده وسيلة لهدف أسمى وأجل ، هو تحرير كل أرضنا المحتلة عام 1967 والذي لا يمكن أن يتحقق في ظل الانقسام ، نريده حوارا ينهي وإلى الأبد حالة التمزق والتشرذم ، بالدخول مباشرة إلى لب المشكلة وحلها حلا جذريا – وهنا تبرز أهمية المواضيع التي ستطرح على طاولة الحوار ، حكومة وحده وطنية موضوع جيد، وتعد لانتخابات عامة جيد أيضا ، اصلاح منظمة التحرير، نعم هنا مربط الفرس والسؤال الذي يطرح نفسه مباشرة. كيف ؟ وعلى أية قاعدة ؟ نعتقد أن أي جهد حواري، لايصل إلى اتفاق على برنامج عمل سياسي مرحلي يحظى بإجماع المتحاورين يظل جهدا منقوصا ولا يخرجنا من المأزق، فلا الإنتخابات العامة توحدها، ولا حكومة الوحدة الوطنية التي ستعد لها بكافيتين على الاطلاق، المخرج العملي الوحيد هو برنامج سياسي مرحلي قاعدة ومحور الإصلاح المطلوب، وما دمنا جميعا نقر ونعترف بأننا لا زلنا تحت الاحتلال ، وكل الشرائع تعطينا الحق في مقاومة المحتل بكل الوسائل والطرق، فإن المقاومة بكافة أشكالها تبقى حقا مشروعا ولا بد وأن يظل في صلب أي برنامج سياسي مرحلي، جنبا إلى جنب وبشكل متوازن مع المقاومة السياسية التي لا تقل أهمية عن المقاومة المسلحة، وإن تغليب أحد الجهدين على الآخر يخل قطعا بآلية التوازن التي يفرضها ميزان القوى المحلي والعربي والدولي.
من هذه المنطلقات ، فإننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني نطالب بحوار شامل وواسع تتمثل فيه كافة القوى والأحزاب والحركات والفصائل والشخصيات الوطنية والمستقلة، حوار ينهي وإلى الأبد حالة الانقسام ويؤسس لجبهة وطنية مقاومة موحدة (تعمل بموجب برنامج سياسي مرحلي موحد) تتسق وتتناغم في مقاومتها المسلحة مع كل الجهود السياسية والتفاوضية ، ونعتقد أن أي حوار في غير هذا السياق هو تقطيع للوقت وتضيع للجهد ، ولا يخدم بأي حال من الأحوال المشروع الوطني بل إنه يضعفه ويطيل أمد الإحتلال ومعاناة شعبنا الذي لا يمكنه السكوت على مثل هذه الأوضاع.
الحزب الشيوعي الفلسطيني
15/2/2009