PCP

يا عمال العالم اتحدوا

ستون عاما مرت على نكبة فلسطين

تمر علينا الذكرى الستين للنكبة في ظروف صعبة جدا على قضيتنا وشعبنا، حيث الوضع العربي المتردي والانقسام الفلسطيني الداخلي والوضع الدولي المساند والداعم لاسرائيل في عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني الاعزل. ففي عام 1948 اقتلع الشعب الفلسطيني من أرضه وشرد وهجر بسبب المجازر الصهيونية، ومع تواطؤ الانظمة العربية الرجعية والمجتمع الدولي، وذلك لافراغ أرض فلسطين من سكانها الاصليين ، تطبيقا لمقولة أرض بلا شعب الى شعب بلا أرض . اسرائيل بوصفها وليدة الحركة الصهيونية وأيديولوجيتها المعبرة عن مصالح رأس المال اليهودي العالمي، والمرتبط عضويا برأس المال الاحتكاري العالمي، سيتراجع دورها وتأثيرها بقدر إضعاف رأس المال الاحتكاري العالمي وخصوصا الامريكي ، الذي يقدم كل الدعم لاسرائيل في عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة ، وفي المقابل تعمل اسرائيل على الحفاظ على المصالح الامبريالية العالمية في منطقة الشرق الاوسط ، فهي تقوم بمحاربة كل حركات المقاومة وحركات التحرر الوطني في فلسطين ولبنان ومعظم الدول العربية ذات الانظمة الرجعية ، والتي ترتبط بمعاهدات سلام مع اسرائيل. عندما ظهرت الحركة الصهيونية كحركة عنصرية وفاشية واستعمارية ، تبلورت وظيفتها في محاربة الحركات الشيوعية واليسارية ، التي كانت تدعوا الى دمج اليهود في المجتمعات الاوروبية ، وهذا تناقض مع ما كانت الصهيونية العالمية تخطط له من إبقاء اليهود منعزلين في مجتمعاتهم ، ليتم ترحيلهم بعدها الى فلسطين لاقامة كيانهم الغاصب ، ولقد اتخذت الاحزاب الشيوعية منذ البداية موقفا مناهضا للصهيونية ، وقد وصفها لينين في حينه بالحركة الرجعية المعادية للحركة العمالية . فمنذ أن عقدت الحركة الصهيونية مؤتمرها الاول في بازلت عام 1897 سارعت الدول الاستعمارية للتنافس فيما بينها لاستغلال هذا الاتجاه القومي اليهودي في خدمة مصالحها الامبريالية، وأخذت تحتضن شعاراتها بإقامة وطن قومي لليهود ، ولذلك لم يكن عبثا أن سارعت الامبريالية البرطانية الى إصدار وعد بلفور في 2 تشرين الثاني 1917 ، والذي فضحته ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى بعد قيامها مباشرة ، كما فضحت اتفاقيات سايكس بيكو الاستعمارية ، وفي عام 1920 كتب ونستن تشرشل (وكان وقتها وزيرا لشؤون القوات البرية والطيران الحربي البريطاني) بأنه يعتبر الصهيونية هي ردا على الشيوعية العالمية، وكانت الامبريالية البريطانية تعتبر إقامة دولة يهودية صدامية في فلسطين ضرورة لبريطانيا من الناحية الاستراتيجية ( مذكرات الاركان العامة البريطانية في 4 كانون الاول 1918) . وبعد الحرب العالمية الثانية وظهور الولايات المتحدة الامريكية كقوى امبريالية عظمى ، توجه الصهاينة بنظرهم اليها ، وساعد على توطيد هذا الاتجاه إنتقال مركز الصهيونية العالمية من أوروبا الى الولايات المتحدة الامريكية ، وقد اعتبرت الامبريالية الامريكية الصهيونية واسرائيل وسيلة لتحقيق خططها وهيمنتها على الشرق الاوسط ، ولهذا تبنت اسرئيل بالمطلق ووفرت لها جميع أسباب القوة الاقتصادية والعسكرية ، وهكذا وبرضى كامل من كل قادة اسرائيل تحولت اسرائيل الى كلب حراسة للامبريالية العالمية في المنطقة. إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني في الذكرى الستين للنكبة نؤكد أن أكثر ما يحتاجه الشعب الفلسطيني ، هو انهاء حالة الانقسام و الشقاق بين مختلف الفصائل الفلسطينية ، والاتفاق على برنامج عمل مشترك ، يعمل على فك الحصار الظالم عن قطاع غزة ومحاربة الاحتلال الاسرائيلي الغاشم ، الذي لم يفوت فرصة إلا عمل بها على مصادرة الاراضي وشق الطرق الالتفافية وتسريع تهويد القدس واستمراره ببناء الجدار العنصري والعمل على إسقاط حق العودة ، كل ذلك فيما نحن منشغلين في الاقتتال فيما بيننا و تبادل الاتهامات والشتائم ، وليعلم الجميع أن ما يوحدنا هو أكثر بكثير مما يفرقنا. نعم لحق العودة والتعويض لللاجئين الفلسطينيين عاش كفاح الشعب الفلسطيني الحزب الشيوعي الفلسطيني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني