PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بيان صادر عن الحزب الشيوعي الفلسطيني

يا جماهير شعبنا الصامد تمر قضيتنا في أدق و أخطر مراحلها منذ النكبة إذ أن ما تشهده الساحة الفلسطينية من خلاف و صراع و تصادم أذا لم يتم تطويقه و وضع الحلول الجذرية و المسؤولة ، سيؤدي بالضرورة الى حرب أهلية لا تبقي و لا تذر، و سنخسر الرهان أمام العرب و العالم بأننا شعب حضاري يستحق الحياة و التضامن العالمي و يصبح المستفيد الوحيد الاحتلال الاسرائيلي الذي يظهرنا أمام العالم بأننا غير جديرين بأن نكون شركاء في أي مفاوضات ، من أجل السير على خطى الحلول الانفرادية و ترسيم دولة إسرائيل بمباركة عربية و دولية . إن الحصار الاقتصادي و السياسي الظالم و الخانق المفروض على شعبنا عقابا على خياره الديمقراطي الذي ألح العرب على ممارسته و لم يتوقع نتائجه يهدف بالاساس الى خلق رأي عام فلسطيني جديد يلغي خياره الحر و يندم عليه من أجل تغير المعادلة السياسية و فرض الحلول و تفصيلها على مقاس السياسة الاسرائيلية التي لم تحترم لا الارادة الفلسطينية و لا المرجعية العربية ولا قرارات الشرعية الدولية ، إذ أن الصراع الان هو في رأينا ليس صراع داخلي و محدود ، إنه جزء من الصراع الكوني الدائر حول صياغة النظام الدولي الجديد، التي تطمح الرأسمالية العالمية الى إعادة عولمة العالم على صورتها ، هذه المهمة الاخذة بالانهيار أمام حركات التحرر الوطني الصاعدة في مختلف أرجاء المعمورة ، من العراق و أفغانستان الى قلاع الحرية الصاعدة في أمريكا اللاتينية . إن كيفية الخروج من هذا الحصار الخانق و وقف العدوان الاسرائيلي المتصاعد باتت مهمة جميع القوى الفاعلة على الساحة الفلسطينية و أدى هذا الحصار الى ظهور رؤى وحلول و برامج مختلفة ، و بالتالي الى حالة إستقطاب حادة بوجود برنامجيين شرعيين و منتخبيين ، أحدهما يطرحه الرئيس و الاخر تطرحه الحكومة ، و لم ينجح الحوار الوطني ببلورة برنامج مشترك قائم على قواسم مشتركة ، مما زاد من حدة الاحتقان الداخلي ، و زادت وثيقة الاسرى من حدة النزاع ، رغم النقاط الايجابية الكثيرة التي تحتويها و رغم أنها بمجملها تميل الى أحد البرنامجيين و بات الدم الفلسطيني و البندقية الفلسطينية هما الفيصل ، إذن فالصراع الدائر رغم كل مبرراته و مسوغاته هو صراع على السلطة . إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني نعتقد بأن الحوار الوطني إذا كان مليء بالالغام و يجري الى ما لانهاية و وثيقة الاسرى "متكتكة" و منحازة الى برنامج معين فإننا حفاظا على قدسية الدم الفلسطيني التي هي من قدسية التراب الفلسطيني و حفاظا على ما وصلنا إليه من إنجازات تاريخية ننادي بإلقاء الحوار العقيم و وثيقة الاسرى جانبا و نطالب باللجوء الى الشعب ، إن الشعب الفلسطيني مصدر السلطات و صاحب القرار ، من خلال إجراء إنتخابات تشريعية و رئاسية جديدة عوضا عن الاستفتاء من أجل الخروج ببرنامج واحد موحد له القول الفصل و يتحمل مسؤولية القيادة مالها و ما عليها . الحزب الشيوعي الفلسطيني القدس 16/6/2006


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني