PCP

يا عمال العالم اتحدوا

فلسطين.. وهم الدولة بانتظار غودو الأمريكي

فلسطين.. وهم الدولة بانتظار غودو الأمريكي ليست المرة الأولى التي يعقد فيها عرب الاعتدال آمالهم على السيرك الانتخابي الأمريكي الذي يتكرر كل أربعة أعوام ثم يبدؤون بعد انتهاء الحفل وانكشاف عقم الآمال بحفلات الندب واللطم وتحميل المسؤولية لمن بقي يحمل راية المقاومة بأنه يخرج الدبابير من وكرها في حين أنها ـ الدبابير ـ كانت توشك أن تصبح نحلا تمده بالعسل. الآن أو بعد وقت قصير سيغادر حلبة السياسة وجه من الوجوه الكالحة التي عرفتها السياسة الدولية، جورج بوش الصغير الذي لم يترك بقعة من الأرض إلا وزرع فيها الحقد والعداء لأمريكا (يبدو أننا يجب أن نشكره!!)، جورج بوش الذي لم يرف له جفن وهو يكذب المرة تلو المرة في تحديد مواعيد قيام الدولة الفلسطينية الموعودة ليرقص على نغماته صناع وصنائع أوسلو وأنظمة الاعتلال العربي ومثقفو الردة والهزيمة. الآن دخلت مساعي بوش وكونداليزا (التي أمضت جل وقتها على الطائرات وهي تلتقي فلسطينيي أوسلو وأحباءها الإسرائيليين لتطبيق خارطة الطريق ومقررات أنابوليس و.....) غيبوبة الانتظار وما على المطبعين والمهرولين إلا أخذ إغفاءة حتى يودع صديقهم بوش ساحة الفعل السياسي كما ودع أولمرت، ويأتي خلفٌ له اسمه أوباما أو ماكين (لا فرق). والآن أيضاً بدأ المطبعون وإعلامهم إعداد طبولهم وزماميرهم للقادم الجديد إلى البيت الأبيض ونواياه السلمية، وسيكرسون كل جهودهم لإقناع سيد البيت الأبيض الجديد بان إسرائيل هي التي لا تريد السلام (يا للاكتشاف المذهل) وان العرب قدموا كل ما عندهم دون أن يرضى الإسرائيلي إلا بأخذ كل شيء. (قال الملك عبدالله الصغير انه لم يسمع بأي مبادرة سلام إسرائيلية بينما العرب ليس لديهم سوى مبادرتهم) مشكلة المهزومين العرب أنهم يظنون الشعوب العربية سريعة النسيان كما هي حالهم، أنهم لا يرون في هذه الشعوب سوى جموعا هائمة لا تعرف أين تكمن مصلحتها ومستقبلها ومن هو عدوها؟ وإلا لكان رهط المعتدلين غادر كراسي حكمه مع مغادرة أولمرت وبوش غير مأسوف عليهما. ألم يَعِدْ الرجل الناعم صاحب المبادرات الإنسانية جيمي كارتر رائد الانبطاح العربي أنور السادات بحقوق الفلسطينيين إضافة إلى سيناء؟ ألم يفعل بوش الأب الشيء نفسه مع حلفائه في حفر الباطن الذين توجهوا زرافات ووحدانا إلى مدريد طمعا في وعد بوش الأب بدولة فلسطينية وسلام عميم؟ وكذا فعل كلينتون . . . . والآن يغادرنا أكثر رئيس أمريكي تعصباً لإسرائيل، ولا زال حكام مدن الملح يوهمون شعوبهم أن أمريكا هي التي ستصنع السلام وتعيد الحقوق. صائب عريقات (المفاوض المزمن منذ مدريد وحتى اليوم) صورة مثالية للارتداد الفلسطيني عن أهداف النضال الوطني فقد صرح في لحظة غضب من محاوريه الإسرائيليين أن الفلسطينيين سيسلكون طريق المقاومة مرة أخرى إذا فشلت المفاوضات،!! هو نفسه لم يصدق تصريحه بعد أن سمعه من وسائل الإعلام فبادر إلى تصحيح المسار، وسارع إلى إبلاغ ليفني بأنه يقصد استخدام «المقاومة» التي لا تشتمل على أعمال عنف بل عبر الوسائل السياسية , انه لا يقصد المقاومة المسلحة ـ والعياذ بالله ـ بل انه يقصد المقاومة الناعمة المخملية التي تبوس يد المحتل وربما تدعو عليها بالكسر وتكتفي بالاحتجاج السلمي ـ على أهميته ـ. سيجد المتأمركون العرب والفلسطينيون ألهية أخرى هي الحوار الفلسطيني العقيم، والذي فشل قبل أن يبدأ في القاهرة ريثما تكمل تسيبي ليفني العدة لممارسة مهامها في رئاسة الوزراء، وريثما يستقر الكرسي البيضاوي لأحد المرشحين المتساويين في خضوعهما لسلطة رأس المال. ليفني . . الجاسوسة القديمة وطالما نحن في سيرة تسيبي ليفني فلا بأس من تقديم CV لمرشحة صائب عريقات وأبو مازن من أجل «السلام والتعايش»: تنحدر شخصية ليفني من عائلة يهودية أتت إلى فلسطين من بولونيا ووالدها "إيتان ليفني " رئيس عمليات عصابة الأرغون التي ارتكبت مذابح ضد الفلسطينيين في عام 1948 وهم من مؤسسي حزب الليكود، وكذلك كان والدها أحد قادة منظمة الإستيل وكان ضابطا لعملياتها وفي ما بعد عضو كنيست ليفني من مواليد فلسطين المحتلة عام 1958 وعمرها الآن 50 عاما. درست القانون التجاري، عملت في الموساد وعمرها 22 عاما من 1980-1984 خبيرة قانون تجاري، عام 1996 دخلت مجال السياسة في حزب الليكود، في عام 1999 احتلت المقعد الثامن عشر في الليكود وأصبحت عضوا في الكنيست، عملها الأساسي محامية ولم تأخذ نصيبها في المقاعد الأولى في المؤسسات الصهيونية إلا في عهد إرئيل شارون، فلقد احتلت في وزارتين لشارون حقائب متعددة : وزيرة بدون حقيبة ـ وزيرة للتطوير الإقليمي ــ وزيرة للزراعة ـ وزيرة للهجرة في الحكومة الثانية لشارون ـ وزيرة البناء والإسكان ـ وزيرة القضاء بدلا من يوسيف ليبيد. احتلت المكان الثالث لحزب كاديما عام 2006 في انتخابات الحزب. في حكومة أولمرت ( حزب كاديما) أصبحت وزيرة الخارجية والقائمة بأعمال رئيس الحكومة. رغم كل هذا التاريخ العريق لـ«العدوة القميئة» سيخرج علينا عريقات وعبد الله وعبد الله ومبارك وعباس وآخرون ليجددوا رهانهم على نعومة ملمسها التي تخبئ تحت أنيابها السم الزعاف. وعد الخالد


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني