PCP

يا عمال العالم اتحدوا

القرعاء.....وشعر بنت أختها

القرعاء.....وشعر بنت أختها دأب الأخوة في حزب الشعب ومنذ بدايات التحولات الكبيرة التي أجرها على هويته الطبقية والايديولوجية ، على التمسح بالتاريخ النضالي المجيد للشيوعين الفلسطينيين الذين خاضوا نضالهم المجيد حقا باعتبارهم شيوعيين ملتزمين بهويتهم الايديولوجية الواضحة، والتي تحمل إسما تشرفوا به ودافعوا عنه بلا هوادة ضد كل محاولات التشويه أو التشهير أو الانتقائية، وهي الايديولوجيا الاكثر تقدما في التاريخ المعاصر، الايديولوجيا الماركسية اللينينية والتي ما تزال الايام والاحداث تزكيها وتثبت صحتها في كل مكان رغم كل ما يجري من أحداث جسام ورغم كل ما قيل عن نهايتها أو فشلها، وظل الشيوعيون الفلسطينيون في كل مواقعهم وتنظيماتهم وعلى مدى تاريخهم النضالي الطويل الذي دشنوه منذ ما يقارب التسعين عاما وواصلوه حتى اليوم ، يحافظون على هوية طبقية لا تقبل المساومة، فقد ظل الشيوعيون دائما هم الطليعة المنظمة للطبقة العاملة والممثلون الحقيقيون لمصالحها والمدافعون عنها ليس فقط في وجه الاستغلال الطبقي الذي تعرضت له الطبقة العاملة في بلادنا بل وكذلك في وجه الظلم القومي الذي أحاق بشعبنا كله نتيجة لنكبة هذا الشعب في عام 1948 وبعده، وظل الشيوعيون منذ بداية وجودهم وإلى يومنا هذا أصلب المدافعين عن الحقوق الوطنية لشعبنا كله وفي طليعته عماله وفلاحيه وسائر كادحيه،ملتزمين بأسس التحليل الماركسي اللينيني في صياغة برامجهم النضالية من أجل التحرر الوطني والانطلاق نحو رحاب التطور الاجتماعي الذي توفره الاشتراكية العلمية وحدها ، وقد أثبتت الايام والوقائع صحة ذلك. النهج الذي سار عليه الشيوعيون الفلسطينيون والبرامج التي صاغوها على مدى تاريخهم وقد أقرت بذلك قوى وطنية فلسطينية عديدة، كما أقرت بذلك أيضا قيادة حزب الشعب ذاتها، والتي ذكرت في إحدى رسائلها الداخلية التي صاغتها دفاعا عن وثائق ما يسمى المؤتمر الثاني ولتبرير التغير وإسقاط الهوية الايديولوجية للحزب، ومن ثم إسقاط الهوية الطبقية ، ولتسويق بضاعتها الفاسدة التي مثلت ردة كاملة عن كل ما له علاقة بالشيوعية أو الشيوعيون وقالت في تلك الرسالة الداخلية إن برامجنا قد أثبتت صحتها.....الخ ثم عادت لتقول " أننا في حاجة إلى إعادة النظر في كل أسس التحليل وهي الماركسية الينينية، ورحبت تلك القيادة بالثورات المضادة التي دعمتها الامبريالية والحركة الصهيونية العالمية في دول المنظومة الاشتراكية ووصل الامر بها إلى المشاركة الفعلية في الهجوم الشرس والدنيء الذي تعرضت له الماركسية اللينينية إثر إنهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية، وبلغ تطاول تلك القيادة مداه حينما اتهم الأمين العام لحزب الشعب ماركس بأنه بنا ماديته التاريخية على أسس ميتافيزيقية. وقد أعلن حزب الشعب نفسه وريثا للشيوعيين الفلسطينيين الذين ناضلوا في صفوف الحزب الشيوعي الفلسطيني وعصبة التحرر الوطني الفلسطينية والحزب الشيوعي الاردني والحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة والحزب الشيوعي الفلسطيني الذي أعيد تأسيسه عام 1982، وفي محاولة للتأكيد على إنتهاء وجود الحزب الشيوعي الفلسطيني وهو الامر الذي تم الاتفاق عليه بين القيادة السابقة للحزب وممثلين رفيعي المستوى للقيادة الفلسطينية غير أنهم لم يتمكنوا من تنفيذه على أرض الواقع بحكم إصرار الشيوعيين الفلسطينيين على إستمرار وجود الحزب ومواصلة نضاله الامر الذي شكل إجهاضا حقيقيا للمؤامرة التي استهدفت وجود هذا الحزب ونسف كل تاريخه وهو ما دفع بقيادة حزب الشعب إلى شن حملة لا مبرر لها ضد الشيوعيين والحزب الشيوعي الفلسطيني في الداخل والخارج مستغلين كل العلاقات القديمة التي تشكلت بين أشخاص تلك القيادة مع حزبهم إلا أن صمود الشيوعين ودفاعهم عن حزبهم الشيوعي والتفني والاخلاص في النضال ومناصرة معظم الاحزاب الشيوعية العالمية والعربية للشيوعين الفلسطينين وتطوير وجوده ونضاله كل ذلك أفسد على تلك القيادة كل مخططاتها وعاد الحزب الشيوعي ليحتل مكانته الطبيعية في صفوف الاحزاب الشيوعية في العالم باعتباره ممثلا للشيوعيين الفلسطينيين . إن الجديد في حالة حزب الشعب وهو ليس تماما كما ذكرته قيادته في رسائل التسويق لبرنامجها الجديد بأن تحول الحزب لا يجري في ظل حالة أزموية كغيره من الاحزاب التي شهدت تغيرات مشابهة وهي مقولة فيها شيء من الصحة نسبيا لكن الجديد فعلا هو أن ذلك التغير قد أوصل الحزب فعلا إلى حالة متأزمة لا شفاء منها فحين يفقد الملاح بوصلته لا يمكن في الليل الحالك الظلام من معرفة الاتجاه الذي يسير فيه ولا الطريق الذي يقوده إلى هدفه المنشود، إننا نفهم السبب الحقيقي الذي يدفع بقيادة حزب الشعب –وهو حزب بلا تاريخ- إلى الاستمرار في محاولة سرقة تاريخ الشيوعيين الفلسطينيين الناصع البياض والمليء بالتضحيات فمن ليس له تاريخ يمكن أن يسرق تاريخ الآخرين تماما كمن لا أرض لهم ويقومون بسرق أرض الآخرين ، لكن قيادة ذلك الحزب في قطاع غزة تجاوزت في محاولات سرقة التاريخ كل الحدود إلى الدرجة التي نجد فيها أنفسنا ملزمين بالرد دون أن تكون لنا النية أو الرغبة في خوض صراع ضد حزب الشعب. ففي الاحتفال الاخير بذكرى العاشر من شباط، ذكرى إعادة تأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني قررت قيادة قطاع غزة أن تكرم باسم حزب الشعب بعضا من أشرف المناضلين الشيوعيين الذين أفنوا حياتهم فعلا دفاعا عن قضية الشعب والوطن ، وماتوا وهم يرفعون عاليا رايات الماركسية اللينينية ، باعتبارهم من مناضلي الحزب الذي لم يكن له وجود حين رحل غالبية هؤلاء المناضلون الشرفاء، فلا معين بسيسيو القائد والشاعر الشيوعي الذي عرفه العالم أجمع بهاتين الصفتين ولا سمير البرقوني القائد الشيوعي الفلسطيني البارز ولا محمد شعبان وهو الوحيد الذي عاصر قيام حزب الشعب ورفض دخوله ومات وهو عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الفلسطيني ولا الشهيد حسني بلا الذي روى بدمائه الطاهرة أرض غزة خلال معركة التصدي لمؤامرة توطين اللاجئين في سناء ولا عمر عوض اللة القائد الشيوعي الذي رشح لنيل جائزة لينين والقائد العسكري للحزب إبان المقاومة المسلحة للاحتلال الاسرائيلي ، ولا أي رفيق آخر من كل من ذكروهم في تلك المناسبة كان يقبل بأن يكون عضوا في حزب آخر غير الحزب الشيوعي الفلسطيني، ولم يكن أحد منهم ليقبل بأن يكون عضوا في حزب يعرف نفسه بأنه حزب اشتراكي دون تعريف لتلك الاشتراكية التي يعلنون عنها كما ورد في السطر الاول من الفصل الاول للبرنامج الجديد لحزب الشعب ولم يكن أحد من أولئك المناضلين الشرفاء ليقبل بأن يكون عضوا في حزب ليس له هوية ويدعي بأنه يمثل قوى وأوسط اجتماعية غير محددة ويحمل هويتها ويدافع عن مصالحها كما ورد في الفقرة الثالثة من الصفحة الثانية نفس البرنامج، أو حزب مرتد يدعي لنفسه أنه إنبثق من صميم الشعب أو حزب يتبنى الدفاع عن الديمقراطية وفقا لمفهومها البرجوازي والذي يكتفي بالجانب الحقوقي السياسي للديمقراطية. إن أيا من المناضلين الشيوعيين معين بسيسو سمير البرقاني وعمر عوض اللة وحسني بلا ومحمود نصر وغيرهم ما كانوا ليقبلوا عضوية حزب يدعو إلى تحسين المناخ الاستثماري بما يسمح بفتح الباب على غاربه للاستثمارات الرأسمالية لتعبث في وطننا فسادا ولم يكن أي منهم ليوافق على استدعاء رأس المال الاجنبي الخاص للاستثمار في وطننا ولم يكن معين بسيسو وعمر عوض اللة ومحمد شعبان ومحمود نصر وسمير البرقوني وكل رفاقهم الآخرين ليقبلوا بعضوية حزب يدعوا المستثمرين الفلسطينيين و الاجانب للمساهمة في رسم السياسة الاقتصادية الفلسطينية كما جاء في صفحة35 –البند السابع- من ذلك البرنامج فقد كانوا يعرفون كما نعرف نحن أن من يملك الاقتصاد في بلد ما يملك السياسة كلها في ذلك البلد. لم يكن أيا منهم ليقبل بعضوية حزب تتسم سياسته بالنفاق، فهو لا يعتبر نفسه جزء من السلطة ولا يعتبر نفسه كذلك جزء من المعارضة ويدعوا إلى وضع أليات وأنظمة تكفل تكافؤ الفرص في الوظائف الرسمية كما جاء في صفحة 4 –البند السابع- ويشارك هو نفسه في حالة التسيب والمحسوبية وتوزيع الوظائف وفقا لكوته وليس وفقا للكفاءه ويحاول بشتى الطرق رفع نسبة الكوته الممنوحة له، أو حزب يتبنى شعار المصالحة الطبقية بين رأسماليهم وعمالنا وبالطبع يتعين على الطبقة العاملة تقديم تنازلات من أجل خلق المناخ الملائم للاستثمار الخاص وفقا لما جاء في صفحة 34. إن في ذكر إسم معين بسيسو ورفاقه الآخرين كمناضلين قدامى في حزب الشعب هو إساءة لا يقدم عليها إلا الحاقدون على أولئك المناضلون الشرفاء ويكفي أن بعض قادة حزب الشعب أنفسهم الذين كانوا في قيادة الحزب الشيوعي الفلسطيني، قد أساؤا للعديد من هؤلاء المناضلين الشرفاء في حياتهم ونحن نقول للاخوة في حزب الشعب الذين كانوا يعدون أنفسهم من دهانقة الماركسية اللينينية ، أنتم تعرفون ما هو الفرق بين حزب اشتراكي وحزب شيوعي وتعرفون الفرق كذلك بين الاستناد إلى المنهج الجدالي العلمي وبين منهج أسسه هيجل وبين الالتزام بالماركسية اللينينية النظرية التي تدافع بحق عن مصالح الشغيلة والكادحين والاكثر قدره على التطور ومواكبة كل التغيرات في العالم. ألم يحن الوقت لأن تواجهوا الحقيقة وهي أنهم بتحولهم لحزب الشعب بكل مواصفاته التي يحملها برنامجه السياسي ونظامه الداخلي قد انفصل مرة وإلى الابد عن الشيوعيين الفلسطينيين وكل تاريخهم المجيد ؟ لعلهم مصرون على أن يكونوا كالقرعاء التي تتباهى بشعر بنت أختها!!!!!! عن مجلة الوطن (المجلة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني