PCP

يا عمال العالم اتحدوا

الشعب العراقي أمام تحدي إسقاط اتفاقية الذل

انكشفت المؤامرة الحقيقية التي طالما اراد المحتلون إخفاءها طيلة سنوات الاحتلال التي مرت ..هذه المؤامره التي كان يتم الإعداد لها منذ بداية الغزو وتهيئة القاعدة المثالية لتطبيقها وفي الوقت المناسب ... وكان الأمريكان يعتقدون أنهم سوف لن يحتاجون الى الإسراع في إشهار المطالبة العلنية لوضع الاتفاقية الأمنية إلا بعد خمسة عشر سنة على أقل تقدير .... ولكن الانهيار الداخلي الذي أصاب الجيش الأمريكي بالعراق والاستنزاف البشري اليومي لقواتهم العاملة ... والخسائر الاقتصادية المتواصلة والتي تجاوزت بحجمها كل توقعاتهم وخططهم ..مما خلقت عجزا بالميزانية الأمريكية وصل إلى 400 % في نهاية سنة 2007 إضافة إلى حالات الانتحار التي وصلت بالمئات بين أفراد الجيش الأمريكي ومن الأفراد العائدين إلى وطنهم بعد انتهاء واجباتهم أو أثناء الأجازات الدورية ..ناهيك عن حالات الهروب من أداء الخدمة العسكرية أو العصيان على تنفيذ الأوامر ....قد صنعت كل هذه الظروف عوامل ضغط شديد على السياسيين والعسكريين على حد سواء وقد ساعد في زيادة السوء هي الفضائح المتلاحقة لما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم ضد الإنسانية في العراق وفضائح السجون مثل فضيحة سجن أبو غريب وسجن بوكا وسجن المطار وغيرها من السجون ..والتي أدت هذه الفضائح إلى فضح صورة أمريكا في العالم ... وقد جاء كل ذلك نتيجة ضربات المقاومة العراقية البطلة التي جعلت الأمريكان يشعرون بالورطة الحقيقية في كثير من الأحيان وقد جاء ذلك على لسان العديد من القادة العسكريين والسياسيين والإعلاميين الأمريكان وعلى لسان المجرم بوش شخصيا . كل تلك العوامل قد أجبرتهم للاستعجال في تنفيذ الاتفاقية الأمنية (الدائمة ) وليس طويلة الأمد كما يشاع . وقد سعت الإدارة الأمريكية منذ السنة الأولى من الاحتلال إلى التركيز على بناء أضخم سفارة لها في العالم في بغداد ... وهناك تقارير سريه تتحدث عن اعتبار مقر السفارة هذا هو المقر الإقليمي لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون ..وأن تسميته كسفارة إنما هو تضليل لحقيقة الأمور أمام الرأي العام ..وما يقال عن أن هذه السفارة ستستوعب ثلاثة آلاف موظف ..فهذا أيضا محض هراء ...لأن السفارة تتسع لثلاثين ألف موظف غالبيتهم من العسكريين ومنتسبي وكالة الاستخبارات الأمريكية C I A .. أي بمعنى أوضح أن هذه السفارة هي التي ستقوم بقيادة الشرق الأوسط والخليج العربي حتى الشرق الأدنى . وبعد الزيارات التي قام بها عدد من رموز العملاء الى واشنطن تم الاتفاق نهائيا على وضع هذه الاتفاقية موضع التنفيذ وفرضها على البرلمان العراقي للمصادقة عليها، وذلك لتوفير الضمان الحقيقي ليكون العراق تحت تصرف الأمريكان شرعا ،أي شرعنة الاحتلال.. وبعد أن وجدت الإدارة الأمريكية نفسها أمام تلك التحديات صار لزاما عليها مواجهة الحقيقة ..ولأن الإدارة الأمريكية استطاعت خلال السنين الخمسة الماضية من الاحتلال من توريط عملائها بالعراق بالكثير من الجرائم والمخالفات وجرائم الفساد المالي ..حتى وصل الأمر بالأمريكان الى توثيق أشرطه مسجله وأدله خطيرة عليهم لتجعلهم تحت سطوتها دائما وعندما تقتضي الحاجة .. ومن يطلع على بعض الشروط السرية التي يطالب بها الأمريكان يلمس بوضوح حجم المؤامرة على العراق، ويلمس كذلك مدى قذارة هؤلاء العملاء الذين صار كل همهم الجانب الشخصي والحزبي الذي يتقدم على مصلحة العراق ومستقبله ...واليكم بعض الشروط الخطيرة وكما وردت في مسودات الاتفاقية: 1- تقوم الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام أربعة قواعد عسكريه كبيره ورئيسيه تتوزع مابين محافظتي سليمانية وأربيل ..والأخرى في محافظة الأنبار..وواحده بين محافظتي ميسان وواسط... والأخيره جنوب مدينة ذي قار ..وتحتوي هذه القواعد على مهابط للطيران الحربي والمدني، وتكون هذه القواعد غير خاضعة على الإطلاق لسيادة العراق بل ترتبط بالأمن القومي الأمريكي . 2- يحق للولايات المتحدة الأمريكية إدخال قواتها العسكرية بأي طريقه ومن أي منفذ وبالأعداد التي تراها مناسبة من دون التنسيق مع الحكومة العراقية أو إشعارها لدواعٍ أمنية . 3- لا تحدد الاتفاقية بعمر زمني معين بل تخضع للظروف الدولية والمتغيرات العسكرية العالمية ويكون الطرف الأمريكي هو من يوقف العمل بها من جانب واحد وحسب مقتضيات الأمن القومي الأمريكي. 4- تقدم القوات الأمريكية المتواجدة بتلك القواعد الدعم العسكري واللوجستي للنظام الديمقراطي القائم بالعراق وتحميه من حدوث أي انقلاب عسكري أو أي ثورة شعبيه تؤدي إلى تغير نظام الحكم أو تهديده . 5- يتعهد الجانب العراقي بالعمل بشكل دائم على تدفق البترول بشكل دائم إلى الولايات المتحدة الأمريكية بأسعار خاصة تتراوح بين 8-18 دولار وبشكل دائم من دون الخضوع لأسعار النفط الدولية ...ليساهم في دعم المجهود الحربي للقوات المتواجدة بالعراق . 6- تعتبر المستودعات الخرسانية الكبيرة التي شيدتها القوات اليابانية في صحراء محافظة المثنى تحت الأرض والخاصة بالنفايات الكيماوية والنووية هي جزء لايتجزأ من أرض القواعد الثابتة وترتبط معها فنيا وعسكريا من دون تدخل السلطات العراقية بنشاطها . 7- يحق للقوات الأمريكية العاملة اعتقال أي شخص أو مجموعة من المواطنين العراقيين أو من المواطنين المتواجدين على أرض العراق الذين يتسببون في أي تهديد للقوات الأمريكية في أي وقت ومن دون التنسيق مع الجانب العراقي. 8- يحق للقوات الأمريكية استخدام تلك القواعد في مهاجمة الدول الإقليمية أو الدول الأخرى انطلاقا من العراق والتي قد تشكل خطرا محتملا يهدد المصالح الأمريكية بالمنطقة . هذه بعض الفقرات الخطيرة التي ستمثل انتدابا أبديا للعراق واستلاباً لسيادته وتهديداً لمستقبل شعبه ....وبالتالي من الواجب على كل عراقي وعربي ومن أحرار العالم الوقوف والتصدي لها و فضح وإسقاط التستر عليها أو تمريرها تحت أي مبرر مهما كان .. ومن هنا على القوى الوطنية العراقية تحقيق مصالحة وطنية وديمقراطية على قاعدة إعلاء الانتماء الوطني ونبذ الطائفية والعرقية ، والتى من شأنها جذب أغلب فئات وقوى وطوائف وأقاليم العراق لمعترك المقاومة - خاصة المقاومة المسلحة - ، والالتفاف حول مهمة تطويرها إلى حرب تحرير وطنية تقودها جبهة وطنية ديمقراطية شعبية قادرة على إلحاق الهزيمة النهائية والحاسمة بالاحتلال وطرد قواته دون قيد أو شرط . كفاح عبد الجبار


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني