PCP

يا عمال العالم اتحدوا

الوهم الأمريكي

تقنع الرأسمالية ذاتها بأن تكون هي النظام الخالد في الحياة، فتسخر لها النفوس الضعيفة والأقلام الرخيصة لوضع تشريعات وقوانين للتأكيد على مصداقية هذا النظام. وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية وتراجع حركات التحرر في العالم. فغيرت سايكولوجيتها المريضة، وانتقلت من الحرب الباردة التي كانت لها قوة ردع كونية كبيرة خلال سنوات طويلة من قبل المعسكر الاشتراكي وحلف وارسو وقتها .. إلى نوع آخر وبشكل مركب من الاستعمارين القديم والحديث وروجت لنفسها من خلال إعلامها الأخطبوطي بأنه القطب الوحيد في العالم. فازدادت نزعتها السافرة للتدخل في شؤون الدول، وقد ظهر ذلك جلياً في يوغسلافيا وأفغانستان والعراق، وبرز التوتر بشكل شديد في الوضع العالمي حتى لم تسلم منه أي منطقة. فجاء في التقرير السياسي للمؤتمر العاشر للحزب الشيوعي السوري ــ حزب خالد بكداش: «إن المرحلة التي نعيشها تشهد تفاقم كل الأوجه الأكثر رجعية للإمبريالية المعاصرة، مما يؤكد الاستنتاج الذي توصل إليه المؤتمر التاسع لحزبنا بـ: إن الأهداف الإستراتيجية للإمبريالية حالياً ترمي إلى تصفية كل نتائج النضال التحرري للكادحين من أجل الديمقراطية والتحرر الوطني والتقدم الاجتماعي إلى الهيمنة الكاملة «للنظام العالمي الجديد» والذي يعني إعادة النهب الإمبريالي الشامل للشعوب». ومنذ اللحظة الأولى وقف الحزب الشيوعي السوري بقيادة أمينه العام الرفيق الراحل خالد بكداش في وجه هذا الوهم والأكذوبة الأمريكية حين قال: «لا في الطبيعة ولا في المجتمع ساد قطب واحد» في الوقت الذي تخلت بعض الأحزاب الشيوعية أمام الضغط النفسي الإمبريالي والصهيوني عن مفاهيم أساسية في الماركسية ــ اللينينية، مثل ديكتاتورية البروليتاريا والثورة الاشتراكية، وحتى امتنع كثير منهم عن استخدام مصطلح الإمبريالية في أدبياتهم الرسمية، وبقيت سياسة البكداشيين ثابتة على المبدأ، ورافعة شعار: «من أجل جبهة عالمية مناهضة للإمبريالية». فتوسعت هذه الجبهة على مدار سنوات قليلة، ودخلت حتى في قلب أمريكا، وحلفائها الإمبرياليين ــ لم يعودوا قادرين على عقد اجتماع مشترك بشكل علني خوفاً من المظاهرات المناهضة ضدهم، وأثبت التاريخ الحديث هزيمة وانكسار هذا الوهم، وأي محاولة لتمرير أي مشروع أمريكي ــ صهيوني في منطقتنا تقف في مواجهتها قوى التحرر الوطني الممثلة لآمال ومصالح شعوبها وتزداد مقاومتها وتواصلها وتحالفها في معركتها المشتركة ضد هذا الوهم الأمريكي الهش. محمد سليم يوسف


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني