PCP

يا عمال العالم اتحدوا

الاحتلال الأمريكي وطريق الهروب من المستنقع

لا شكّ بانّ الاحتلال الأمريكي من مستنقع العراق ليس بالأمر السهل وإذا كانت قد دخلت تحت ضجّة إعلامية كبيرة وآمال بالنصر السريع وامتلاك العراق وثرواته كقاعدة للبناء الإمبراطوري في القرن الحادي والعشرين. لكن جشعهم و كبريائهم الفارغ وجهلهم بالتاريخ وبالحضارات البشرية يؤدي الى أنهم لا يعرفون من الدنيا سوى حسابات الدولارات وشركات النفط والنهب والسلب، ولو درسوا تاريخ العراق لعرفوا طبيعة شعبه وا كيف يقاوم أبناء العراق ومدى شراسة مقاومتهم، ولعرفوا أيضاً كيف تمكنت بريطانيا من احتلال الهند وهي شبه قارة وتعداد سكانها بمئات الملايين من البشر بينما وجدت في العراق حصاناً جامحاً، وهذه تسميتها. حيث رفض الشعب الاحتلال البريطاني وقاوموه بعنف مما استدعى معاملة العراق معاملة خاصة اضطرت بريطانيا فيها التنازل واعتبار العراق دولة مستقلة ذات سيادة لا تتبع التاج البريطاني وعضو مؤسس في عصبة الأمم ومن ثم مجلس الأمن الدولي. أما الاحتلال الأمريكي فقد هجم على العراق كالوحش و حتى صحافتهم التي تعتبر نفسها، بل وتتفاخر بأنها الصحافة المستقلة الحرّة، تبين أنها صحافة تنطق باسم البيت الأبيض ووزارة الدفاع وأجهزة المخابرات الأمريكية، حتى وصل الأمر بأحد الصحفيين الغربيين إلى القول: "لدينا أحدث التكنلوجيا العسكرية ولدى المسلمين الله، فلنرى من سيغلب؟" متناسيا قوة الشعوب في الدفاع عن سيادتها وكرامتها... واليوم وبينما الحكومة الأمريكية تتحدث عن سحب بعض القوات، إلا أن عدد القوات المتواجدة على الأرض يُناقض تلك الأقوال. و يتضاعف عدد العراقيين ممن شُرّدوا من ديارهم ، وتُقدِّر المفوضية الأممية للاجئين تواجد أكثر من 2.3 مليون عراقي مشرّد داخل البلاد، علاوة على الملايين الذين هربوا إلى خارج البلاد. مع ملاحظة أن العدد التقديري لسكان العراق هو 25 مليون نسمة. كما وصفت المنظمة العالمية غير الحكومية للاجئين معضلة اللاجئين العراقيين بأنها أسرع أزمة لجوء "عالمية". و الهياكل الأساسية، مثل توفير مياه شرب نقية والكهرباء، فهي دون مستوياتها الانسانية. كذلك الحال مع فُرص العمل وصادرات النفط. بلغت نسبة البطالة 60%-70% من قوة العمل في العراق وفق الإحصاءات الحكومية الرسمية. في تقرير لـ اوكسفام العالمية Oxfam Internatioal صدر في يوليو: لا يحصل 70% من العراقيين على مياه شرب نقية وأن 43% من العراقيين يعيشون على دخل أقل من دولار يومياً. كذلك ذكر التقرير أن ثمانية ملايين عراقي هم في حاجة إلى مساعدات عاجلة. "يُعاني العراقيون من نمو نقص الغذاء، الملجأ، الماء والوسائل الصحية، التعليم وفُرص العمل... ورغم جهود القوات الأمريكية لتقليص المقاومة ضدها، حيث بدأت بدفع رواتب لجانب من المليشيات المسلّحة بواقع 300 دولار شهرياً، وأضفت عليهم تسمية "مواطنين محليين مستحقين" concerned local citizens.ممن تم تسمبتهم بمجالس الصحوة ،إلا أن الأحداث تثبت أن هذه المجالس تستخدم بشكل مستمر في عدد من المناطق لتغطية عمليات المقاومة كما أن الكثير منها لا يلبث وأن يعلن تخليه عن دعم القوات الاميركية وهذا ما حدث في عدد من المناطق من العراق وبالفعل نرى هذه الأيام أنّ مجالس الصحوة بدأت تغفو وأنّ الناس تشكّك فيها وتبتعد عنها بل وتخونّها وتهاجمها من داخلها ومن خارجها، إضافة إلى أنّ الأمريكان قد صفّوا العديد من عناصرها الذين تتهمهم أمريكا بأنهم من المقاومة بدعوى القصف خطأ كما حصل في التاجي وبعض مناطق ديالى فشل آخر قابع تحت السطح بالعلاقة مع الحملة الأمريكية، تتمثل في أن حكومة بغداد المدعمة من المحتل أصبحت أكثر شرذمة من أي وقت مضى، وأن آمال "المصالحة" ذهبت أدراج الرياح. ووفق آخر استقصاء لـ ABCBBC فإن 98% من السنة و 84% من الشيعة أعربوا عن إرادتهم بخروج كافة القوات الأمريكية والمحتلة من العراق وبذلك اكتشفت أمريكا بأنّ العراقيين موحّدين ويمقتون الاحتلال وتدعم هذا الاستقصاء بتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقدّم للجيش الأمريكي من قبل مجموعات متخصّصة يقول في أول فقراته أنّ "العراقيين من جميع الطوائف والقوميات يعتقدون بأنّ الاحتلال الأمريكي هو السبب الرئيسي لجميع أشكال العنف المنتشرة في البلاد وأنّ مغادرة "قوات الاحتلال" هو مفتاح المصالحة الوطنية". وما جرائم و أعمال فرق الموت والمليشيات التي استخدمتها قوات الاحتلال لنشر العنف في العراق وخصوصاً في بغداد والمحافظات المجاورة كل ذلك ماهو إلا لتخفيف الضغط على جنود الاحتلال ولكن من الواضح ان مخططات الامبريالية الأمريكية تفشل بالكامل وقد توصلوا لاستنتاج مفاده أنّ البقاء في العراق سيضيّع عليهم أفغانستان والباكستان اللتين تتصاعد فيهما المقاومة ضد أمريكا ووجودها في المنطقة. خاصة و أنّ دول حلف الناتو المشاركة في حرب أفغانستان تريد التنصل والانسحاب من هذه الحرب المكلّفة وغير مضمونة النتائج.وكل ذلك يهدد المستقبل الاميركي فيما يخص بحر قزوين إضافة إلى ذلك فإنّ الإدارة الأمريكية وبالذات الرئيس بوش نفسه قد فقدوا تأييد الشعب الأمريكي في حرب العراق، ويريدون تمشية الأمور بهدوء حتى تنتهي فترة حكم هذه الإدارة الجمهورية وتصبح الحرب الكارثية مسؤولية الرئيس الجديد والإدارة الجديدة. إدارة جورج بوش تفقد زمام السيطرة على الأوضاع، وستتوضح الأمور أكثر خلال أشهر قليلة إن لم تكن أسابيع فقط ولم يبق هناك شيء يمكن أن يخشاه العراقيون بعد خسارة الوطن وثرواته ودمار الدولة والتعليم والصحة والوظائف وقتل وتهجير الملايين والأمراض المنتشرة التي تفتك بالعراقيين. فإلى الغضب العارم يا أبناء العراق فليس لديكم أي بديل ولن تخسروا شيئاً إلا عذاباتكم ... كفاح عبد الجبار


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني