PCP

يا عمال العالم اتحدوا

أطروحات في بَلشفة الأحزاب الشّيوعيّة الجزء الرابع: البَلشفة وقضيّة حلفاء البروليتاريا في الثّورة

الأمميّة الشّيوعيّة ،اللّجنة التّنفيذيّة الاجتماع الخامس الموسّع ترجمة : عبد المطلب العلمي تدقيق وتنسيق : محمد علي العربي الجزء الرابع. البَلشفة وقضيّة حلفاء البروليتاريا في الثّورة 18. حول حلفاء البروليتاريا في الثّورة موقف للشّيوعيّين المبدئي من البرجوازيّة الصّغيرة، كحليف محتمل للبروليتاريا في الثّورة، موضّح بشكل شامل في أعمال الكلاسيكيين: ماركس وإنجلس ولينين، بداية من «البيان الشّيوعي» وإلى آخر أعمال لينين. من أهم مهمات البَلشفة هي إمكانيّة تطبيق هذا الموقف المبدئي في ذلك الظرف المحدّد، الذّي يناضل فيه الحزب الشّيوعي. إنّ أحد وجوه قوّة اللينينيّة، الذّي أمّن انتصار البُلشفيّة والثّورة، تركّز دائما في إمكانيّة تلمّس الحليف المعيّن للمهمّة المعيّنة: ففي روسيا كان التّحالف مع جميع الفلّاحين ضدّ القيصريّة، ثم التّحالف مع فئات معيّنة من الفلّاحين ضدّ البرجوازيّة، الخ،. اللينينيّة رأت دائما أن إحدى مهماتها الأساسيّة هي الأخذ بعين الاعتبار، بشكل دقيق ومحدّد، أيّ من الفئات، في مرحلة التّطور الثّوري المعيّن، قادرة على أن تكون حليفا للبروليتاريا؛ ما هي المطالب الرّئيسيّة التّي يتشاركوا بها مع البروليتاريا في الحالة الرّاهنة. ولأنّ اللينينيّة قد وضعت قضيّة دكتاتوريّة البروليتاريا كمهمّة عمليّة والأقرب تاريخيّا، فإن قضيّة حلفاء الطبقة العاملة المحتملين في الثّورة أبرزتها اللينينيّة كواحدة من أهم القضايا التّكتيكية المعاصرة. تقسّم اللينينيّةُ، بشكل أساسي، البرجوازيّةَ الصّغيرة إلى ثلاث فئات: إحداها نستطيع ويجب على الأقلّ مرحليا اكتسابها كحليف مباشر للبروليتاريا؛ الفئة الثّانية يجب بلوغ تحييدها؛ أمّا الفئة الثّالثة (أعلى درجات البرجوازيّة الصّغيرة الحضريّة والرّيفيّة) فالنّضال المباشر ضدها واجب وضروري. في عدد من دول أوروبا الغربيّة (في ألمانيا مثلا) فئات كبيرة من الموظفين الحضريّين الصّغار "الموظفون والتكنوقراط ومن شابههم" واستنادا إلى تناسب القوى الحالي بين البروليتاريا والبرجوازيّة، يستطيعون، ولدرجة معيّنة، أن يكونوا حلفاء للبروليتاريا المناضلة. وفي بعض الأماكن وفي ظروف معيّنة من الممكن أن تلعب هذه الفئة دورا مشابها نوعا ما للدّور الذّي لعبه الفلّاحين في بعض مراحل الثّورة البروليتاريّة في روسيا. إن أحد الأجزاء المهمّة للبَلشفة هي التّكتيك الذكي والصّائب بالنّسبة للفئات السكّانيّة المتذبذبة ما بين البروليتاريا والبرجوازيّة؛ الذّين من الممكن في ظروف معيّنة أن يرافقوا جزئيّا الطبقة العاملة في طريقها. 19. البَلشفة والسّياسة البروليتاريّة تجاه للفلّاحين الحزب البُلشفي هو حزب العمال، مذهب دكتاتوريّة البروليتاريا هو أساس البُلشفيّة. لكن قضيّة الفلّاحين كأقرب الطبقات للبروليتاريا وكأهم وأقرب حليف لها في قضيّة الثّورة، تحمل أهمّية خاصّة عند البُلشفيّة، سواء قبل استيلاء البروليتاريا على السّلطة السّياسيّة أو بعد أن يكون لها ذلك. (تصبح البروليتاريا ثوريّة واشتراكية حقّا فقط عندما تدعو وتتصرّف كطليعة لجميع للكادحين والمستغَلّين، كقائد في النّضال في سبيل الإطاحة بالمستغِلّين، وهذا مستحيل دون إدخال النّضال إلى الرّيف، دون توحيد كادحي الرّيف حول الحزب الشّيوعي البروليتاري) لينين : اطروحات في المسأله الفلاحيه ، أقرّها مؤتمر الأمميّة الشّيوعيّة الثّاني. 1) نضال الطليعة البروليتاريّة ضدّ الاشتراكية الدّيمقراطيّة في سبيل اجتذاب أغلبيّة البروليتاريا. 2) نضال الطبقة العاملة ضدّ البرجوازيّة (الإمبرياليّة) في سبيل اجتذاب أغلبيّة الفلّاحين على هذا النّحو يمكننا إيجاز التّكتيك الأساسي للحزب الشّيوعي. نظرة اللينينيّة لدور الفلّاحين ليس فقط في روسيا بل في العالم أجمع، واردة في أطروحات الرّفيق لينين التّي أقرّها مؤتمر الأمميّة الشّيوعيّة الثّاني. إن هذه الوثيقة تجعل وجهة النّظر اللينينيّة أمميّة بالنّسبة لدور الفلّاحين. إنّها إحدى وثائق اللينينيّة الرائعة التّي لا تضاهى. نرى، حسب تلك الأطروحات، أنّه في كلّ العالم الرّأسمالي توجد ثلاث مجموعات من سكان الرّيف، تؤلّف مجتمعة أغلبيّة القرويّين، الذّين من الممكن ومن الواجب على البروليتاريا أن تجتذبهم لصفّها. (الكادحون والجماهير المستغَلّة القرويّة التّي على البروليتاريا الحضريّة قيادة نضالها أو على الأقلّ اجتذابها للوقوف معها، موجودة في كلّ الدّول الرّأسماليّة وتتكوّن من المجموعات التّالية: أوّلا. البروليتاريا الزّراعيّة؛ العاملون مقابل أجرة (سنويّة، شهريّة، يوميّة)، الباحثون عن سبل العيش بالعمل كأجراء في المؤسّسات الزّراعيّة الرّأسماليّة والمؤسّسات الصّناعيّة المرتبطة بها. ثانيا. أنصاف البروليتاريين والجزئيين الذّين يحصلون على سبل العيش من العمل الجزئي في المؤسّسات الزّراعيّة الرّأسماليّة والمؤسّسات الصّناعيّة التّابعة لها، والجزء الآخر من العمل الزّراعي في قطع الأرض الصّغيرة سواء ملكوها أو استأجروها، والتّي يجنون منها محاصيل لا تشكّل سوى جزئا من احتياجات أسرهم. هذه المجموعة من الكادحين الرّيفيّين كبيرة العدد في جميع الدّول الرّأسماليّة؛ وجودهم ووضعهم الخاصّ يغيّبه ممثلو البرجوازيّة و«اشتراكيي» الأمميّة الثّانية، أحيانا خادعين البروليتاريا عمدا وأحيانا أخرى خالطين الأمر وبعمى غير المثقفين، ناسبينهم إلى للفلّاحين. ثالثا. الفلّاحون المتوسّطون؛ مالكون صغار أو مستأجرو قطع أرض صغيرة، والتّي يكفي إنتاجها عائلاتهم، ولا يستأجرون قوّة عمل. هذه الفئة بدون شك ستكسب إذا انتصرت البروليتاريا. تشكّل هذه المجموعات الثّلاث مجتمعة أغلبيّة سكان الرّيف في جميع البلدان. لذا، فالنّجاح النّهائي للانتفاضة البروليتاريّة مضمون ليس فقط في المدن بل أيضا في الرّيف). إحدى أهم مقدّمات البَلشفة الحقّة للحزب هو العمل الجدّي المنظّم لتطبيق هذه الأطروحات على أرض الواقع. بداية، يجب على كلّ عامل وكلّ شيوعي أن يعرف ويفهم هذه الأطروحات؛ يجب على كلّ حزب من أحزاب الأمميّة الشّيوعيّة أن يضع في مركز نشاطه نقل أفكار هذه الأطروحات إلى الجماهير، والعمل من أجل تحقيقها. يجب الاعتراف وبصراحة بأنّ أغلبيّة الأحزاب الشّيوعيّة لم تبدأ العمل الجدّي بعدُ في هذا الاتّجاه. 20. البَلشفة وسياسة البروليتاريا في القضيّة القوميّة القضيّة القوميّة في البلدان المستعمَرة وشبه المستعمَرة "و ليس فقط في هذه البلدان" هي قضيّة فلاحيّة بدرجة كبيرة، حيث أن أغلبيّة سكان تلك البلدان هم فلّاحون. تكريس الخط السّياسي البُلشفي في قضيّة المستعمرات من غير الممكن دون الفهم الصّحيح للقضيّة القوميّة بشكل عام. لقد أثبتت تجربة السّنوات الأخيرة أنّه وفي مختلف البلدان وفي ظروف مختلفة، يقع الشّيوعيون في نفس الخطأ؛ التقدير غير الكافي للقضيّة القوميّة خطأ يسلب الشّيوعيّين إمكانيّة اجتذاب أعداد كبيرة، أحيانا حاسمة من السكّان. العدميّة وعدم المبالاة تجاه القضيّة القوميّة (وبالأخصّ التّنازل أمام وجهة نظر السّادة من القوميّة المسيطِرة أنصار فكرة الأمّة العظمى) جلبت الكثير من الأضرار للحزب الشّيوعي الألماني وبعض الفروع البلقانيّة: الحزب الشّيوعي التشيكوسلوفاكي وشيوعيي الهند وشيوعيي بولندا والحزب الشّيوعي الإنجليزي، الخ. قرار المؤتمر الثّاني بخصوص القضيّة القوميّة، كذلك الأطروحات اللّاحقة للأمميّة الشّيوعيّة، تعطي تعليمات نظريّة وعمليّة واضحة لجميع شيوعيي العالم بخصوص هذه القضيّة. بدون سياسة صائبة في القضيّة القوميّة لا توجد بَلشفة.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني