PCP

يا عمال العالم اتحدوا

أطروحات في بَلشفة الأحزاب الشّيوعيّة الجزء الثالث. البَلشفة وكسب أغلبيّة الطبقة العاملة

ترجمة : عبد المطلب العلمي تدقيق وتنسيق : محمد علي العربي الجزء الثالث. البَلشفة وكسب أغلبيّة الطبقة العاملة 9. البَلشفة وشعار (لنذهب إلى الجماهير!) لقد أنشأ الاشتراكيون الدّيمقراطيّون أيضا منظّمات جماهيريّة، لكنها كانت حركات جماهيريّة إصلاحيّة. فمن الممكن تعريف البَلشفة بشكل عام، بأنها إنشاء حركة بروليتاريّة ثوريّة تحت راية أفكار ماركس ولينين. البُلشفي هو، في المقام الأول، مُنظّم الجماهير. ويحتفظ شعارُ مؤتمرالامميه الشيوعيه الثالث «لنذهب إلى الجماهير!» لكسب أغلبيّة شرائح البروليتاريا الفاعلة بكامل أهمّيته. ولقد أعطى مؤتمر الأمميه الشيوعيه الخامس هذا الشّعار معنى أعمق وأوسع، ولم يسقطه من جدول أعماله.) 10. البَلشفة والعمل في النقابات الانحرافات في قضيّة عمل الشّيوعيّين في النقابات محفوفة بمخاطر عظيمة على قضيّة البَلشفة الحقّة لأحزابنا. فالنقابات من أهم أشكال التّنظيم الجماهيري الشمولي للبروليتاريا في كامل العالم الرّأسمالي. الأشكال الأخرى للمنظّمات الجماهيريّة (لجان المصانع والفابريكات، الخ) قيّمة للغاية ولها مستقبل ثوري هائل؛ لكن أشكال التّنظيم الجديدة هذه، بدأت لتوّها فقط تستحوذ على اعتراف جماهير العمال الغفيرة. كذلك الأشكال الجديدة للتنظيم الشّمولي للبروليتاريا، كالسّوفييتات لا تصبح ممكنة إلّا مع بداية الثّورة مباشرة. أمّا أن نفترض أن في مستطاع الشّيوعيّين، في ظل الأطر الرّأسماليّة، ارتجال شكل آخر من أشكال التّنظيم الجماهيري للعمال ما عدا النقابات، إنّما يعني الرحيل عن أرض الواقع. أحد أهم أجزاء العلوم الليلينيّة هو الجزء المتعلّق بعمل الشّيوعيّين في النقابات الأكثر رجعيّة. كان ثمن التّراجع في هذا المجال باهضا جدّا على الشّيوعيّين (ألمانيا أوضح مثال). فقد أدّت التّذبذبات المبدئيّة في هذا المجال إلى أنّ نشاط الأحزاب الشّيوعيّة الفتيّة العملي في النقابات لم يبدأ كما يجب حتّى الآن. الجزء الأكثر أهمّية في البَلشفة هو أن نولي اهتماما للعمل في النقابات الاشتراكية الدّيمقراطيّة الموجودة وغيرها (الصّفراء والقوميّة الاشتراكية والمسيحيّة والفاشيّة) أكثر بمائة مرّة مما أوليناه حتّى الآن. فقط ضمن هذا الشّرط من الممكن كسر احتكار القادة الإصلاحيّين (الأرستقراطيّة والبيرقراطيّة العماليّتين) النقابات. فقط ضمن هذا الشّرط يمكن فعلا للنقابات أن تتحرّر من تأثير الإصلاحيّة المفسد السّاعي لتحويل معنى النقابات كأداة حقيقيّة للصراع الطبقي. وينطبق نفس الحديث على لجان المصانع والفابريكات إن وجدت أو حيث يمكننا أن نحييها على نطاق واسع. يستطيع الشّيوعيّين أن يقوّوا تأثيرهم وأن يكسبوا ثقة الجماهير العماليّة بمساندة المطالب المباشرة: رفع الأجور، الحفاظ على يوم عمل من ثماني ساعات، النّضال ضدّ البطالة، الخ، وبأن يتقدّموا بثبات وأمانة لقيادة جميع النّزاعات مع أرباب العمل. هذا ضروري خاصّة لأنّ زعماء النقابات الاشتراكيين الدّيمقراطيّين في جميع البلدان خانوا مصالح البروليتاريا بشكل منهجي ولا يتوقفوا عن الانضمام إلى الرّأسماليين من أجل تخريب وإفشال الإضرابات التّي نشبت ضدّ إرادتهم. لإتّباع الخط الصّحيح في جميع النزاعات الاجتماعيّة، على الأحزاب الشّيوعيّة أن تدرس بتمعّن الحالة المحدّدة لأيّ نزاع: وضع المؤسّسة أو مجموعة المؤسّسات، حجم المطالب وثقلها النّوعي، الصّلات أو التّشابك بين المصانع والتراستات، القوّة المُنظّمة وقدرة أصحاب المشاريع على المقاومة، وبالمثل قوّة المنظّمات النقابيّة ودرجة استعدادها للنّضال بين العمال المنظّمين وغير المنظّمين، إمكانيّة توسيع الإضراب وعواقبه السّياسيّة. هذه الشّروط المسبقة بإمكانها أن تعطي أعضاء الحزب توجيهات وشعارات وتمكنه من أن يتزعّم العمال بصورة حقيقيّة في جميع النّزاعات مع رأس المال. 11. البَلشفة وتكتيك الجبهة الموحّدة الصّحيح إن بَلشفة أحزاب الأمميّة الشّيوعيّة، ليس فقط لا تستبعد بل تحضّ بشكل مباشر على إتّباع هذه الأحزاب تكتيك الجبهة الموحّدة. إن القدرة على العثور على الطّريق القويم إلى صفوف الجماهير والنّظرة السّليمة إلى مهمات الطليعة بالنّسبة للطبقة بأجمعها هي الصّفات المميّزة للبُلشفيّة. كان تكتيك الجبهة الموحّدة، ولا يزال، شكلا من أشكال التّحريض الثّوري وتنظيم الجماهير، أيّ أنّه الطّريق القويم للشّيوعيّين في المرحلة الرّاهنة للوصول إلى الجماهير العماليّة الغفيرة، في المرحلة التّي يحظى الاشتراكيون الدّيمقراطيّون فيها بسند الأغلبيّة العماليّة في عدد من البلدان. الجبهة الموحّدة ليست بأي درجة من الدّرجات حكرا على العناصر اليمينيّة في الأمميّة الشّيوعيّة. فلا يمكن لهذه العناصر إلّا أن تحتكر حيازة الأخطاء الانتهازيّة في قضيّة تكتيك الجبهة الموحّدة. إن هذا التّكتيك ينبع من اللينينيّة بشكل كامل. سيملأ النّضال في سبيل وحدة الحركة النقابيّة العالميّة الذّي تسنده الأمميّة الشّيوعيّة السّنوات القليلة القادمة. إن فكرة وحدة الحركة النقابيّة العالميّة بدأت تشقّ طريقها في اوساط واسعة من الجماهير العماليّة. ليس الوقت ببعيد حتّى تصبح هذه القضيّة من أهم القضايا في كلّ نقابة في أيّ بلد. لا تزال الأمميّة الشّيوعيّة في بداية استخدام تكتيك الجبهة الموحّدة (خصوصا شعار حكومة عماليّة فلاحيّة حسب التّفسير الذّي أعطاه إيّاه مؤتمرالأمميه الشيوعيه الخامس). رفض استخدام تكتيك الجبهة الموحّدة يتعارض مع البَلشفة. 12. البَلشفة والمطالب الجزئيّة (الحزب البُلشفي هو حزب دكتاتوريّة البروليتاريا) وليس حزب (المطالب الجزئيّة) −-;---;-- هكذا يثير اليساريّون المتطرّفون القضيّة أحيانا. (الحزب البُلشفي هو حزب دكتاتوريّة البروليتاريا، ولهذا السّبب ومن أجل الوصول إلى أغلبيّة البروليتاريا، فإنّه يطرح بشكل منهجي مطالب جزئيّة، رابطا إيّاها بالمهام الثّوريّة) −-;---;-- هكذا تجيب اللينينيّة. الإصلاحيّون يستغلّون كلّ فرصة طرح مطالب جزئيّة لكي تضعها محلّ النّضال الثوري. البلاشفة يستخدمون طرح أيّة مطالب جزئيّة لكي يشرحوا للجماهير ضرورة الثّورة، ليبرهنوا للجماهير بالوقائع الملموسة، استحالة أقلّ تغييرات جديّة ودائمة وبالأحرى جذريّة، في أوضاعهم طالما بقيت سلطة رأس المال. البلاشفة يضعون كلّ مطلب معيّن تتجمّع حوله الجماهير، من منظور النّضال من أجل الثّورة. الامتناع، بشكل عام، عن طرح مطالب جزئيّة هو امتناع عن تكتيك الجبهة الموحّدة؛ إنّه رفض لشعار (لنذهب إلى الجماهير!). يبيّن الشّيوعيّون، في ذات الوقت، وبأمثلة واضحة، للجماهير كيف أنّ الإصلاحيّين، ولا أحد غيرهم، يخرّبون أيّ نضال جدّي في سبيل المطالب الجزئيّة، وأن الحزب الشّيوعي هو الوحيد الذّي يضع هدفا له هو النّضال للاستيلاء على السّلطة، وهو القادر على خوض نضال متتابع في سبيل المصالح الآنيّة للجماهير العماليّة ولصد أيّ تعديات على مستوى عيشهم. الامتناع عن المطالبات الجزئيّة يتعارض مع البَلشفة. 13. العمل بين العمال أعضاء الأمميّة الثّانية وأمميّة أمستردام توحّد كلّ من الأمميّة الثّانية وأمميّة أمستردام في صفوفهما، في معظم البلدان، بشكل من الأشكال، إلى الآن، فئات غفيرة من العمال. من بين مهمات بَلشفة أحزابنا، دون شك، تبقى قضيّة العمل الدائم بين البروليتاريين أعضاء تلك المنظّمات التّي لا تزال معادية لنا. ومن الواضح أنّ أشكال العمل في صفوف تلك الفئات البروليتاريّة من غير الممكن أن تكون متشابهة، إنها مرتبطة بالظّروف المحدّدة في كلّ البلد بعينه وحتّى في كلّ مهنة بعينها. لكن يبقى مسؤوليّة هذا العمل بأكملها على عاتق الأحزاب أعضاء الأمميّة الشّيوعيّة. 14. البَلشفة وحركة الشّباب لا تزال الأحزابُ الشّيوعيّة لا تولي الاهتمام الكافي للعمل في أوساط الشّباب. حتّى أنّه هنالك عشرات المنظّمات في أكبر الأحزاب الشّيوعيّة لم تؤلّف مجموعات الشّبيبة الشّيوعيّة المحليّة. إنّ إحدى مهمات البَلشفة هي كسب العمال الشّباب في العالم أجمع؛ جيل الشّباب الذّي نشأ في خضم الحرب الإمبرياليّة العالميّة وبداية الثّورة العالميّة. إذا كان اعتماد الاشتراكيين الدّيمقراطيّين، على الأغلب، على الفئة العليا من الأرستقراطيّة العماليّة المتبرجزة التّي تكوّنت في عصر السّلام، فإنّ الأحزاب الشّيوعيّة في بلدان العالم أجمع، عليها وكمهمّة ثانية السّعي للتّنظيم الشّامل لكلّ شبيبة بروليتاريا العصر الجديد. 15. البَلشفة والعمل بين النّساء كلما تعمّقت هذه الحركة النسائيّة الشعبيّة، إلّا وتضاعف عدد النّساء الكادحات المشارك فيها. العمل على إشراك مئات الآلاف والملايين من نساء الطبقة العاملة في النّضال، هي واحدة من أهم مقدّمات البَلشفة. ويشير اجتماع تنفيذيّة الأمميّة الشّيوعيّة الموسّع إلى أنّ عملنا في هذا المجال غير مرضي للغاية. كسب البروليتاريات للعمل النشيط والنّضال هي إحدى مقدّمات اكتساب أغلبيّة الطبقة العماليّة إلى صفوفنا. انتصارنا في الحرب الأهليّة غير ممكن دون أن تقف النّساء البروليتاريات، النّساء الكادحات، معنا وفي صفوفنا كتفا لكتف. كذلك بناء المجتمع الشّيوعي غير ممكن، دون المشاركة الفعالة، التّعاون الواعي للنساء الكادحات. لذا، يلفت اجتماع تنفيذيّة الأمميّة الشّيوعيّة الموسّع نظر جميع الفروع إلى مسؤوليتها عن تطبيق قرارات المؤتمر العالمي الخامس ذات الصّلة. وإنّه لمن الضّروري إنشاء هيئات فرعيّة أو منظّمات فرعيّة (لجان عمل، لجان رقابة، اجتماعات تفويضيّة، الخ)، التّي وبقيادة الشّيوعيّين ستغطي على أوسع نطاق جماهير النّساء، ستخضعهم لتأثير الحزب وتحافظ على التّواصل الدائم بينهنّ وبين الحزب. 16. العمل بين العاطلين عن العمل على الأحزاب الشّيوعيّة في العالم أجمع أن تولي العمل بين العاطلين عن العمل اهتماما كبيرا. في ظلّ الموقف الملاحظ من طرف البرجوازيّة والاشتراكية الدّيمقراطيّة من ملايين العاطلين عن العمل، فإنّ الأحزاب الشّيوعيّة مع إبلاء الاهتمام الواجب لهذه القضيّة، سيكون بإمكانها أن تحرز تأثيرا حاسما في هذه الفئة من البروليتاريا. 17. البَلشفة وصحافتنا إنّ وضعا يكون فيه عدد منتخبينا كبيرا وعدد قراء صحافتنا الدّائمين ضئيلا نسبيّا هو وضع غير مقبول إطلاقا، مثلما هو الحال في برلين وباريس وميلانو. ونرى وضعا مماثلا (و ربما أسوء) في عدّة بلدان أخرى. تتطلّب البَلشفة أن تصبح صحافتنا صحافة شعبيّة بأفضل معنى الكلمة؛ أيّ أن تدخل فعلا بيت كلّ عامل، وأن يقرأ جريدتنا كلّ متعاطف معنا. ويجب اتّخاذ عدد من التّدابير، ذات طابع تنظيمي وأدبي حتّى ندخل صحافتنا إلى أوساط الجماهير العماليّة فنجعل منها أداة لبَلشفة الجماهير. قضايا المراسلين العماليّين والفلاحيّين وجرائد الحائط ومجلّات المصانع وتحضير كتّاب بروليتاريين الخ، −-;---;-- يجب إبلائها كلّها اهتماما واسعا.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني