التحريفية والتضليل
ان اشد انواع التحريفيه خطوره على الساحه اليوم هي احزاب تبنت الماركسيه فكرا وممارسه وتكتفي اليوم باهم ادبياتها بالاسترشاد بالفكر الماركسي كجزء من كل الثقافه الانسانيه التقدميه فالاسترشاد لا يعطي صفه الالتزام ، والاسترشاد يغيب ضروره تربيه العضو الحزبي على هذا الفكر ونشره والدفاع عنه، والاسترشاد يترك الباب مشرعا لكافه التيارات الفكريه لغزو الحزب الاسترشاد يلغي التمايز الطبقي للحزب وهويته الطبقيه ودور العمال فيه الاسترشاد بالماركسيه كجزء من الكل الثقافي الانساني التقدمي يلغي وحده الحزب الفكريه وبالتالي السياسيه والتنظيميه فكيف ستقنع السلفي بالقياده الجماعيه والنقد والنقد الذاتي وهو عضو في التنظيم ان محاوله التسويق لهذا التنظيم لذاته كحزب ماركسي ستبقى محاوله فاشله تكذبها كل خطوه عمليه من تحركاته.
كثيره هي الاحزاب التي تحاول مسك العصى من الوسط ،ففي الساحه الفلسطينيه يعلن البعض عن هدف اقامه المجتمع الديمقراطي الأشتراكي بمشارب فكريه متنوعه ،ان هذا الهدف الرنان مبهم وبشكل متعمد ومقصود فعن اي ديمقراطيه وأي اشتراكيه يتحدثون وما هي أدواتها ،ان مجرد الاعلان عن الهدف النهائي (بناء المجتمع الديمقراطي الاشتراكي ) هو اكبر تضليل فلا يكفي الحديث عن بناء هكذا مجتمع بل يجب الاعلان صراحه عن القوى المحركه لهذا البناء وهم العمال والفلاحين وسلاحهم النظري الماركسيه اللينينيه وتطبيق ديكتاتوريه البروليتاريه ،كل ذلك مغيب قصدا في أدبيات هذه الأحزاب فلا يكفي يا رفاق بضع كلمات طنانه عن العمال والفلاحين و.... ،لقد غيبوا كل ذلك ،غيبوا قياده الطبقه العامله انهم لا يلمحون مجرد تلميح عن الجوهر الثوري لمعنى الأشتراكيه ولا يستطيعون الاعلان ان الاشتراكيه هي عتبه الشيوعيه فأصبحت كلمه الشيوعيه ترعبهم بحجه المرحله والمزاج الشعبي انهم يستبعدون الحديث عن سلطه العمال وترتعد أوصالهم من ديكتاتوريه البروليتاريه فهم يغيبون الملكيه الاجتماعيه لوسائل الانتاج ويخفونها بكلمه اشتراكيه انهم يؤيدون التأميم لكل وسائل الانتاج لصالح الدوله البرجوازيه قائده التحرر الوطني الناجز هذه الدوله التي تدعي الوطنيه وتجير كل شيء لصالحها بما فيها وسائل انتاج لخدمتها انها دوله القمع ضد العمال والفلاحين
ان واقع الدوله الوطنيه البرجوازيه في العالم العربي خير دليل ،ان اعاده انتاج هذه الدوله من فصيل فلسطيني هو التضليل بعينه ،انها قيادات ترى من حقها ان تتربع على العرش وجماجم العمال والفلاحين ليس سوى ان تاريخها الوطني وجهدها في مرحله التحرر تستحق بموجبه حصد الثمار لصالحها ،ان هذا الطرح (المجتمع الديمقراطي الاشتراكي )هو النسخه المكرره لدوله البرجوازيه الوطنيه وتجارب الدول العربيه قائده البناء الاشتراكي لمجتمعاتها وهي لا تعدو كونها دوله البوليس القمعيه والتي شهدنا جميعا انها انتجت ابشع انواع الحكم من قبل ادوات القمع لديها بالانقلابات العسكريه وحكم العسكر جميع تجارب بناء المجتمع الاشتراكي من قبل هؤلاء العسكر اللذين شعروا دوما ان دورهم لا يتناسب مع حجم تضحياتهم للوطن والدوله البرجوازيه فأنتجوا انطمتهم القمعيه
ان اصحاب هذا الهدف والشعار يؤكدون يوميا انهم كذلك . فهم يرفعون الشعار لمجرد الجذب الجماهيري وهم كاصحاب الدكاكين التي تعرض بضائعها للزبائن معلنتة ان لديها تشكيله من الافكار والشعارات تلبي كافه الاذواق فكيف تحاول هذه التنظيمات الادعاء انها تنظيمات شيوعيه وهي لا تخطو خطوه عمليه واحده لاعطاء الحزب هذه الصفه وتتراجع عن شعار التحول الى حزب ماركسي لينيني في نفس الوقت يؤكد منظري هذه التنظيمات (اوراق اوليه) لغازي الصوراني ان تاريخ الشيوعيين في فلسطين منذ النشئه ولغايه اليوم هو جزء لا يتجزأ من تاريخ الحركه الصهيونيه وانهم مجرد اداه من ادواتها.
الرفيق جمال السعدي