PCP

يا عمال العالم اتحدوا

قيم اشتراكية تفتقرها الراسماليه

واول ما اريد مناقشتة وهو الحرية ، بمعناها الحقيقي ، فبالنظام الاشتراكي تتحقق الحرية الحقيقيه للمجتمع وهي وحدها القادرة على توفيير الحرية الحقيقيه ، مقابل الحرية الزائفه في النظام الراسمالي ، او الحرية الوهميه ، ومن الجدير ذكرة ان مؤيدي النظام الراسمالي هم اكثر الناس حديثا عن قيم حرية النظام الراسمالي ووصل بهم الامر الى تسمية بلدان النظام الراسمالي بالعالم الحر ، وهي في حقيقتها ليست سوى حرية وهميه والحريه الحقيقية هي فعلا حرية الاقتصاد ، وحرية السوق ، ان قيم الحرية التي وطدتها الراسمالية في مراكزها ، قد بان وجهها الحقيقي ولم تكن سوى مظهرا راقيا من مظاهر العبودية ، اين او لمن الحرية في النظام الراسمالي ؟ هل هي للعامل ام صاحب العمل ؟ لا شك ان اختلاف واختلال ميزان القوى بين العامل والراسمالي سيجعل من حرية العامل امرا لا معنى له ، مقابل استبداد الراسمالي ، وما دام العامل بحاجه لصاحب العمل من اجل البقاء على الحياة ، ستكون تلك الحرية وسيلة اضطهاد وظيفة الدولة المصادقه عليها ، من الامثلة على الحريات المزيفة في النظام الراسمالي ، ما يسمى بحرية الصحافة ، وللحق فان حرية الصحافه كما نفهمها بالامر الجيد والحسن ، فليس اسمى من حرية الصحافه ، ولكن هل حقا في الراسمالية حرية صحافة ؟ ان مجرد استخدام الاعلان يجعل من تلك الحرية شكلية ، فالاعلان تحت تصرف الشركات الكبري والمؤسسات الراسمالية ، ان المالكين صناع الاعلام ، والجريدة او الصحيفة التي تحترم نفسها والتي تنتقد الوضع القائم فيتم محاربتها وتمنع عنها الاموال حتى الافلاس ، ومثل هذا الكلام ينطبق عند التحدث عن حرية التعاقد بين العامل ورب العمل ، في الاشتراكية يتم ارساء حرية حقيقية بعيدة عن سطوة راس المال ، حرية تنبع من الجذور لا تظفو على السطح ، انها حرية التحكم في وسائل الانتاج والتخلص من قيود الانتاج الصدئه ، انها الحرية الحقيقيه عندما يتخلص الانسان من قهر راس المال ويفتح الافاق امام ولحرياات اخرى ، من الممكن ان تكون هذه الحريه وما يتبعها من حريات غير صارخه كما يتشدق اعداء الاشتراكية ومؤيدو الليبراليه والنيوليبرالية ، الا انها حريات حقيقيه لجميع المواطنين ، فمثلا تتحول حرية الكلمة من حرية التزوير الى حرية البحث وراء وما بعد الحقيقيه ، وتصبح المعارف والحقائق بيد كل الناس لتحررهم من الكذب والوهم والتضليل ، بدل التشنيع السطحي التافة والذي يقدمه الاعلام الراسمالي على انه نقد عميق للمجتمع ، وعلى نطاق الحياة الحزبية ، فمتى تمثل الاحزاب طبقات الشعب ؟ لا ان تمثل اناس ليس لديهم اي علاقه بهموم الشعب الا لكونهم الممولين الراسماليين ، وقتها يصبح للاحزاب القدرة على عكس موازيين القوى بين طبقات المجتمع ، عند ذلك تصبح اداة قويه للتغيير في المجتمع الاشتراكي ، واما القول عن حرية المنافسة وان اعداء الاشتراكيه ينكرون على الاشتراكية هذة الحرية فالقول الفصل في ذلك ان حرية المنافسة كفلتها الاشتراكية ، لكنها ليست حرية في استنزاف الارباح في افراد المجتمع بل هي حرية المنافسة في خدمة المجتمع . ان قيم مثل المضاربة ، المقامرة لا تعترف بهاالاشتراكية ، بل تقف ضدها وتحاربها لانها نشاط اقتصادي لا شرعي لا يقابلة اي عمل او اي مجهود ، بل اقصى جهد كان قد بُذل به ، ذكاء المضارب او لاعب القمار ، وتسعى الاشتراكية دائما ومن ضمن اهدافها المحورية محاربة الفصل الحاسم بين راس المال والعمل المنتج ، عندما تصبح الملكية اجتماعية ويشعر كل شخص انه يعمل في ملكة ، وتعظم الاشتراكية من قيم العمل ، وقيمة العمل واهميته ، ومن هنا تسعى الاشتراكية الى جعل لكل فرد في المجتمع مستوى يعادل ما بذله من جهد او مساوي لما بذلة من جهد للمجتمع ، وبذلك تتخص الاشتراكية من الطفيليات التي تعيش على جهد الاخرين ، حيث من لا يعمل لا ياكل . وهكذايبدو جليا لنا بأن الاشتراكية في كينونتها وفي جوهرها مذهب إنساني راقي هدفه السامي هو رد القيم الإنسانية الى معناها الحقيقي الاصيل والذي ينسجم مع فطرة الانسانية و التي شوهتها الراسمالية ، وتهدف في النهاية إلى نشر بين الناس اتجاهات معنوية وقيمية لم تالفها البشرية فيما مضى من عهود سابقة حيث كان استغلال الإنسان للإنسان وإمتهانه لكل ما يعتّزُ به من قيم. (الحوار المتمدن)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني