PCP

يا عمال العالم اتحدوا

وضع البوند داخل الحزب

ترجمه :عليه الاخرس و عبد المطلب العلمي تحت هذا العنوان اصدر البوند ترجمة لمقاله من العدد رقم 34 من «Arbeiterstimme»و هذه المقاله كانت مدمجه مع مقررات المؤتمر الخامس للبوند . و تعتبر نوعا ما تعليق رسمي على اعمال هذا المؤتمر.هنا تجري بصورة منهجية ،محاولة وضع جميع الحجج التي يجب ان تؤدي إلى نتيجه " انه يجب اعتبار البوند جزئا فيديراليا من الحزب " . من المثير للاهتمام النظر الى هذه الحجج . يبدأ الكاتب بالقول أن قضية الساعه،الموضوعه امام الاشتراكيين الديمقراطيين في روسيا، هي مسألة الوحده . فعلى أي أساس يمكن أن تحصل هذه الوحده ؟ بيان عام 1898اعتمد اساسا على مبدأ الاداره الذاتيه . يحلل المؤلف هذا المبدأ، ويستنتج أنه من الناحية المنطقية غير متناسق ومتناقض داخليا. إذا كان المقصود فهم المسائل المتعلقة على وجه التحديد بالبروليتاريا اليهودية، فقط كمسأله طرق الدعايه (بشأن اللغة الخاصه ، والنفسيه الخاصه، الثقافة المميزة لليهود، فهذا سوف يكون اداره ذاتيه تقنيه(؟) .ولكن هكذا اداره ذاتيه ستؤدي إلى تدمير اي إستقلال ، لأن كل لجنه من لجان الحزب تتمتع بهذا الحق في الاداره الذاتيه ، ووضع البوند في نفس المرتبه مع اللجان الاخرى سوف يكون إنكاراً للاداره الذاتيه . اما اذا إعتبرنا ، الاداره الذاتيه، اداره ذاتيه في بعض المسائل المتعلقة بالبرنامج، فانه من السخافه أن نحرم البوند الاستقلاليه في قضايا أخرى من البرنامج، والاستقلال في المسائل المتعلقة بالبرنامج يتطلب بالضرورة تمثيل البوند، في هيئات الحزب المركزية ، اي أنها ليست استقلالية الهيئات ولكن فيديراليه .الاساس المتين لوضع البوند في الحزب ينبغي البحث عنه في تاريخ الحركة الثورية اليهوديه في روسيا،التاريخ يبين أن جميع المنظمات النشطة بين العمال اليهود انخرطت في اتحاد _البوند، وتوسع نشاطه من ليتوانيا إلى بولندا و من ثم الى جنوب روسيا. تاريخيا ، انهارت جميع الحواجز الإقليمية واصبح البوند ممثل وحيد للبروليتاريا اليهودية. هذا الواقع، الذي حصل ليس نتيجة لمجهود لعقل خامل(؟)، بل ينبع من كل تاريخ الحركة العمالية اليهودية ؛ يعتبر البوند الممثل الوحيد لمصالح البروليتاريا اليهودية. بالطبع ،لا يمكن إدخال تنظيم البروليتاريا القوميه بكاملها ، للحزب إلا اذا كان للحزب هيكليه فيديراليه : البروليتاريا اليهودية ليست فقط جزء من أسرة البروليتاريا العالمية، ولكن أيضا جزء من الشعب اليهودي، الذي يحتل وضعاً خاصا بين الشعوب الأخرى . أخيرا، الاتحاد الوثيق لجميع العناصرالمكونة للحزب تظهربالفيديراليه، من اهم ميزات الفيديراليه تعتبر المشاركة المباشرة لكل جزء من هذه الاجزاء في شؤون الحزب; جميع اجزاء الحزب تشعر حينها بالمساواه في الحقوق . الاداره الذاتيه لا تؤمن المساواه بين اجزاء الحزب ، و تولد عدم الاكتراث بالشؤون العامه ، و انعدام الثقة المتبادلة، الاحتكاك والصراع . هذه هي براهين المؤلف ،أننا قدمناها بشكل كلي تقريبا و بكلماته الخاصة. أنها تتلخص بثلاثة نقاط: اعتبارات عامة حول طبيعة التناقضات الداخليه للاداره الذاتيه وعدم جدواها من وجهة نظر الوحدة الوثيقه بين العناصر المكونة للحزب؛ الدروس المستفادة من التاريخ ،التي جعلت من البوند الممثل الوحيد للبروليتاريا اليهودية ، وأخيراً، تأكيد على ان البروليتاريا اليهودية، تعتبر بروليتاريا قوميه بكل معنى الكلمه ، و تحتل مكانة خاصة . وهكذا، يسعى الكاتب إلى الإعتماد على المبادئ العامة للتنظيم، والدروس المستفادة من التاريخ، وعلى فكرة القوميه . أنه يحاول ( و يجب إعطائه حقه) النظرالى هذه المسألة من جميع الزوايا. و لهذا يبرز بيانه حول القضية بشكل واضح موقف البوند من هذا الموضوع الذي يشكل مصدر قلق لنا جميعا. في إطار الفيديراليه، كما قيل لنا، مكونات الحزب متساوية الحقوق وتشترك مباشرة في الشؤون العامه؛ بينما تحت الاداره الذاتيه ليست هناك أية حقوق، ولا تشارك في الحياة العامة للحزب. ان هذه الحجج تعتمد على وقائع خاطئه بشكل كامل ؛ وتشبه كنقطتين من الماء، ذاك النقاش،الذي يسميه علماء الرياضيات، السفسطة الرياضية، عن طريق اثبات بشكل منطقي، للوهلة الأولى، أن اثنين ضرب اثنين تساوي خمسة، وان الجزء أكبر من الوحده كاملة الخ.وهناك كراسات حول هذه السفسطه الرياضية، وهي ذات قيمة معينة لأطفال المدارس. ولكنه محرجا أن تشرح للناس الذين يدعون أنهم الممثلون الوحيدون للبروليتاريا اليهودية العناصر الاوليه للمغالطة ،الفهم لمصطلح "مكونات الحزب" بطريقتين مختلفتين في نفس الوقت . عندما يتحدثون عن الفيديراليه،- يعتبرون مجموعة منظمات في أماكن مختلفة جزئا من الحزب ؛ ولكن عندما يتحدثون عن الاداره الذاتيه، يعتبرون ان كل منظمه محليه هي جزء من الحزب. ضعوا هذه المفاهيم المفترض انها متطابقه جنبا الى جنب في سلسله القياس المنطقي ، وستحصلون على النتيجه الحتميه ،أن اثنان ضرب اثنان خمسة . وإذا كان لا يزال غير واضحا للبونديين طبيعة تلك السفسطة، فيمكنهم النظر الى نظامهم الداخلي الموسع،وهكذا سوف يرون أنه ضمن الفيديراليه يتم تواصل المنظمات مع مركز الحزب بشكل غير مباشر،بينما ضمن الاداره الذاتيه يتم بشكل مباشر . لا، من الافضل عدم الحديث مع فيديرالينا عن (الوحدة بالمعنى الضيق)" ! ". و محاولة دحض هذا الوضع ، بان الفيدراليه تعني الانفصال،والاداره الذاتيه تعني- دمج أجزاء الحزب المختلفة، هذا ممكن فقط ان يثير سخريه للناس. افضل قليلا بالنجاح محاوله اثبات (التضارب المنطقي ) للاداره الذاتيه، بتقسيمها الى برنامجية وتقنية. هذا التقسيم نفسه حرج للغايه. لماذا تصنف أساليب معينه للتحريض بين العمال اليهود بالمسائل التقنية ؟ ما هي علاقة التقنية للقيام بذلك ،عندما يدور الحديث عن الخصائص المميزة للغة، والعقلية ، والظروف المعيشية؟ كيف يمكن التحدث عن الاستقلال في المسائل المتعلقة بالبرنامج ،على سبيل المثال، طلب المساواة المدنية لليهود؟ البرنامج الاشتراكي الديمقراطي وضع اهم المتطلبات ألاساسية، لكامل طبقة البروليتاريا، بغض النظر عن الاختلاف العرقي او المهني او المحلي اوالقومي . هذا الاختلاف يؤدي الى ان نفس المطالب بالمساواة الكامله بين المواطنين أمام القانون ضد شكل من أشكال عدم المساواة في منطقه و ضد أي شكل من أشكال أخرى من عدم المساواة في منطقة أخرى أو بالنسبة لفئات اخرى من البروليتاريا ، تتطلب تحريض مختلف وهلم جرا . سيتم تطبيق نفس نقاط البرنامج بطريقة مختلفة وفقا للاختلاف في الظروف المعيشية ، والثقافيه ، والفرق في علاقات القوى الاجتماعية في أجزاء البلاد المختلفه ، والى آخره . الدعايه من اجل نفس البند من البرنامج سينفذ بطرق مختلفة ولغات مختلفة ، آخذا بعين الاعتبار جميع هذه الاختلافات. ولذلك ، الاداره الذاتيه في المسائل المتعلقة بشكل خاص ببروليتاريا عرق معين ، بقومية معينه ، بمنطقة معينه يعني أن الأمر متروك للسلطة المعنيه للمنظمة لتحديد متطلبات محددة تكون مقدمة وفقا للبرنامج العام ، وتحديد أساليب التحريض متروك للمنظمه لاختياره بشكل مستقل ، الحزب بشكل عام ، مؤسساته المركزية ، معني بوضع المبادئ الأساسية المشتركة للبرامج والتكتيك ؛ الاساليب المختلفة لتحقيق هذه المبادئ في الممارسة و كيفيه التحريض اليها، تضعها المنظمات المركزيه المختلفة الخاضعه للحزب ، وفقا للاختلافات المحلية ، العرقيه ، القوميه والثقافية وغيرها من ألاختلافات الاخرى . لنتتسائل هل يفتقرهذا المفهوم للاداره الذاتيه إلى الوضوح ؟ واليس محض تقليدي يعتبر تقسيم الاداره الذاتيه الى المسائل البرنامجية والتقنية ؟. انظروا فقط كيف " تم منطقياً تحليل " مفهوم الاداره الذاتيه في الكتيب الذي درسناه. (من جميع المسائل، التي يمكن ان يكون لها علاقه بالاشتراكيين الديمقراطيين ،_قيل في هذا الكتيب فيما يتعلق بمبدأ الاداره الذاتيه و الموضوع كاساس في البيان لعام 1898 _ تبرز بعض الأسئلة، التي يقرون بأنها تتعلق تحديدا بالبروليتاريا اليهودية ...الاداره الذاتيه للبوند تنتهي هناك حيث تبدأ الاسئله المتعلقه بالشان العام ..... من هنا تبرز ازدواجية موضع البوند في الحزب : بالقضايا الخاصه يتصرف على انه بوند... ، وفي المسائل العامة يفقد طابعه المميز، ويتعامل على قدم المساواة كلجنة عادية من لجان الحزب ... ) البرنامج الاشتراكي الديمقراطي يطالب بالمساواه الكاملة بين جميع المواطنين أمام القانون. في إطار هذا البرنامج، يضع العامل اليهودي في فيلنا مطلب خاص ، ويضع العامل البشكيري في أوفا ،-مطالب مختلفة تماما .هل هذا يعني بأنه من مجموع القضايا" يتم اختيار" البعض منها ؟ إذا تمت المطالبه بالمساواة العامه عن طريق طرح عدد من المطالب الخاصه للقضاء على اشكال معينه من عدم المساواه ، فهل المسائل الخاصه تبرزهنا من المسائل العامة؟ المطالبات الخاصة لا تنفصل عن المطالبات العامة للبرنامج ، بل توضع لتحقيق المطالب العامه للبرنامج .ابراز ما يخص اليهود على وجه التحديد في فيلنا، من ما يعني البشكير في أوفا وتعميم مطالبهم، وتمثيل مصالحهم الطبقيه المشتركة (وليس مصالحهم المهنية، ،العرقيه، المحلية، والقوميه الخ) هو مهمه عمل مجمل الحزب و المركز الحزبي . يبدو ان هذا يجب أن يكون واضحا .! لقد عقد البونديون الامر، والسبب هو انه بدلاً من اعطاء التحليل المنطقي ، أعطونا مره بعد اخرى عينات من التناقضات المنطقيه. انهم لم يفهموا تماما العلاقة بين المطالب العامة للاشتراكيين الديمقراطيين و الخاصه . هم تصوروا بأنه "من مجموع المسائل التي على الاشتراكيين الديمقراطيين التعامل معها، يسلط الضوء على بعض منها " ، بينما في الواقع، كل مساله من المسائل المشمولة في برنامجنا يعتبر تعميما لعدد من القضايا والمطالب المحددة. وكل نقطة في هذا البرنامج تعتبر مطلبا مشتركا للبروليتاريا جميعا ، وفي الوقت نفسه فإنها تنقسم إلى مسائل محددة على أساس المهن المختلفة للبروليتاريين، على أساس ظروفهم المعيشيه ، و انماط حياتهم المختلفة والاختلافات اللغوية ، وهلم جرا، وهلم جرا. البوندين مربكين بالتناقضات وازدواجية مواقف البوند، الا ترون انه في الحقيقة في القضايا الخاصه يقدم نفسه بمثابة البوند، بينما في المسائل العامة، فإنه يفقد طابعه المميز . ان التفكير قليلاً يمكن ان يبين لهم ان مثل هذه "الازدواجية" في الموقف موجوده لدى جميع العمال الاشتراكين الديمقراطيين على الإطلاق، الذين يفدمون انفسهم بالمسائل الخاصه، بمثابة ممثلي مهنه معينه، وكممثل لقوميه معينة، وكأحد سكان منطقة معينة، لكن في القضايا العامه "يفقد طابعه المميز" ويوضع على قدم المساواة مع جميع الاشتراكين الديمقراطيين الآخرين. الاداره الذاتيه للبوند حسب لائحه عام 1898 - ، تملك بالضبط نفس الطبيعة الاستقلالية "للجنة مدينه تولا"; فقط حدود الاداره الذاتيه هذه مختلفة قليلاً و أوسع في الحالة الأولى من الثانية. و ليس هناك شيء آخر سوى تناقضات منطقيه صارخه ، في هذه الحاله ، حين يحاول البوند دحض هذا الاستنتاج : " إذا كان مسموح للبوند الاستقلال في بعض القضايا المتعلقة بالبرنامج، فعلى اي اساس يحرم من أي استقلال في القضايا الأخرى المتعلقة بالبرنامج ؟ ".هذا يعتبر تناقض بين المسائل الخاصه و العامه ، مثل "بعض" " الاخرى"،هذه عينة فريدة من نوعها من التحليل " المنطقي " للبونديين! هؤلاء الناس لا يفهمون باي شكل من الاشكال، ماذا يعني مقارنة مختلف الألوان ،طعم و رائحه نوع محدد من التفاح و انواع التفاح " الأخرى " . نجرؤ ان نؤكد لكم ، أيها السادة، ليس فقط بعض ، بل كل تفاحه لها طعمها ولونها ورائحتها الخاصه بها. ليس فقط " بعض " مسائل البرنامج، ولكن جميعها و بدون استثناء، لكم بها استقلاليه، أيها السادة، ولكن بشكل خاص ، بما ان الحديث يجري عن ،تطبيق تلك المسائل على السمات الخاصة للبروليتاريا اليهوديه . Mein teuerer Freund, ich rat Euch drum zuerst Collegium logicum!* الحجه الثانية لدي البونديين هي الدعوة إلى الاستناد إلى التاريخ ،الذي يزعمون انه جعل من البوند الممثل الوحيد للبروليتاريا اليهودية . هذا أولاً ليس صحيحاً. يقول مؤلف الكتيب ، وهكذا، وحسب إعتراف المؤلف، فالمنظمات الاخرى قامت بالعمل، فنتوصل الى نتيجة بان البوند لم يكن الممثل الوحيد للبروليتاريا اليهودية ؛ فيما يتعلق بنتائج هذا العمل،لا احد، بالطبع، يعتمد على احكام البوند انفسهم ، وأخيراً أنها لحقيقة معروفة أن البوند تصدي لعمل المنظمات الأخرى داخل البروليتاريا اليهودية (يكفي أن نذكر حادثة معروفة من حملته ضد لجنة مدينه يكاتيرينوسلاف الحزبيه التي تجرأت على إصدار إعلان للعمال اليهود ) ، في الواقع ، حتى ولو ان النتائج لا تستحق أي اهتمام، فان جزئا من الذنب يعود على البوند نفسه . وبالإضافة إلى ذلك، ان مقياس الحقيقة الواردة في المرجع التاريخي للبوند، لا تثبت قطعا صحة حججه. الوقائع ،التي حدثت بالفعل والتي قصدها البوند، لا تدعمهم بل هي ضدهم. هذه الحقائق تنحصر في أن البوند نشأ ونما،( في غضون السنوات الخمس الماضيه التي اعقبت المؤتمر الأول) ، بشكل مستقل تماما ومستقل عن المنظمات الحزبيه الأخرى بصفة عامة، الروابط الحقيقية بين جميع منظمات الحزب خلال هذه الفترة كانت ضعيفه للغاية، ولكن العلاقات بين البوند وبقية المجموعات الحزبيه الاخرى ليست فقط أقل بكثير من تلك التي بين المنظمات الأخرى، ولكن ضعفت أكثر فأكثر . في عام 1898، إنتمى أعضاء البوند إلى منظمة حزبيه واحده في الخارج؛ و في عام 1903، تفردوا بتشكيل منظمه منفصله تماما ومستقلة في الخارج . لا يراود احدا الشك بانفصال وإستقلال البوند ، و كذلك تعزيز قوتهم تدريجيا. ماذا يستنتج من هذه الحقيقة التي لا جدال فيها؟ من هنا وفي رأي أعضاء البوند - تنشأ ألحاجه الى الامتثال لهذه الحقيقة، والخنوع بعبوديه لها ومن ثم تحويلها إلى مبدأ،المبدأ الوحيد الذي يوفر أساسا متينا لموقف البوند، وإضفاء الشرعية عليه في النظام الداخلي، الذي ينبغي أن يعترف بالبوند كممثل وحيد للبروليتاريا اليهودية في صفوف الحزب في رأينا، مثل هذا الاستنتاج يعتبر انتهازية محضه،"تَذَنٌب" من أسوأ الانواع. بعد هذه السنوات الخمس من التشرذم ، النتيجة التي يمكن استخلاصها ليس شرعنة هذا التفكك ، بل عن ضرورة التخلص منه مرة واحدة وإلى الأبد . وهل يمكن لاحد ما ان ينكر بأن الذي حصل كان حقاً شقاق؟ ان جميع العناصر المكونة، للحزب نمت وتطورت بشكل مستقل ومنفصل خلال هذه الفترة،- ألا ينبغي أن نستنتج "مبدأ" الفدرله بين سيبيريا ومنطقة القوقاز وجبال الأورال و الجنوب وبقية المناطق ؟؟ البونديون انفسهم يقولون ، ان الحزب بمعنى وحده منظمه جامعه للاجزاء ،عمليا لم يكن موجودا،- كيف يمكن مما تشكل في ظل عدم وجود حزب، التوصل الى نتيجه حول استعادة الوحدة التنظيمية ؟ لا، أيها السادة،ان رجوعكم إلى تاريخ الشقاق، الذى أدى إلى الانعزال لا يثبت شيئا على الإطلاق، سوى عدم صحة حالة هذا الانعزال . اظهار "المبدأ" التنظيمي اعتمادا على مرور عدة سنوات من سوء التنظيم داخل الحزب يعني التصرف كممثلين للمدرسة التاريخية ،التي، كما لاحظ ماركس، على استعداد للدفاع عن السوط على أساس أن هذا السوط حدث تاريخي . ولهذا، لا " التحليل المنطقي" للاداره الذاتيه ، ولا أية خلفية تاريخية يمكن أن توفر حتى ظلا "مبدئيا " لدعم إنعزال البوند . لكن بدون شك فان الحجه الثالثة للبوند تحوز على طابعا مبدئيا، و التي تعتمد على فكرة الأمة اليهودية. لسوء الحظ،هذه هي الفكرة الصهيونية - التي هي كاذبة ورجعية تماما في جوهرها ." اليهود لم يعد لهم وجود كأمة،الامه لا يمكن تصورها دون أرض محددة" كما قال أبرز المنظرين، الماركسيين كارل كاوتسكي ( انظر العدد رقم 42 من ايسكرا و مقتطفات من "مذبحة كيشينيوف والمسألة اليهودية ص 3 ) . ومؤخرا، في استعراض لمشكلة القوميات في النمسا ، الكاتب نفسه، سعى إلى إعطاء تعريف علمي لمفهوم القوميه ، و وضع معيارين رئيسيين لهذا المفهوم : اللغة و الارض ( («Die Neue Zeit»48, 1903, № 2 كلمة بكلمه، قال تقريبا نفس الشيء،اليهودي الراديكالي الفرنسي، الفريد نكي في مجادلة مع المعاديين للسامية والصهاينة .(إذا كان برنار لازار،"يقصد الصهيوني المعروف " يعتبر نفسه كمواطن من أمة خاصه ،هذا شأنه ؛ ولكن أعلن، حتى ولو اني ولدت يهودياً... أنا لا أعترف بالقوميه اليهودية... أنا ليس عندي اي انتماء آخر سوى انتمائي الفرنسي... هل يمثل اليهود شعبا خاصا ؟على الرغم من أنه في الماضي القديم جدا من المؤكد أنهم كانوا شعبا، على الرغم من ذلك ، إجابتي على هذا السؤال سلبيه بشكل قاطع . مفهوم الشعب يتطلب بعض الشروط التي ليست موجودة في هذه الحالة.الشعب يجب أن يكون لديه أرضا ينموعليها ، ومن ثم ،في عصرنا هذا، على الأقل ، طالما ان الاتحاد الكونفدرالي العالمي لم يوسع هذا الأساس ، ألشعب يجب أن يكون له لغة مشتركة . إن اليهود لا يملكون لا أرضا ولا لغة مشتركة... "برنار لازار، ربما، مثلي لم يكن يعرف كلمة واحدة من اللغة العبرية ، وليس من السهل عليه، إذا الصهيونية حققت اهدافها، و تصالح مع اقاربه (congénères) من أجزاء أخرى من العالم) . («La Petite République», 24 sept. 1903 г.) "اليهود ألألمان والفرنسيين لا يشبهون ابدا اليهود البولنديين واليهود الروس .الصفات المميزة لليهود لا تشمل اي شيء مما يحمل طابع او بصمات القوميه (empreinte) . لو كان يجوز الاعتراف باليهود كقوميه ، مثلما فعل درومون ، بهذه الحاله ستكون قوميه مصطنعة. اليهودي العصري هو نتاج للانتقاء الغير الطبيعي، الذي تعرض له أسلافه على مدى ما يقرب من ثمانية عشر قرنا. "كل ما يتبقى للبونديين هو تطوير نظرية القوميه الاستثنائيه لليهود الروس ، حيث اللغه هي رطانه ، والارض- اماكن الاقامه الاجباريه . علميا غير ملائمه على الاطلاق فكرة أن اليهود أمة متميزة و رجعية بالمعنى السياسي. الدليل القاطع على هذا هي الحقائق المعروفة للتاريخ الحديث والواقع السياسي . في كل مكان في أوروبا، انهيار واقع القرون الوسطى ونمو الحريات السياسية سار جنبا إلى جنب مع التحرر السياسي لليهود، الانتقال من استعمال الرطانه الى اعتماد لغة البلد الذي يعيشون فيه ، وبصفة عامة ، لا يمكن انكار التقدم الذي تم أحرازه على صعيد التمثل مع السكان المحيطين بهم . هل نحن مرة أخرى بصدد العوده إلى النظريات المميزه والتصريح ، بأن روسيا سوف تكون استثناء ، على الرغم من أن حركة تحرر اليهود أوسع وأعمق بكثيرفي روسيا ، و ذلك بفضل بطولة إيقاظ الوعي بين صفوف البروليتاريا اليهودية ؟ هل يمكن أن يعزى للصدفة حقيقة أن القوى الرجعية في جميع أنحاء أوروبا، ولا سيما في روسيا، تجندت ضد تَمَثُل اليهود وحاولت تكريس عزلتهم؟ . المسأله اليهودية هي بالضبط هكذا : التعايش و الاندماج أو الإنعزال؟- وفكرة "القوميه" اليهوديه تحمل طابعا رجعيا بالتأكيد، ليس فقط في صفوف مؤيديها (الصهاينة)، ولكن لاولائك، الذين يحاولون دمجها مع الأفكار الاشتراكية الديمقراطية (البونديين) .فكرة القوميه اليهودية مخالفه لمصالح البروليتاريا اليهودية، نظراً لأنها تعزز بينهم ، بشكل مباشر أو غير مباشر، روح معاداه الاندماج "الغيتو" . عندما أعلنت الجمعية الوطنية عام 1791 تحرر اليهود، كَتَبَ رينان،انها حازت على اهتمام قليل للغايه. ليس فقط خصائص المسألة القوميه، بل أيضا خصائص المسألة العرقية اليهوديه . تم رفضها في الدراسات العلمية الحديثة، التي تسلط الضوء بالدرجه الاولى على خصائص تاريخ اليهود. هل تنبع ميزه اليهوديه من طابعها العرقي؟ -يتسائل ك. كاوتسكي ويجيب، نحن لا نعرف بالضبط ،ماذا يعني فعلا العرق . ليس لدينا حاجة للجوء إلى مفهوم العرق ، الذي لا يعطي إجابة صحيحة ، ولكنه فقط يطرح اسئله جديدة . يكفي تتبع تاريخ الشعب اليهودي لمعرفة سبب شخصيته ".واخصائي التاريخ رينان ، يقول: اهم ميزات اليهود ونمط حياتهم يعتبر بشكل كبير نتيجه الظروف الاجتماعيه (nécessités sociales), التي تركت اثرها عليهم لعقود ، اكثر من الاختلاف العرقي. (phénomène de race)». مسألة العرق... قضية القرن التاسع عشر، تدمير جميع "الغيتوات"، وأنا لا ابارك أولئك الذين يسعون لاستعادتها. لقد قدم العرق اليهودي خدمات عظيمه للعالم. اندماجها مستقبلا مع مختلف الأمم ،و انصهارها المتناسق مع مختلف الوحدات القوميه، فانها ستقدم في المستقبل خدمات ليس اقل من الخدمات التي قدمتها في الماضي "ويعرب كارل كاوتسكي بشكل اكثر قوه ، في إشارة إلى اليهود الروس . "العداء ضد الجماعات الأجنبية لا يمكن أن يحل إلا عندما تكف هذه الجماعات عن التصرف كغرباء ، من خلال إندمجها مع الأكثريه الساحقه للسكان. هذا هو الحل الممكن الوحيد للمسألة اليهودية، ويجب علينا دعم أي شيء يساعد على التخلص من عزلة اليهود ". هذا هو الحل الوحيد الممكن يعارضه البوند، ضد الغاء، بل بواسطة تعزيز وإضفاء الشرعية على انفصال اليهود، ونشر فكرة" القوميه" اليهودية ومشروع فدرله البروليتاريا اليهوديه مع غير اليهوديه .هذا-هو خطأ البونديه الرئيسي،الذي يجب، وسوف يصحح من قبل ممثلي الاشتراكيين الديمقراطيين اليهود المخلصون . هذا الخطأ ادى الى ظواهر لم تكن موجوده ضمن الحركه الاشتراكيه الديمقراطيه الدوليه ، كإثارة موضوع إنعدام الثقة بين البروليتاريا اليهودية و البروليتاريا الغير يهودية، و الشك بالاخيره بانها تنشر الأكاذيب حولهم . هذا ألإثبات، مأخوذ من الكتيب نفسه: "مثل هذا الهراء (من اجل أن تحرم منظمة البروليتاريا لقوميه كامله من التمثيل في الأجهزة المركزية للحزب) يمكن علنا ان يدعى الى ذلك ( انتبهوا الى هذا ! )فيما يتعلق بالبروليتاريا اليهودية فقط ، التي، بحكم خصوصية المصير التاريخي للشعب اليهودي، يجب أن تواصل كفاحها من أجل مساواتها (!!) ضمن أسرة البروليتارياالعالمية " . في الآونة الأخيرة، رأينا مزحه سمجه كهذه بواحده من المنشورات الصهيونيه، مؤلفوها الذين حاربوا ضد "الايسكرا "،و أرتؤا في صراعها مع البوند رغبتها في عدم الاعتراف "بالمساواة "بين اليهود وغير اليهود. والآن يكرر البوند الحيله الصهيونية! وينتشر الكذب مباشرة، لأننا لسنا "فقط "فيما يتعلق باليهود، ولكن فيما يتعلق بالأرمن والجورجيين وغيرهم . "ندعوا الى" حرمان التمثيل"، كذلك فيما يتعلق بالبولونيين دعينا الى التقارب، وحده و دمج جميع اركان البروليتاريا، المكافحين ضدالاستبداد القيصري . ليس مستغربا هنا ايضا هجوم الحزب الاشتراكي البولندي ضدنا !. لقد سموا نضالهم من اجل الفكرة الصهيونية حول ألقوميه اليهودية، من اجل مبدأ التنظيم الفيدرالي للحزب ، "نضالا من أجل المساواة لوضع اليهود ضمن إسرة البروليتاريا العالميه" - اي احاله النضال من عالم الافكار و المبادئ الى مجال الشكوك و إثاره الاحكام التاريخيه المسبقه . هذا بالنتيجه يكشف عن الافتقار الصارخ الى الأفكار الحقيقية والأسلحة الاساسيه في النضال . ****** وهكذا، نصل إلى نتيجة بأن حجج البوند المنطقيه، و التاريخيه، و حتى الحجج القوميه لا تحتمل اي نقد .ان فترة التشتت، زادت التذبذب بين الديمقراطيين الاشتراكيين الروس ، و انعزال بعض المنظمات، كان له نفس التأثير على البوند وحتى بدرجة أكبر . بدلاً من إعلان الحرب على هذه العزلة التي وجدت تاريخيا (و قويت بفعل التفكك العام)، فهم رفعوا من شأنها جاعلينها مبدأ، و لجؤا الى السفسطه حول التناقض الموجود في الاداره الذاتيه ، و الى الفكره الصهيونية حول القوميه اليهوديه. فقط الاعتراف بصراحة وحزم بهذا الخطأ والاعلان عن التحول إلى الاندماج ، يمكن ان تنفذ البوند من ذاك المسار الخاطئ ، ونحن على يقين ، من أن أفضل ممثلي الأفكار الاشتراكيه الديمقراطية بين صفوف البروليتاريا اليهودية عاجلاً أم أجلاً ستجبر البوند على العدول عن طريق الانفصال وسلوك طريق الاندماج. "إيسكرا" رقم 51، 22 أكتوبر 1903 الترجمه اعتمدت على الطبعه الروسيه من الاعمال الكامله ، المجلد الثامن ص 65 الى76. *وردت هكذا في النص الاصلي . 1. هكذا . 2. صديقي العزيز، أنا انصحك أولاً وقبل كل شيء دراسة المنطق تبعاً لذلك !


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني