PCP

يا عمال العالم اتحدوا

فوضوية أم اشتراكية ؟الجزء الثاني النظريه الماديه - ترجمه :معز الراجحي و عبد المطلب العلمي

II - النظرية المادية يوسف فيساريونوفيتش ستالين ترجمه :معز الراجحي و عبد المطلب العلمي ." ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم، على العكس وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم." مقدمة نقد الاقتصاد السياسي-كارل ماركس " لقد تعرفنا على المنهج الجدلي. ما هي النظرية المادية؟ كل شيء في العالم يتغير، و كل شيء في الحياة ينمو، ولكن كيف يتم هذا التغيير و ما هو الشكل الذي يتخذه هذا النمو ؟ نحن نعلم، على سبيل المثال أن الأرض كانت ذات يوم كتلة متوهجة، ثم بردت تدريجيا، بعد ذلك ظهرت النباتات والحيوانات وجرى تطور عالم الحيوان، و ظهرت فصيلة معينة من القرود ،و بعد كل ذلك ظهر الانسان . هكذا بشكل عام نمت الطبيعة . ونحن نعلم أيضا أن الحياة الاجتماعية لم تبق ثابتة. في زمن ما ،كان البشر يعيشون في ظل الشيوعية البدائية؛ في ذالك الوقت، كانوا يكسبون رزقهم من الصيد البدائي، كانوا يتجولون في الغابة، ومن هناك يحصلون على الغذاء. جاء وقت حل فيه النظام الامومي مكان الشيوعية البدائية - في ذلك الحين، كان البشر يلبون إحتياجاتهم بشكل أساسي من الزراعة البدائية للارض . ثم حل النظام الابوي مكان النظام الأمومي ، في تلك الحقبة أصبح البشر يعتمدون في حياتهم بشكل أساسي على تربية الماشية . بعدها حل نظام العبودية مكان النظام الابوي ؛ حينها كان البشر يلبون احتياجاتهم معتمدين على زراعة أكثر تطوراً . تلى النظام العبودي نظام القنانة الذي بدوره ترك المكان للنظام البورجوازي . وهكذا تطورت ، بشكل عام، الحياة الاجتماعية. نعم،إن كل هذا معروف ... ولكن كيف وقع هذا التطور : هل أن الوعي هو الذي أدى إلى تطور" الطبيعة " و "المجتمع" ،أم أنه ،على العكس من ذلك، إن تطور "الطبيعة" و "المجتمع" قد أدى إلى تطور الوعي ؟ هكذا تطرح النظرية المادية السؤال. يقول البعض أن "الطبيعة" و "الحياة الإجتماعية" مسبوقتان بفكرة كونية و هي ، و في وقت لاحق، اصبحت أساس تطورهما ، بحيث أن تطور ظواهر "الطبيعة" و "الحياة الإجتماعية " هي ، إذا جاز التعبير، الشكل الخارجي ،و تعبير بسيط عن تطور الفكرة الكونية . هكذا كان ، على سبيل المثال، مذهب المثاليين، الذين إنقسموا بمرور الوقت، إلى عدة تيارات. ويرى آخرون أنه و منذ البدايه كانت قد وجدت في العالم قوتين تنفي احداهما الاخرى ، الفكر و المادة ، الوعي و الوجود ، وأنه ،و بذلك فإن الظواهر تنقسم بدورها الى صفين - مثالية و مادية ، تنفي احداهما الأخرى و تتصارعان ، ويكون بذلك تطور الطبيعة و المجتمع نتيجه للصراع الدائم بين الظواهر المثالية و المادية . هكذا كان على سبيل المثال، مبدأ الثنائيين ، والذين بمرور الوقت ،و كما حصل مع المثاليين ، إنقسموا إلى عدة تيارات. النظريه الماديه تنفي من الاساس افكار المثاليين و كذلك افكار الثنائيين . بكل تأكيد، يوجد في العالم ظواهر مثالية و أخرى مادية، ولكن هذا لا يعني على الإطلاق أن كلاً منها تنفي الاخرى بشكل متبادل . على العكس من ذلك ، فإن الجانب المثالي و الجانب المادي هما شكلان مختلفان من نفس الطبيعة الواحدة أو من نفس المجتمع الواحد ؛ لا يمكن إظهار الواحد بإستقلال عن الآخر ، انهما يتعايشان ، وينموان معاً ، و ليس هناك ، بالتالي ، أي داع للاعتقاد بأنهما ينفيان بعضهما . إذن فإن ما تسمى بالثنائية تظهر لنا غير متناسقة. إن الطبيعة، واحدة و غير قابلة للتجزئه ، و تاخذ شكلين مختلفين ، المادية والمثالية ؛ المجتمع واحد و غير قابل للتجزئة و ياخذ شكلين مختلفين ، المادية والمثالية- هذه هي الطريقة التي يجب علينا النظر بها إلى الطبيعة و الحياة الاجتماعية . ذلك هو وحدويه النظرية المادية . من جهة أخرى، فإن نظرية المادية تنفي المثالية. من الخطأ الإعتقاد أن الجانب المثالي،وبوجه عام ،الوعي في تطوره يسبق تطور الجانب المادي. لم يكن هناك كائنات حيه،لكن كان موجودا ما يسمى بالطبيعة الخارجية ، "لا حَياة فيها". لم يكن للكائن الحي الأول أي وعي ؛ لم يكن يمتلك سوى خصائص التهيج واساسيات اوليه من الاحاسيس . بعد ذلك نمت تدريجيا لدى الحيوانات القدرة على الإدراك ، و تحولت بشكل بطيء إلى وعي ، بقدر ما تطورت بنية الجسم والجهاز العصبي لديها .إذا مشى القرد دائما على أربعه أقدام دون ان يقوم عموده الفقري ، لما كان باستطاعه سليله الانسان ان يستخدم بحرية رئتيه و لا حباله الصوتية،و لكان من المستحيل استخدام الكلام ، وهو ما قد كان سيؤخر بشكل كبير تطور وعيه. أضف إلى ذلك : لو لم يقف القرد على رجليه الخلفيتين،لاضطر سليله الانسان ، على السير دائما على أربعه أقدام ، و على النظر الى الاسفل و من هناك رسم انطباعاته ؛ و ما كان له إمكانية النظر إلى الأعلى و لا ما حوله ، وبالتالي قد كان من المستحيل تقديم انطباعات إلى دماغه أكثر مما تفعل ذوات الأربع. وهذا كله كان ليقود إلى تأخير جذري في تطور الوعي البشري. ويترتب على ذلك أنه ، لكي ينمو الوعي يجب أن تتتغير بنية معينة للجسم أو ان يحدث تطور خاص في الجهاز العصبي. ويترتب على ذلك أن تطور الجانب المثالي، تطورالوعي،هو مسبوق بتطور آخر من الجانب المادي ، تطور الظروف الخارجية: تتغير أولا الظروف الخارجية ،أي الجانب المادي ، ثم ، يتغير نتيجةً لذلك ، الوعي ، أي الجانب المثالي . وهكذا فإن تاريخ تطور الطبيعة يقوض جذريا في ما يسمى بالمثالية. و هذا ينسحب أيضاً على التطور التاريخي للمجتمع البشري. يبين التاريخ أنه إذا كان لدى البشر ، في أزمنة مختلفة، أفكار و رغبات مختلفة ، فذلك لأنه في عصور مختلفة خاض البشر صراعاً ضد الطبيعة باشكال مختلفة لتلبية احتياجاتهم، و بالتالي ، كانت علاقاتهم الاقتصادية تحمل سمات مختلفه. كان هناك زمن خاض فيه البشر صراعاً ضد الطبيعة بطريقة مشتركة، على أساس الشيوعية البدائية، في ذلك الوقت،كانت ممتلكاتهم، أيضا، مشاعاً،لذلك السبب كانوا بالكاد يفرقون بين "ما هو لي " و "ما هو لك" ؛ لقد كان وعيهم شيوعياً . جاء الوقت الذي تخلّل فيه التمييز بين "ما هو لي " و "ما هو لك " عملية ألانتاج ، و منذ ذلك الحين ، أخذت الملكية الخاصة ذاتها طابعاً استقلالياً و فردانياً . لذلك إخترق شعور الملكية الخاصة وعي البشر . و أتى - عصر اليوم ،- حيث يتخذ الإنتاج مجددا طابعاً إجتماعياً ؛ و بالتالي، فإن الملكية سوف تتخذ قريبا، بدورها، طابعاً إجتماعياً ، و إنه لهذا السبب تخترق الاشتراكية تدريجيا وعي الناس . لنعطي مثالاً بسيطاً . تصور إسكافياً كان يملك ورشةً صغيرةً ، ولكنه ، عندما عجز على تحمل المنافسة مع أرباب العمل الكبار، إضطر إلى غلق ورشته و ، دعونا نفترض ،انه ذهب كي يشتغل في مصنع للأحذية في تفليس، عند أدلخانوف . لقد إنخرط في العمل لدى أدلخانوف ، ليس ليصبح عاملاً أجيراً منْتظماً ، و لكن لجمع المال و تكوين رأس مال صغير لكي يتمكن من إعادة فتح ورشته من جديد . كما نلاحظ ، إن وضع هذا الإسكافي هو بالفعل بروليتاري، ولكن وعيه ليس بروليتاريا، بل بورجوازي وضيع بالكامل . بعبارة أخرى، فإن الوضع البرجوازي الصغير لدى الإسكافي قد اختفى بالفعل ، إنه لم يعد موجودا ، ولكن وعيه البرجوازي الوضيع لم يختفي بعد ، بل لا يزال متخلفا عن وضعه الفعلي . من الواضح هنا ، أنه في الحياة الاجتماعية، الظروف الخارجية، أي وضع الناس ، هي التي تتغير أولاً، وبعد ذلك، و كنتيجة ، يتغير وعيهم . ولكن لنعد إلى إسكافينا.كما رأينا ، لقد كان يظن أنه سيجمع المال لإعادة فتح ورشته . إن الإسكافي الذي أصبح بروليتارياً يعمل إذاً ، لكنه يجد نفسه أمام صعوبة بالغة في جمع المال لأن راتبه بالكاد يكفي لتلبية تكاليف وجوده. و لاحظ علاوة على ذلك، أنه ليس بالشيء المغري جدا أن يفتح ورشته الخاصةً : أجرة المبنى ، نزوات الزبائن، الافتقار إلى المال، و منافسة أرباب العمل الكبار وغير ذلك من العراقيل ، هذه هي المخاوف التي تؤرق الحرفي. على عكس ذلك ، فإن البروليتاري مبعد نسبياً عن كل هذه الهواجس : فهو لا يساوره أي قلق حيال الزبائن ، ولا الإيجار الذي سيدفعه ؛ ففي الصباح يذهب إلى المصنع؛ و يغادره في المساء، و "في هدوء لا مثيل له " ؛ و يوم السبت يضع " أجره " في جيبه في هدوء مماثل . حينها و للمرة الاولى تقص اجنحه أحلام إسكافينا البرجوازية الوضيعه ؛ عندئذ ، و للمرة الأولى ، تتولد لديه توجهات بروليتارية. يمر الوقت، و يدرك إسكافينا أن المال لا يكفيه لتلبية احتياجاته الأساسية، و أنه في حاجة ماسة إلى زيادة في الأجر . في نفس الوقت يدرك أن زملائه يتحدثون عن النقابات و الإضرابات . حينها ، يعي إسكافينا الحقيقة ، أنه لكي يتحسن وضعه ، عليه أن يناضل ضد أرباب العمل ، وليس فتح ورشته الخاصة . سوف ينخرط في النقابة ، و يسهم في الحركة الاضرابية و يعانق الأفكار الإشتراكية . بهذا الشكل يؤدي تغير الوضع المادي للإسكافي في نهاية المطاف، إلى تغيير في وعيه: أولا، تغير وضعه المالي ، بعد ذلك و في وقت لاحق، فإن وعيه تغير ،نتيجة لذلك . لا بد من القول بأن ذلك ينسحب على الطبقات والمجتمع ككل. فكذلك بالنسبة للحياة الإجتماعية ، انها الظروف الخارجية التي تتغير أولا،أي الظروف المادية، ثم يتغير وفقا لذلك، تفكير الناس ، و أخلاقهم ، و عاداتهم، و فهْمهم للعالم . لذلك يقول ماركس: ." ليس وعي الناس الذي يحدد وجودهم، بل على العكس وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم." مقدمة نقد الاقتصاد السياسي كارل ماركس " إذا كنا نسمي الجانب المادي و الظروف الخارجية، و الوجود وغيرها من الظواهر ذات نفس الطبيعة مضمونا ، إذاً فاننا يمكن أن نسمي شكلاً ذلك الجانب المثالي، الوعي وغيره من الظواهر ذات نفس الطبيعة . ومن هنا جاءت الأطروحة المادية المعروفة : أثناء التطور ، يسبق المضمون الشكل ، و الشكل يتخلف عن المضمون . كذلك، فإنه وفقا لماركس، يكون التطور الاقتصادي هو "القاعدة المادية" للحياة الاجتماعية، أي مضمونها ، في حين أن السياسي والقانوني والفلسفي-الديني، هو " الشكل الأيديولوجي" لهذا المضمون ،أي "بنيته الفوقية" و يخلص ماركس إلى هذا الاستنتاج:" إن تغير الأساس الاقتصادي يقلب بشكل أكثر أو أقل سرعةً البنية الفوقية الهائلة كلها" . هذا لا يعني، بالتأكيد، أنه يجب علينا أن ننسب لماركس فكرة أن المضمون ممكن دون شكل ، كما تخيل ش . غ. (انظر نوباتي، رقم (1): " نقد الآحادية ") . إن مضموناً دون شكل هو شيء مستحيل، ومع ذلك، فإن هذا الشكل أو ذاك ، على إعتبار تأخره عن المضمون ، لا يتوافق تماما مع هذا الأخير، وبالتالي فإن المضمون الجديد يجبر على أن يتخذ وقتياً الشكل القديم ، و هو ما يؤدي إلى الصراع فيما بينها. في الوقت الحاضر على سبيل المثال، فإن المضمون الاجتماعي للإنتاج لا يتناسب مع شكل ملكية المنتجات التي لديها طابع خاص، و إنه على هذا الأساس يحدث "الصراع" الاجتماعي الحالي . من ناحية أخرى، فإن فكرة أن الوعي هو شكل من أشكال الوجود لا يعني أبداً أن الوعي، بحكم طبيعته، هو أيضا مادة . يعتقد ذلك فقط الماديون المبتذلون (مثل بوخنر ومولسشوت)، الذين تتعارض نظرياتهم جذرياً مع مادية ماركس و اللذان سخر منهم انجلز بحق في لودفيغ فويرباخ . حسب مادية ماركس فإن الوعي و الوجود ، الفكرة و المادة ، هما شكلان مختلفان لنفس الظاهرة الواحدة و التي تحمل الإسم العام ،الطبيعة أو المجتمع . بذلك ليست الواحدة نفياً للأخرى و في نفس الوقت لا تمثلان نفس الظاهره.كل ما في الامر ان تطور الطبيعه و المجتمع و الوعي ،اي ما يتم على مستوى دماغنا ،يسبقه تغير مادي ،اي ما يحدث خارج ذواتنا ؛ أي ان التغير المادي سوف يتبعه حتما ، عاجلا أو آجلا، تغيير مثالي مطابق. رائع، سيقولون لنا ،ربما كان هذا صحيحا فيما يتعلق بتاريخ الطبيعة والمجتمع؟ ولكن كيف تتولد اليوم، في عقولنا، تصوراتنا و أفكارنا المختلفة؟ هل أن الظروف الخارجية موجودة في الواقع ، أو أنه لا وجود لشيء حقيقي غير فهمنا للظروف الخارجية؟ و إذا وجدت الظروف الخارجية، فإلى أي مدى يكون تصورها و معرفتها ممكنان؟ في هذا الصدد، تؤكِّد النظرية المادية ان تمثلاتنا ، أي الأنا "الذات" ، لا توجد إلا بقدر ما توجد الظروف الخارجية، مولدة الانطباعات "الانا " . إن من يقول ، دون أن يفكر ملياً ، أنه لا وجود شيء خارج تمثلاتنا ، يجد نفسه مجبراً على إنكار الظروف الخارجية ، و بالتالي ، إنكار وجود مخلوقات أخرى ، مع الإعتراف فقط بوجود " ذاته " ، و هذا أمر سخيف و يتناقض جذرياً مع مبادئ العلم. مما لا شك فيه،إن الظروف الخارجية موجودة، وهذه الشروط كانت قد وجدت قبلنا، و سوف توجد بعدنا ؛ إن ادراكها و معرفتها سيصبحان أكثر سهولة بقدر قوه فعلها و تأثيرها على وعينا . حول معرفة كيف تنشأ ، في الوقت الحاضر، داخل عقولنا، التمثلات و الأفكار المختلفة، يجب علينا الاشاره إلى أن ما يحدث في تاريخ الطبيعة والمجتمع يتكرر بشكل مختصر هنا أيضا ، فالموضوع الذي يقع خارج ذواتنا يسبق تمثلنا له ؛ و هنا أيضا ، فإن تمثلنا ، أي الشكل ، يتخلف عن الموضوع ، أي عن مضمونه . فإذا كنت أنظر وارى شجرة ،هذا يعني ببساطة ، أنه قبل أن يبرز تمثل الشجرة في عقلي ، تكون الشجرة نفسها موجودة ، و هي التي أنشأت لدي تمثلاً مقابلاً . هذا وباختصار، محتوى نظرية ماركس المادية. ليس من الصعب للمرء أن يتصور أهمية النظرية المادية للنشاط العملي للإنسان. إذا كانت الظروف الاقتصادية تتغير أولاً، و من ثم وفقا لذلك وعي البشر ، من الواضح أنه يجب علينا أن نسعى إلى البحث عن مبررات معينة لمثل ما ، ليس داخل عقول الناس أو خيالهم ، و لكن داخل تطور ظروفهم الاقتصادية . لا يمكن أن يكون حسناً ومقبولا إلا المثل العليا الذي تتشكل على أساس دراسة الأوضاع الاقتصادية . ليس هناك جدوى ترجى و لا يمكن القبول بكل المثل العليا التي لا تعكس الظروف الاقتصادية و لا ترتكز على تطورها . هذا هو الاستنتاج الاول العملي للنظرية المادية. إذا كان وعي الناس ، عاداتهم وتقاليدهم تحددها الظروف الخارجية، إذا كان الطابع المخل للأشكال القانونية والسياسية تحكمه حتمية المضمون الاقتصادي ، فمن الواضح أنه يجب علينا أن نعمل من أجل إعادة صياغة جذرية للعلاقات الاقتصادية لكي تتغير جذرياً عادات الشعب و تقاليده ، فضلا عن نظامه السياسي هذا ما يقوله كارل ماركس في هذا الصدد : "ليس هناك حاجة لحكمة كبيرة لاكتشاف أن المادية ... متصله بالاشتراكية. اذا كان الانسان يستقي كل معرفته و إحساساته إلخ ، من العالم المحسوس ، يجب علينا إذاً أن ننظيم العالم الخارجي بطريقة ،تجعل الانسان الذي يخوض التجربة ،يشعر من خلالها بما هو إنساني حقا ، و يرى صفة الانسان في نفسه ... اذا كان الانسان ليس حرا بالمعنى المادي للكلمة، بمعنى إذا كان حرا ليس بفضل القوة السالبة التي تمكنه من تجنب هذا أو ذاك ، بل بفضل القوة الإيجابية التي تمكنه من تاكيد ذاته الفرديه الحقيقية ، لا يجب معاقبة الجريمة عند الفرد ، بل علينا تحطيم بؤر الجريمة المعادية للمجتمع ... إذا كان الانسان صنيعة الظروف ، يجب صنع ظروف إنسانية .( انظر لودفيغ فيورباخ، ملحق: "ماركس المادية الفرنسية في القرن الثامن عشر"). [كارل ماركس: العائلة المقدسة، الفصل السادس *ملاحظه المترجمان ]. هذا هو الاستنتاج الثاني العملي للنظرية المادية. ****** كيف ينظر الفوضويين الى النظرية المادية لماركس وانجلز؟ إذا كان المنهج الجدلي يعود في بدايته الى هيغل، فإن النظرية المادية ،هي تطور لمادية فيورباخ . يدرك الفوضويون ذلك جيداً ، و يسعون لإستغلال عيوب هيغل و فيورباخ لتشويه سمعه مادية ماركس وإنجلس الجدلية . فيما يتعلق بهيغل و المنهج الجدلي ، لقد أظهرنا أن حيل الفوضويين هذه لا يمكنها إثبات أي شيء سوى جهلهم . كما ينسحب هذا القول على هجماتهم ضد فيورباخ والنظرية المادية. على سبيل المثال، يُؤكِّد الفوضويون بثقة كبيرة بالنفس أن "فيورباخ كان مؤمناً بالكون و خالقه.." ؛ و أنه " قام بتأليه الانسان " (انظر نوباتي، رقم 7: د. دلندي) ؛ و أنه " حسب فيورباخ ، الانسان هو ما يقوم بأكله ... " و أنه من المرجح أن يكون ماركس قد اعتمد في استنتاجاته على ذلك " إذاً ، فإن الرئيسي والمهم هو الوضع الاقتصادي ." (انظر نوباتي، رقم 6: ش.غ.) الحقيقة هي أن لا أحد يشكك في إيمان فيورباخ ولا تأليهه للإنسان أو أخطاء أخرى مشابهة. على العكس من ذلك كان كل من ماركس وانجلس أول من كشفا أخطاء فيورباخ . ومع ذلك يعتقد الفوضويون أنه من الضروري مرة أخرى " فضح " أخطاءٍ سبق أن ذٌكرت. لماذا ؟ ربما لأنه بمهاجمة فيورباخ،فانهم يريدون ، بشكل غير مباشر ، تشويه النظرية المادية لماركس و انجلس . من دون شك ، إذا ما نظرنا دون تحيز ، فسوف نجد بالتأكيد أن لدى فيورباخ، بجانب الأفكار الخاطئة ، هناك أخرى صائبة ، مثلما كان الحال ، على مر التاريخ ، لدى العديد من العلماء الاخرين . ولكن الفوضويين لا ينفكون عن "فضح " ذلك . .. نحن ومرة أخرى نصرح ، أنهم بحيلهم هذه، لن يثبتوا شيئا غير جهلهم الخاص . من المثير للاهتمام ، أن الفوضويين ( كما سنرى لاحقاً ) تعمدوا نقد النظرية المادية بحديث عام دون معرفة الحد الأدنى حولها . هذا يؤدي الى تناقض بين هذا و ذاك في كثير من الأحيان والى فضح بعضهم بعضا، ، و هذا بالطبع، يضع "نقدهم " في وضع مثير للسخرية . فوفقا للسيد تشركيزشفيلي ، على سبيل المثال ، فإن ماركس و إنجلز قد كرهوا المادية الأحادية ؛ و ماديتهما هي مبتذلة و ليست أحادية :" إن علم الطبيعيين العظيم، مع نظامه التطوري، نظريته التحويلية ، و ماديته الأحادية التي يكرهها إنجلز بشدة ... ينكر الديالكتيك ، إلخ .. "(انظر نوباتي، رقم 4: ف. تشركزيشفيلي). يترتب على ذلك أن مادية العلوم الطبيعية ، التي يُقِرُّ بها تشركزيشفلي و "يكرهها" انجلز هي مادية أحادية، و بالتالي ، فإنها تستحق الإقرار بها ، في حين أن مادية ماركس و إنجلز ليست أحادية: لذلك لا تستحق الاعتراف بها. يقول فوضوي آخر ، أن مادية ماركس وإنجلز أحادية، و لهذا السبب فهي تستحق أن ننكرها . " إن تصور ماركس التاريخي هو تكرار موروث عن هيغل. بصفة عامة، فإن المادية الأحادية المترتبة عن الموضوعية المطلقة، وبوجه خاص، أحادية ماركس الاقتصادية هما مستحيلتان في الطبيعة و خاطئتان في النظرية ... المادية الأحادية هي ثنائية مقنعة بشكل سيء و حل وسط بين الميتافيزيقيا والعلم ... "(انظر نوباتي، رقم 6. ش.غ.) يترتب على ذلك أن المادية الأحادية غير مقبولة، أن ماركس وإنجلز لا يكرههانها ، وأنه على العكس من ذلك، كانا هما نفسهما ماديين أحاديين ، لذلك يجب علينا أن نرفض المادية الأحادية. الأول يدير نحو اليمين و الاخر نحو اليسار ! لا نعرف أيهما يقول الحقيقة ! فهما لم يتفقا إلى الآن حول ميزات أو عيوب مادية ماركس ؛ هم أنفسهم لم يفهموا بعد إذا كان ماركس مادياً آحادياً أم لا ؛ هم لم يحددوا بعد مسالة معرفة أيهما أكثر قبولاً : المادية المبتذلة أو المادية الآحادية ، - لكنهم يصِمّون آذاننا بتفاخرهم : كما ترون لقد حطمنا الماركسية . نعم،نعم ، إذا واصل الساده الفوضويون بهذا الحماس تدمير تصورات بعضهم البعض، فإن المستقبل ،وبلا شك ، سوف يكون من نصيبهم ... لا تقل سخرية حقيقة أن بعض الفوضويين " المشهورين " ، بالرغم من " شهرتهم " لا يعرفون بعد مختلف التيارات التي برزت في مجال العلوم . هم يجهلون ، تخيلوا ذلك ، أنه يوجد في مجال العلوم أصناف عديدة من المادية ، مع فروقات كبيرة فيما بينها : هناك ، على سبيل المثال ، المادية المبتذلة ، التي تنفي دور الجانب المثالي و فعله في الجانب المادي ؛ و لكن هناك أيضاً المادية المسماة آحادية - نظرية ماركس المادية - التي تحلل علمياً العلاقة المتبادلة بين الجانب المثالي و الجانب المادي . إلا أن الفوضيين يخلطون بين هذه الاصناف المختلفة من المادية ، بل حتى أنهم لا يلاحظون الفروق الواضحة التي توجد بينها و يعلنون في نفس الوقت بكل رباطَة جأْش : نحن نجدد العلم! هكذا على سبيل المثال،يعلن ب. كروبوتكين بثقة تامة، في كتاباته "الفلسفية" أن الفوضوية الشيوعية تستند إلى "الفلسفة المادية الحديثة"، الا انه لا يقول كلمة واحدة لتوضيح على أي "فلسفة مادية" تقوم الفوضوية الشيوعية : إن كانت تقوم على الفلسفة المادية المبتذلة، الأحادية أو غير ذلك. إنه على الأرجح لا يعلم أنه يوجد بين مختلف تيارات المادية تناقض جوهري ، انه لا يفهم أن الخلط بين هذه التيارات ، ليس "تجديداً للعلوم"، بل دليل على الجهل المحض. (انظر كروبوتكين "العلم و الفوضوية " وكذلك "الفوضوية و فلسفتها" ). نفس الشئ يجب ان يقال عن تلاميذ كروبوتكين الجورجيين . إستمعوا: "حسب إنجلز، وأيضا حسب كاوتسكي،قدم ماركس للبشرية خدمة سامية في أنه ... [ من بين أمور أخرى اكتشف ] المفهوم المادي . هل هذا صحيح؟ نحن لا نعتقد ذلك، لأننا نعرف ...ان جميع المؤرخين والعلماء والفلاسفة الذين الذين يتمسكون بالرأي القائل بأن الآلية الاجتماعية تحكم حركتها الظروف الجغرافية و المناخية على سطح الأرض و كذلك الفلكية و الانثروبولوجية و البيولوجية ، جميعهم ماديون."(انظر نوباتي، رقم 2). اذن اتضح انه بين ماديه أرسطو و هولباخ ،و ماديه ماركس و موليشوتا ،لا يوجد اي اختلاف!يا له من نقد ! ها هم اناس يملكون هذا المستوى من المعرفه ،يهدفون لتجديد العلم.فلا عجب عندما يقال "المصيبه هي عندما يبدأ الاسكافي بطهي الفطائر! ". ثم ان بعض فوضويوننا "المشهورين"قد استمعوا إلى القول بأن ماديه ماركس هي "نظريه المعده"،و يتهموننا نحن الماركسيون: "حسب فيورباخ ،فان الانسان هو ما يأكله و هذه المعادله اثرت بشكل سحري على ماركس و انجلز " و نتيجه لذلك وصل ماركس الى استنتاج ،ان السبب الاول و الاهم هو الوضع الاقتصادي و علاقات الانتاج ".و بعدها يبدأ الفوضويون بالقاء محاضره فلسفيه علينا: "القول ان الوسيله الوحيده لتحقيق هذا الهدف [أي الحياة الإجتماعية ] هو الأكل و الإنتاج الاقتصادي ، فانه من الخطأ ... إذا كان الأمر كما تزعم الآحادية ان الأكل و الوضع الإجتماعي يحددان الايدلوجيا، لاصبح بعض النهماء عباقرةً " "(انظر نوباتي، رقم 6: ش. غ.) كم هو سهل دحض مادية ماركس وانجلز. يكفي أن تسمع من فم طالبه مَدْرَسَةٌ داخِليَّه ثرثرة رددت في الشارع ضد ماركس و انجلس ؛ يكفي إعادة هذه الثرثرة بحماس فلسفي على صفحات ما تسمى نوباتي حتى تستحق رأسا سمعة "ناقد " الماركسية ! ولكن إخبرونا أيها السادة ، أين، ومتى،و على أي كوكب،و على لسان أي ماركس قيل: إن "الأكل يحدد الايديولوجيا "؟ لماذا لا تذكرون جملة واحدة أو كلمة واحدة من كتابات ماركس تدعم تصريحاتكم ؟ صحيح أن ماركس قال إن الوضع الاقتصادي للناس يحدد وعيهم، و أيديولوجيتهم. ولكن من قال لكم أن تناول الأكل والحالة الاقتصادية هما نفس الشيء؟ هل تجهلون حقاً أن الظاهرة الفيزيولوجية ألا وهي تناول الطعام، ، تختلف أساسا عن هذه الظاهرة السوسيولوجية ، ألا وهي الوضع الاقتصادي للناس ؟ يمكن أن يغفر الخلط بين هذين الظاهرتين المختلفتين،لنقل، لآنسة ما بمدرسة داخلية ، ولكن كيف يمكن أن يردد " المنتصرون على الإشتراكية الديمقراطية " و "مجددو العلوم " بكل زهو أخطاء آنسات المدرسة الداخلية ؟ علاوة على ذلك ، كيف للأكل أن يحدد ايديولوجية المجتمع ؟ تعالوا لنفكر مليا في ما تقولون : إن تناول الطعام، أي شكل تناول الأكل لا يتغيران . في القدم أيضاً كان الناس ياكلون ،و يمْضغون ، و يهضمون طعامهم كما هو الحال اليوم ، غير أن الايديولوجيا تغيرت بإستمرار . العتيقه أو الاقطاعية أو البورجوازية أو البروليتارية ، هذه هي بالمناسبه اشكال الأيديولوجيا . هل يعقل ان يحدد ما لا يتغير ما هو في تغير مستمر؟ لنتابع. حسب الفوضويين،فإن مادية ماركس ، "هي على دوام موازاة ... "أو أيضاً :" إن المادية الآحادية هي ثنائية سيئة التنكر و تسوية بين الميتافيزيقيا والعلم ... يسقط ماركس في الثنائية لأنه يبرز علاقات الإنتاج كشيء مادي، و تطلعات الإنسان و الارادة على اعتبارها ضربا من الوهم و طوباوية غير ذات أهمية ، على الرغم من وجودها " (انظر نوباتي، رقم 6: ش. غ.) أولا،لا وجود لأي علاقة مشتركة بين مادية ماركس الأحادية مع مفهوم الموازاة السخيف. من وجهة نظر هذه المادية،فإن الجانب المادي،أي المضمون ، يسبق بالضرورة الجانب المثالي، أي الشكل .إن الموازاة ، تنكر وجهة النظر هذه و تعلن بشكل قاطع أنه لا الجانب المادي، و لا الجانب المثالي يسبق الآخر ، و أن الجانبين يتطوران معاً و بشكل موازي . ثانيا، حتى لو أبرز ماركس علاقات الإنتاج كشيء مادي، و تطلعات الإنسان و الارادة على اعتبارها ضربا من الوهم و الطوباوية غير ذات أهمية ، فهل يعني ذلك أن ماركس ثنائي ؟ الثنائية، كما نعلم، تعطي أهمية متساوية إلى الجانب المثالي والجانب المادي و تعتبرهما مبدأين متعارضين . لكن إذا كان ماركس ، حسب ما تقولون ، يعطي أهمية اكثر إلى الجانب المادي ، و على عكس ذلك لا يعير أهمية إلى الجانب المثالي على أساس أنه "طوباوية " ، أين هي ثنائية ماركس أيها السادة " النقديون " ؟ ثالثاً، أي صلة يمكن أن يكون بين الآحادية المادية و الثنائية، في الوقت الذي فيه حتى الطفل يعرف أن الآحادية تنطلق من مبدأ واحد - أي من الطبيعة أو الوجود ،و تحملان شكل مادي و شكل مثالي - في حين أن الثنائية تنطلق من مبدئين ، مادي و مثالي ، و اللذان ، وفقا للثنائية ينفيان احدهما الآخر ؟ رابعا، متى " قدم ماركس تطلعات الإنسان والإرادة على أنها ضرب من الوهم و الطوباوية "؟ صحيح أن ماركس ربط " التطلعات الانسانية و الإرادة " بالتطور الإقتصادي و أنه عندما لا تتطابق تطلعات بعض الحالمين مع الوضع الاقتصادي ، فإنه يصف ذلك بالطوباوية . هل يعني هذا أنه ، وفق ماركس ، التطلعات الإنسانية بشكل عام هي طوباوية ؟ هل نحن حقا بحاجة أيضا لتفسير هذا ؟ أظنكم لم تقرأوا قول ماركس :" إن البشرية لا تضع امام نفسها إلا المهام التي تستطيع تحقيقها"(انظر مقدمة نقد الاقتصاد السياسي كارل ماركس ) هذا يعني أن البشرية لا تكلف نفسها بمهام طوباوية . من الواضح أن "ناقدنا " إما أنه لا يفهم ما يقول أو أنه يشوه الحقائق عن قصد. خامساً،من قال لكم أنه حسب ماركس و انجلس " تكون التطلعات الانسانية و الإرادة دون أهمية تذكر " ؟ لماذا لا تشيرون أين تكلما عن ذلك ؟ هل في الثامن عشر من برومير ـ لويس بونابرت ، أو في الصراع الطبقي في فرنسا ، أو في الحرب الأهلية في فرنسا ، أو في المنشورات ألاخرى ؟ فماركس لا يتكلم عن دور " التطلعات و الإرادة " . إذاً ، لماذا سعى ماركس من منطلق الاشتراكية الى تطوير "إرادة البروليتاريا وتطلعاتها " ، لماذا قام بالدعاية بين صفوفها إذا كان لا يعير إهتماماً "للتطلعات و الإرادة " ؟ زد على ذلك ، عن ماذا يتحدث انجلس في مقالاته المعروفة بين 1891 و 1894 ، إن لم تكن حول " أهمية الإرادة و التطلعات " ؟ نعم وفقا لماركس، "الإرادة والتطلعات" لدى البشر تستخلص مضمونها من الظروف الاقتصادية. و لكن هل هذا يعني انهما لا تتمتعان بأي تأثير على تطور العلاقات الإقتصادية ؟ هل من العسير جدا على الفوضويين أن يفهموا فكرة كهذه في غاية البساطة؟ لا تزال هناك "تهمة" يلصقها بنا السادة الفوضويون: " لا يمكن أن نتصور الشكل دون المضمون ... " : كذلك لا يمكن القول أن " الشكل يتبع المضمون [ أي يتاخر على المحتوى .ك .(ك. تعني هنا كوبا و هو احد اسماء ستالين الحركيه. ملاحظة المترجمان ) ] ... انهما "يتعايشان " ... في الوضعية المقابل ، تصبح الآحادية عبثاً ".(انظر نوباتي، رقم 1 ش. غ.) هنا مرة أخرى تتشوش أفكار " علامتنا " قليلا. أن يكون المحتوى غير وارد دون شكل فهذا صحيح . لكن ليس أقل صحةً من أن الشكل الموجود لا يمكن أن يطابق أبداً و بشكل كلي مع المضمون الموجود : فالأول يتاخر عن الثاني ؛ إن المضمون الجديد يتخذ دائما ، إلى حد ما ، الشكل القديم ، مما يؤدي إلى وجود صراع دائم بين الشكل القديم و المضمون الجديد . على هذا الأساس حدثت الثورات، وهنا أيضاً تتجلى ؛ من بين أشياء أخرى ، الروح الثورية لمادية ماركس . فالفوضويون " المشهورون " ، لم يفهموا ذلك ، و الخطأ ،بطبيعة الحال ،يقع على عاتقهم ، وليس على النظرية المادية . هذه هي وجهة نظر الفوضويين حول نظرية ماركس وإنجلز المادية ، هذا ما اذا كنا نستطيع تسميتها وجهة نظر . هذه الترجمةاعتمدت على الأعمال الكاملة لستالين النسخة الفرنسية المجلد الأول و كذلك المجلد الاول من الاعمال الكامله باللغه الروسيه. نشر الموضوع لاول مره على شكل حلقات في الاعداد5،6،7،8،11،18و25 ديسمبر1906 و1 يناير 1907 من جريده اخالي درويبا الجورجيه.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني